الجزار، وتهكمات العطار، وصرخات الخمار.
ولقد كنت أرى هؤلاء الأشقياء في فاتحة حياتي التعسة فكان يمر بخاطري ما يمر بخاطر أمثالي أنهم قتلى الإدمان لا قتلى الشراب، وكنت أقدر لنفسي القصد فيه إن قُدِّر لي في أمره شيء حتى لا أبلغ مبلغهم ولا أنزل منزلتهم، فلما شربت أخطأ العد وضاع الحساب، وفسد التدبير، واختلف التقدير، وغلبت على أمري كما يغلب على أمره كما يغلب على أمره كل مخدوع بمثل ما خدعت به، ولولا الكأس الأولى ما هلكت، ولا شكوت الذي شكوت، ولولاها ما عافني الأصدقاء، ولا زهد في الأقرباء، فكن أنت وحدك صديق السراء والضراء.
فعاهدته على ذلك ثم تركته في حالة.
تُصمَّ السميع وتعمى البصير ... ويُسأل من مثلها العافيه
1 / 60