La fin des troubles et des calamités

Ibn Kathir d. 774 AH
109

La fin des troubles et des calamités

النهاية في الفتن والملاحم

Chercheur

محمد أحمد عبد العزيز

Maison d'édition

دار الجيل

Numéro d'édition

١٤٠٨ هـ

Année de publication

١٩٨٨ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

"إِن إِمرأَة مِنَ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ وَلَدَتْ غُلَامًا ممسوحةٌ عينُه طالعةً نابُه، فأَشْفق رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَن يَكُونَ الدجالَ فوجَدَه تَحْتَ قَطِيفَةٍ يهَمْهِم، فأدنَتْهُ أُمُّهُ فَقَالَتْ يَا عَبْدَ اللَّهِ: هَذَا أَبو القاسم قد جاءَ فاخْرُجْ إِليه مِنَ القطِيفةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "مَا لَهَا. قَاتَلَها اللَّهُ لَوْ تَرَكَتْه لَبَيّنَ" ثُمَّ قَالَ: "يَا ابنَ صَيّادٍ مَا تَرَى؟" قَالَ: أَرَى حَقًّا وَأَرَى بَاطِلًا وأرى عرشًا على الماءَ. قال: "فليس" ١، فَقَالَ: "أَتشهد أَني رَسُولُ اللَّهِ؟، " فَقَالَ هُوَ: أتشهد إِني رسول اللَّهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "آمَنْتُ باللَّهِ وَرُسُلِهِ"، ثُمَّ خَرَجَ وتركهُ، ثُمَّ أَتاه مرةً أخرى في نَخْل لَهم فأدْنته أمُّهُ فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ: هَذَا أَبو الْقَاسِمِ قَدْ جاءَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "مَا لَهَا قَاتَلَهَا اللَّهُ لو تَرَكَتْهُ لبيّن٢". قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَطْمَعُ أَنْ يَسْمَعَ مِنْ كَلَامِهِ شَيْئًا لِيَعْلَمَ أَهْوَ هُوَ أَمْ لَا. قَالَ: "يَا ابْنَ صَيَّادٍ مَا تَرَى؟" قَالَ: أَرَى حَقًّا وَأَرَى بَاطِلًا وَأَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ. قَالَ: "أَتَشْهَدُ إني رسول الله؟" قال هو: أتشهد أي رسول اللَّهِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ٣" فَلُبِسَ عَلَيْهِ، ثُمَّ خَرَجَ فتركه، ثم جاء في الثالثة والرابعة ومعه أبو بكر وعمر بن الخطاب ﵄ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَأَنَا مَعَهُ، قَالَ: فَبَادَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْنَ أَيْدِينَا وَرَجَا أَنْ يَسْمَعَ مِنْ كَلَامِهِ شَيْئًا فَسَبَقَتْهُ أُمُّهُ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ قَدْ جَاءَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "مَا لَهَا قَاتَلَهَا اللَّهُ لَوْ تَرَكَتْهُ لَبَيَّنَ؟" فقال: "يا ابن صياد ما ترى؟ "

١فليس: أي فليس هذا الذي أسألك عنه. ٢ لبين: لكشف بحديثه العفوي غير المتحرز فيه عن حقيقة طويته أو بعض الحقيقة. ٣ فلبس الأمر: غماه وغطاه وخلطه بغيره ليخفى.

1 / 117