والجواب: أن الحسن قال: المعنى أنه نمن الذين يستوجبون على الله الكرامة وحسن الثواب. فلما كان خلوص الثواب في الآخرة دون الدنيا وصفه بما ينبئ عن ذلك.
وفي هذا الآية دلالة على أن ملة نبينا ﷺ هي ملة إبراهيم ﵇ مع زيادات في ملة نبينا، فبين أن الذين يرغبون من الكفار عن هذه الملة، وهي تلك الملة قد سفهوا أنفسهم، وهذا قول قتادة زالربيع.
* * *
قوله تعالى: ﴿وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [البقرة: ١٣٢]
وصَّى، وأوصى، وأمر، وعهد بمعنى.
ومما يسأل عنه: أن يقال: على ما يعود الهاء من ﴿بِهَا﴾؟
والجواب فيه قولان:
أحدهما: أنها تعود على الملة وقد تقدم ذكرها، وهو قول الزجاج.
والثاني: أنها تعود على (الكلمة) التي هي أسلمت لرب العالمين، قاله بعض أمر اللغة.
ويسأل: بما ارتفع ﴿يَعْقُوبُ﴾؟
والجواب. أن فيه قولين:
أحدهما: أنه معطوف على إبراهيم، والتقدير: ووصى بها يعقوب، وهذا معنى قول ابن عباس وقتادة.
والثاني: أنه على الاستئناف، أي: ووصى يعقوب أن يا بني، والفرق بين التقديرين أن الأول لا إضمار فيه، لأنه معطوف، والثاني فيه إضمار.
1 / 153