إذا أحسنت فتمم إحسانك، فالأعمال بالتمام.
حرف الباء
بابُ الإلهِ خيرُ بابٍ يُرتَجى ... فما وراءَ مَنْ رجاهُ مُرْتجى
خير باب ترتجيه باب الله، وليس بعده باب.
باتَتْ تُشجّعني هندٌ وقد علِمتْ ... أنَّ الشجاعةَ مقرونٌ بها العَطَبُ
يشجعونني على الحرب، وقد علموا أن الشجاع معرض للتهلكة.
بادرٍ إلى الفرصةِ وانهضْ لما ... تريدُ فيها، فهيَ لا تَلْبَثُ
بادر الفرصة فإنها سرعان ما تمضي.
بادرْ بإِحسانكَ الليالِي ... فليسَ مِنْ غَدْرها أمانُ
بادر بالإحسان ما دمت قادرًا عليه، فما تدري متى تنقلب بك الليالي.
بادرْ فإن الزمانَ غِرٌ ... من قبلَ أنْ يفْطَنَ الزمانُ
بادر زمانك بالعمل أو باللذة قبل أن يفطن إليك.
بالرفقِ مارسْ ولاينْ منْ تُخالِطُه ... تربَحْ وغالِظْ إذا لمْ ينفعِ اللِّينُ
ارفق بمن تعاشره فإن لم ينفع اللين فعليك بالشدة.
بالصبرِ تدركُ ما ترجوهُ من أمَلٍ ... فاصبرْ فلا ضِيق إلا بعدَه فرَجُ
بالصبر تبلغ أملك، فاصبر فعقبى الضيق فرج.
بالذي نغتَذي نموتُ ونحيا ... أقتَلُ الداءِ للنفوسِ الدّواءُ
في طعامنا موتنا وحياتنا، والدواء طريق الداء.
بالملحِ نُصلحْ ما نَخشى تغيُّره ... فكيف بالملحِ إِن حلَّت بهِ الغِيرُ
الملح يصلح ما نخاف فساده، فكيف نصنع إذا فسد الملح.
بدأتُمْ فأحسنْتُم فأثنيتُ جاهدًا ... وإِن عدتمُ ثنَّيتُ والعَودُ أحمَدُ
أحسنتم إلي أولًا فأثنيت عليكم فعودوا بالإحسان أُعِد بالثناء، والعود أحمد.
بدا ليَ أني لستُ مدرِكَ ما مضى ... ولا سابقًا شيئًا إذا كانَ جائِيا
لست أدرك ما فات ولست أسبق ما سوف يأتي.
بذا قضتِ الأيام ما بينَ أهلِها ... مصائبُ قومٍ عندَ قومٍ فوائدُ
هكذا قضت الأيام: مصائب قوم فوائد قوم.
بشاشةُ وجهِ المرءِ خيرٌ من القِرى ... فكيفَ بمنْ يأتي به وهْوَ ضاحِكُ
بشاشة صاحب البيت في وجه الضيف خير من قراه، وأحسن من ذلك أن تجمع لضيفك بين البشاشة والضيافة.
بُغاثُ الطيرِ أكثرُها فراخًا ... وأمُّ الصقرِ مقلاتٌ نَزورُ
الطيور الضعيفة كثيرة الفراخ، والطيور القوية قليلة الأولاد.
بكى على ما فاتَ من عمرِهِ ... وهلْ يعيدُ الدمعُ عُمرًا مضى
تبكي على ما فات من عمرك والبكاء لا يعيد ما فات.
بكى من الأمسِ فلما مَضى ... بكى عليهِ بعدَهُ في غَدِهْ
بكيت من أمس فلما جاء الغد بكيت عليه.
بلوتُ أمورَ الناسِ من عهدِ آدمٍ ... فَلم أرَ إلاَ هالكًا إثْرَ هالِكِ
الناس هالك بعد هالك.
بَلوتُ أمورَ الناسِ في كلِّ أمةٍ ... فلمْ أرَ أهلَ الخيرِ غيرَ قَليلِ
ما أقل أهل الخير.
بمنْ يثق الإنسانُ فيما ينوبهُ ... ومنْ أينَ للحرّ الكريمِ صِحابُ
ليس للإنسان من يثق به في مصائبه، وليس للحر أصحاب.
بني عَمّنا إِنَّ العداوةَ شرُّها ... ضغائن تَبقى في نفوسِ الأقاربِ
أشد العداوة عداوة الأقارب.
بينا ترى الدّهرَ على حالةٍ ... يومًا تراهُ لِسواها انتَقَلْ
ما أسرع انتقال الدهر من حال إلى حال.
حرف التاء
تأملْ سطورَ الكائناتِ فإِنها ... مِنَ المَلأِ الأعلى إليكَ رسائلُ
الوجود كتاب، والخلائق سطوره، والكتاب رسالة من الله إلى الناس.
تأملْ فلا تسطيعُ رَدَّ مقالةٍ ... إذا القولُ في زَلاتِه فارقَ الفَما
أنت لا تستطيع أن ترد غلط لسانك إذا فارق فمك.
تأنَّ في الشيءِ إذا رمتَه ... لتعرفَ الرّشدَ مِنَ الغيِّ
تأن قبل أن تقوم بعمل، لعلك تميز الخير من الشر.
تَبًّا لمنْ يُمسي ويُصبحُ لاهيًا ... ومَرامُهُ المأكولُ والمشروبُ
ما أتعس اللاهي الذي لا يهمه غير طعامه وشرابه.
تُبدي عيونُهمو ما في قلوبِهِم ... والعينُ تُظهرُ ما في القلبِ أو تصفُ
في عيونهم نبأ ما في قلوبهم، والعيون دليل القلوب.
تتبُّعُ الأمرِ بعدَ الفوْتِ تغريرُ ... وترْكُه مُقبلًا عَجْزٌ وتقصيرُ
إذا تبعت ما فات فقد خدعت نفسك، وإن تركت ما بين يديك فقد قصرت في أمرك.
1 / 10