Conflit et Dispute
النزاع والتخاصم
Chercheur
السيد علي عاشور
وهموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة وتناظروا في أمره ليخرجوه من مكة أو يقيدوه ويحبسوه حتى يهلك أو يندبوا لقتله من كل قبيلة رجلا حتى يتفرق دمه في القبائل (1).
وبالغ كل أحد منهم في ذلك بنفسه وماله وأهله وعشيرته، ونصب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الحبائل بكل طريق سرا وجهرا ليقتله، فلما أذن الله له في الهجرة وخرج من مكة ومعه صاحبه أبو بكر الصديق إلى غار ثور، جعلوا لمن جاء بهما أو قتلهما ديتهما ويقال: جعلوا له مائة بعير، ونادوا بذلك في أسفل مكة وأعلاها (2).
كل ذلك حسدا منهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبغيا ويأبى الله إلا تأييد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإعلاء كلمته حتى صدق الله وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، وظهر أمر الله وهم كارهون - كما ذكرت ذلك ذكرا شافيا في كتاب إمتاع الأسماع بما للرسول صلى الله عليه وسلم من الأنباء والأحوال والحفدة والمتاع ولله در من قال:
عبد شمس قد أضرمت لبني * هاشم حربا يشيب منها الوليد فابن حرب للمصطفى وابن * هند لعلي وللحسين يزيد وما الأمر إلا كما قال الأخطل:
إن العداوة تلقاها وإن قدمت كالعر يكمن أحيانا وينتشر (3)
Page 62