Féminisme et philosophie des sciences
النسوية وفلسفة العلم
Genres
87
واستفادت من إعادة طرح وتقنين هذا المفهوم في الفلسفات المعاصرة مع هيدجر والفينومينولوجيا والبنيوية والتفكيكية ... عن طريق المناهج التفكيكية عملت النسوية على تفكيك الدور الحقيقي للذاتية في الفلسفة الغربية التقليدية، الدور اللاشرعي والمسكوت عنه، وأوضحت جوانا هودج أن الذاتية - الذكورية بالطبع - كامنة في فصل ديكارت للوعي العقلاني عن الجسد، ليرتبط الأول بالذكر والثاني بالأنثى. يمكن أن نجد مثل هذا أيضا في ميتافيزيقا أرسطو. هكذا تحاول النسوية الكشف عن أن الموضوعية الغربية كانت مزيفة إلى حد ما. وإذا نظرنا إلى الذاتية في توظيفها السياسي، في عقر دارها، أي في النزعة الفردية، نجد مفهوم الجنوسة قادرا على أن يلقي ضوءا على هذا الزيف الذي يجعل الطرح التقليدي للذاتية قد جرى توظيفه من أجل دمقرطة حقوق الرجل.
88
ميزت النسوية بين الذاتية كمفهوم أنطولوجي وبينها كمفهوم إبستمولوجي، خصوصا في الإبستمولوجيا التجريبية حيث قام البعض أمثال هيوم بتطويرها في دورها الإبستمولوجي وتجاهل تماما دلالتها الأنطولوجية؛ التي تعنى بها النسوية الجديدة كثيرا، في سياق التأكيد على التمايز بين الذات المذكرة والذات المؤنثة. وبهذا تنتهي إلى أن الموقف المعرفي لذات الأنثى ليس تماما الموقف المعرفي لذات الذكر.
من هنا كان أحد المعالم البارزة للفلسفة النسوية ميلاد الإبستمولوجيا النسوية الصريحة مع مقال نشرته لورين كود
L. Code
في مجلة ما وراء الفلسفة (العدد 12 يوليو-أكتوبر 1981م) تطرح فيه السؤال: هل جنس العارف مهم من الناحية الإبستمولوجية؟ الإجابة التقليدية هي النفي القاطع، لكن كود تتقدم بإجابة نسوية مختلفة تماما تملك حيثياتها ومبرراتها. ثم أكدت كود أن العارف مسئول عما يعرفه، وأهم ما تختلف فيه الخبرة المعرفية للمرأة هو ربط المعرفة بالأخلاق. المعرفة طريق لاتخاذ القرار: ماذا سنفعل؟ وبالتالي بحثت الأبعاد الأخلاقية للموقف الإبستمولوجي والمسئولية الإبستمولوجية. تستفيد من الكانطية في رؤية المعرفة كعملية فعالة تقوم على اكتساب الخبرة وتشييدها. على أن العملية المعرفية من المنظور النسوي تؤدي إلى الحرية والمسئولية والفضائل المتصلة بالإخلاص والتواضع والشجاعة. الأفكار النمطية عن الرجل والمرأة تعوق هذه العملية الإيجابية؛ لأنها تصب المرأة في قالب ينكر عليها المسئولية الفعالة.
89
وحين الانتقال إلى الإبستمولوجيا العلمية، سوف يتمثل هذا في عناية الميثودولوجيا النسوية بالقيم وأخلاقيات العلم.
فجرت كود ثورة تأججت بكتاب الفيلسوفة الأسترالية جنفييف للويد
Page inconnue