169

Nuances dans le Coran

النكت في القرآن الكريم (في معاني القرآن الكريم وإعرابه)

Chercheur

د. عبد الله عبد القادر الطويل

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

دخلت على معنى (ما)، وحكى عن العرب: إني لبحمد الله لصالحٌ. فأما من شددها ففيها خمسة أوجه: أحدها: أن المعنى: لممها، فاجتمعت ثلاث ميمات فحذفت واحدة ووقع الإدغام، قال الشاعر: وإني لمما أصدر الأمر وجهه إذا هو أعيا بالسبيل مصادره والثاني: أنها بمعنى (إلا) كقول العرب: سألتك لما فعلت. والثالث: أنها مخففة شددت للتأكيد، وهو قول المازني. والرابع: أنها من (لممت الشيئ) إذا جمعته، إلا أنها بنيت على (فعْلى) قلم تصرف مثل تتْرى. والخامس: أن الزهري قرأ ﴿لمَّا﴾ بالتنوين بمعنى شديد، و(كلٌّ) معرفة؛ لأنها في نية الإضافة. ﴿من سورة يوسف ﵇﴾ * * * قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [يوسف: ٢] يسأل عن قوله: ﴿قُرْآنًا﴾ بم انتصب؟ وفيه وجهان: أحدهما أنه بدل من الهاء في ﴿أَنْزَلْنَاهُ﴾، كأنه قال: إنا أنزلنا قرآنا عربيًا. والثاني: أنه توطئة للحال؛ لأن ﴿عَرَبِيًّا﴾ حال، وهذا كما تقول: مررت بزيدٍ رجلًا صالحًا، تنصب (صالحًا) على الحال، وتجعل (رجلًا) توطئةً للحال. وقوله تعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾، يعني: كي تعقلوا معاني القرآن؛ لأنه أنزل على

1 / 262