لله ما أفظع هذه الحوادث! وما أقواك يا سيدتي في محاربة هؤلاء العاتين!
نوب حتب :
ليس هذا كل شيء يا ماريت رع، فقد أرسل الكاهن اليوم خطابا آخر إلى رودوبيس، يطلب منها فيه أن تزوره في مخدعه في الدير، فاسمعي ألفاظ ذلك الرجل الديني.
حبيبتي رودوبيس
حضرت حسب وعدي لك في خطابي السابق، فوجدت بواب الدار يترقب حضوري دون أن أنتبه إلى وجوده، فقبض علي ولكنه لما تبينني خاف مني وتركني، ولا أدري كيف عرفت تلك الخبيثة خبر مجيئي فاستعدت له؟ فهل أخبرت أحدا بمضمون هذا الخطاب؟ أم إن نوب حتب أصبحت تشاطر آلهة الشر في إيذاء الناس؟ لنؤجل هذه الأسئلة لساعة اللقاء، فإني في شوق عظيم إلى رؤيتك، لا أستطيع الصبر عليه، لهذا أرجو أن تأخذي تصريحا بالخروج اليوم بعد انتهاء عملك، وأن تحضري إلى بواب الدير وتبقي في غرفته إلى نصف الليل، وهناك يرشدك هذا البواب إلى مخدع نومي، وإني أبشرك أن يوم الانتقام سيكون قريبا، وسترين بعينيك الجميلتين ما ينال تلك العنيدة من الإهانة والعذاب، فتخرج من هذه الحياة مغضوبا عليها من الناس والآلهة العظام.
ماريت رع :
أكاد أسمع قصة خرافية، لم أكن لأصدقها لولا صدورها منك، أنت التي لا تعرفين الكذب، وما الذي تراه سيدتي الآن؟
نوب حتب :
تعلمين أني علمت الأميرة نيفرتاري ابنة مولانا الملك، ولي بها صلة متينة، فخذي هذه المستندات واذهبي إليها في البيت الأعظم، وخذي معك خاطي وامكثا عند الأميرة إلى أن تسمعي يوم انعقاد المحكمة لمحاكمتي، فاحضري بمستنداتك هذه كدليل قاطع على كفر ذلك الكاهن وفجوره، وأخبري الأميرة كل شيء، فهي لا تتأخر عن مساعدتك في مهمتك الشاقة واحذري أن تخبري أحدا من حاشيتها بذلك، أو بحقيقة اسمك حتى لا تحوم حولك الظنون، أما خاطي فاطلبي من الأميرة وضعه في محل أمين والعناية براحته دون أن يسمح له بالخروج، فإنه يخشى الكاهن الأعظم، ويظن أن مخالفته كفر بأوامر الآلهة، ومحال أن يفهم غير ذلك، ولكنه مع هذا كله سيكون شاهدي الوحيد أمام المحكمة.
يا كاكا ادعي لي البواب خاطي.
Page inconnue