( وسن ) في حق القائم ليكون ركوعه أكمل ( تسوية ظهر وعنق ) بحيث يصيران كالصفيحة الواحدة ونصب ساقيه وفخذيه ( وأخذ ركبتيه ) مفرقتين بقدر شبر ( بكفيه ) وتفرقة أصابعه تفريقا وسطا لجهة القبلة لأنها أشرف الجهات والعاجز ينحني قدر إمكانه فإن عجز عن الانحناء أصلا أومأ برأسه ثم بطرفه
وأما الركوع في حق القاعد فأقله أن تحاذي جبهته أمام ركبتيه وأكمله أن تحاذي محل سجوده ومن عجز فعل مقدوره نظير ما تقدم
( و ) سن في الركوع ( قول سبحان ربي العظيم ) للاتباع وتسن زيادة ( وبحمده ) ويحصل أصل السنة بمرة والأكمل أن يقولها ( ثلاثا ) وتكره الزيادة عليها لإمام قوم غير محصورين أو كانوا غير راضين بالتطويل فإن كان منفردا أو إمام قوم محصورين راضين بالتطويل فالأكمل أن يقولها خمسا وأكمل منها سبعا وأكمل منها تسعا وأكمل منها إحدى عشرة وهي نهاية المطلوب
ويسن لمن ذكر أن يزيد على ذلك اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وشعري وبشري وما استقلت به قدمي لله رب العالمين
( و ) سادسها ( اعتدال ) ولو لنافلة ويحصل ( بعود لبدء ) أي لما كان عليه قبل ركوعه قائما كان أو قاعدا
( ويسن أن يقول في رفعه ) إلى الاعتدال ( سمع الله لمن حمده ) أي تقبل الله منه حمده ويحصل أصل السنة بقوله من حمد الله سمع له ولا فرق في ذلك بين الإمام والمأموم والمنفرد
( و ) يسن ( بعد انتصاب ) أن يرسل يديه ويقول ( ربنا لك الحمد ) أي ربنا استجب لنا ولك الحمد على هدايتك إيانا
ويسن أن يزيد بعد ذلك حمدا كبيرا كثيرا طيبا مباركا فيه ( ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد ) أي بعدهما كالعرش والكرسي وغيرهما مما لا يعلمه غيره تعالى ويجوز في ملء رفعه على الصفة ونصبه على الحال أي مالئا لو كان الحمد جسما ويزيد منفرد وإمام قوم محصورين راضين بالتطويل أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ومن بمعنى عند
والجد بفتح الجيم الغنى
لكن لو كان الاعتدال محل قنوت وأراد من ذكر أن يقنت فإنه يأتي بالقنوت بعد قوله وملء ما شئت من شيء بعد ولا يأتي بباقي الذكر والمذكور
( و ) سن ( قنوت بصبح ) أي في اعتدال ركعته الثانية بعد إتيانه بالذكر الراتب خلافا لابن الفركاح فإنه يقول لا يأتي بالذكر والأصل في ذلك ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه لم يزل يقنت في الصبح حتى فارق الدنيا
Page 66