فتاح :
إنك تجهلين الحياة يا سيدة نوب حتب، ولست أريد أن أطيل الشرح معك فيما تجهلين، ولكن اسمحي لي أن أقول لك إن مولانا الكاهن الأعظم قد أرسلني إليك؛ لأرجوك في أمرين، أولهما: أن تحسني معاملة السيدة رودوبيس التي تشكو منك مر الشكوى، والثاني: أن تسمحي له بزيارتك وزيارتها ليلا لمجرد المؤانسة؛ لأنه يحب حديثكما، وكثرة عمله أثناء النهار تمنعه من زيارتكما نهارا.
نوب حتب :
إن زيارة رجال التعليم لنا ليلا قد تثير حول اسمنا واسمهم الظنون، وإني - حرصا على سمعتنا - ألتمس من مولانا الكاهن العدول عن رغبته هذه.
فتاح :
إنك يا سيدة نوب حتب شديدة قاسية، لا ترحمين من قاسوا من الحب والهوى ما لا طاقة لهم باحتماله، ومولانا الكاهن الأعظم لا يستطيع العدول عن تلك الرغبة، وقد أشاطره أنا فيها يا سيدتي، فلم تقسين علينا إلى هذا الحد؟ ولم تحرميننا التمتع بنعيم هذه الحياة كباقي رجال العالم؟
نوب حتب :
إني لا أتعرض لكم يا سيدي فيما تمتعون به أنفسكم، بعيدا عن دور التعليم، أما في معاهد العلم، وأما في دور الثقافة، فهو ما لا أسمح به ولا يسمح به شرف التعليم ورفعته.
فتاح :
إنك يا سيدة تنصحين رجالا، هم أكبر منك سنا، وأكثر تجربة، وأسمى مركزا، نحن رؤساؤك، لنا أن نأمر وعليك أن تطيعي، وأنا بصفتي النبي الثاني لدير آمون، وبما لي من الإشراف على هذه الدار، آمرك أن تقومي معي الآن، وأن تدخلي بي إلى حجرة السيدة رودوبيس.
Page inconnue