ويعجله في فمي فقال له قائل: يا رسول الله إنك تحب عليا؟
قال: أو ما علمت أن عليا مني وأنا منه (1).
قال الشعبي (رحمه الله): لو رضوا منا بأن يقولوا: رحم الله عليا إن كان لقرب القرابة قديم الهجرة عظيم الحق زوج فاطمة وأبا حسن وحسين لكان في ذلك فضل، فكيف وله من المناقب والفضائل ما ليس لغيره (رضى الله عنه) (2).
وروي أن رجلا قال لابن عباس: ما أكثر مناقب علي وفضائله، إني لا حسبهما ثلاثة آلاف قال: أولا تقول إنها إلى ثلاثين ألف أقرب (3).
وقال الإمام أحمد بن حنبل (رحمه الله) (4): ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب (5).
وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي،
روي أنه لما ضربها المخاض أدخلها أبو طالب الكعبة بعد العشاء فولدت فيها علي بن أبي طالب (رضى الله عنه) (6) وقد أسلمت وهاجرت وتوفيت بالمدينة وقيل: إنها ماتت بمكة قبل الهجرة وشهدها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وألبسها قميصه واضطجع في قبرها وتولى دفنها فقيل له: يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأيناك صنعت شيئا لم تكن تصنعه بأحد؟ فقال (صلى الله عليه وسلم): «إني ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنة، واضطجعت في قبرها لأخفف عنها من ضغطة القبر، إنها كانت من أحسن خلق الله صنعا إلي بعد أبي طالب» (7)
.
Page 76