Le Nil au temps des Pharaons et des Arabes
النيل في عهد الفراعنة والعرب
Genres
الشهير، حتى قال رجاله: إن النيل لم يفض غضبا لارتكاب هذه الجناية في أرضه.
وقد يتجاوز النيل في زيادته الحد المعتاد، وأحيانا تبلغ الزيادة إلى درجة الخطر فتكون البلاد تحت نطاق الحصار، وتتهدم مبانيها وتفسد مدخراتها الزراعية، وتتعطل المواصلات، ويلجأ المستطيعون إلى النجاة بأرواحهم آبقين إلى الأراضي العالية، أو حواجز الجبال إن كانوا قريبين منها.
وفي أنشودة النيل عن تأخره بعض السنين، ما يثبت أن تأخير فيضانه كما يضر بالآدمي والحاصلات الزراعية المدخرة، يؤذي البهائم أيضا؛ لأنها لا تجد ما تعودت الاقتيات به من الحشائش ونحوها التي كانت تجوب الأودية في طلبها قبل أن يغمرها الفيضان ويقطع عليها السبيل.
ووجد باللغة المصرية القديمة في جدران فناء معبد أمنحتب الثالث بالأقصر أنه حصل فيضان زائد في عهد الأسرة 22، فامتنع الناس عن حفلات المعبد، وخربت الأرض وما فيها، ولم توقفنا الآثار على شيء من هذا القبيل في العصر الفرعوني، ولم يذكر لنا شيئا مؤرخو اليونان والرومان، بل أجمعوا على مدح جمال مصر في أزمنة فيضانها المعتادة، وأن به يتغير منظر البلاد ويتلطف ميزان الحرارة في الجو.
وقال سنيك الفيلسوف: «ما أبدع منظر مصر وقت فيضان نيلها على الأودية والحقول!» وقال هيردوت: «إن مصر تصير بحرا في ذاك الوقت، وإن النيل إذا بلغ ارتفاعه 15 أو 16 ذراعا اعتبر الفيضان مباركا.» وأيدت هذه الأقوال المعلومات المستفادة من الأوراق البردية، والنقوش الموجودة على الحجارة الأثرية.
نيل مدينة تانيس. تمثالان يمثلان نيل الوجه القبلي ونيل الوجه البحري، وهما يحملان أثمار النيل من الأسماك والطيور المائية وزهرة اللوطس، ويقدمانها هدية لملك مصر. والأصل بالمتحف المصري بالطبقة السفلى بالطرقة
J
رقم 508.
ومتى انتهى الفيضان، أو كما يعبر قدماء المصريين في لغتهم: لما تخرج الأرض من الماء، يباشر الفلاح الزراعة، فتغطي الخضرة وجه الأرض، وتصبح على سعتها بساطا سندسيا يبهر النواظر ويروق الألباب.
وإذا بلغت زيادة النيل أكثر من ذلك تعطلت مواعيد الزراعة، وإلى هذا أشار مارييت باشا في قوله: إن مصر كما تهتز بالجزع إذا تأخر الفيضان، فكذلك يعمها الضرر إذا كان فيضانه زائدا عن الحالة المألوفة، ولهذا فحياتها تتوقف على اعتداله في مجيئه بآونة الحاجة إليه وعدم زيادة فيضه عن قدر هذه الحاجة.
Page inconnue