Féminisme et philosophie des sciences
النسوية وفلسفة العلم
Genres
وليس الأمر هكذا البتة، ذلك أن العلم على رأس المؤسسات التي اعتبرت كل ما هو أنثوي - كالعاطفة والحنو والشعور والانفعال وعمق الارتباط بالآخر ... - ضد العلم، ولا علم ونقيض للعلم، حتى بات العلم بقيمه الذكورية الخالصة خشنا جافا يوضع كنقيض للإنسانيات، في حين أنه أكثر إنسانية من أي منشط آخر، وهو المحتاج أكثر من سواه لكشف النقاب عن الأنثوية فيه. ومن الناحية الأخرى نجد أنه مع وضع الصدارة الذي يتبوءه العلم في الحضارة المعاصرة، كان اشتباك النسوية معه طويلا عريضا متعدد الأبعاد والمرامي، وفضلا عن فلسفة العلم اشتبكت به الحركة النسوية في الإطار الأولي لمجرد البحث عن حقوق للمرأة. ويمكن حصر أهداف النسوية فيما يتعلق بالعلم كالآتي:
73 (1)
تبيان أن النساء قادرات على ممارسة العلم، عن طريق إعادة قراءة تاريخ العلم، والتنقيب عن دور المرأة فيه، مثلما حدث مع الفلسفة، جريا على نهج النسوية بإعادة قراءة تاريخ الحضارة وقصة العقل. إن إعادة قراءة تاريخ العلم من العناوين الكبرى في فلسفة العلم النسوية.
74
وثمة محاولات دءوبة للكشف عن دور النساء العالمات المجهول، بدءا من اللائي لاقين الظلم أو الإهمال في العصور القديمة، وصولا إلى عالمات معاصرات مثلت أنوثتهن عائقا يحول دون اكتسابهن حقوقهن كاملة، مثل روزاليند فرانكلين، التي كان لها دور حاسم في اكتشاف التركيب المزدوج للشفرة الوراثية، وماتت في منتصف العمر بسرطان في المبايض، ولم يتم الاعتراف بدورها الكبير. وخرجت دوائر معارف وموسوعات مهيبة عن النساء العالمات عبر تاريخ العلم.
75
إنه فحص نقدي وإعادة قراءة وتأويل لمجمل قصة الفلسفة وقصة العقل وقصة العلم وقصة الحضارة. وتستشهد النسوية أيضا بالواقع العلمي الراهن الذي يبين أن نساء كثيرات، وليس فقط الاستثنائيات كماري كوري، يساهمن في كل مستويات العلم، من المساعدات الفنيات إلى الباحثات المستقلات والمنظرات الرائدات. وثمة غاية أخرى لهذا من أهم أهداف فلسفة العلم النسوية، وهي إبراز تأثير أنوثة العالمات على أبحاثهن وإنجازاتهن، كما سنرى في الإبستمولوجيا النسوية، تحقيقا للهدف الأولي للموجة الجديدة، وهو اكتشاف الذات الأنثوية. (2)
إزاحة العقبات التي تعوق النساء عن الإسهام في العلم، وحتى يوم الناس هذا ما زالت العراقيل توضع في أمريكا أمام اقتحام المرأة مجالات البحث العلمي الرفيع، خصوصا في العلوم الفيزيائية والهندسية.
76
تقول ليندا جين شيفرد: «أجل انشغلت كوكبة من النسويات بالسؤال عن سبب قلة عدد النساء في العلم، أما أنا فأندهش من كثرة عددهن، بالنظر إلى القيود التي كانت مفروضة على التعليم، قواعد المجتمع وضغوطه، السقف الزجاجي الذي يعوق التقدم في المسار المهني، الأجر الضعيف (حتى وقت حديث يصل إلى العام 1948م، كانت النساء العالمات في الفلك والفيزياء يتقاضين فقط ربع ما يتقاضاه نظرائهن الرجال)، افتقادهن لتقدير الجمعيات العلمية المهنية، الاستقبال البارد من جانب زملائهن الرجال أو رفضهم التام لهم كأنهن «أمساخ شائهة»، استبعادهن من التواصل الرسمي والتضحيات الشخصية المطلوبة.»
Page inconnue