Niswar al-muhadarat wa-ahbar al-mudakara
نشوار المحاضرة وأخبار المذاكر
83 الحلاج في مجلس الوزير حامد بن العباس
أخبرني أبو الحسين بن عياش القاضي، عمن أخبره:
إنه كان بحضرة حامد بن العباس، لما قبض على الحلاج، وقد جيء بكتب وجدت في داره، من قوم تدل مخاطبتهم، إنهم دعاته في الأطراف، يقولون فيها:
وقد بذرنا لك في كل أرض ما يزكو فيها، وأجاب قوم إلى أنك الباب-يعنون الإمام-وآخرون أنك صاحب الزمان-يعنون الإمام الذي تنتظره الإمامية-وقوم إلى أنك[48 ط]صاحب الناموس الأكبر-يعنون النبي صلى الله عليه وسلم-وقوم إلى أنك أنت هو هو-يعنون الله عز وجل-[تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا] (1) .
قال: فسئل الحلاج عن تفسير هذا الرمز، فأخذ يدفعه، ويقول:
لا أعرف هذه الكتب، هذه مدسوسة علي، لا أعلم ما فيها، ولا معنى لهذا الكلام.
وحدثني أبو الحسين بن عياش، عمن حضر مجلس حامد ابن العباس الوزير (2) ، وقد جاءوا بدفاتر وجدت للحلاج، فيها:
إن الإنسان إذا أراد الحج فإنه يستغني عنه، بأن يعمد إلى بيت من داره، فيعمل فيه محرابا ذكره، ويغتسل، ويحرم، ويقول كذا، ويفعل كذا، ويصلي كذا، ويقرأ كذا، ويطوف بهذا البيت كذا، ويسبح كذا، ويصنع كذا، أشياء قد رتبها وذكرها من كلام نفسه، قال: فإذا فرغ
Page 162