إلى أن سيطرة زيدان بن المنصور على مراكش لم تتم حتى سنة ١٠١٥ هـ، حيث دخلها في أواخر هذه السنة (١) فليتأمل.
وفي تنبكتو قضى المؤلف العشرين سنة الأخيرة من حياته في التعليم حيث انتقل إلى الرفيق الأعلى يوم الخميس السادس من شعبان سنة ١٠٣٦ هـ/ ١٦٢٧ م (٢). وفي رواية أخرى أن وفاته كانت سنة ١٠٣٢ هـ (٣).
بيئته الثقافية:
شهد عصر التنبكتي في بيئته التكرورية والمغربية اهتمامًا خاصًّا بالعلوم الشرعية، وعناية بالغة بجمع الكتب، ففي تنبكتو مكان ميلاد أحمد بابا وموطن تعليمه نجد إقبالًا عظيمًا على جمع المخطوطات، يفهم من قوله في كفاية المحتاج: "وأنا أقل عشيرتي كتبًا نهب لي ألف وستمائة مجلد" (٤).
ومهما يكن في قوله من مبالغة أو مطابقة فإن في وصف افريقيا للوزان المتوفى سنة ٩٥٧ هـ ما يؤازره، حيث جاء فيه عن تنبكتو ما نصه: "إن المخطوطات الكثيرة من بلاد (المغاربة) كانت تباع وتدر على أصحابها أرباحًا تفوق أرباح سائر البضائع (٥) فإذا عرفنا أن عشيرة المؤلف من وجوه البلاد وعلمائها وقضاتها ترجح صدق ما ذكره المؤلف عن كثرة كتبهم. قال السلاوي: "وتوارثوا رئاسة العلم مدة طويلة تقرب من مائتي سنة وكانوا من أهل اليسار والسؤدد والدين" (٦). فالمظنون إذن أن تكون أنفس وأغلب الكتب
_________
(١) الاستقصا ٦/ ٨.
(٢) صفوة من انتشر ٥٢ والأعلام بمن حل بمراكش ٢/ ٣٠٦. ونشر المثاني ١/ ١٥١ ودائرة المعارف الإسلامية ط ١.
(٣) خلاصة الأثر ١/ ١٧٢، وشجرة النور الزكية ١٩٩.
(٤) وانظر النص في بذل المناصحة والاستقصا ٥/ ١٣٠ وشجرة النور الزكية ٢٩٩ ونشر المثاني ج ١ ص ٢٧٤.
(٥) وصف افريقيا ص ١٦٧.
(٦) الاستقصا ج ٥ ص ١٢٩.
1 / 17