270

Le Nil : La Vie d'un Fleuve

النيل: حياة نهر

Genres

نحن أرخون بن أموبيخوس، وبليكوس بن أودوموس، قد سجلنا ذلك.

وغدا هؤلاء القادة النكرات الهزلى،

3

الذين أتت بهم المصادفة إلى هنالك، أشهر من ذلك الملك الأكبر الذي نقشوا بين أباهم رجليه أسماءهم، وذلك لاستطاعة كثير من السياح في الشرق أن يقرءوا اليونانية على حين لا يفك الخط الهيروغليفي غير بضعة علماء.

وأعلن رمسيس نصف ألوهيته في داخل الكهف بأن مثل بسلسلة من التماثيل البالغة من الارتفاع عشرة أمتار، ويبدو الإله الشمس ذو الرأس الصقري أصغر من الملك في كل مكان، وفي تصاوير الجدر يقدم رمسيس إليه قربانا مع صورته المؤلهة، ونرى رمسيس أيضا يتناول السيف من إله ويقتل عدوه ويرمي من فوق شرفة خصومه الضارعين والطالبين عفوه، ويأمر بإحصاء أيدي أعدائه المقطوعة في الحرب أو يقود موكب المغلوبين أمام تمثاله المؤله.

وتصبح عبادته الذاتية هذه من الفن في بعض الأحيان، فيكون للملك القاتل عدوا، والجاعل خصمه المقهور تحت قدمه، روعة نقش يوناني بارز، وهو يصغي إلى امرأة تمسك زنده بلطف، وتبارك الملكة برفع الذرعان إلاهتان مزينتان بمثل زينة اليوم حاملتان مفتاح الحياة.

وفي الصباح تنفذ أشعة الشمس في ذلك الغار، وتنير هذا المزار الذي هو قدس الأقداس، ويمن ضياء الكهربا الكشاف في الليل بمنظر جامع مفاجئ، وينعم بمظهر مؤثر إلى الغاية، ولا نبالي - مع ذلك - بهذه الأشكال والكتابات المجاوزة الحد كما نبالي بما ينطوي عليه الخط نفسه من صور فنية، ولا تسترعي أسماء الحيثيين والنوبيين والليبيين أسماعنا كما يسترعيها دوي تلك الأمواج من بعيد.

ولا يوجه انتباهنا شيء من وثائق الحمق الملكي لو لم تدلنا هذه الوثائق - من خلال مناظر ذات فن صبياني - على الحياة في الزمن الذي وضعت فيه، وبها نبصر جنودا وعبيدا، ونبصر المصريين وأعداء المصريين يعيشون في المعسكر ويعلفون خيولهم، وترى في المعبد المجاور للدر، وبالقرب من رمسيس نفسه، فرارا آخذين جرحاهم على حين ترى في الضفة الأخرى أهلهم ينتظرونهم حزانا مع مواشيهم، وترى زنوجا يقدمون إلى الملك قرودا وكلابا سلوقية ونعاما وزرافي وعاجا وذهبا، وترى امرأة حاملة طفلا في سل مربوط بعصيبة على جبينها، ويؤتى بجريح إلى قريته حيث تجلس امرأته القرفصاء بالقرب من النار، وحيث تقف فوق متراس امرأة أخرى حاملة طفلا على ذراعيها، ولم تؤثر فينا هذه المناظر الصغيرة أكثر مما تؤثره الصخرة التي تحولت إلى إله؟

أفلا ترون الارتباك النفسي الذي توجبه فينا عظمة ذلك العاهل في تلك الصحراء ناشئا عن النهر المنتصب بجانبه؟

الفصل الثامن عشر

Page inconnue