ليهن بني كعب مكان فتاتهم
ومقعدها للمؤمنين لمرصد
سلوا أختكم عن شأنها وأنابها
فإنكم ان تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حابل فتحلبت
عليه صريحا صرة الشاة مزبد
فعاذرها رهنا لديها لحالب
يرددها في مصدر ثم مورد (1)
فأجاب الصوت حسان بن ثابت (2) (رضى الله عنه) فقال:
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم
وقدس من يسري إليه ويغتدي
ترحل عن قوم فزالت عقولهم
وحل على قوم بنور مجدد
هداهم به بعد الضلالة ربهم
وأرشدهم من يبتغي الحق يرشد
وقد نزلت منه على أهل يثرب
ركاب هدى حلت عليهم بأسعد
فهل يستوي ضلال قوم تسفهوا
عمايتهم هاد به كل مهتد
وفي رواية:
هل يستوي ضلال قوم تسكعوا
عمى وهداة يهتدون بمهتدي
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله
ويتلو كتاب الله في كل مشهد
وإن قال في يوم مقالة عائب
فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد
(3)ليهن أبا بكر سعادة جده
بصحبته من يسعد الله يسعد
ويهن بني كعب مكان قناتهم
ومقعدها للمؤمنين بمرصد
قالت أم معبد: وكنا نحلب الشاة التي حلبها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومسح ضرعها صبوحا وغبوقا وما في الأرض قليل ولا كثير وبقيت الشاة عندنا إلى سنة ثمان عشرة من الهجرة فهلكت زمن الرمادة في خلافة عمر (رضى الله عنه) (4)
.
Page 66