الكستنائية اللون أو الضاربة إلى صفرة مترا و30 سنتيمترا، ولهم بطون باجرة
10
وسرر كالأزرار ووجوه متهارمة كامدة فاهمة يحيط بها شعر كثيف، وللرجال منهم لحى طويلة، ولهم عيون لوزية وأفواه كبيرة ذات شفاه رقيقة، ويتصفون بالصمت والترصد وبما ليس خاصا بالزنوج من عدم الثرثرة وعدم الفضول، ومما يميزهم من العروق المجاورة ما في وضعهم من ذكاء وحياء يذكر بما عند القردة الكبيرة، وهم إذا ما أبصروا في السوق عراة يحترزون من السود والبيض على السواء، وأبصرت نساؤهم لابسات ثيابا طفيفة من قشر الشجر مع إقدام وجفاء وهمجية، وجدت فيهم صفات العفاريت، وهم ألباء مداجون وقساة نصراء وعاطفيون عطاش إلى الانتقام وحاقدون شاكرون، والشيب وحدهم هم الذين يحملون منهم سمات الألم، والشيب هم الذين يعرفون أن كل شيء كان باطلا.
ولا يكادون يتحولون في مصارعتهم شعوبا تنظر إليهم من عل وتزدريهم كما يزدري الرجل الفطري من هو أصغر منه، ولا سيما في سواء تلك المنطقة الكثيرة السكان، وكان كل إنسان حولهم يعتمد على الماشية والحبوب في معاشه، وكان الصيد عيدا كالحرب، وهم لقصرهم - نتيجة لملاءمة بيئاتهم مع القرون - اضطروا إلى الاعتصام بالغابة البكر فغدوا عفاريت بين الحيوانات الابتدائية وصاروا من الصائدين، وهم قد عاشوا بدويين في زراب
11
صغيرة محبوكة بسرعة، وفي مخابئ يتعذر العثور عليها، فيتجنبها البانتوي الزنجي الخرافي على أنها مأوى الأقزام، ويحافظ الأقزام على نار لا يعرفون إيقادها، ويجهل إخوانهم من أهل جبل إلغون وجود النار، ويشوي الأقزام اللحم والطلح،
12
ويتقنون صنع الأباريق والسلال، ويأكلون أكثر مما تأكل الشعوب الأخرى، ولكن من الحيوانات التي يذبحونها ومن الخنازير البرية والغزلان والفئران والجراد والسمك والأفاعي، وهم لذلك، يبردون ثناياهم
13
وأنيابهم العليا فيذربونها.
Page inconnue