155

Les Regards

النظرات

Maison d'édition

دار الآفاق الجديدة

Numéro d'édition

الطبعة الأولى ١٤٠٢هـ

Année de publication

١٩٨٢م

متحمسون يغضبون لدينهم غضبهم لأعراضهم ويحبون آلهتهم كما يحبون أبناءهم.
كان على ثقة من نجاح دعوته فكان يقول لقريش أشد ما كانوا هزءا وسخرية: "يا معشر قريش والله لا يأتي عليكم غير قليل حتى تعرفوا ما تنكرون، وتحبوا ما أنتم له كارهون".
كان حليما سمح الأخلاق، فلم يزعجه أن كان قومه يؤذونه ويزدرونه ويشعثون١ منه ويضعون التراب على رأسه ويلقون على ظهره أمعاء الشاة وسلى٢ الجزور وهو في صلاته بل كان يقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لايعلمون".
كان واسع الأمل كبير الهمة صلب النفس لبث في قومه ثلاث عشرة سنة يدعو إلى الله، فلا يلبي دعوته إلا الرجل بعد الرجل فلم يبلغ الملل من نفسه ولم يخلص اليأس إلى قلبه فكان يقول: "والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته".
وما زال هذا شأنه حتى علم أن مكة لن تكون مبعث الدعوة ولا مطلع تلك الشمس المشرقة فهاجر إلى المدينة فانتقل الإسلام

١ يقال شعث فلان من فلان تنقصه.
٢ السلى للدواب بمنزلة المشيمة للإنسان.

1 / 151