La Fin de l'Éclaircissement pour l'Extermination de la Tromperie

Hadi Ibn Wazir d. 822 AH
186

La Fin de l'Éclaircissement pour l'Extermination de la Tromperie

نهاية التنويه في إزهاق التمويه

وصاحب العين الحولى ناقص البصر، فهو يدل باسمية البصرية حتى يتهور، ويظهر الغنية عن المرشد والقائد حتى يتكور، وهذه صفة صاحب البصيرة الحولى، يخيل له الشيطان أنه نادرة الفلك، ونكتة الدنيا، وحجة العصر، ومفزع العلماء، وعميد الفضلاء، وأنه إليه يرجع الغالي، وبه يلحق التالي، فهو بزعمه سوي البصيرة، ملكي السريرة، يرشد ولا يرشد، ويجل أن ينشد بل ينشد، فما قاله بزعمه فهو الصواب، وما رآه فهو ثمرة ما جاء في السنة والكتاب، ولم يدر أن مسيره مع أوتاد الحلوم، وأقمار العلوم، مسير السها مع النجوم، بل هو في العلقة بسفر هذه العير نازل منزلة القراد بمنسم البعير:

متى كان حكم الله في كرب النحل

وهذه صفة صاحب هذه المقالة، العادم يوم التناد للإقالة، الطالي لوجهه بقار سوء القالة.

اللهم إنا نعوذ بك من شقائه، أو أن تصيبنا بنجاسة أعقابه.

فائدة: قال الجاحظ: الناس على أربعة أضرب:

: منهم من يدري، ويدري أنه يدري.

: ومنهم من لا يدري، ولا يدري أنه لا يدري.

: ومنهم من يدري، ولا يدري أنه يدري.

: ومنهم من لا يدري، ويدري أنه لا يدري.

وصاحب هذه المقالة من الضرب الذي لا يدري، ولا يدري أنه لا يدري.

Page 238