220

Nazm Mustaczab

النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب

Enquêteur

د. مصطفى عبد الحفيظ سَالِم

Maison d'édition

المكتبة التجارية

Lieu d'édition

مكة المكرمة

Genres

﴿ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُواْ﴾ (١٥) أَىْ: أَلَّا (١٦) تَمُونُوا جَمَاعَةَ نِسَاءٍ (١٧)، وَقِيلَ: لَا تَجُورُوا (١٨).
قَوْلُهُ: "مَنْ يَمُونُهُ" (١٩) يُقَالُ: مَانَهُ يَمُونُهُ مَوْنًا": إِذَا احْتَمَلَ مُؤْنَتَهُ (٢٠) وَقَامَ بِكِفَايَتِهِ، فَهُوَ رَجُلٌ مَمُونٌ، عَن ابْنِ السِّكِّتِ (٢١).
قَوْلُهُ: "التَّبْوِئَةُ التَّامَّةُ" (٢٢) أَىْ: لُزُومُ طَاعَتِهِ لَيْلًا وَنَهَارًا، يُقَالُ: بَوَّأَتُ الرَّجُلَ مَنْزِلًا: إِذَا أَلْزَمْتَهُ إِيَّاهُ وَأسْكَنْتَهُ فِيهِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ﴾ (٢٣) أَىْ: أنْزَلْنَاهُمْ مَنْزِلًا صَالِحًا.
قَوْلُهُ: "طُهْرَةٌ لِلصَّائِمِ مِنَ الرَّفَثِ وَاللَّغْوِ، وَطُعْمَةٌ لِلْمَسَاكِينِ" (٢٤) الرَّفَثُ: الْجِمَاعُ، وَالرَّفَثُ أيْضًا: الْفُحْشُ (٢٥)، وَكَلَامُ النِّسَاءِ فِى الْجِمَاعِ، تَقُولُ (مِنْهُ) (٢٦): رَفَثَ الرَّجُلُ وَأرْفَثَ (٢٧). وَاللَّغْوُ: الْبَاطِلُ، يُقَالُ: لَغا يَلْغُو: إِذَا قَالَ بَاطِلًا، وَكَذَلِكَ لَغْوُ الْيَمِينِ (٢٨).
قَوْلُهُ: "طُعْمَةٌ لِلْمَسَاكِينِ" الطُّعْمَةُ: الْمَأْكَلَةُ، يُقَالُ: جَعَلْتُ هَذِهِ الضَّيْعَةَ طُعْمَةً لِفُلَانٍ. وَالطُّعْمَةُ أَيْضًا: وَجْهُ الْمَكْسَبِ، يُقَالُ: فُلَانٌ عَفِيفُ الطُّعْمَةِ، وَخَبِيثُ الطُّعْمَةِ، أَىْ رَدِىءُ الْمَكْسَبِ (٢٩).
قَوْلُهُ: "صَاعًا مِنْ أقْطٍ" (٣٠) الْأَقِطُ - بِفَتْحِ الألِف وَكَسْرِ الْقَافِ: طَعَامٌ مِنْ أَطْعِمَةِ الْعَرَبِ، وَهُوَ: أَنْ يُغْلَى اللَّبَنُ الْحَامِضُ عَلَى النَّارِ حَتَّى يَنْعَقِدَ، وَيُجْعَلَ قِطَعًا صِغَارًا، وَيُجَفَّفَ فِى الشَّمْسِ. وَرُبَّمَا سُكِّنَ فِى الشِّعْرِ، وَتُنْقَلُ حَرَكَةُ الْقَافِ إلَى مَا قَبْلَهَا، قَالَ الشَاعِرُ (٣٢):
رُوَيْدَكَ حَتَّى يَنْبُتَ الْبَقْلُ وَالْغَضَى ... وَيَكْثُرَ أَقْطٌ عِنْدَهُمْ وَحَلِيبُ
قَوْلُهُ (٣٣) [تَعَالَى] ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ (٣٤) قَالَ السُّدِّىُّ: يَعْنى الْجَنَّةَ. وَالْبِرُّ: اسْمٌ جَامِعٌ لِلْخَيْرِ كُلِّهِ (٣٥).
قَوْلُهُ: "فَانْ أُخْرَجِ الْمَصْلَ" (٣٦) الْمَصْلُ: مَعْرُوفٌ (٣٧)، وَمَصَلَ الْأقْطَ: عَمِلَّهُ، وَهُوَ أَنْ تَجْعَلَهُ فِى وِعَاءِ خُوصٍ [أوْ] (٣٨) غيْرِهِ، حَتَّى يَقْطرُ مَاؤُهُ، وَالَّذِى يَسِيلُ مِنْهُ: الْمُصَالَةُ وَالْمَصْلُ،. وَأَصْلُهُ: مِنْ مَصَلَ:

(١٥) سورة النساء آية ٣.
(١٦) ع: لا: تحريف.
(١٧) ع: النساء. وهو ما يفهم من قول الشافعى: ألَّا تكثر عيالكم. قال الزمخشرى: وجهه أن يجعل من قولك عال الرجل عياله يعولهم كقولهم مانهم يمونهم: إذا أنفق عليهم؛ لأن من كثر عياله لزمه أن يعولهم. الكشاف ١/ ٣٤٧ وانظر تهذيب اللغة ٣/ ١٩٤.
(١٨) معانى الفراء ١/ ٢٥٥ ومعانى الزجاج ٢/ ٧ وغريب الحديث ٤/ ٩٦ والكشاف ١/ ٣٤٧.
(١٩) فى المهذب ١/ ١٦٤: فإن كان من يمونه مسلما وهو كافر فعلى الوجهين وفى خ بمن يمونه.
(٢٠) كذا فى ع، خ وفى الصحاح: "مؤونته" ويجوز مؤنة لغة. كما فى المصباح.
(٢١) الصحاح (مون) وإصحاح المنطق ٣١٩.
(٢٢) فى المهذب ١/ ١٦٤ تجب صدقة الفطر على مولى الأمة؛ لأن المولى لا تجب عليه التبوئة التامة.
(٢٣) سورة يونس آية ٩٣.
(٢٤) فى المهذب ١/ ١٦٥: روى أن النبى ﷺ قال: "فرض صدقة الفطر طهرة للصائم من الرفث واللغو وطعمة للمساكين".
(٢٥) من القول كما فى الصحاح والنقل عنه.
(٢٦) منه: ساقطة من خ والمثبت من ع والصحاح.
(٢٧) وأرفث: ساقط من ع.
(٢٨) من خ والصحاح والنقل عنه وفعلت وأفعل للزجاج ٤١، والصحاح والمصباح (لغو).
(٢٩) فى الصحاح: ردىء الكسب.
(٣٠) فى المهذب ١/ ١٦٥: روى بو سعيد الخدرى (ر) قال: كنا نخرج صاعا من طعام أو صاعا من أقط أو صاعا من شعيرًا أو صاعًا من تمر أو صاعًا من زبيب.
(٣١) رويت فيه لغات: تثليث الهمزة، وكإبل، وكتف ورجل. أنظر التكملة للصغانى ٤/ ١٠٥ والقاموس والمصباح (أقط).
(٣٢) من غير نسبة فى الصحاح والباب واللسان (أقط ٩٩).
(٣٣) فى المهذب ١/ ١٦٥: الأفضل أن يخرج من أفضلها لقوله ﷿ ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِما تُحِبَّونَ﴾.
(٣٤) سورة آل عمران آية ٩٣.
(٣٥) عن الهروى فى الغريبين ١/ ١٥٣ وانظر الكشاف ١/ ٣١٤.
(٣٦) فى المهذب ١/ ١٦٥ وإن أخرج الجبن جاز وإن أخرج المصل لم يجزه لأنه أنقص من الأقط.
(٣٧) هو ماء الأقط حين يطبخ ثم يعصر، فعصارة الأقط: المصل. إصلاح المنطق ٢٧٩ والمصباح (أقط).
(٣٨) خ وع: =

1 / 158