نفق فيها أموالا كثيرة ،وله اثنتان وثلاثون سنه وأشهر ، فكانت خلافتهست سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام وقيل : وتسعة أيام (
ثم صارت الخلافة الى أخيه المتقى لله بي إسحاق ابراهيم بن جعفر المقتدر . بويع له يوم الخميس لتسع بقين من شهر ربيع الأول سنة ، تسع وعشرين وثلثمائة (941 م) . وكانت داره بحضرة دار البطيخ بأعلى الحريم الطاهري المنسوب لأبن طاهر مولى خزاعه . وهي المعروفة بالفخريه .
ولما حمل منها الى دار الخلافة ، صعد الى رواق التاج ، فصلى فيه ركعتين على الأرض ، ثم جلس على السرير وبايعه الناس . وكان عابدا لصوم كثيرا ويتصدق، ويقول : نديمى المصحف . ولم يشربخمرا قط، ولذلك لقبه الصولي (2) - رحمه الله - بالمتقي لله . ومدحه يقصيدة هي محفوظه عند الناس . ولما ولي الخلافة لم يتغير على أحد ممن كان صحبه قبلها ، حتى على جاريته التي كانت معه قبل ، ولم يغدر بأحد قط، وكان أبى النفس ، وفي العهد حسن الخلق والخلق إلا أن الله - تعالى - لم يوفق له أصحايا . فأشاروا عليه بالخروج عن غداد ، فخرج منها ومعه ألفا ألف دينار ونيف.
فأتاه الأميرمحمد بن طغج الأخشيد من حلب ، وحمل اليه ثلثمائة ألف دينار، وأهدى لجميع أصحابه هدايا كثيرة ، وسأله أن يقصد معه الشام ومصر ، فأنى ، وأشار عليه بالمقام مكانه فلم يقبل ، وأنفذ من حدد على توزون التركي أمير بغداد لايمان وللعهود والمواثيق.
Page 119