265

La fin de la concision dans la biographie du résident du Hijaz

نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز

Maison d'édition

دار الذخائر

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٩ هـ

Lieu d'édition

القاهرة

لم يحترق حرم النبي لريبة ... يخشي عليه ولا هنالك عار
لكنّما أيدي الروافض لامست ... ذاك البناء، فطهّرته النار
* وفي هذه السنة دخل بعائشة رضى الله تعالى عنها بعد ثمانية أشهر من الهجرة، وهي بنت تسع، وتوفي عنها وهي بنت ثماني عشرة سنة، وكان قد عقد عليها قبل الهجرة بعد وفاة خديجة.
[المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار]
وفيها اخى بين المسلمين من المهاجرين والأنصار، وكانوا تسعين رجلا، من كل طائفة خمسة وأربعون، وقيل مائة، فاتخذ ﷺ عليّا أخا له «١» واخى بين أبى بكر وخارجة بن زيد الأنصاري، وبين أبي عبيدة وسعد بن معاذ الأنصاري، وبين عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك الأنصاري، وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع الأنصاري، وبين عثمان بن عفان وأوس بن ثابت الأنصاري، وبين طلحة بن عبيد الله وكعب بن مالك الأنصاري، وبين سعيد بن زيد وأبيّ بن كعب الأنصاري.
وأوّل مولود للمهاجرين بعد الهجرة عبد الله بن الزبير، وأوّل مولود للأنصار النعمان بن بشير رضى الله تعالى عنهم أجمعين.
وكان المقصود من المؤاخاة أن يكون بعضهم معظما لبعض، مهتما بشأنه، مخصوصا بمعاونته ومناصرته ومواساته، حتى يكونوا يدا واحدة علي الأعداء بالنسبة للهيئة الاجتماعية، وأن يكون حبّ كلّ أحد لأخيه جاريا مجرى حبه لنفسه، حتى قال بعضهم: إن هذه المؤاخاة كان فيها حكم التوارث، وإنهم كانوا كذلك إلي أن نزل بعد غزوة بدر وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [اخر سورة الأنفال] . وقبل الهجرة اخى ﷺ بين المهاجرين بلا توارث. فالمؤاخاة وقعت مرتين.
* وفي هذه السنة الأولى من الهجرة كانت غزوة الأبواء، وهي أوّل غزواته ﵊، ثم غزوة بواط، ثم غزوة العشيرة، موضع بناحية ينبع، وكانت بعد بواط بأيام قلائل، وقيل: إن هذه الغزوات كانت في السنة الثانية.

(١) قال له رسول الله ﷺ: «أنت أخي في الدنيا والآخرة» رواه الترمذى والحاكم عن عبد الله بن عمر.

1 / 211