Féminisme et philosophie des sciences
النسوية وفلسفة العلم
Genres
لا تنطوي الفلسفة النسوية بفروعها المختلفة على مدرسة محددة المعالم، ومنظومة من المسلمات والمعتقدات، بقدر ما هي اتجاه نقدي يتفرع فروعا عديدة، تتفق على نقض المركزية الذكورية، وتختلف في استراتيجيات تحقيق هذا الهدف، تختلف الفيلسوفات النسويات فيما بينهن مثلما يختلف الفلاسفة الرجال.
إن الفلسفة النسوية منطلق وموقف مبدئي ونظرة نقدية تصل إلى نقد الميتافيزيقا الغربية التي ساهمت بمجامعها في خلق الكون الذكوري وثنائية الروح والجسد ... العقل والعاطفة ... الفكر والواقع ... الإنسان والطبيعة ... إلخ هذه الثنائيات، التي طالما شقت وأشقت الفكر الغربي، الهدف منها إعلاء قيمة الطرف الأول (المرتبط بالذكورية) وبخس قيمة الطرف الثاني (المرتبط بالأنثوية)، وآن الأوان للإطاحة بها، المنظور النقدي هو المعلم المميز للفلسفة النسوية، وهي بهذا لا تعبر عن نظرة خاصة بالنساء، بل عن نقد لما هو عام وشامل للبشر أجمعين.
فهي - كما أشرنا - لا تزعم أن النساء يمتلكن الحقيقة، بل فقط أن الرجال لا يستأثرون بها. وهكذا بفضل المنظور النقدي تقدم الفلسفة النسوية نظرة أكثر موضوعية وأقل انحيازا قادرة على تعيين ما هو خطأ في التيار السائد.
ورب قائل: إن الفلسفة بأسرها نقدية، أجل لكن النقد النسوي ينطلق من موقف معين مفطور في الحياة ومحجوب دائما، الموقف النسوي ينطوي على تغيير شامل في النظرة يكشف عن أبعاد في الكون أوسع من تلك التي يكشفها المنظور الذكوري فقط، منطلق الفلسفة النسوية أن ثمة خبرة ثمينة تمتلكها خصوصيات المرأة، بدونها لا يظفر الرجال أنفسهم برؤية متكاملة متوازنة، آن الأوان لرفع النقاب عنها، وفي هذا قد نجد ما هو عادي وشائع ويبدو لا علاقة له بالفلسفة قد يدخل في صميم الفلسفة.
67
هكذا تخلقت الفلسفة النسوية عن محاولات عميقة للإجابة عن التساؤلات الأولية جدا للنسوية بشأن المساواة وهوية المرأة والتراتبية الهرمية للجنوسة والجنسانية
Sexism (الجنسانية أو التحيز الجنسي تعني هيمنة أحد الجنسين والتحيز له في سائر الأبنية والمؤسسات فقط بسبب جنسه، وغالبا ما يكون هذا التحيز لصالح الذكور طبعا).
وتبدأ بمرحلة نقدية لأمهات كتب الفلسفية، في إعادة قراءة وفحص وتأويل لتاريخ الفلسفة واستجوابه لفضح انحياز ذكوري يشوهه، ومعرفة العوامل التي أدت إلى تهميش المرأة، وسبر أعماقه للكشف عن دور للمرأة في الفلسفة جرى تجاهله أو إنكاره.
تأسست «جمعية المرأة في الفلسفة» في أمريكا التي شكلت مشروعا ضخما للتنقيب عن تاريخ النساء الفيلسوفات لتعيين إسهاماتهن من خلال بحث دقيق أبحر إلى أقدم العصور، كان المسلم به أن النساء في العصور القديمة ليس لهن أية اهتمامات تتجاوز تدبير المنزل.
وكشفت البحوث عن نساء في عصر فيثاغورث (القرن السادس قبل الميلاد) اهتممن بتطبيق مفهومه عن التناغم أو الانسجام
Page inconnue