ولا يخفى أن الوقت أهم شروط الصلاة لأن بدخوله تجب الصلاة وبخروجه تفوت فكان الأنسب تقديمه على جميع الشروط لكن الاتباع خير من الابتداع
ولكل واحد من الفروض الخمسة وقت محدود شرعا بحيث لو خرجت عنه كانت قضاء إلا إذا نوى التأخير في سفر القصر ( وقت ظهر من زوال ) أي من ميل الشمس عن وسط السماء إلى جهة المغرب ( إلى مصير ظل كل شيء مثله غير ظل استواء ) أي سوى ظل الشيء حالة الاستواء إن كان كما في أكثر البلاد والأزمنة وأول وقت الظهر أيضا حدوث الظل بعد الاستواء إن لم يكن للشيء ظل عنده كما في بعض الأزمنة في بعض البلاد كمكة والبتاوي وذلك في مكة في ثامن برج الجوزاء وفي الثاني والعشرين من برج السرطان وفي البتاوي في السادس عشر من برج الميزان في ميل ست درج وفي الرابع عشر من برج الحوت
ثم البروج اثنا عشر نظمها بعضهم من بحر الكامل بقوله حمل وثور وجوزة سرطان أسد وسنبلة كذا ميزان قل عقرب قوس وجدي يا أخي دلو وحوت خذفذا إحسان ومعرفة الزوال أمر يصعب لكنك إذا استقبلت القبلة فكانت الشمس على حاجبك الأيمن في الصيف فقد زالت بلا شك فصل الظهر
فإذا صار ظل كل شيء مثله فهو وقت العصر
فإذا كانت الشمس على حاجبك الأيسر في الصيف أيضا وأنت مستقبل القبلة فاعلم أنها لم تزل بعد
فإذا كانت بين عينيك فهو قيامها في كبد السماء وقد يجوز أنها قد زالت إذا كانت في أول الشتاء وقصر النهار
وأما إذا كانت على حاجبك الأيمن فتكون قد زالت في جميع الأزمنة لأنه إذا كان ذلك في الصيف فهو أول وقت الظهر وإن كان في الشتاء فهو آخر وقت الظهر
وإذا كانت على حاجبك الأيسر فقد يجوز أنها قد زالت لقصر النهار في أول الشتاء ولا يجوز في أول الصيف لطول النهار وإذا كانت بين عينيك في الشتاء فقد زالت بلا شك
فإذا صارت إلى حاجبك الأيمن فهو آخر وقت الظهر وهذا لأهل إقليم العراق وخراسان الذين يصلون إلى الركن الأسود وباب البيت
وأما أهل اليمن والمغرب ومن يليهم فعلى ضد ذلك لأنهم يصلون إلى الركن اليماني ومؤخر الكعبة فإذا عرفت الزوال وأردت أن تعرف القبلة فاجعل ظلك على يسارك فإنك تكون حينئذ مستقبل القبلة فاعلم ذلك مختصرا بلا تعب
كذا قال سيدي عبد القادر الجيلاني
وللظهر سبعة أوقات وقت فضيلة أي وقت لوقوع الصلاة فيه فضل يزيد على ما بعده وهو أول الوقت بمقدار أكل لقيمات يقمن صلبه وستر العورة والتطهر والأذان والإقامة وصلاة الفرض برواتبه القبلية وذلك اثنتا عشرة ركعة في الظهر لأن لها أربعا قبلية وأربعا بعدية
وثمان ركعات في العصر لأن لها أربعا قبلية ولا بعدية لها
وسبع ركعات في المغرب لأن رواتبها أربع اثنتان قبلها واثنتان بعدها
وثمان ركعات في العشاء لأن رواتبها أربع اثنتان قبلها واثنتان بعدها كما في المغرب
وأربع ركعات في الصبح لأن راتبها اثنتان قبلها ولا بعدية لها والعبرة في هذه الأعمال بالوسط المعتدل من غالب الناس
ووقت اختيار أي وقت يختار فيه فعل الصلاة بالنسبة لما بعده
Page 48