فهذا أعزك الله وإن كان إنما فيه منع بني هاشم من تناول الصدقة لأنها محرمة عليهم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كانت أعماله التي يستعمل عليها عماله على قسمين:
أما للحرب أو على الصدقات، فمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني هاشم من ال عمل على الصدقة بنصيب العامل وهو الصحيح أنهم لا يستعملون عليها تنزيها لهم ولبني المطلب عن أوساخ الناس لكرامتهم.
وقد كان غير واحد من فضلاء الصحابة رضي الله عنهم يعلمون أن آل البيت أرفع قدرا عند الله من أن يبتليهم بأعمال الدنيا منهم عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما لما خرج الحسين بن علي رضي الله عنهما يريد العراق وقد كتبت إليه شيعته بالبيعة وحثوه على مسيره إليهم ليقوم بأمر الأمة بدل يزيد بن معاوية لحقه عبد الله على مسيرة ليلتين، وقال: أين تريد؟
قال: العراق.
قال: لا تأتهم.
قال: هذه كتبهم وبيعتهم.
فقال: إن الله عز وجل خير نبيه صلى الله عليه وسلم بين الآخرة والدنيا فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا، وإنك بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم (1)، والله لا يليها أحد منكم وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم، فارجع فأبى الحسين وقال: هذه كتبهم
Page 96