Théorie de l'évolution et origine de l'homme
نظرية التطور وأصل الإنسان
Genres
ومن الآلات الحجرية ما نجده غاية في إتقان الصنعة، كبعض السكاكين والفئوس والحراب، بل بلغ الإنسان من الإتقان في ذلك أن صار يرسم على الحجر صور الحيوان الذي كان يصيده؛ كالفيل والثور وغيرهما، وكان يخيط ملابسه المصنوعة من الجلود والفراء بإبر من العظم.
وكثيرا ما نجد هذه الآلات الحجرية في مكان غريب يدل على عقلية الإنسان الأول، والبواعث التي كانت تدفعه إلى الاجتماع والعمل المشترك؛ ففي بعض الأحيان نجد ربوة عالية تنتهي إلى هوة عميقة، وفي هذه الهوة نجد هذه الآلات الحجرية مع ركام من عظام الحيوانات؛ كالفيل أو الحصان أو الثور.
وتعليل ذلك أن الإنسان كان يصيد هذه الحيوانات بأن يطردها إلى مثل هذه الربوة ويحتاشها إليها، فإذا اندفعت عادية إليها، وجماعة الناس وراءها يضجون ويصيحون، لم يسعها أن ترتد لقوة اندفاعها فتقع في الهاوية وتتردى، فتذهب إليها الجماعة وتسلخ جلدها، وتأخذ بعض عظامها، وقد تأكل شيئا من لحمها.
وربما كان صيد الحيوان أول ما دعا الناس إلى الاجتماع والقيام بعمل مشترك، وفي الاجتماع تنشأ الرياسة والنظام، ثم عرف بعد ذلك الحرب، وهي إحدى درجات الرقي في الإنسان.
ملابسات المجتمع الأول
لنا سبيلان إلى تحقيق الحالة الاجتماعية الأولى التي كانت تلابس الناس عند أول ظهورهم على الأرض:
الأول:
معرفة أحوال الهمج والمتوحشين الآن، ودرس عقائدهم الدينية وشبه الدينية من سحر وغيره؛ فإن الإنسان قبل أن يتحضر كان في الأرجح كثير الشبه في حالته الاجتماعية بالهمج الآن.
الثاني:
معرفة بعض العادات الفاشية بين المحضرين الآن، والتي فقد المتحضرون دلالتها، ولكننا نفهم هذه الدلالة إذا نظرنا إلى هذه العادات في ضوء الأحوال الفاشية بين الهمج.
Page inconnue