Théorie de l'évolution et origine de l'homme
نظرية التطور وأصل الإنسان
Genres
فالأنهار هي أصل الجبال، والجبال هي أصل العصور الجليدية، وهي علة اختلاف مناخ البلدان في الأزمنة القديمة.
وكيفية ذلك أن الجبل إذا ارتفع بلغ طبقة رفيقة من الهواء؛ فتتشعع منه حرارة الشمس؛ ولهذا نجد الحر في السهول ونجد البرد، بل الثلج أحيانا، في الجبال؛ لأن الهواء إذا تكاثف في السهول صار بمثابة الغطاء واللحاف، فيحفظ بذلك الحرارة أما إذا رق على الجبال فليس هناك ما يمسك الحرارة.
فإذا امتلأت البحار بما تحمله إليها الأنهار غارت قعورها فنتأت عندئذ الجبال، فإذا سقطت على هذه الجبال الأمطار جمدت وصارت ثلجا، ثم يأخذ الثلج في الانحدار على الجبال ويذهب أيضا إلى البحر حاملا معه شيئا كثيرا من اليابسة. والجبال تتآكل وتتحات بانحدار الثلج، حتى تذهب قممها، فلا تجمد الأمطار عليها؛ لأنها غير مرتفعة، وهنا تأخذ السيول في جرف الجبال فيزيد تحاتها ويسرع هذا في إثقال قعور البحار.
وارتفاع الجبال وتحاتها كلاهما يؤدي إلى تغير المناخ وإلى زيادة مياه البحار أو نقصها. فإذا كانت الجبال مرتفعة حدث ما يسمى «عصرا جليديا» فتشتد البرودة وتنقص مياه البحار؛ لأن المطر الذي تتكون سحبه من بخار مياه المحيطات يقع على هذه الجبال فيجمد ولا ينزل إلى البحر إلا ببطء. ففي العصر الجليدي الأخير مثلا كانت مياه البحر المتوسط قليلة حتى إن أوروبا كانت متصلة بإفريقيا في عدة أمكنة. وكانت إنجلترا متصلة بأوربا وكانت آسيا متصلة بشمال أمريكا.
وكان مناخ مصر أبرد مما هو الآن؛ لأن عصر الجليد في أوروبا كان عصر الأمطار في مصر. وكان جبل المقطم، وهو قاحل الآن، حافلا بالحيوان والنبات مما لا نزال نجد متحجراتهما للآن.
وقد انتاب العالم حسب تحقيق العلماء الآن خمسة عصور جليدية كانت سببا في إبادة أنواع عديدة من الحيوان والنبات ومنشأ أنواع أخرى.
ومن ذلك يتبين للقارئ أن جبالنا الراهنة لن تعيش إلى الأبد فإنها ستتآكل وتتحات من سيلان الماء عليها، ثم يثقل قعر البحر فيسيخ ويغور وتظهر جبال جديدة في أمكنة أخرى.
وكذلك شكل قارات العالم لم يكن كما هو الآن. وظاهر من غربي أوروبا وأفريقيا ومطابقته لشرقي أمريكا الشمالية والجنوبية أن قارة أمريكا كلها كانت جزءا متصلا بأوربا وإفريقيا. وأدنى تأمل لخارطة العالم يبين هذا.
أصل الحياة وغايتها
لم يئن الوقت للإجابة على هذا السؤال، ذلك أننا عشنا عشرات القرون ونحن نعتمد في المعارف الخاصة بأصل الحياة على قصص تقليدية، لكل أمة صيغتها الخاصة لها، فللصينيين قصة وللهنود أخرى وللأتراك أخرى، وهلم جرا. وهذه القصص قد عاقت التفكير العلمي بشأن البحث عن أصل الحياة. وخاصة عندما اندغمت هذه القصص في الأصول الدينية؛ لأن هذا الاندغام جعل المخالفة لهذه القصص والأساطير جريمة.
Page inconnue