Nubdha Mushira
النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة
Genres
[وقعة نغاش]
وقال السيد عيسى: ووقع في أيام نغاش وقائع هائلة خاض فيها سنان لعنه الله المتالف.
قال السيد أحمد عادت بركاته: وكان القتل من أصحابه في هذه الوقعة نحو مائتي رجل من شجعان العجم والعرب، وغنم المجاهدون في هذه الوقعات أنواعا من السلاح والبنادق العظيمة وغيرها شيئا كثيرا، وكانت هذه الوقعة مقوية [ق/ 132] لأعضاد أصحاب الإمام، مثبتة لأقدامهم، ومزلزلة لقواعد الأتراك، وهادمة لقواهم، وكان لها موقع عظيم، ووقع بسببها فتوحات كثيرة، وقيلت فيها الأشعار الكثيرة، ومما قيل فيها قول السيد العلامة صلاح الدين صلاح بن عبد الخالق بن يحيى بن الهدى الجحافي، وهو قوله:
النصر والفتح والتأييد والظفر .... جرى بها لك من دون الورى القدر
وساعدتك عنايات الإله ففي .... جيوشك الغر من أملاكه زمر
مذ قمت لله لا تلوي على أحد .... والأرض فيها نيار الجور تستعر
نصرت بالرعب والأعداء قاطبة .... بحد سيف شديد البطش قد قهروا
ما سار جيشك إلا أمه رعب .... تكاد منه قلوب الخصم تنفطر
لم أنس يوما بطوف السود كان له .... ذكر بروق ونشر طيب عطر
فصدق الله منك الظن وانفتحت .... لك الفتوح وزال المكر والغرر
فما سمعنا بفتح كان يشبهها .... إلا الذي خص في أيامه عمر
يوما شفيت فؤادي من بلابله .... به وأدركت ما قد كنت أنتظر
لدن تمشت جنود البغي يقدمها .... الشيطان والزهو والطغيان والبطر
لا يحسبون لهم كفؤا يقاتلهم .... ولا يردنهم بدو ولا حضر
فصادفوا عصبة سيان عندهم .... أقل أعداؤهم في العين أم كثروا
أهل الحفيضة من حنب وهل أحد .... يفوقهم أو يسامي مجدهم بشر
وأهل كحلان تاج الدين إن لهم .... مجد على من يساميهم ومفتخر ولست أنسى بني حيش وما صنعوا .... فإنهم عصبة حين الوغى صبروا
Page 442