Nubdha Mushira
النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة
Genres
قال: لما صح ظهور الإمام عليه السلام في شرقي بلاد عيال أسد والحرب في وادعة أظهرنا في الأهنوم الدعا إلى الإمام حتى تعاقدنا على إلصاء النار وإظهار الخلاف في البلاد، فحصل اختلاف بيننا وبين قرابة المشائخ والعسكر الذين مع ابن المعافا، وقالوا: إظهاركم ذلك وأصحابنا في أيدي الظالمين سبب هلاكهم، فاتفق الرأي على تأخير النار ليلة واحدة حتى يرسل كل واحد لصاحبه ففعلنا وفعلوا، فلما كان بعد غروب الشمس ألصى جميع جبال الأهنوم النار وأظهروا الخلاف والعسكر انحازوا إلى وادعة كما تقدم وسلمهم الله مما كانوا يخافونه، وله الحمد كثيرا، ثم اجتمعت الأهنوم إلى الفقيه علي بن محمد الشهاري وظليمة وما إليها إلى السيد العلامة المهدي بن إبراهيم بن المهدي وتقدموا بلاد شظب فأحاطوا بالسودة فأخذوها، وكان قد انهزم ابن المعافا من وادعة فحاصروه ثم استأمن إلى مولانا الإمام كما تقدم، وكان قد عزم (من وادعة ومعه مشائخ الأهنوم حول ثلاثين شيخا، وأما قبائلهم فلما رأوا النار في بلادهم عزموا من التحيد ومن غيره تلك الساعة إلى الأهنوم، والمحاصر له في قرن الناعي السيد العلامة المجاهد المهدي بن إبراهيم بن المهدي الجحافي رحمة الله عليهما في عسكر ظليمة وغيرهم والفقيه علي بن محمد الشهاري في عسكر الأهنوم، ولما طلب ابن المعافا الخروج قال: إن مشائخ الأهنوم الذين عنده قالوا ما يخرجون إلا إلى يد السيد المهدي بن إبراهيم رحمه الله لأن صاحبهم الشهاري من أهل الجرأة والغدر فخرجوا إلى يد السيد رحمه الله، وأما من في السودة من عسكر الأتراك اشترطوا وصول مولانا عز الإسلام محمد بن أمير المؤمنين المنصور بالله عليه السلام فوصل وعزم بهم إلى جبل عيال يزيد والفقيه عبد الله بن المعافا فأخرج إلى عند الإمام المنصور بالله عليه السلام إلى حبور وبرز له الإمام بيت السيد جمال الدين علي بن المهدي بن جحاف وهو صهر الإمام عليه السلام وبقي إلى أن طلع الإمام عليه السلام إلى السودة، ولهم مواقف وأمور واختص بالإمام عليه السلام ودخل في نفوس السادة والفقهاء [ق/170] الملازمين ونصحوا لمولانا عليه السلام وحذروه من المذكور، وللسيد العلامة صلاح الدين صلاح بن عبد الخالق وللقاضي العلامة علي بن الحسين المسوري قصائد إلى مولانا ونصائح قد ذكرت).
قال السيد العلامة أحمد بن محمد نفع الله به: إن ابن المعافا وكثير من عسكر الظلمة من أصحاب الترك عليهم أحمد آغا عيون وابن البيطار، ومن كوكبان رئيسا سماه احتازوا في السودة يعني في حصنهما وكانوا كثيرا وطلبوا مسير ابن الإمام محمد بن أمير المؤمنين عليهما السلام ليرفقهم فسار بهم إلى المضلعة من بلاد عيال يزيد وعاد إلى جهة مدع وعفار، ثم عاد إلى الإمام عليه السلام إلى السودة كما تقدم، وبقي ابن المعافا عند الإمام معظما واستخلفه وأبقاه على حصنه بسعاية من يحب ابن المعافا ويصانعه، وكان رأي الإمام عليه السلام إخراجه من الحصن فأعجله أهل ذلك القول بجريرة الرهائن والمحابيس لئلا يهلكوا جوعا وقد كان هلك أكثرهم قبل الخطاب، وذلك في القعدة أو محرم عام سبع وألف[1598م].
Page 502