205

Nubdha Mushira

النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة

Genres

لما بلغ الإمام عليه السلام عساكر الأتراك وإجماعهم كافة على السيد عامر رحمه الله إلى جبل تيس وهو يومئذ في حبور وابن المعافا عنده رأى عليه السلام أن يتقدم إلى السودة ليشدد أصحابه الذين في ثلاء وغيره والذين في جبل تيس، ويشغل [ق/ 135] قلوب الأعداء من ورائهم، وليحسن أيضا استخراج ولده عز الإسلام محمد بن أمير المؤمنين، وذلك أنه كان في مدع لأنه لما ساير الخارجين من حصن السودة ورفقهم كما ذكرنا من قبل سار معهم إلى المضلعة، ثم تقدم إلى مدع، ولما وقع الحرب في جبل تيس اجتمع السادة الذين هم السيد حسن بن شرف الدين، والسيد صالح بن عبد الله، والسيد أحمد بن محمد المحرابي وأرسلوا القاضي سعد الدين إلى حبور ورأوا تقدم الإمام إلى السودة، وأخذ شوره ورأيه في ولده عز الإسلام محمد بن الإمام لا يبقى في مدع بل يعود إلى أبيه، فتقدم الإمام عليه السلام إلى السودة، والسيد عامر حينئذ في جبل تيس فتأخر السيد عامر عقيب ذلك، وتقدم الإمام إلى السودة في شهر صفر سنة سبع وألف [سبتمبر1598م] حتى استقر بالسودة، ووقع مع الناس تضعضع من تأخر السيد عامر رحمه الله وساغ للمرجف القول، وتفرق من كان في ثلاء من أصحاب الإمام وعادوا إلى نواحي جبل عيال يزيد وبني قطيل، وانتقل السيد شمس الدين أحمد بن محمد المحرابي من قرية مدع إلى مسور واجتمع بالسيد عامر هنالك، وبقي في حصن مدع الحاج الفاضل المجاهد شمس الدين أحمد بن علي بن دغيش- وقد تقدم ذكر ذلك-ومعه جماعة من العسكر المجاهدين، ولما خلت بلاد جبل تيس ونواحي ثلاء غير حصن ثلاء من أصحاب الإمام عليه السلام انتقل سنان بعساكره إلى حول حصن مدع، فحط في جرن مدع وحاصر أهل الحصن، ثم شرع في حرب من في مسور من أصحاب الإمام عليه السلام، واتصل به بعض قبائل مسور كعيال على وعيال مومر خفية، وكان ظاهر هؤلاء مع أصحاب الإمام عليه السلام وباطنهم مع الأتراك، وكان سنان لعنه الله لما وصل مدع أصابه الله بألم نحو أربعة أشهر وأشيع موته، هذا معنى ما ذكره السيد أحمد نفع الله به.

وفي أيام بقاء الإمام عليه السلام في السودة قضايا، منها: أن الشيخ ناصر البهيلة صاحب حقل كاتب الإمام عليه السلام أنه يسلم له الحصن بشرط أن يقدم الإمام لقبضه هو، فتوكل على الله، ولما كان بالقرب منه وقف لينظر في الأمر وينتظر وصول الشيخ المذكور وظلل عليه أصحابه من الشمس فرماه عدو الله بثلاث بنادق لم يحصل عليه ولا على أصحابه منها ضرر، وعاد عليه السلام إلى السودة.

Page 448