165

La fin des troubles et des calamités

النهاية في الفتن والملاحم

Enquêteur

محمد أحمد عبد العزيز

Maison d'édition

دار الجيل

Numéro d'édition

١٤٠٨ هـ

Année de publication

١٩٨٨ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

قَالَ الإِمام أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عن أبي يزيد، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
"يَمْكُثُ أبَوَا الدجالِ ثَلَاثِينَ عَامًا لا يُولدُ لهما غًلام ثمَّ يولَدُ لَهُمَا بَعْد الثَلاثِينَ غُلام أعوَرُ أضَر شَيْءٍ وأقَلُهُ نَفْعًا تَنَام عَيْناهُ ولاَ يَنَامُ قَلْبَه".
ثُمَّ نَعَتَ أَبَوَيْهِ فقال: "أبوه رجل مُضْطَرِبُ اللَّحْمِ طَوِيلُ الْأَنْفِ كَأَنَّ أَنْفَهُ مِنْقَارٌ وأمه امرأة عظيمة الثديين" ثم بلغنا أن مولودًا من اليهود ولد بالمدينة قال: فانطلقت وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَبَوَيْهِ فوجدنا فِيهِمَا نَعْتِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَإِذَا هُوَ مُنْجَدِلٌ١ فِي الشَّمْسِ فِي قطيفة يهمهم فَسَأَلْنَا أَبَوَيْهِ فَقَالَا: مَكَثْنَا ثَلَاثِينَ عَامًا لَا يُولَدُ لَنَا، ثُمَّ وُلِدَ لَنَا غُلَامٌ أَعْوَرُ أَضَرُّ شَيْءٍ وَأَقَلُّهُ نَفْعًا، فَلَمَّا خَرَجْنَا مَرَرْنَا به فقال:
عرفت مَا كُنْتُمَا فِيهِ. قُلْنَا: وَسَمِعْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. إِنَّهُ تَنَام عَيْنَاي وَلا يَنَامُ قلْبِي فَإِذَا هُو ابْن صَيَّادٍ.
وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَقَالَ حسن قلت بل منكم جِدًّا واللهَ أَعْلَمُ.
وَقَدْ كَانَ ابْنُ صَيَّادٍ من يهود المدينة ولقبه عَبْدُ اللَّهِ، وَيُقَالُ صَافُ، وَقَدْ جَاءَ هَذَا وَهَذَا وَقَدْ يَكُونُ أَصْلَ اسْمِهِ صَافُ ثُمَّ تسمى لما أسلم بابن عبد الله، وقد كان ابْنُهُ عُمَارَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ سَادَاتِ التابعين، وروى عَنْهُ مَالِكٌ وَغَيْرُهُ، وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ الصَّحِيحَ أَنَّ الدَّجَّالَ غَيْرُ ابْنِ صَيَّادٍ وَأَنَّ ابْنَ صياد كان دجالًا من الدجاجلة ثم تاب بَعْدَ ذَلِكَ فَأَظْهَرَ الإِسلام وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِضَمِيرِهِ وسيرته، وَأَمَّا الدَّجَّالُ الْأَكْبَرُ فَهُوَ الْمَذْكُورُ فِي حَدِيثِ فاطمة بنت قيس الذي روته عن

١ منجدل. منطرح على الجدالة والجدالة الأرض.

1 / 173