La fin de la concision dans la biographie du résident du Hijaz

Rifa'a al-Tahtawi d. 1290 AH
87

La fin de la concision dans la biographie du résident du Hijaz

نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز

Maison d'édition

دار الذخائر

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٩ هـ

Lieu d'édition

القاهرة

سرّهما عليه، ليكون مختصا بنسب جعله الله للنبوة غاية، ولتفرّده نهاية، فلا يشارك فيه ولا يماثل، فلذلك مات أبواه في صغره، فهو سلالة اباء كرام، ليس فيهم مسترذل ولا مستبذل، بل كلهم سادة قادة، وشرف النسب وطهارة المولد من شروط النبوّة، ولبعضهم: تنقّل أحمد نورا مبينا ... تلألأ في وجوه الساجدينا تقلّب فيهم قرنا فقرنا ... إلى أن جاء خير المرسلينا روى عن هشام بن محمد السائب الكلبى عن أبيه قال: «كتبت للنبى ﷺ خمسمائة أم، فما وجدت فيهن سفاحا ولا شيئا مما كان في الجاهلية» . انتهي. ولعل هؤلاء الأمهات من جهة الأصلين، أى أمهات أبيه وأمه، وأمهات ابائهم وأمهاتهم؛ لإمكان السنين التي تحسب فيها الأجيال. وعن علي بن أبى طالب رضى الله عنه أن النبى ﷺ قال: «خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن ادم إلى أن ولدنى أبى وأمي، لم يصبنى من سفاح الجاهلية شيء» «١» ومن ثمّ ورد عن ابن عباس مرفوعا «لم يلتق أبواى قط على سفاح، ولم يزل الله ينقلنى من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصفّى مهذبا؛ لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما» «٢» . وبالجملة فكان نكاح النبي ﷺ كنكاح الإسلام في أنه بإيجاب وقبول، وإن لم يكن مستجمعا للشروط التى اعتبرت فيما بعد في نكاح الإسلام؛ لأن استيفاء شروطه الإسلامية كان

(١) رواه العدني، وابن عدي، والطبراني في الأوسط عن على كرم الله وجهه. وقال: «خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح، رواه ابن سعد عن السيدة عائشة رضى الله عنها، وقالت: «نكاح كنكاح الإسلام» . (٢) رواه أبو نعيم ولفظه: «... لم يلتق أبواى قط على سفاح؛ لم يزل ينقلنى من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصفى مهذبا، لا تتشعب بى شعبتان إلّا كنت في خيرهما، قد أخذ الله بالنبوة ميثاقي» اهـ. من مواكب ربيع للحلوانى ص ١٤٤، وهو المعنىّ بقوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ [ال عمران: ٨١] . وروى البيهقى في سننه قوله ﷺ: «ما ولدنى من نكاح الجاهلية شيء؛ ما ولدنى إلا نكاح الإسلام» .

1 / 29