Les Points et les Yeux
النكت والعيون
Chercheur
السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Lieu d'édition
بيروت / لبنان
الناس كانوا إذا أحرموا لم يدخلوا حائطًا من بابه، فدخل رسول الله ﷺ دارًا، وكان رجل من الأنصار يقال له رفاعة بن أيوب، فجاء فتسور الحائط على رسول الله، فلما خرج من باب الدار خرج رفاعة، فقال رسول الله: (مَا حَمَلَكَ عَلَى ذلِكَ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ رَأَيْتُكَ خَرَجْتَ مِنْهُ فَخَرَجْتُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهٍ ﷺ: إنّي رَجُلٌ أَحْمَسُ فَقَالَ: إِنْ تَكُنْ أَحْمَسَ فَدِيْنُنَا وَاحِدٌ) فأنزل الله تعالى: ﴿لَيْسَ البِرُّ﴾ الآية، وهذا قول ابن عباس، وقتادة، وعطاء، وقوله: أحمس يعني من قريش، كانوا يُسَمَّونَ (الحُمْسَ) لأنهم تحمسوا في دينهم أي تشددوا، والحَمَاسَةُ الشدة، قال العجاج:
٨٩ (وكمْ قَطَعْنا مِنْ قِفافٍ حُمْسِ﴾ ٩
أي شداد. والقول الثاني: عنى بالبيوت النساء، سُمِّيَتْ بيوتًا للإيواء إليهن، كالإيواء إلى البيوت، ومعناه: لا تأتوا النساء من حيث لا يحل من ظهورهن، وأتوهن من حيث يحل من قُبُلهن، قاله ابن زيد. والثالث: أنه في النسيء وتأخير الحج به، حين كانوا يجعلون الشهر الحلال حرامًا بتأخير الحج، والشهر الحرام حلالًا بتأخير الحج عنه، ويكون ذكر البيوت وإتيانها من ظهورها مثلًا لمخالفة الواجب في الحج وشهوره، والمخالفة إتيان الأمر من خلفه، والخلف والظهر في كلام العرب واحد، حكاه ابن بحر. والرابع: أن الرجل كان إذا خرج لحاجته، فعاد ولم ينجح لم يدخل من بابه، ودخل من ورائه، تطيرًا من الخيبة، فأمرهم الله أن يأتوا بيوتهم من أبوابها. والخامس: معناه ليس البر أن تطلبوا الخير من غير أهله، وتأتوه من غير بابه، وهذا قول أبي عبيدة.
1 / 250