Nuances dans le Coran

Ibn Faddal Qayruwani d. 479 AH
209

Nuances dans le Coran

النكت في القرآن الكريم (في معاني القرآن الكريم وإعرابه)

Chercheur

د. عبد الله عبد القادر الطويل

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

قال ابن إسحاق: فذكر لي أن رسول الله ﷺ قال لجبريل ﵇ حين جاءه: لقد احتبست عني يا جبريل حتى سؤت ظنًا، فقال له جبريل: وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك، وما كان ربك نسبا، فافتتح السورة تعالى: بحمده، وذكر نبوة رسول الله لما أنكروه عليه من ذلك فقال: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ﴾ يعني: محمدًا، إنك رسول مني، أي: تحقيق لما سألوا عنه من نبوتك، ﴿لَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا﴾، أي معتدلًا لا اختلاف فيه، ﴿لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ﴾، أي: عاجل عقوبته في الدنيا، ثم مرَّ في السورة. * * * قوله تعالى: ﴿لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا﴾ [الكهف: ١٢] اختلف العلماء في قوله: ﴿أَيُّ الْحِزْبَيْنِ﴾، فقال الخليل: ﴿لِنَعْلَمَ﴾ مُلغى، و﴿أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى﴾ مبتدأ وخبر، والتقدير: لنعلم الذي نقول فيه: أي الحزبين أحصى، قال يونس: ﴿أَيُّ الْحِزْبَيْنِ﴾ حكاية. وقال الفراء: الكلام فيه معنى الاستفهام، فلذلك لم يعمل فيه ﴿لِنَعْلَمَ﴾ . قال سيبويه: (أي) ها هنا مبنية، وذلك لحذف العائد عليها، كأن الأصل: لنعلم أي الحزبين هو أحصى، فلما حذف (هو) رجعت (أي) إلى أصلها وهو البناء؛ لأنها بمنزلة (الذي) و(من) و(ما) . قال الكسائي: المعني لنعلم ما يقولون، ثم ابتدأ: أي الحزبين أحصى، ومثل هذه الآية قوله: ﴿فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى﴾ [الكهف: ١٩]، وقوله: ﴿ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا﴾ [مريم: ٦٩]، وأنشد سيبويه: ولقد أبيت من الفتاة بمنزل فأبيت لا حرج ولا محروم استشهادا لقول الخليل، وتأوله على تقدير: لا حرج ولا محروم في مكانٍ، على

1 / 302