La fin des troubles et des calamités

Ibn Kathir d. 774 AH
30

La fin des troubles et des calamités

النهاية في الفتن والملاحم

Chercheur

محمد أحمد عبد العزيز

Maison d'édition

دار الجيل

Numéro d'édition

١٤٠٨ هـ

Année de publication

١٩٨٨ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

"لا يَتَمَنَّينَّ أحدُكُمُ الموتَ لاَ يَدْعُو بِهِ مِنْ قَبْل أنْ يَأتِيَهُ وإنَّه إذا مَات انْقَطَعَ عملهُ وإنَّهُ لَا يَزيدُ المؤمنَ عمرُهُ إِلَّا خَيْرًا١". وَالدَّلِيلُ عَلَى جَوَازِ سُؤَالِ الْمَوْتِ عِنْدَ الْفِتَنِ الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مسنده عن معاذ بن جبل في حَدِيثُ الْمَنَامِ الطَّوِيلُ وَفِيهِ: "اللَّهًمَّ إِنِّي اسألُك فعلَ الخَيْراتِ وأنْ تَغْفِرَ لِي وتَرْحَمَنِي وَإِذَا أرَدْتَ بِقَوْمٍ فِتنَةً فَتَوَفَّنِي إِلَيْكَ غَيْرَمَفْتُونٍ اللَّهُمَّ إِني أسْألُكَ حُبًكَ وحبَّ مَن يُحِبُّك وحُبَّ كُلِّ عَمَل يقربُني إلى حُبَّك". وهذه الأحاديث دَالَّةٌ عَلَى أَنَّهُ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ شديد لا يكون لِلْمُسْلِمِينَ جَمَاعَةٌ قَائِمَةٌ بِالْحَقِّ إِمَّا فِي جَمِيعِ الأرض وإما في بعضها.

١ رواه أحمد في مسنده ٢- ٢٦٣، ٣٥٩، ٣- ١٠٠، ١٠٤، ٥- ١٠٩، ١١٠

رفع العلم بموت العلماء وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: "إنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العلمَ انتِزَاعًا يَنْتَزِعهُ مِنَ النَّاس ولكِنْ يَقبضُ العلمَ بِموت العلماء حتى إنّه إذا لم يَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النّاسُ رؤَساءَ جُهَّالًا فَسئِلُوا فَأفْتَوْا بغيْرِ عِلْمٍ فَضَلوا وَأَضَلُّوا".
إشارة نبوية إلى بقاء طائفة من الأمة على الحق حتى تقوم الساعة وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: "لَا تَزَال طائفةٌ مِنْ أمَّتِي ظَاهِرين عَلَى الحَقِّ لَا يَضُرهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلا مَنْ خالفهُمْ حَتّى يأتِي أمرُ اللَّهِ وهُم كَذَلِكَ". وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَهُمْ على ذلك.

1 / 38