بيتو اللو التثل التحير الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد آله وصحبه أجمعين - الحديث الأول عن أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلم يققول : «إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرىء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله رسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه» .
خرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والن الحكاية الأولى حككي عن أحمد بن عبد الله - صاحب ابن أدهم - - رضي الله عنه من أبناء الملوك من ملوك خراسان بينما هو ذات يوم مشرف من قصره إذ نظر إلى رجل في يده رغيف يأكل في فيء قصره فاعتبر وجعل ينظر إليه حتى أكل الرغيف وشرب بيده من نهر كان تحت ذلك القصر ... فنام فألهم الله إبراهيم الفكر فيه فوكل به بعضر غلمانه وقال له : إذا قام هذا من منامه فجىء به ... فلما قام الرجل من نومه قال لغلام : صاحب هذا القصر يريد أن يكلمك فدخل إليه مع الغلام فلما نظر إليه إبراهيم قال له : أيها الرجل أكلت الرغيف وأنت جائع ال: نعم.
قال : فشبعت? 1) رواء ابخاري في صحيحه /3) في كتاب بدء الوحي ومسلم في صحيحه (48/6) وأصحاب سنن الأربعة (2) هو إبراهيم .
قال : نعم قال](1) : ونمت بلا شغل ولا هم؟
قال : نعم.
قال إبراهيم : فقلت في نفسي : «فما أصنع بالدنيا والنفس تقنع بما رأت» . ..
فيتحرج إبراهيم سائحا إلى الله سبحانه وتعالى، مهاجرا إليه بقلب صادق ونية صادقة صحيحة لله تعالى ... فلقيه رجل حسن الوجه نظيف الثياب طيب الرائحة فقال له : يا غلام من أين؟ وإلى أين؟
قمال إبراهيم : من الدنيا إلى الآخرة فقال له : يا غلام أنت جائع؟
فقال: نعم.
فقام الشيخ فصلى ركعتين خفيفتين وسلم فإذا عن يمينه طعام وعن شماله ماء قال لي : كل ... فأكلت بقدر شبعي وشربت بقدر ريي .... ثم قال : اعقل افهم ، لا تحزن ولا تستعجل فإن العجلة من الشيطان ، يا غلام إن الله تعالى إذا أراد بعبد خيرا جعل قلبه سراجا يفرق بين الحق والباطل (والناس فيها لم يستهرن)(2) .
با غلام إني معلمك اسم الله الأعظم فإذا أنت جعت فادع الله به حتى يشبعك، وإذا عطشت فادع الله به حتى يرويك وإذا جالست الأخيار فكن لهم أرضا يطؤوك إن الله تعالى بغضب لغضبهم ويرضى لرضاهم غلام خذ كذا حتى أنا آخذ كذا .
فقال إبراهيم: فلم أبرح قال الشيخ :. اللهم احجبني عنه واحجبه عني ثلم أدر أين ذهب فأخذن في طريقي ذلك وذكرت اسم الله الأعظم الذي علمني فلقيني رجل حسن الوجه نظيف الثياب طيب الرائحة فأخذ بحجزتي وقال : ما حاجتك ? وما لقيت في سفرك هذا؟
(1) سقط من الأصل (2) كذا بالأصل 3) كذا بالأصل .
4) كذا بالأصل .
قلت : شيخا من صفته كذا وكذا وعلمني كذا وكذا ... فبكى فقلت : أقسمت عليك من ذاك الشيخ؟ قال : إلياس أرسله الله تعالى إليك ليعلمك أمر دينك ، فقلت له : وأنت يرحمك الله؟
ال: أنا الخضر.
قلت(1) : لما نوى إبراهيم لله وفي الله الهجرة إليه وقارنها بالعمل ورأى أوليا لله تعالى وتعلم اسم الله الأعظم وبلغ ما بلغ من الكرامات والمقامات ببركة نيت الصالحة وهجرته إلى الله تعالى .
4 2 - الحديث الثان عن أبي عبد الرحملن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول لله صلم : «بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إلله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، اقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان ، وحج بيت» .
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي الحكاية الثانية حكي عن أبي الحسن الحواري الدمشقي قال : سمعت أبا سليمان يقول : حكى سيخ بساحل دمشق يقال له : علقمة بن يزيد بن سويد بن الحارث الأزدي - وكان من لمريدين - قال : حدثني أبي عن جدي سويد بن الحارث قال : وفدنا على رسول له صللم مع سبعة نفر من قومي فلما دخلنا عليه وكلمناه أعجبه ما رأى منا ومن حسن سمتنا وزينا فقال لنا : «ما أنتم 2ة لقلنا : مؤمنون ...
تبسم وقال : «لكل قول حقيقة فما حقيقة قولكم ?» .
فقال سويد : خمس عشرة خلة (3) ، خمس منها أمرتنا رسلك بها : أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت، وخمس أمرتنا رسلك أن نعمل بها خمس تخلقنا بها من أخلاق الجاهلية ونحن على ذلك إلا أن تكره منها شيئا (1) أي المؤلف .
(2) متفق عليه رواه أبخاري في صحيحه في كتاب الإيمان حديث رقم (8) وكذا مسلم في صحيح في شتاب الإيمان (16) وأصحاب السن .
3) بالأصل (حلة) .
فقال رسول الله صلم : «ما الخمس خصال التي أمرتكم بها رسلي؟» قلنا : أمرتنا أن نقول جميعا نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن فميم الصلاة ونؤتي الزكاة ونصوم شهر رمضان ونحج البيت إن استطعنا إليه سبيلا ونحن على ذلك.
فقال رسول الله صلم : «ما الخمس خصال التي تخلقتم بها في الجاهلية ?» قلنا : الشكر عند الرخاء والصبر عند البلاء ومناجزة الأعداء والإحسان إلى من ساء ... فتبسم رسول الله صلم وقال : «كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء ، يا لها من خصال ما أشرفها وأعظم ثوابها ...» .
ل صم : «إني موصيكم بخمس لتكمل لكم عشرين خصلة».
لنا : أوصنا يا رسول الله.
لقال : «إن كنتم(1) كما تقولون ولا تجمعوا ما لا تأكلون ولا تبنوا ما لا تسكنون لا تنافسوا فيما عنه غدا ترحلون، وارغبوا فيما غدا عليه تقدمون وفيه تخلدون وعليه تعرضون» قال علقمة : فانصرف القوم من عند رسول الله صلم وقد حفظوا وصيته وعملو بها.
3 - الحديث الثالث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الل صل «الراحمون يرحمهم الرحمنن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» .
إخرجه الترمذي وأبو داود 2 (1) كذا بالأصل 2) 4) والترمذي (1924) ، وقال السخاوي ورواه البخاري في الأدب المفرد وآخرون كلهم من حديث ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس عن عبد الله بن مرو مرفوعا بهذا وقال الترمذي : حديث حن صحيح وصححه الحاكم وكأن ذلك باعتبار ما له من المتابعات والشواهد وإلا فأبو قابوس لم يرو عنه سوى ابن دينار ولم يوثقه سوى ابن حبان على قاعدته في توثيق من لم يجرح - المقاصد الحسنة (88) 1١ لحكاية الثالثة حكي عن ابن أدهم أنه قال : بلغني أنه كان رجل في بني إسرائيل ذبح عجلا ين يدي أمه فأيبس - افله تعالى يده فبينما هو ذات يوم جالس فإذا بفرخ سقط من [كره وهو يتبصص إلى أبويه وأبواه يتبصصان إليه فأخذه ورده إلى وكره رحمة به رحمه الله برحمته له فرد عليه يده .
4 - الحديث الرابع عن أنس بن مالك رضي الله عنه [قال](2) : قال رسول الله صلم : «له أشد فرحة بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليه لعامه وشرابه فأيس منها . فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت مبدي وأنا ربك - أخطأ من شدة الفرح»( أخرجه مسلم.
الحكاية الرابعة حكي عن سهل بن عبد الله التستري رضي الله عنه أنه قال : أيها الناس ما لكم تقبلون حقا ولا تنكرون باطلا قد اصطلحتم على المعاصي ... إن لله تعالى يوما لا يقبل فيه إلا حقا ولا يسمع منه إلا مستعتب عتابه فارغبوا إلى الله تعالى قبل الموت التوبة وتوبوا إلى الله فإن باب التوبة لا يزال مفتوحا ما لم تطلع الشمس من المغرب ، استغعروه إنه قريب مجيب ...
علموا أن (فيمن قبلكم)(4) رجلا أسرف على نفسه ثم إن الله تعالى الهمه خروج إلى التوبة فلما كان في بعض الطريق لقيه ملك في صورة رجل فقال له لملك : أين نريد? فقال : أريد من أستشفع به إلى الله ليقبل توبتي ، فقال له الملك : بأي شيء تصنع بشفيع ابدأ بمن هو أرحم من الشفيع . فقال الرجل : إن الذي أستشفع به له عند الله جاها وأنا لا جاه لي عند الله ... فأرسل الله إلى الملك : صدق عبدي (1) أي أصابه شيء أشل يده .
2) سقط من الأصل .
(3) رواء مسلم في صحيحه (2747] .
4) كذا بالأصل ولعلها «اعلموا أنه كان فيمن كان قبلكم» 2 لا ترده فإني أحب توبته، وذله على ولي لله يستشفع إلي(1) فإني ... . رحمته رحمتي سبقت كل شيء وأنا ذو الفضل العظيم أجود على المولين عني فكيف بالمقبلين علي ودله الملك على ولي لله فلما جاء سلم عليه فرد عليه السلام وقال: مرحبا المعتذر عن ذنبه وصبابته مرحبا بالمستقيل من عثراته ... اعلم أن الله ما رزق أحدا لتوبة إلا وقد علم منه خيرا ساقه إليه، وأن الله قبل توبتك فأصلح باقي عمرك فإن الله يغفر لك الأول بالآخر فقال له التائب : وكيف أعلم بصحة توبتي وقبول عملي؟ فقال له المولى : أن تدعو ذلك الجبل فيجيئك. فقال التائب : أيها الجبل أقبل إلينا، فجاء الجبل مسرعا ثم قال له : ارجع ... فعاد فقال التائب : أشهد أن لا إلله إلا الله على كل شيء فدير - ولم يزل مواظبا على التوبة حتى مات ... فتوبوا إلى الله توبة من ندم أخلصوا يتوب الله عليكم.
4 - الحديث الخامس عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن النبي صلم قال : «أذن لي أن أحدث عن ملك ن ملائكة الله من حملة العرش إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبع مائة عام» خرجه أبو داود لحكاية الخامسة قال الرواة : لما خلق الله الأرض وفتقها بعث من تحتها ملكا فهبط الأرض دخل نحت الأرضين السبع حتى ضمها فلم يكن لقدميه موضع قرار فأهبط الله عز وجل من الفردوس ثورزا له أربعون ألف قرن وأربعون قائمة وجعل قرار قدم الملك لى سنامه فلم تستقر قدماه فأصدر ياقوتة خضراء من أعلى درجة من فردوس غلظها مسيرة خمسمائة عام فوضعت ما بين سنام الثور إلى أذنه فاستقرت عليها قدماه وقرن لك الثور خارج من أقطار الأرض ومنخراه في البحر فهو يتنفس كل يوم نغسا فإذا 1) لم يجعل الله سبحانه وتعالى بينه وبين خلقه وسيطا في الدنيا وأما مقام الشفاعة فهو للنبي فمن دونه يوم القيامة ... والله أعلم.
2) كلمة غير واضحة بالأصل .
(3) سنن أبي داود (4727) .
١٤ تنفس مد البحر وإذا رد نفسه جزر فلم يكن لقوائم الثور ،ممهواضع قرار فخلق الله صخرة تملظ سبع سملوات وسبع أرضين فاستقرت قوائم الثور عليها وهي الصخرة التي قال لقمان لابنه : (ينبن إنها إن تلك مثقال حبو من خردل فتكن في صخرة للما) القمان : الآية 16] ولم يكن للصخرة مستقر فخلق الله نونا وهو الحوت العظيم اسمه لويئا نوضع الصخرة على ظهره وسائر جسده خال والحوت على البحر والبحر على الريح.
الريح على قدرة الله تعالى تقل الدنيا كلها بما عليها حرفان قال لها الجبار - كوني كانت ..
ال كعب الأحبار : إن إبليس تغلغل إلى الحوت الذي على ظهر الأرض نوسوس إليه (1) فقال له : أتدري ما على ظهرك يا لوينا من الأمم والدواب والأشجار والجبال لو نفضتهم لالقيتهم عن ظهرك فهم (2) لويثا أن يفعل ذلك فبعث الله دابة خلت منخريه فوصلت إلى دماغه فعج الحوت إلى الله تعالى منها فأذن الله تعالى له فخرجت ...
قال كعب : فوالذي نفسي بيده إنه لينظر إليها وتنظر إليه إن هم بشيء من ذلك عادت إليه كما كانت.
- الحديث السادس عن أبي فريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «ما رأيت مثل النار نام اربها ولا مثل الجنة نام طالبها خرجه الترمذي !
- وفي رواية عن النبي صلم أنه قال : «لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكت قليلا، أخرجه البخاري ومسلم 4 (1) لعل في هذا الموضع تظهر نكارة المعنى وأنه من الإسرائيليات فلم يبلغنا أن إبليس وجنده قد سلطوا على أحد غير ابن آدم ... والله أعلم .
2) كذا بالأصل .
. (2 3 5 4) في كتاب الرقاق وصحيح مسلم (22359 .
15 لحكاية السادسة حكي عن منمور بن عمار رضي الله عنه أنه قال : خرجت ليلة من الليالي نظننت أن الصبح قد طلع وإذا ضوء ليل فقعدت على دهليز مشرف فإذا بصوت شاب جزين وإذا هو يبكي وينوح وينشد ويقول : وعزتك وجلالك ما أردت بمعصية مخالفتك ولا عصيتك بجهلي وما أنا جاهل ولا بنظرك مستخف ولكن سولت لي نفسي وغرني سترك المرخى علي فعصيتل وخالقتك بجهلي فمن من عذابك ينقذني من إيدي زبانيتك يخلصني؟ وبحبل من أتصل إن أنت قطعت حبلك عني ...
اسوأتاه إذا قيل للمخفين جوزوا (1) وللمثقلين خطوا فيا ليت شعري مع المثقلين إخطو أم مع المخفين أجوز ... ويحي كلما طال عمري كثرت ذنوبي .. . ويحي كلم برت سني كثرت خطاياي فيا رب كم أتوب وكم أعود ولا أستحي من ربي . فلما سمعت كلامه وضعت فمي على باب داره وقلت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحملن الحيم . (يآيهما الزين مامنا ثوا أنفسك وأقليكر نارا وقودها الناد وألجارة عليها ملتيكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهت ويفعلون ما يؤمون ليع التخريم : الآية 6] .
سمعت للصوت اضطرايا عظيما ثم سكت الصوت ، فقلت : إن هلهنا بلية تعلمت على الباب علامة ومضيت فعدت من الغد فإذا بجنازة منصوبة وأكفان تضلح عجوز تدخل الدار وتخرج وهي باكية بقلت لها : يا أمة الله ما هذا الميت منك ? قالت : إليك عني قلت : إني رجل غريب أخبريني قالت : والله لولا أنك غريب ما أخبرتك ، هذا ولدي وقد نزل عن كبدي وكنت أرجو أن يدعو لي بعد موتي ، وهو من موالي آل رسول الله صللم وكان إذا ج مليه الليل قام في محرابه وبكى على ذنوبه من خوف النار ويعمل الخوص فيقسه كسبه أثلاثا فيطعمني ثلثه ويطعم السساكين ثلثه وثلثه يفطر عليه فمر بنا رجل البارحة 1 جزاه الله خيرا فقرأ عند ولدي آيات فيها ذكر النار فلم يزل يضطرب ويبكي حتى مات 1) أ اجتانوا بلا عناء وأما المثقلون فيقال لهم خطوا وكأنه إشارة إلى ايكالهم لانفسهم . . . واله اعلم.
لت(1) : دخل الجنة بمقتضى قوله صلعلم : «لا يلج النار معر جن بكى من خشية الله تعالى حتى يعود اللبن في الضرع» 24 - الحديث السابع عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صعلم قال : «السخ قريب من اله قريب من الناس قريب من الجنة بعيد من النار والبخيل بعيد من الله بعيد من الناس عيد من الجنة قريب من النار ، وجاهل سخي أحب إلى الله تعالى من عابد بخيل أخرجه الترمذي 2 لحكاية السابعة يل : السخاء فعل محمود مرغوب للحر والعبد .
كما يروى أن رجلا كان يشرب الخمر فجمع قوما من ندمائه ودفع إلى غلام له أربعة دراهم وأمره أن يشتري شيئا من الفواكه لمجلسهم فمر الغلام بمجلس منصور بن ممار وهو يسأل لفقير شيئا ويقول : من دفع إليه أربعة دراهم دعوت له أربع دعوات دفع له الغلام الدراهم فقال له منصور : وما الذي تريد أن أدعو لك ? فقال له : سيدي أريد أن أتخلص منه ... فدعا منصور فقال : الأخرى ؟
فقال : أن يخلف الله علي دراهمي ... فدعا له ..ثم قال : والأخرى ؟
لقال : أن يتوب الله على سيدي ... فدعا له .
(1) أي المؤلف وما بعده تأل على الله فلا يقطع بدخول أحد الجنة إلا من شهد لهم بذلك ولا النار لا من نزل بهم الوحي فيمن مضى ... والله أعلم (2) سنن الترمذي (1961) قال السخاوي ورواه العقيلي في الضعفاء وغيرهما وقال الترمذي : حديث بمريب وقد رواه أبو داود من طريق أخرى عن سعيد بن المسيب عن عائشة وأخرجه الطبراني في الأوسط من طريق إبراهيم التيمي عن أبيه عن عائشة وفي الحديث سعيد بن محمد الوراق وهو عيف ونقل ابن الجوزي في الموضوعات عن الدارقطني أنه قال : لهذا الحديث طرق ولا يثبت منها شيء قال شيخ السخاوي : ولا يلزم من هذه العبارة أن يكون موضوعا فالثابت يشمل الصحيح والضعيف دونه وهذا حديث ضعيف - المقاصد الحنة (557) .
3) كذا جاء سرد القصة وحكم هذا أنه تصرف فيما لا يملك ... فالله أعلم .
ننيل الحثيث في حكايات الحديث/ م 2 ثم قال : والأخرى؟
فقال : أن يغفر الله لي ولسيدي وللقوم ... فدعا منصور له ثم رجع الغلام إلى لسيد فقال له : يا غلام أبطأت فقص عليه القصة فقال له : أنت حر لوجه الله تعالى أي شيء الثانية ؟ قال : أن يخلف علي دراهمي ، فقال : لك عوضها أربعة آلاف درهم ، فأي شيء الثالثة؟ قال : أن يتوب الله عليك قأل : تبت إلى الله تعالى ... وأي شيء الرابعة ? بال: أن يغفر الله لك ولمملوكك وللقوم.
قال : هذه الواحدة ليست لي ... فلما نام رأى في المنام كأن قائلا يقول له : انت فعلت ما كان إليك أتراني أفعل ما هو إلى فغفرت لك وللغلام ولمنصور بن عمار وللقوم لت(1) : هذه الفتوحات كلها بركة سخاوة الغلام بأربعة دراهم 28 8 - الحديث الثامن عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «لما عرج بي مررت لقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم أخرجه أبو داود(2).
الحكاية الثامنة حكي عن الجنيد - قدس الله سره - أنه قال : كنت يوما جالسا في مسجد أنتظر جنازة أصلي عليها ، وأهل بغداد على طبقاته جلوس ينتظرون الجنازة فرأيت فقيرا عليه ثر النسك يسأل الناس فقلت في نفسي : لو عمل هذا عملا لقوت نفسه وكان أجمل له ، فلما انصرفت إلى ... . وكان لي شيء من الوزد من الصلاة والقراءة والبكاء نثقلت عن جميع ذلك فسهرت وأنا قاعد فغلبتني عيناي فرأيت ذلك الفقير وقد جاءوا به ممدودا على خوان فقالوا لي : كل لحمه فقد اغتبته وكشف لي عن الحال فقلت : (1) أي المؤلف .
(2) سنن أبي داود (4878) .
3) كلمة غير واضحة بالأصل 18 ما اغتبته إنما قلت شيئا في نفسي فقيل لي : ما أنت بمن يرضى منك بمثل هذا اذهب ليه واستحل منه فأصبحت ولم أزل أتردد حتى رأيته في موضع يتلفظ من تزداد - أي أوراق من البقل مما تسقط من غسل البقل - فسلمت عليه فقال : أتعود يا أبا القاسم قلت : لا . قال : غفر الله لنا ولك ، ارجع.
مكت : بهذا المقدار يستغيث الشيخ فكيف بأكثر من ذلك أعاذنا الله منه بترك الغيبة وحفظ اللسان وعصمنا من خيانة الأعضاء وقسوة الجنان.
4 - الحديث التاسع عن معاوية(1) . خال المؤمنين وكاتب وحي رب العالمين رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلم يقول : «المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة» إخرجه مسلم . (2) الحكاية التاسعة ثل بعضهم عن طول أعناق المؤذنين يوم القيامة فقال : إذا كان يوم القيامة يأتي لخلائق وقد نكسوا رؤوسهم خجلا من الله تعالى ووجلا ويأتي المؤذنون يشهد لهم كل حجر ومدر كما يروى عن النبي صلم : «لا يسمع نداء صوت المؤذن جن ولا إنس لا وشهد له يوم القيامة بأنهم دعوا الخلق إلى عبادة الله تعالى وشهدوا له بالوحدانية لرسوله بالرسالة ولا يطرقون رؤوسهم فيكونون أطول الناس أعناقا» . وقيل : إذا كان يوم القيامة جاء المؤذنون وهم يرتقبون ما وعدوا متطلعين إلى جزائهم 424* 10 - الحديث العاشر عن ابن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلم يقول : «كلكم وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام راع ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت وجها وهي مسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده وهو مسؤول عن رعيته» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود 8) (1) هو ابن أبي سفيان (رضي الله عنه) .
(2) صحيح مسلم (1/ 387) .
(3) متفق عليه - رواه البخاري في صحيحه (3/ 157) ، وملم في صحيحه (816) ، وغيرهم كلهم ٩ الحكاية العاشرة حكحي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يطوف في أزقة المدينة ذات بيلة فسمع صوت قائل يقول : ويل أم عمر أسهر ليلتي وأموت بقصتي وألقى الن بفاقتي وفقري وذلي وكربي وهو يتولى أمر المسلمين فقرع عمر الباب فقيل: من الباب ؟
قال : العبد الفقير المقصر في شأن رعيته ... قال : فخرجت عجوز شمطاء حتر قفت بالباب فقال لها عمر : يا أختاه ما فاقتك؟ فإني لا أعلم ما تكن البيوت فهل رفعت مرك إلي? فقالت له : يا عمر إن الله تعالى إن قبل منك هذا العذر فقد نجوت ... فشهة شهقة خر مغشيا عليه فلما أفاق سألها عن حالها [وقال](1) : ما حاجتك ؟
مدكرت أن أطفالها جياع ... فذهب عمر وجاء بحمل دقيق على كتفه ونجر تمر اعتذر لها فبكت العجوز وقالت : من للمسلمين بعدك يا عمر يتدللون عليه لا إعدمهم الله حياتك يا عمر.
4 1 - الحديث الحادي عنر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أهدى رجل من بني الضبيب يقال له رفاعة بن يد لرسول الله صلم غلاما يقال له مدعم فوجه رسول الله صلم إلى وادي القرى حتى إذا كان بوادي القرى بينما مدعم يحط رجلا لرسول الله صعلم إذ أصابه سهم غرب فقتله فقال الناس : هنيئا له الجنة فقال رسول الله صلم : «كلا والذي نفسي بيده إن الشمل تي أخذها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا» فلما سمعو ذلك جاء رجل بشراك أو شراكين إلى النبي صلم فقال : «شراك من نار - أو شراكين من ناو أخرجه البخاري ومسلم والنسائي = من حديث عبد اله بن عمر رضي الله عنه .
(1) سقط من الأصل 2 ا ) في كتاب الفتن ومسلم في صحيحه (183) .
2 الحكاية الحادية عشرة حكي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : ما ظهر الغلول في قوم قط إلا لقى الله في قلوبهم الرعب، ولا فشا الزنا في قوم قط إلا كثر فيهم الموت، ولا نقص قوم الميزان والمكيال إلا قطع عنهم الرزق ولا حكم قوم بغير حق إلا فشا فيهم لدم ولا خفر قوم بالعهد إلا سلط عليهم العدو.
44* 12 - الحديث الثاني عشر عن شرحبيل بن السمط أنه قال : يا كعب بن مرة حدثنا عن رسول الله صل ثال : سمعت رسول الله صلم يقول : «من شاب شيبة من الإسلام في سبيل لله كانت له ووا يوم القيامة» .
خرجه الترمذي والنسائي 2 لحكاية الثانية عشرة حكي عن وهب بن منبه أنه قال : ما عرفت حرمة شيء عند الله تعالى بعد لنبيين كحرمة ذي الشيبة المسلم وإن الله تعالى يستحي من صاحب الثمانين أن يثبت له ذنبا أو يثبت له جريمة مصداق ذلك ما روي عن النبي صلم أنه قال : قال الله تعالى : إذا بلغ عبدي أربعين سنة عافيته من البلاءات الثلاث من الجنون والبرص والجذام فإذ بلغ خمسين سنة حاسبته حسابا يسيرا فإذا بلغ ستين سنة حببت إليه الإنابة فإذا بل سبعين سنة أحبته الملائكة فإذا بلغ الثمانين سنة قالت الملائكة أسير الله في أرض أغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ويشفع في أهل بيته 13 - الحديث الثالث عشر عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الم صل لل وله ل: : العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا».
أخرجه مسلم والترمذي 1 تذ 1634) .
2 ي 27/6) .
(3) رواه مسلم في صحيحه (2188) من حديث ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس وأحمد من وجه= الحكاية الثالثة عشرة حكي عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه سمع أباه يقول : اغتسل أبو سهل بن حنيف بالجزر فنزع جبته وعامر بن ربيعة ينظر إليه وكان سهل رجلا أبيض حسن الخلقة قال: فقال عامر: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة عذراء قال: فوعك سهل مكانه واشتد وعكه وكان قد كتب في حش فأتى رسول الله صلم فأخبر أن سهلا وعك وأنه غير رائح معك يا رسول الله فأتاه رسول الله صلم [فقال](1) : «علام يقتل أحدكم أخاه ألا بركت ... إن العين حق توضأ ...» فتوضأ عامر فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وأطراف رجليه وأدخل إزاره في قدح فصب عليه من راويته فبرىء سهل مت ساعته فراح مع رسول الله صلم وليس به بأس 40 14 - الحديث الرايع عشر عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صعلم : «إن كنت تريد الإسراع فليكفك من الدنيا كزاد الراكب وإياك ومجالسة الأغنياء ولا تستخلعي ثوبا حتى ترقعيه» خرجه الترمذي (2 الحكاية الرابعة عشرة حكي عن بعض الصالحيين رضي الله عنهم أنه قال : كنت كثير الزهد ، خالطة أرباب الدنيا فاتفق أن أمير هذا البلد استدعاني لحاجة عرضت له فقلت قيها ما يجوز ، فلما كانت تلك الليلة رأيت في منامي كأن معي الشيطان فقلت : من أنت ? فقال: أنا قرينك فقلت: وكيف ذلك وأنا أذكر الله كثيرا؟ قال: لعمري لو كنت كثير الذكر لم يكن للشيطان عليك سبيل فلما اشتغلت مع أمير هذه البلدة جعلت لك قرينا، أما قرأت : (رمن يعش عن ذكر الحمن نقيض لم شيطننا فهو لم مين - * [الزخرف : الآية 36] .
قلت له : فما حقيقة الذكر؟
= اخر عنه - أي عن بن عا - المقاصد الحسنا 726) .
(1) سقط من الأصل (2) سنن الترمذي (1780) .
22 قال : غيبة الذاكر في الذكر ... فانتبهت مرعوبا وخرجت هائما على وجهي ل دخق بلدي بعدها .
15 - الحديث الخامس عشر عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلم يقول : «من طلب العلم ليباهي به العلماء وليماري به السفهاء ويصرف وجوه الناس إليه أدخله الله النار» أخرجه الترمذي الحكاية الخامسة عشرة حكي أن رجلا كان يخدم موسى عليه السلام فانقطع مدة كان يحدث الناس فيه فيقول : حدثني موسى صفي الله حتى أثرى وكثر ماله وفقده موسى عليه السلام فلم يجده فجعل يسأا عنه فلا يرى له أثرا فلما كان ذات يوم جاءه رجل وفي يده خنزير رفي عنقه حبل أسود ...
فقال لموسى عليه السلام : أتعرف هذا؟
قال : لا قال : هذا صاحبك ...
فضاق صدر موسى عليه السلام فقال : يا رب إني أسألك أن ترده إلى حال أسأله بما أصابه هذا ... فأوحى انله تعالى : يا موسى لو دعوتني بما دعاني به آدم ومن دونه ما رددته على حاله ولكن أخبرك بما صنع هذا إنه كان يأكل الدنيا بالدين .
44 1 - الحديث السادس عشر من عائشة رضي الله عنها أنها قالت : سمعت رسول الله صلم يقول : «إن المؤمن يدرك بحن الخلق درجة الصائم القائم» أخرجه أبو داود(3) (1) سنن الترمذي (2654) .
(2) سنن أبي داود (4798) 2 الحكاية السادسة عشرة حكي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : أوحى الله تعالى إلى رسول اللصلم إني أواخذك بمداراة الناس كما أواخذك بمداراة الفرائض وعددها (خذ العفو وأث يألعف وأغرض عن الجهليت للللاه [الأعراف : الآية 199] .
ففال جبريل عليه السلام : يا رسول الله جئتك بمكارم الأخلاق من ربك وتلا مليه هذه الآية .
م قال : اعف عمن ظلمك وأعط لمن حرمك وأحسن إلى من أساء اليك.
17 - الحديث السابع عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «تعلموا الفرائتض والفرآن وعلموه للناس فإني مقبوض أخرجه الترمذي . (1 الحكاية السابعة هشرة حكي أن الشافعي رحمة الله عليه قال : من تعلم القرآن عظمت قيمته ومن تعلم الفقه نبل مقداره وعن كتب الحديث قويت حجته ومن تعلم الحساب جزل رأيه ومن لم يصن نفسه وعرضه لم ينفعه علمه.
ووصى بعض العلماء ولده فقال : يا بني من لم يتحمل ذل التعلم ساعة بقي في جهل دهرا فإن للمتعلم في أوان تعلمه لذلا وتمنعا إن استعملهما غنم وإن تركهما حرم وإن التملق للعالم يظهر مكنون علمه ، والتذلل له سبب لإدامة صبره ومإظهار مكنون علمه تكون الفائدة وباستقامة صبره يكون الإكثار (1) سنن الترمذي (2٠91) وفي الحديث : «تعلموا الفرائض وعلموه فإنه نصف العلم وهو ينسى هو أول شيء ينتزع من أمتي9 . الحديث رواء ابن ماجة والدارقطني في سننهما والحاكم في المستدرك وصححه - المقاصد الحسنة (339) .
2 18 - الحديث الثامن عشر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «إن في الجنة غرفا يرى ظهورها من بواطنها وبطونها من ظهورها» . فقام أعرابي فقال : لمن هي ي رسول الله ال : «لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس ياح» .
أخرجه الترمذي . 1 الحكاية الثامنة عشرة حكي عن بعض الصالحين أنه قال : عودوا ألسنتكم الكلام الطيب الحسن وأطعموا السائل وأديموا الصيام والصلاة وادعوا للمؤمنين وللمؤمنات تنالوا بذلك خيرا كثيرا ما تسألونه وتريدونه فالخير عادة والشر لجاجة(2) ومن عد كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه .
44 19 - الحديث التاسع عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «أنا سيد ولد آدم يوم لقيامة وأنا أول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع أخرجه مسلم والنسائي الحكاية التاسعة عشرة حكي عن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ولا بالأبيض ولا بالأسود ولا بالآدم ولا بالجعد القطط ولا بالسيط بعثه الله تعالى على رأس أربعين سنة فأقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين توفاه الل تعالى على رأس ستين وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء.
4 . (1 1 2) هو نص حديث رواه ابن ماجة والطبراني في الكبير والقضاعي وأبو نعيم في الحلية وآخرون من حديث يونس بن ميسرة بن حليس عن معاوية به مرفوعا بلفظ «الخير عادة والشر لجاجة» . وقد صحفت بالأصل.
(3) صحيح مسلم 59/7) 20 - الحديث العشرون من أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صعلم قال : «إن من أمن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر ولو كنت متخذا أحدا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا لكن أخوة الإسلام ومودته ، لا تبقين في المسجد إلا خوخة أبا بكر» .
أخرجه البخاري ومسلح 1 الحكاية العشرون حكي أن الأمير إسماعيل كان يبغض أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ويظهر لك - لقوة سلطانه - فلما كان في بعض الليالي رأى في المنام رسل الله صلم وأ كر وعمر عن يمينه وشماله والصحابة بين يديه وحواليه فقال رسل الله صلم : «يا إسماعيل ما تريد من أصحابي ?» فانتبه مرعوبا من صيحته وهيبته صلم وبقي محموما سبع سنين يزداد بذلك كل يوم نحولا فدخل عليه أخوه «نصر» فخلا به وقال: يا اخي ند طال مرضك فإن كان بحب امرأة كما يكون دأب الملوك فأخبرني لأحتال ك في ذلك.
قال إسماعيل : ليس في ذلك ولكن هذا من هيبة رسول الله صلم وصياحه علي في فوله : ما تريد من أصحابي فانتبهت مذعورا محموما فقال أخوه : لقد فرجت عني يا أخي هذا أمر سهل تب إلى الله تعالى وأخرج بغض أصحابه من قلبك واجعل حبهم مكانه يكشف الله عنك ببركتهم فتاب إسماعيل في الحال واعتذر إلى الله ورسول أحب الصحابة فلم يمض أسبوع حتى عافاه الله مصداق ذلك ما روي أنه سئل النبي صلعلم كل الناس يقفون في الحساب يوم القيامة ? فقال : «نعم ما خلا أبا بكر فإنه قال له إن شئت فاجلس واشفع في الناس وإن شئت فادخل الجنة» .
ويروى عنه صلم أنه قال : «إذا كان يوم القيامة واستقر أهل الجنة في الجنة وأهل لنار في النار يأتي على أهل النار رائحة كريهة فتزيد فوق عذابهم تسعين ضعفا من العذاب ويقولون : ما هنا ما هذه فيقول لهم مالك : هذه رائحة المبغضين أبا بكر وعمر رضي الله عنهما» (1) رواه البخاري في صحيحه (73/5) وملم في صحيحه (1٠8/7) في كتاب فضائل الصحابة 21 - الحديث الحادي والعشرون عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «كان فيمن قبلكم من الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر» أخرجه البخاري - ... وفي رواية عن عمر رضي الله عنه عن رسول الله صللم أنه قال : «وضع الحق على لسان عمر» . 1 الحكاية الحادية والعشرون حكي أنه لما مات عمر رضي الله عنه دخل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فقعد عند رأسه فبكى فقال: اما والله لقد أظهر الله بك الدين وأيد بك المسلمين وما على ظهر الأرض أحد من الناس أحب أن ألقى الله بصحيفته غيرك يا عمر رضي الله عنك حيا وميتا.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : إن الحسن والحسين دخلا على عمر وهو مشتغل فجلسا بين يديه فلما رفع رأسه رآهما فقبلهما ووضع ألفي دينار وقال: جعلاني في حل فإني لم أشهد دخولكما ... فنصرفا إلى أبيهما شاكرين من صنيع عمر فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إني لأعلم من عمر ما لا يعلمه أحد غيريي .
سمعت رسول الله صلعلم يقول : «عمر نور الإسلام في الدنيا وسراج أهل الجنة لجنة» ...
فلما سمع الحسن والحسين من أبيهما ذلك قالا : لن نحمل إلى أمير المؤمنين هدية أفضل من هذه البشارة عن جدنا محمد صلم فعادا إليه فلما دخلا نهض وقال : رحبا وأهلا ما كانت الساعة لأراكما فيها فهل من حاجة؟ فأخبراه بالخبر وما جرى ن أبيهما فقال عمر لولده : يا عبد الله علي بالدواة اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم حدثني سيدا شباب أهل الجنة عن أبيهما عن جدهما المصطفي صلم أنه قال : «عمر نور الإسلام في الدنيا وسراج أهل الجنة في الجنة ...» م قال لابنه : يا بني احفظ هذه الورقة فإذا مت فضعها في كفتي على صدري حتى ألقى الله تعالى بهذه الشهادة فأخذها عبد الله ورفعها فلما حضرت عمر الوفاة (1) رواه البخاري في صحيحه (3689) في كتاب فضائل الصحابة (2) رواه الإمام أحمد في مسنده (5/ 165) 27 ضعها في كفنه ودفن في قبره فلما أصبحوا وجدوا خطا مكتوبا على قبره : صدق الحسن والحسين وصدق أبوهما وصدق جدهما في قوله : «عمر نور الإسلام في الدني وسراج أهل الجنة في الجنة» رضي الله عنه 44 2 - الحديث الثاني والعشرون من عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلم مضطجعا في بيته كاشفا بن فخذيه أو ساقيه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلم وسوى ثيابه لما خرج قالت عائشة: يا رسول الله دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله ثم دخل مر فلم تهتش له ولم تباله ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك فقال: «أل إستحي من رجل تستحي منه الملائكة» .
خرجه مسلم (1) قال محمد بن أبي حرملة(2) : ولا أقول ذلك في يوم واحد الحكاية الثانية والعشرون حكي عن عبد الله بن سلام أنه قال: أتيت عثمان لأسلم عليه وهو محصور في لدار فدخلت عليه فقال : مرحبا يا أخي رأيت رسول الله صله ل في الخوخة وأشار ى خوخة في البيت فقال : «يا عثمان حصروك ?» ملت : نعم.
قال : عطشوك؟
فقلت : نعم . .. فأدلى دلوا فيه ماء فشربت حتى رويت وإني لأجد برده وقال ن شئت أفطرت عندهم وإن شئت افطرت عندنا فاخترت أن أفطر عنده .
فقتل في ذلك اليوم شهيدا صائما رضي الله عنه ويروى عن النبي صلم أنه قال : «يبرق في الجنة برق تضيء منه الملائكة فيقول أهل الجنة ما هذا? ليس هنا موضع برق ! فيقال لهم : هذا نور عثمان لبس نعلي ليذهب من حجرة إلى حجرة أخرى» 4 (1) صحيح مسلم (24٠1) .
2) هو أحد رجال الإسناد في هذا الحديث .
23 - الحديث الثالث والعشرون عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلم لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي خرجه البخاري ومسلم والترمذي (3) الحكاية الثالثة والعشرون حكي أن رسول الله صلم لما خرج إلى الغار استصحب أبا بكر وأمر عليا أن ينام على فراشه فلما استلقى على فراش رسول الله صلعم أوحي الله تعالي إلي جيريل وميكائيل عليهما السلام إني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكم أطول من عمر الآحر فأيكما يؤثر صاحبه بطول العمر فاختار كل واحد منهما أن يكون له طول العمر فأوحى الله تعالى إليهما هل كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمد فآثر محمد بحياته وبات على فراشه حين قصد الكفار قتله فالآن اهبطا إلى الأرض فاحفظاء ن عدوه واخدماه فكان جبريل عند رأسه وميكائيل عند رجليه يقولان: بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب وقد باهى الله تعالى ملائكته بك 44 24 - الحديث الرابع والعشرون عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلم كان على حراء هو وأبو بكر عمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله صلم : «اثبت فما ليك إلا نبي أو صديق أو شهيد» .
أخرجه مسلم والترمذي لحكاية الرابعة والعشرون حكي عن وهب بن منبه أنه قال : رأيت وزيرا قصيرا مسلما وكان نصرانئا تشير إليه النصارى بالأصابع فقلت له : ما دعاك إلى الإسلام? قال : ركبت البحر فانكسر (1) صحيح البخاري كتاب المناقب باب فضل علي بن أبي طالب.
(2) صحيح ملم كتاب فضائل الصحابة (119/7) .
43 ت 373) .
(4) صحيح مسلم (178/7) .
5 تذي 366) .
مركب وبقيت على لوح فنبذني إلى جزيرة فيها أشجار عظام لها ورق يغطي الرجل تحمل شيئا مثل النبق أحلى من التمر لا عجم له فأكلت منه وشربت الماء وقلت : لا برح حتى يأتي الله لي بالفرج فلما جن الليل سمعت صوتا ينادي مثل الرعد القاصف هو يقول : لا إلنه إلا الله القدير الجبار أبو بكر الصديق صاحب الغار عمر الفاروق حسن الجوار عثمان بن عفان البريء من النار علي بن أبي طالب قاصم الكفار صحاب محمد الفاضلون الأخيار فلما طلعت الشمس إذا بجارية لم أرى أحسن منها قدرا وعنقها عنق نعامة وساقها ساق ثور فسألتني : ما دينك ? فقلت : ديني النصرامية قالت : أسلم تسلم ... فأسلمت فقالت لي : أتحب الرجوع إلى بلدك? فقلت : نعم.
ثالت : الساعة تمر بنا مركب فنوقفه لك فبينما نحن كذلك إذ مر بنا مركب تسير القلوع - وأهله لا يدرون ما الخبر - فأشارت إليهم فألقوا إلي الزورق فحدثتهم حديثي فأسلموا كلهم... قال وهب فقلت له : لقد رأيت عجبا عجيب 25 - الحديث الخامس والعشرون من سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية: (فمن حاجة فيو منأ بعد ما جآءك من العلر فقل تعالؤأ ندع أبناءنا وأبنآءكر وشآءنا وشاءكم وأضتا نبتهل فنجعل لعنت اللو على الكذين للي)) [آل عمران : الآية 61] دعا رسول الله صلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي أخرجه البخاري ومسلم (1 الحكاية الخامسة والعشرون حكي عنن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : سئل كعب الأحبار فقيل له: ي با إسحلق هل وجدت في الكتب السالفة ذكر محمد وعلي وقاطمة والحسن والحسين؟ قال : نعم ... كتبت تفسير الإنجيل والزبور فلم أجد نعتهم حتى دخلت للاد الروم وكتبت نعتهم من راهب من تفسير صحف إبراهيم فوجدت فيها أن آدم حواء عليهما السلام لما اجتمعا في الجنة نظر آدم إلى حواء ونظرت حواء إلى أدمر إذا نور خده الأيمن يغاب على شعاع الشمس ونور خده الأيسر كالقمر ليلة البدر (1) رواه البخاري في صحيحه كتاب المناقب وفي كتاب الفضائل والإمام ملم في صحيحه (7/ . (120 قال آدم : يا حواء ما أرى أن الله خلق خلقا أحسن مني ومنك فقالت حواء : كذلك ... فأوحى الله تعالى إلى جبريل أن خذ بيد آدم وارفعه إلى الفردوس الأعلو مرفعه وفتح باب قصر من البلور الأحمر وفي القصر قبة من الكافور على أركان من لزبرجد الأخضر والأركان في روضة من رياض الزعفران ترابها المسك وحصاه الزعفران ففتح جبريل باب القبة فإذا فيها سرير من ذهب قوائمه من الدر والياقوت وعلى السرير ألف فراش من الحرير وعليه جارية جالسة مثل الكوكب الدري ولها نور وشعاع وحسن لم يرى ذلك آدم في نفسه ولا في حواء ولا في الحور العين الحسان مقال آدم : يا رب من هذه الجارية فإني لم أر مثلها ولا أحسن منها قال : هذه فاطمة بنت محمد تخرج من صلبك قال آدم : يا رب ومن يكون بعلها؟ قال : علي بن أبي لالب وهو القضيب الأحمر الذي غرسه في الجنان جنات عدن أمر الله تعالى جبريل عليه السلام ففتح باب قصر من ياقوتة حمراء وفي القصر قبة من كافور وفي القبة سرير من ذهب عليه ألف فراش من الإستبرق وعليه شاب فأعد له نورا وبهاء حسن جمال قال الله تعالى : يا آدم هذا بعلها فقال آدم: يا رب هل لها أولاد؟ فأمر الله عالى جبريل ففتح قصر من اللؤلؤ الأبيض وفي القصر قبة من العنبر الأشهب وفيها برير عليه الف فراش من الديباج والحسن والحسين قاعدان عليه ولهما نور حسن وجمال لم ير آدم أحسن منهما قال الله تعالى : يا آدم هذان ولدا فاطمة بنت محمد إنهم يخرجون من صلك في آخر الزمان فقال آدم إني افتخرت بعلي وفاطمة والحسن والحسين ثم رجع آدم إلى حواء فقال كنت أحسب أن الله تعالى لم يخلق خلقا أحسن مني ومنك فرايت عليا وفاطمة والحسن والحسين أحسن منا رضي اله عنهم جميحة 2 - الحديث السادس والعشرون عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «إعطيت خمسا م يعطهن أحد قبلي ، كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كل أحمر وأسود ، وأحل لي الغنائم ولم تحل لأحد من قبل وجعلت لي الأرض طيبة وطهور ومسجدا فأيما رجل أدركته الصلاة صلى حيث كان ونصرت بالرعب على العدو من مسيرة شهر وأعطيت الشفاعة» .
خرجه البخاري 6 1) قلت : ظاهر سياق هذه الرواية النكارة ... والله أعلم .
(2) صحيح البخاري (119/1) كتاب الايعان .
الحكاية السادسة والعشرون حكي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه دخل على رسول الله صلم بعد موته فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد كان لك جذع تخطب الناس عليه فلما كثروا اتخذت منبرا لتسعهم ، فحن الجذع حتى جعلت يدك عليه فسكن ، وإن أمتاك انت أولى بالحنين إليك والبكاء عليك حين فارقتهم بأمي وأبي أنت يا رسول الله لقد بلغ من فضلك أن الله بعثك آخر الأنبياء وذكرك في أولهم قال الله تعالى : (وإذ أخذن من النبيعن ميثلقهم ومنلكت ومن نح وإبرهيم ومومى وعيسى للا) (الأحزاب : الأية 7] بابي وأمي يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عنده أنه أخبرك بعذوه عنك قبل أن أخبرك ذنبك، فقال الله تعالى: (عفا الله عنلقت لم أذنت لهو) [التوبة : الآية 43] بأبي وأمي أنت يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عنده أن أهل النار يودون أنهم كانوا طائعون وهم بين أطباقهم يعذبون ، يقولون: يا ليت أطعنا الرسول، بأبي وأمي أنت يا يسول الله إن كان لسليمان الريح غدوها شهر ، ورواحها شهر فما ذلك بأعجب من البراق حين صعدت به إلى السماء السابعة ثم صليت الصبح من ليلتك مع أهلك بالأبطح ، صلى الله عليك بأبي وأمي أنت يا رسول الله لقد دعا نوح على قومه فقال : (لا نذر على الأرض من الكفين ديارا لللا) إنوح : الآية 26] ولو دعوت علينا لهلكنا عن آخرنا أن تقول إلا خيرا وقلت : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون بأبي وأمي نت يا رسول الله لقد تبعك في فئة لثبتك أمكنك، وقصر عمرك ما لم يتبع نوحا في كبر سنه وطول عمره ولقد آمن بك الكثير وما آمت معه إلا القليل بأبي وأمي أنت يا رسول الله لو لم تجالس إلا كفؤا لما جالستنا ، ولو لم تنكح إلا كفؤا لما نكحت الثيب ، لبست الصوف وركبت الحمار وأردفت خلفك ووضعت طعامك على الأرض ولففت أصابعك تواضعا منك صلى الله عليك وسلم ، بابي أنت وأمي يا رسول الله، لقد بلغ من فضيلتك عند ربك أنه أقسم بحياتك دون سائر الأنبياء، فقال : لعمرك فلما عجب الناس أقسم بتراب قدميك فقال : (لا أقيم بهذا البلد لي3ا) (البلد : الآية 1] أبي وأمي أنت يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك أن مدك بالملائكة وقرن اسمك مع اسمه ورفع ذكرك في الناس مع ذكره ، بأبي وأمي أنت يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عند ربك أن سماك باسمين من أسمائه حين قال تعالى : (العثبنين رعوف حيع [التوبة : الآية 128] وجعل الحكم إليك فقال تعالى : (إنا أنلنا اليك لكيوكجكالنساء : الآية 105] بابي وأمي أنت يا رسول الله لقد بلغ فضيلتك إليه لديه أن رضع الآصار والأغلال التي كانت على الناس جعلك رحمة للمؤمنين بالهداية ورحمة 26 لالوافرين برفع المسخ والعذاب بأبي وأمي أنت يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عنده أن خاطب الأنبياء بأسمائهم فقال : يا آدم يا نوح يا إبراهيم يا عيسى وخاطبك بالنبوة فقال : (يأيها الرسول) [المائدة : الآية 41] و(يتأيها الني) [الأنفال : الآية 64] بأبي وأمي أنت يا رسول الله لقد أعطاك من غير مسألة ما سأله غيرك فقال : (ألز نشرح للع سدرك لليحما ووضعنا عندة يزرك لليما النع أنقض ظمره للحلا ورفعنا للك ذكرد لللكا) [الشرح الآيات 1 - 4] صلى الله عليك يا خير العالمين صلاة تكون لك رضى ولحقك منا أداءا . وقال حسان بن ثابت يمدح رسول الله صلم ويرد على أبي سفيان : هجوت محمدا فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء نإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء أتهجوه ولست له بكفؤ فشركما لخيركما الفداء ساني صارم لا عيب فيه وبحر لا تكدره الدلاء 44 27 - الحديث السابع والعشرون من معقل بن يسار قال : جاء رجل إلى النبي صلم فقال : إني أحببت امرأة ذات حسن وجمال وإنها لا تلد أفتزوجها قال : «لا» ثم أتاه الثانية فنهاه ثم أتاه الثالثة فقال : «تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم) أخرجه أبو داود(1) والنسائم 42 عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال : من أصاب من الدنيا شيئا نقص من آخرته رإن كان عند الله كريما أف للدنيا الدنية خبثت فعلا ونية وملئت حسرة وهما وعقباها منيا) 2 الحكاية السابعة والعشرون حكي عن القفال أنه قله : كان في جواري رجل يأبى التزويج فلما كان في بعض الليالي استيقظ من نومه وقال : زوجني فسئل عن ذلك فقال : لعل الله أن يرزقني بولد ويقبضه قبل البلوغ وقبل موتي ، قيل له : وكيف ذلك قال : رأيت في منامي أن القيامة قد قامت والخلق في الموقف وأنا معهم ، وقد أجهدني العطش ، وإذا ولدان فد ظهروا بأيديهم أباريق من فضة مغطاة بمناديل من نور يتخللان الجمع ويسقون واحدا 1) سنن أبي داود (2٠5٠) 2 ا 56) .
2 النيل الحثيث في حكايات الحديث/ م 3 يعد واحد، فمددت يدي إليهم وقلت لبعضهم : اسقني فقد أجهدني العطش فنظر إلي زرا وقال : ليس فينا ولدك وإنما نسقي آباءنا وأمهاتنا فقلت : من أنتم؟ قالوا: أطفال المسلمين .
4 28 - الحديث الثامن والعشرون عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلم قال : «من اقتبس بابا من علم نجوم لغير ما ذكر الله فقد اقتبس شعبة من السحر ، المنجم كاهن والكاهن ساح والساحر كافر» وفي رواي : «من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد» .
أخرجه أبو داود الثانية والأولى رواها أبو رزين 1 الحكاية الثامنة والعشرون حكي عن قتادة أنه قال : خلقت هذه النجوم لثلاث جعلها الله زينة للسماء رجوها للشياطين، وعلامات يهتدى بها فمن تأول غير هذا فقد أخطأ خطيئة وأضاع نصيبه وتكلف ما لا يعنيه وما لا علم له به ، ما عجز من علمه الأنبياء والملائكة صلوات الله عليهم أجمعين . وعن الربيع مثله ورد ومنه ما جعل الله في نجم حياة أحد ولا رزفه ولا موته وإنما يفترون على الله الكذب ويتعللون بالنجوم.
29 - الحديث التاسع والعشرون من عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «لا تكثروا الكلا خير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب وإن أبعد الناس من افله القلب لقاسي» .
خرجه الترمذي 2 لحكاية التاسعة والعشروي حكي عن بعض المشايخ أنه قال : نور المعرفة في القلب وإشراقه في عين لفؤاد فبذكر الله يترطب القلب وبلين وبكثرة الكلام وذكر الشهوات واللذات يقسو 1) سن أي دد 3726) (2) سنن الترمذي (2411) .
34 القلب وييبس فإذا شغل القلب عن ذكر الله بالكلام وذكر الشهوات كان بمنزلة شجرة رطوبتها ويبسها من الماء ، فإذا منعت الماء يبست عروقها فإذا مددت غصنا منها انكسر بلا يصلحه إلا القطع فتصير وقود النار ، فكذلك القلب إذا يبس وخلا من ذكر الله صابته حرارة النفس ونار الشهوة وامتنعت الأركان من الطاعة فإذا مددتها انكسرت فلا تصلح أن تكون حطبا للنار وإنما يرطب القلب الرحمة وما من نور في القلب إلا ومعه رحمة من الله تعالى بقدر ذلك فهذا هو الأصل في العبد ما دام في ذكر الله فالرحمة دائمة عليه كالمطر فإذا سخط فالصدر في ذلك الوقت كالسنة الجدبة اليابسة وحريق لشهوات كالسباع والأركان معطلة من أعمال الخير 3 - الحديث الثلاثون عن أبي رافع مولى رسول الله صلم : استسلف رسول الله صلم بكرا فجاءته إبل الصدقة قال أبو رافع : فأمرني رسول الله صلم، أن أقضي الرجل بكره، فقلت : لم أجد في الإبل إلا جملا رباعيا فقال رسول الله صلم : «أعطه إياه فإن خيار الناس أحسنهم قضاء» .
إخرجه الإمام مالك في الموطا(1) وأبو داود الحكاية الثلاثون حكي عن مالك رضي الله عنه أنه قال : أن رجلا أتى إلى عبد الله بن عمر رضي الله عشه فقال : يا أبا عبد الرحمن أسلفت سلفا واشترطت عليه أفضل مما سلفت فقال عبد الله : ذاك الربا فقال : كيف تأمرني يا أبا عبد الرحملن؟ فقال عبد الله : لسلف على ثلاثة أوجه : سلف تريد به وجه الله فلك وجه صاحبه. وسلف تسلفه ريد لتأخذ طيبا بخبيث فذاك الربا قال : فكيف تأمرني يا أبا عبد الرحمنن ? قال : أرى أن تشق الصحيفة فإن أعطاك مثل الذي أسلفته قبلته وإن أعطاك دون الذي أسلفته أجرت ، وإن أعطاك أفضل بما أسلفته طيبة به نفسه فلك شكر شكره لك ولك أجر ما تظرقه .
* (1) الموطأ (180) برواية يحيى بن يحيىن (2) سنن أبي داود (2346) .
35 3 - الحديث الأول والثلاثون من عبد الله الخطمي قال : كان رسول الله صلم إذا أراد أن يستودع الجيش قالل: «أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم» إخرجه أبو داود . 1 الحكاية الأولى والثلاثور حكي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بينما هو يعرض إذ هو برجل معه ابنه فقال له : ما رأيت غرابا بغراب أشبه منك بهذا قال: والله ما ولدته أمه إلا ميتة قال : ويحك حدثني قال : خرجت في غزاة وأمه حامل مثقل فقلت : ما قلانة قالوا: ماتت ذهبت إلى قبرها فبكيت عنده فلما كان الليل قعدت مع بني عمي أتحدث وليس يسترنا من البقيع شيء فارتفعت لي نار من القبر فقلت لبني عمي ما هذه النار? فتفرقوا عني فأتيت أقربهم مني فسألته فقال : نرى عيني قبر فلانة كل ليلة نار فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، أما والله إنها كانت لصوامة قوامة مسلمة انطلق بنا قأخذت الفأس نإذا القبر مفتوح وهي جالسة وهذا يدب حولها ونادى مناد : ألا أيها المستودع ربه خذ ديعتك أما والله لو كنت استودعتنا أمة لوجدتها فأخذته وعاد القبر 4 32 - الحديث الثاني والثلاثون عن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «كل خمر حرام ومن شرب الخمر في الدنيا وهو مدمنها ومات لم يشربها في الآخرة» 4خرجه البخاري ومسلم 4 والنسائي والترمذي 5 لحكاية الثانية والثلاثون حكي عن عبد الواحد بن زيد أنه قال : خرجت إلى بلاد الروم غازيا فلما سرت لى الشام وعيت غسل ميت فرفعنا الثوب عن رأسه فإذا حية مطوقة على جسده رأسها رأس الكلب ففتحت عينيها كأنهما مرجانتان فقالت لي : يا عبد الواحد تسلمه لليهود 1) سنن أبي داود (26٠1) .
2 ) بنحوه .
(3) صحيح مسلم (1٠1/6) .
(4 سن ي 317) .
5 سن تذي )186) والنصارى فقلت : إن كنت مأمورة فتنحي عنه حتى نقيم السنة فيه ثم شأنك، فانحدرت عنه كالخشبة وانطوت في زاوية البيت وهي تنظر إليه فعصرنا بطنه فخ الخمر فلما فرغت من غسله ورجعت إليه الحية وانطوت على جسده فكفناه وشددنا الكفن عليه ودفناه معها وسألت عن أمره فقيل : مات وهو سكران مصداق ذلك أن النبي صعلم قال : «من مات وهو مدمن الخمر سلط الله عليه ثعبانا يعذبه في قبره» 44* 32 - الحديث الثالث والثلاثون عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «ما من رجل سلك طريقا يطلب فيه علما إلا سهل الله له به طريقا إلى الجنة ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه? .
أخرجه أبو داود11!
الحكاية الثالثة والثلاثون حكي عن الأصمعي ان قال : خرجت حاجا إلى بيت الله الحرام وزيارة نبي صلم ، فبينما أنا أطوف حول الكعبة في الليل وكانت ليلة مقمرة فإذا أنا بصوت حزين فانبعث الصوت فإذا أنا بشاب حسن الوجه ظريف الشمائل عليه أثر الخير وعلى رأسه ذؤابتان خضراوتان وهو معلق بأستار الكعبة ويقول : يا سيدي ومولاي نامت العيون وغارت النجوم وأنت الحي القيوم ، وغلقت الملوك أبوابها وقامت عليها عراسها وحجابها، وبابك مفتوح للسائلين، وهنا سائل بين يديك واقف ببابك ينتظر حمتك يا أرحم الراحمين ارحمني واغفر لي ذنوبي ، ولا تحرمني رؤية جدي قرة عيني حبيبك وصفيك محمدا صلم في دار كرامته وأنشد يقول : إلا يا رجائي إن كاشف كربتي فهب لي ذنوبي كلها واقضي حاجتي رزادي قليل ، ما أراه مبلغي على الزاد أبكي أم لبعد مسافتي نيت بأعمال قباح ردية فما في الورى خلق جنى كجنايتي أتحرقني بالنار يا غلية المنا فأين رجائي فيك أين محبتي ال الأصمعي : وكان يكرر هذه الأبيات حتى سقا من الأرض حجره وبكيت كاء شديدا لبكأه شفقة عليه فقطرت من دموعي قطرة على خده وفاق من غشيه لم 1) سنن اي داد 3643) 31 قال : من ذا الذي يشغلني عن ذكر مولاي ! فقلت : أنا الأصمعي يا سيدي ما هذ لبكاء والجزع وأنت من بيت النبوة ومعدن الرسالة أليس الله عز وجل قال : (إنما يريي الله ليدهب عصعم ألرجس أهل البيت ويطهر تطهيا) [الأحزاب : الآية 33 فاستوى جالسا وقال للأصمعي : هيهات هيهات إن الله خلق النار لمن عصاه ، وخلق الجنة لمن أطاعه من عصاه دخل النار وإن كان ملكا قرشيا ومن أطاعه دخل الجنة وإن كان عبدا حبشيا أما سمعت قول الله تعالى : (فإذا نفخ في الصور فلا أشاب بينه يؤميذ ولا يتاءلون لليلما) [المؤمنون الاي ال صلم : «من أبطأ به عمله ل سرع .
نسبه ؟ا.
444 3 - الحديث الرابع والثلاثون عن عمرو بن العاص قال : قال صعلم : «رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد» أخرجه الترمذي 1 لحكاية الرابعة والثلاثون حكي عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال : خرجت حاجا إلى بيت الله الحرام، وقضيت حجي ومناسكي وأخذت وردي من الليل ، فإذا هاتف يقول : يا مالك بشر أهل الرقيم بالمغفرة ما خلا عبد الرحمن بن محمد البلخي فقال مالك استيقظت مرعوبا فسألت عنه فقيل لي : أنه أعظم الناس علما وأكثرهم زهدا وأشهر عبادة يقرأ القرآن ويكفل الأيتام ويحج كل عام فأتيته فإذا هو شاب نحيل الجسم وضيء الوجه وعليه مدرعة من صوف لو لبستها لتقطعت جربا فسلمت عليه فرد لسلام وقال : من أنت يرحمك الله ? قلت : رجل من أهل البصرة فرقت عيناه وبكى حتى خر مغشيا عليه ثم قال : لعلك زاهدها وقطبها مالك بن دينار وجئت تبشرني بغضب الجبار قلت : أوحي بعد رسول الله صلم، قال : يا مالك شربت الخمر أول ليلة ن رمضان وسكرت فتفقدني والدي وبحث عن أمري فقيل له إنه شرب الخمر فدخل علي مغضبا واننهرني فلطمت وجهه فسالت حدقته فبكى وقال : لا رضي الله عنك ي (1) سنن الترمذي (1899) من حديث خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن من عبد الله بن عمرو رفعه بهذا ورواه موقوفا البخاري في الأدب المفرد من طريق آدم بن أبي ياس حدثنا شعبة فذكره - المقاصد الحسنة (525) 38 بد الرحمن، فلا أصبحت أخبرتني أمي بذلك فقمت إلى الخمر فأهرقتها وأعتقت محل جارية كنت أنت عمها وأقبلت على صدقة المال وجه الله تعالى والحج كل عام والبشير يبشرني بدار البوار ثم بكى وبكيت ببكائه ثم قال: يا هذا إن كان والدك الحياة فطوبى لك وإن كان قد مات فالويل الطويل لك ، فقال لمالك : إنه حي بحمد لله وهو في تلك الخيمة البيضاء، قال مالك : فمضيت إليها ووقفت على بابها فإذا يشيخ وضيء الوجه ناعم البدن ، طيب الرائحة ، وفي يده مصحف يقرأ فيه بصوت ثنين ، فسلمت عليه فقام إلي وعانقني فقال : مرحبا يا مالك قلت : كيف عرفتني قال : ألت البارحة ربي أن يجمعني معك ، فلما رأيتك عرفتك فهل من حاجة تفوز بها إلر له قلت : نعم، قال : قل فقلت : مثل نفسك كأنك في عرصات القيامة وقد طاش عقلك وطار لبك فيؤخذ بغلام وضيء الوجه ناعم البدن له نصيب من فؤادك فيؤمر به إلى النار قال : فبكى الشيخ بكاء شديدا وقال : تعني ولدي عبد الرحمن قلت : نعم ، ال: أشهد الله وملائكته أني غفرت له ورضيت عنه امص إليه وبشره و عرفه أني قادم مليه فأتيته فعرفته فشهق شهقة من الفرح خر مغشيا عليه فقدم والده وأكب يقبله يقول : حبيبي وولدي وقرة عيني عبد الرحمنن لا يأخذ لك الله مهما كان منك إلي فتمادت غشيته فقال لي والده لقن حبيبي وولدي قرة عيني عبد الرحملن شهادة أن ل إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فلقنته مرتين فلم يقدر يقولها فرددتها الثالثة فقالها ثم تح عينيه وقال : يا أباه اذن مني فاقتص مني وأسل حدقتي على خدي ونادي هذا جزاء من عصى الله وعصى والديه فانتحب الشيخ وقال : يا قرة عيني نظر الله إليك رضي عنك وسامحك فقد رضيت عنك، قال مالك: فقلت : يا حبيبي ما لك لم تتشهد في المرتين? قال : كان عند رأسي ملك من ملائكة العذاب بيده قضيب من ار ، إذا أردت أن أقولها يمنعني حتى أتاني ملك من ملائكة الرحمة معه منديل من لسندس الأخضر فمسح به وجهي ، وقال : قلها ولا تخف فقد رضي الله عنك برضى والدك عنك قال : فسمعت أمه وأخته فأقبلت القبائل في أذيالهما وأعلنت بالبكاء النحيب فقالتا : تنحوا عنا حتى نرى عبد الرحمن قبلى فراقه من الدنيا فدخلتا عليه فلما رأهما شهق شهقة وفارق الدنيا فبكت عليه والدته فلم يبق في الموسم أحد إلا باكيا صارخا ولم أر بمشهدهم ثانيا رحمهم الله أجمعين 3 - الحديث الخامس والثلاثون عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «العبد إذا نصح سيده أحسن عبادة ربه كان له أجران» 26 اخرجه البخاري (1) ومسلم .
والإمام مالك في الموطأ(3) بو داود الحكاية الخامسة والثلاثون حكي عن عبد الرحمن بن زيد أنه قال : اشتريت غلاما بشرط أن يخدمني الليل ، فلما جن الليل عليه فطلبته فما وجدته والأبواب مغلقة فلما أصبحت أعطاني درهما صحيحا منقوشا عليه سورة الإخلاص فقلت له : من أين هذا? فقال : يا سيدي لك علي كل ليلة مثل هذا على أن لا تستعملني بالليل فكان يغيب كل ليلة وبالنهار يخدمني وينصح غاية النصح ، فبعد أيام جاءني بعض أصحابي فقلت له : رجع فأنا أحفظه الليلة فلما كان بعد حين من الليل قام ليخرج فأشار إلى الباب المغلق فانفتح وأنا أنظر إليه قال : فخرجت وراءه حتى بلغ أرضا ملساء فنزع ما عليه ن الشياب ، ولبس المسوح وصلى إلى الفجر وقال : يا سيدي الكبير هات أجر بيدي الصغير فوقع درهم من الهواء فأخذه وجعله في جيبه قال : فتحيرت من أمره قمت إلى عين ماء فتوضأت وصليت ركعتين واستغفرت الله تعالى من خاطري نويت أن أعتقه ثم التفت فما وجدت له خبرا فمشيت إلى المأوى ولما وصلت إلى مارة فجلست حزينا ولم أعرف من تلك الأرض فإذا بفارس فقال : يا عبد الرحمن ما جلوسك هنهنا? قلت : من شأن كذا وكذا فقال : أتدري كم بينك وبين بيتك؟
لت : لا ، قال : مسيرة سنتين للراكب المسرع فلا تقم من هذا المكان فإنه يأتيك لليلة فلما جن عليه الليل إذا بالغلام قد أقبل ومعه طورية عليها من كل الطعام قال : كل يا سيدي ولا تعد لمثل ذلك فأكلت وقام الغلام فصلى الفجر ثم أخذ بيدي وتكلم بكلام لم أفهمه وقال : اخط فخطوت خطوتين فإذا أنا بموضعي فقال : با سيدي ألست قد نويت عتقي ? قلت : نعم ، قال : فخذ ثمني وأنت مأجور وأخذ حجرا وأعطانيه فأعتقه وإذا الحجر قد صار ذهبا فرجعت إلى بيتي فتحريت من أمره وصرت حزينا على مفارقته واجتمع القوم عندي فقالوا : ما فعلت بالنباش ? فقلت الله ذاك بنباش القبور قالوا : ألا وكيف؟ فأخبرتهم بحاله فبكوا وقالوا : أتينا إلى ا تعالي وقد ندموا ورجعوا متحيرين 2 2) فتح الباري (2) صحيح مسلم (1664) .
. (1 2 5 5 موب الحديث السادس والثلاثون عن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلم: ن ربكم حي كريم يستحي من عبده إذا يرفع إليه يديه فيردهما صفرا أو قال خائبين اخرجه الترمذي وأبو داود .
(2) الحكاية السادسة والثلاثون حكي عن إبراهيم بن اوهم قدس الله سره قال: نزلت مسجدا بالشام وكانت ليلة شاتية فقال القيم : قم يا هذا لأغلق باب المسجد فقلت : أنا رجل غريب أتيت هلهن فقال : الغرباء يسرقون القناديل والحصر ، وقد أبيت أن لا يبيت فيه أحد ولو كان براهيم بن أدهم فقال : ما يكفي ما أتيت فيه حتى تكذب ثم أخذ برجلي وجرني على وجهي ، حتى رماني بازاء حمام فقال : بت هنهنا فرأيت شابا حسن الوجه عليه قطعت خيش يوقد ، فسلمت عليه فلم يرد علي الجواب حتى فرغ وقال : يا هذا إني أجير خفت إن اشتغلت بالكلام والسلام عليك أن أخون فقلت : بكم تعمل كل يوم؟ قال : بدرهم ودانق القوت بالدانق وأنفق الدرهم على أولاد أخ لي في الله قد مات وتركهم فقلت له : هل دعوت الله تعالى وسألته في حاجة? قال : نعم ، رفعت يدي ودعوت لله تعالى وسألته منذ عشرين سنة في حاجة فما استجيبت دعوتي ولا قضيت حاجتي ما هي ? قد بلغني أن فتى من العجم قد تميز عن الزاهدين وفاق العابدين يقال له : براهيم بن أدهم فتمنيت على الله أن أراه قبل الموت فقلت : أبشر يا أخي قد قضى لله حاجتك وما أرضى أن آتيك إلا سحبا على وجهي فوثب من مكانه وعاد مهرول وسمعته يقول : اللهم أجبت دعوتي وقضيت حاجتي فاقبضني إليك فسقط ميتا رحم ل 37 - الحديث السابع والثلاثون عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلعلم قال : «لكل شجرة قلب وقلب القرآن تيس ومن قرلها كتب بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات» (1) سنن الترمذي (3556) .
(2) سنن أبي داود (1488) .
3) لم أجده بلفظه - فليحرر 41 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل لي لمن قرا حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك» (1 أخرجه الترمذي الحكاية السابعة والثلاثون تحكي عن جعفر بن عتاب : مات رجل في جواري من أهل الفسق فرأيته في لمنام كأنه في الجنة فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال : غفر لي قلت: بماذا وكنت فاسقا؟ قال : اسكت لا يكون قارىء القرآن فاسقا قلت : وما كنت تقرأ من القرآن؟
قال : يس والدخان فبلغت يس الجنة ونجوت من النيران بالدخان.
38 - الحديث الثامن والثلاثون عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلم : «ما أنزل الله عز وجل ي التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن وهي السبع المثاني وهي مقسومة بيني وبين ببدي ولعبدي ما سأل» .
أخرجه الترمذي والنسائي وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا قال : يا رسول الله إني أحب هذه السورة قل هو الله أحد ، قال : «إن حبك إياها أدخلك الجنة» خرجه الترمذي لحكاية الثامنة والثلاثون حكي أنه قام سائل في مسجد محمد بن السماك ببغداد فسأل درهما فقال الشيخ : أتحسن شيئا من القرآن ? فقال : نعم أحفظ فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد فقال : اقرأهما وبعني ثوابهما فقال : بكم تشتري؟ قال : بجميع ما أملك من العقار والدنانير والدراهم فقال السائل : لا أبيع كلام الله، وخرج مغضبا فبينما هو يمشي في المقابر فإذا هو بفارس عليه ثياب خضر فقال : خذ هذه البراءة فإذا فيها صرة فيها عشرة آلاف درهم مكتوب على الجانب الأيمن «قل هو الله أحد» وعلى الجانب (1) سنن الترمذي (2888) .
2) سنن التذي 3125) وهذا لفظه .
(3) سنن الترمذي (29٠1) بلفظه 4 الأيسر فاتحة الكتاب؛ وفيها إذا فرغت بدلنا لك مثلها فقلت له: من أنت؟ قال: يقينك الصادق ثم انصرف راجعا.
4 3 - الحديث التاسع والثلاثون من أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ؛ أن رجلا كان يقرأ «قل هو الله أحد» يرددها فلما أصبح جاء إلى النبي صلم فذكر ذلك له وكأن الرجل يقللها فقال رسول لله صم : «والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن».
أخرجه البخاري والإمام مالك في الموطأ وأبو داود والنسائي الحكاية التاسعة والثلاثون حكي عن الجنيد قدس الله سره قال : كان رجل شرطيا سجانا فمات فحمل إلى سجدي لأصلي عليه فأبيت أن أصلي عليه ودفنوه فرأيته في منامي في قبة خضراء قلت : بم نلت هذه? قال : بكثرة قراءة «قل هو الله أحد» وبصرف وجهك علي لم إعرضت عني أقبل علي الحق فقال : أنا قابل المطروحين.
40 - الحديث الأربعون عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : «يا رسول الله من أبر؟ قال : أمك قال : قلت: ثم من؟ قال: امك، قال : قلت: ثم من؟ قال : أمك، قلت: ثم من؟
ال : أباك ثم الأقرب فالأقرب» .
خرجه الترمذي (2) الحكاية الأربعون تكي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان إذا أتى عليه أمداد اليمن سألهم فيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس فقال : أنت أويس بن عامر قال : نعم، قال : ن مراد ثم من قرن؟ قال : نعم قال : كان بك برص ثم برئت منه إلا موضع درهم؟
(1) رواء البخاري في صحيحه (525/11) فضائل القرآن . ( 2 42 ال : نعم قال : لك والدة؟ قال : نعم، قال : سمعت رسول الله صلم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرىء إلا موض درهم، له والدة وهو بها بر ولو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك افعل فاستغفر له فقال عمر: أين تريد؟ قال : الكوفة قال : ألا نكتب لك إلى عاملها؟
ال : أكون في غبر الناس أحب إلي قال : فلما كان العام المقبل حج رجل من أشرافهم افق عمر فسأله عن أويس قال : تركته رث الهيئة قليل المتاع قال عمر: سمعت رسول الله صلم يقول : يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداده أهل اليمن من مراد، ثم من قرن ان به برص وبرىء منه إلا موضع درهم ، له والدة ولو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فأتى أويسا فقال : استغفر لي وفطن له فانطلق على وجهه إل : أسند كسوته بردة فكان كلما رأى إنسانا قال : من أين لأويس هذه ? 444 4 - الحديث الحادي والأوبعون عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلم قال : «الظلم ظلمات يوم القيامة» .
خرجه البخاري - ومسلم والترمذي .
لحكاية الحادية والأربعون كي عن الرشيد أنه حبس رجلا مدة ثم استحضره فقال : كيف رأيت موضعك ? قال : رفيع القدر عند الله تعالى فقال الرشيد : وما تحب أن أفعل معك ? إل : لست أرجو خيرا ممن لا يصلح لنفسه قال : كيف ? قال : لأنك اخترت لها اللعنة ظلمك والعقوبة من الله تعالى بجورك فإن الله تعالى يقول : (ومن أظلو ممن حرى على لر كزبا أوليلة يعرضيتت على ريهم ويقول الأشهدد هكولا الؤيت كزبوأ على وبهة الا لعنة اللو على الظنليين لللا) إهود : الآية 18] فبكى الرشيد وأمر بإطلاقه والإحسان إليه.
44* 4 - الحديث الثاني والأربعون عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : قال رسول اللهصل «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ولا يسلمه ، ومن كان في 1) تفق علي - را البخاي في صيحه (2442) ومسلم في صحيحه - البر والصلة - .
حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داودا (4) حكاية الثانية والأربعون حكي عن الكلاباذي رحمه الله قال : رأيت في منامي كأن يوم القيامة قد قامت والحق سبحانه وتعالى ناقشني الحساب ووقعت في كرب وهم عظيم ، وإذا رجل فلاح كان في جواري قد طالبه أرباب الديون بواجب كان عليه ولا شيء معه فأديت ما كان عليه ثم انصرف وهو يقول : فرج الله عنك كما فرجت عني، فرأيت ذلك الرجل واقف ين يدي الله تعالى فقال الرجل : إلنهي عبدك قد نفس عني كربة من كرب الدنيا فقال الله نعالى : قد عفوت عنه لتنفيسه عليك صدقت وصدق رسولي 43 - الحديث الثالث والأربعون عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلم : «لا يزال الله عز وجل مقبلا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت فإذا صرف وجهه انصرف عنه» .
أخرجه أبو داود(5) والنسائي 6 لحكاية الثالثة والأربعون حكي عن حاتم الأصم أنه سئل عن صلاته فقال : إذا حلت الصلاة أسبغت وضوء وأتيت الموضع الذي أريد أن أصلي فيه حتى تجنمع جوارحي ، ثم أقوم إلى لصلاة وأجعل الكعبة بين حاجتي والصراط تحت قدمي ، والجنة عن يميني والنار عن مالي وملك الموت من ورائي ، وأظنها آخر صلاتي ثم أقوم بين الرجاء والخوف ، وأكبر تكبيرا بتحنين، وأقرأ قراءة بترتيل وأركع ركوعا بتواضع وأسجد سجودا بتخشع أقعد على الورك الأيسر ، وافترش ظهر القدم اليسرى وأنصب القدم اليمنى على هام وأتبعها الإخلاص ثم لا أدري قبلت مني أم لا قلت : فكيف بالمصلي الذي (1) صحيح البخاري (2442) .
(2) صحيح مسلم (2580) (3) سنن الترمذي (1927) (4) سنن ابي داود (3256) .
(5) سنن أبي داود (909) .
( 6 يلتفت يمينا وشمالا ويسهو أو يلغو ويمل من أولها إلى آخرها مللا . نسأل الله تعالى الخشوع والخضوع في طاعته سبحانه وتعالى ويغفر ذنوبنا جلها وكلها مفص وإجمالا 24 44 - الحديث الرابع والأربعون عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال : «على الركن اليماني ملكان يؤمنان على عاء من مر بهما ، وإن على الركن الأسود ما لا يحصى» من مجاهد قال : من وضع يده على الركن اليماني ودعا استجيب له .
إخرجه الأزرقي لحكاية الرابعة والأربعون حكى سفيان الثوري عن طارق بن عبد العزيز عن الشعبي أنه قال : لقد رأيت عجبا كنا بفناء الكعبة وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير، ومصعب بن الزبير، عبد الملك بن مروان فقال القوم بعد أن فرغوا من حديثهم : ليقم كل رجل منكم ليأخذ بالركن اليماني ويسأل الله تعالى حاجة فإنها تقضى من ساعته ، قم يا عبد الله بن لزبير فإنك أول مولود ولد في الهجرة فقام فأخذ الركن اليماني ثم قال : إنك عظيمر ترجى لكل عظيم أسألك بحرمة وجهك وحرمة عرشك وحرمة نبيك محمد صلم أن لا تميتني من الدنيا حتى توليني الحجاز ، ويسلم علي بالخلافة وجاء حتى جلس قال : قم يا مصعب بن الزبير فقام حتى أخذ بالركن اليماني فقال : اللهم رب كل شيء سألك بقدرتك على كل شيء أن لا تميتني من الدنيا حتى توليني العراق ، وتزوجني سكينة بنت الحسين قالوا : قم يا عبد الملك بن مروان فقام وأخذ بالركن اليماني فقال : اللهم زب السمنوات السبع ورب الأرض ذات النبت بعد القفر ، أسألك بم سألك به عبادك المطيعون لأمرك، وأسألك بحرمة وجهك، وأسألك بحقك على جميع خلقك ، وبحق الطائفين حول بيتك أن لا تميتني من الدنيا حتى توليني شرف الأرض وغربها، ولا ينازعني أحد إلا أتيت برأسه، ثم جاء وجلس قالوا: قم يا عبد الله بن عمر فقام حتى أخذ بالركن اليماني ثم قال : اللهم إنك أنت الرحمن رحيم أسألك برحمتك التي سبقت غضبك، وأسألك بقدرتك على جميع خلقك أن تميني من الدنيا حتى توجب لي الجنة.
1) لم أجده بلفظه .
وقال الشعبي : فما ذهبت عيناي من الدنيا حتى رأيت كل واحد منهم أعطي م سأل وبشر عبد الله بن عمر بالجنة له ورويت له 45 - الحديث الخامس والأربعون عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «يد الله ملأى لا يغيضها فقة سحاء الليل والنهار وقال : أرأيتم ما أنفق منذ خلق السملوات والأرض فإنه لم يقض ما في يده ، وكان عرشه على الماء وبيده الميزان ويخفض ريرت أخرجه البخاري الحكاية الخامسة والأربعون حكي عن كعب الأحبار أنه قال : قال لموسى عليه السلام اطلب مني ولو إلعاق سانك ولا تستحي أن تسألني صغيرا أو كبيرا ولا تجد مني بخلا أن تسألني عظيما يا وسى ، أما علمت أني خلقت الخردلة وما فوقها وأني لم أخلق شيئا إلا وقد علمت ن الخلق يحتاجول إليه فمن سألني مسألة وهو يعلم أني قادر أعطي وأمنع مسألته من المغفرة ، وإن حمدني حين أعطيته أو منعته أسكنته دار الحامدين ، وأيما عبد له سألني مسألة ثم أعطيته ولم يشكرني عذبته عند الحساب .
424* 46 - الحديث السادس والأربعون عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلم فيما روى عن الله تعالى أنه قال : «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي : كلكم جائع إلا من إطعمته فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي : كلكم عار إلا من كسوته فاستكوني كسكم ، يا عبادي : إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي : إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي : لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر بب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي : لو أن أولكم وآخركم (1) صحيح البخاري حديث رقم (7411) .
إنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد وسألوني فأعطيت كل سائل مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر ، يا عبادي : إنما أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه» .
خرجه مسلم 1 الحكاية السادسة والأربعون تحكي من سعيد بن عبد الرحمنن قال : كنت في مجلس يزيد بن هارون وقد نفدت نفقتي في بعض الأسفار فقال لي بعض أصحابي : من ترسل لما نزل بك لت : يزيد بن هارون فقال لي : إذا لا تقضى حاجتك ولا تنجح طلبتك فقلت: علمت بذاك قال : إني قرأت في بعض الكتب أن الله تعالى يقول : وعزتي وجلالي ومجدي وكرمي وارتفاعي في علو مكاني لانطعن أمل من أمل غيري باليأس وألبسنهم لمذلة بين الناس ما يؤمل غيري في الشدائد ، والشدائد بيدي وأنا الحي ، ويرجى ضيري ويقرع بالفكر باب غيري ، وبابي لمن دعاني مفنوح من ذا الذي أملني لنوائبه قطعته دونها ، ومن ذا الذي قرع بابي فلم أفتح له قال سعيد : فلما انصرفت استقبلتني قافلة فسلم علي رجل منهم ودفع لي صرة فيها مائة دينار قال : أنفق هذه على نفسك قلت: وكيف وقع ذلك لك؟ قال: لا أدري ولكن من حيث وقع نظري عليك، ألقى إله تعالى في نفسي هذا فخذ ولا تشكر إلا الله تعالى فأخذتها وانصرفت .
47 - الحديث السابع والأربعون عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «لن ينجي أحدكم عمله الوا : ولا أنت يا رسول الله? قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه ، فسددوا ، قاربوا ، واغدوا وروحوا ، وشيئا من الدلجة والقصد تبلغوا فإن أحب الأعمال إلى اه تعالى ما دام عليه صاحبه وإن قل ، فاكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا أخرجه الإمام مالك في الموط56) (1) صحيح ملم (2577) .
(2) رواه أحمد في مسنده (2/ 537) 48 لحكاية السابعة والأربعون حكي أن رجلا كان في بني إسرائيل عبد الله سبعين سنة، لم يفتر فيها ولم يشتغل بغير الله تعالى، فأوحى الله تعالى إلى نبي ذلك الزمان : قل لعبدي فلان إنك وفيت بعهدي، وأفنيت عمرك في خدمتي فسأدخلك الجنة بفضلي ورحمتي فلما قال له النبي عليه السلام أطرق هذا الزاهد رأسه ساعة ثم رفعه وقال : إذا كان دخول الجنة بفضله ورحمته فما فعلت سبعين سنة فما يستتم كلامه حتى أبلاه الله تعالى بوجع الضرس فاستغاث العابد فأوحى الله تعالى إلى نبي ذلك الوقت أن قل له هل أنت باذل مبادتك سبعين سنة في مقابل دفع هذا الألم عنك قال: ومن يملك ذلك ولا يستطيع صرفه إلا الله تعالى فقال له النبني : إن الله تعالى أوحى إلي بذلك قال : بذلت ورضيت فشفاه الله تعالى فأوحى الله تعالى إلى النبي قل له : قد مضت عبادتك في دفع الألم عنك فبما بقيت تدخل الجنة إن لم أتغمدك بفضلي ورحمتي فبكى العابد وتاب إلى لله تعالى بما خطر بباله.
4 - 41 - الحديث الثامن والأربعون عن أبي سعيد الخدري قال : صلى بنا رسول الله صللم يوما صلاة العصر ثم قام خطيبا فلم يدع شئا ى قيام الساعة إلا أخبرنا به حفظه من حفظه ، ونسيه من نسيه ، وكان فيما حفظنا يومئذ : ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى منهم من يولد مؤمنا ويحيى مؤمنا ويموت مؤمنا، ومنهم من يولد مؤمنا ويحيى مؤمنا ويموت كافرا، ومنهم من يولد كافرا ويحيى كافرا ويموت كافراة إخرجه الترمذي 21 الحكاية الثامنة والأربعون حكي عن أحمد بن الحوار إنه قال : حضرت عند راهب فحضرته الوفاة فقلت ه : وكيف تراك ? فقال : يا أحمد كيف ترى حال من أصبح يتجرع كاس الموت يوحش في كده فريدا وحيدا مرعنا بعمله ، لا يأنس إلا به ولا يتوحش إلا منه، وإن جعل عمله هباء منثورا فشر المنازل منزله وشر المساكن مسكنه ، ثم بكى حتى بل (1) سنن الترمذي (2191) .
49 النيل حثيث في حكايات الحديث/ م 4 لحيته فقلت : أسلم تسلم وتحمد عاقبة أمرك ولا تندم فقال : أنا على دين المسي وهل كان المسيح إلا مسلما بشر برسالة محمد صلعم وأنا أشهد بما شهد المسيح أشهد ن لا إلله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، ودينه الحق قلت: وصار من زمرة م يولد كافرا ويحيى كافرا ويموت مؤمنا والحمد لله على الإسلام .
49 - الحديث التاسع والأربعون عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلم يقول: بئس العبد عبد تجبر واختال ونسي الكبير المتعال لبئس العبد عبد تجبر واعتدى رنسي الجبار الأعلى ، بئس العبد عبد يخيل الدين بالشبهات ، بئس العبد عبد طعمة توده ، بشس العبد عبد هوى يضل بئس العبد رغب بذل» خرجه الترمذي الحكاية التاسعة والأربعون حكي أنه سئل كعب الأحبار عن القصر المشيد هل هو من بني عاد الآخر قال: بناه منذر بن عاد من إرم وكان له قوة أربعين رجلا وكان يلوي الحديد ويصيح على الأسد فيغر سبعة أبطن نوعين ذكرا والثى حتى كثرت ذريته ، وعلا شأنه وتمردت غضبت وكفرت ونسيت المبتدأ والمنتهى ونسيت الجبار الأعلى فعندها ذات يوم قال لوزرائه : أشيروا علي بالذي يدفع عني الموت الذي أتى على آبائنا وأجدادتا فإني نائف أن يأتي علينا، وكان وزراؤه يومئذ ألفا تحت كل وزير مائة ألف فقال الوزير .
أترى لك تبني قصرا من زبر الحديد فبنى قصرا في طول ثلاثة آلاف ذراع وفي عرضه لف ذراع بذراعهم الحديد وجعل سقف البيوت من أطباق الحديد كالمراة يرى الرجل وجهه وجليسه منها كما يرى ذلك في المرآة . فإذا سقط الشمس عليها تبرق برية خطف الأبصار ثم زخرف حيطانها بزخارف الذهب والفضة وبسط أرضها بالديبا ج والحرير وأجرى ألف قناة بماء المطر حول تلك المشرفات ثم بنى فوقها غرفتين مستقلتين بعضهما فوق بعض إحداهما من ذهب والأخرى من فضة في الطول أربعمائة راع وفي العرض مائة ذراع وسبكهما بسبائك الذهب والفضة . فكان إذا أشرف على قومه يراهم ثم جعل بين يديه سبع فراسخ ميدانا، وعن يمينها وعن شمالها مجالس (1) سنن الترمذي (2448) .
51 غرفا فركب عليها ألفا وسبعمائة باب، كل باب طوله ألف ذراع، وغلظه مائة، ووكل كل باب ألف رجل يفتحونه ويغلقونه لثقله وعرضه ثم قال: الآن قد أحكمتها من أشد منا قوة ، أنا الملك الأحصن ، أنا الملك الذي لا أخشى الموت ولا طاف بنا فأخذتهم الصيحة في أول النهار فإذا هم خامدون والديار منهم خالية ، والقصور منهم خاوية لم يدخلها خلق لعظم هولها وشدة بنائها يخرج متها الدخان الأسود المنتن وكل ن دنى من القصر اليوم سمع أنين القو3 .
23 50 - الحديث الخمسون عن أنس رضي الله عنه قال : أتى رسول الله صلم وانا ألعب مع الغلمان فسلم ملينا وبعثني إلى حاجة فأبطأت على أمي ، فلما جئت قالت : ما حبسك ? قلت : بعثني رسول الله صلم إلى حاجة قالت : ما حاجته؟ قلت : إنها سر. قالت : لا تحدث بس سول الله صلم أحدا قال أنس: «والله لو حدثت به أحدا لحدثت به أمي» خرجه البخاري ومسلم الحكاية الخمسون مكي عن بعض الملوك أنه أسر إلى نديم له سرا فأتى النديم فسمع لذلك من بعض الناس ما أسره للنديم فقال للقائل : ممن سمعت؟ فقال : من فلان وقال فلان : ن فلان إلى أن وصلت إلى النديم فصلبه وكتب عليه هذا آخر من يفشي بسر لملوك 44* 51 - الحديث الحادي والخمسول من أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «الحمد لله رب العالحين أم القرآن ، وأم الكتاب ، والسبع المثاني» خرجه أبو داود (2) والترمذي (1) رواه البخاري في صحيحه في كتاب بدء الوحي باب (2) ومسلم في صحيحه (2482) (2) سنن أبي داود (1457) . (1 3 عن أنس رضي الله عنه أن النبي صعلم قال: «من قرأ قل هو الله أحد كل يوم مائة مرة محي عنه ذنوبه خمسين سنة ، إلا أن يكون عليه دين 1 عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «من قرأ سورة الواقعة لم تصبه الفاقة».
اخرجه الترمذي والإمام مالك في المو8) لحكاية الحادية والخمسون حكي عن بعض الصالحين أنه قال : سئل محمد بن السماك أي الدرجة أعلى ? قال : درجة أهل القرآن تبلغ درجة الأنبياء قال: بم علمت ذلك؟ قال: رايت أستاذي في منامي في قبة حمراء وعلية خضراء فسلمت عليه وقلت : أين أنت يا أستاذي ? قال : في قبة فاتحة الكتاب وعلي ثياب من سورة الواقعة وعمامتي من سورة لا خلاص فهذه زينتي فقلت : أليس كنت تقرأ القرآن؟ قال : لو قرأته على وجه لإخلاص لوجدت بكل سورة خلفه غير أني كنت أقرأ هذه السورة كل ليلة 2 52 - الحديث الثاني والخمسون عن أبي سنان رضي الله عنه قال : دفنت ابني سنانا وأبو طلحة الخولاني جالس ملى شفير القبر فلما فرغت قال : ألا أبشرك? قلت : بلى ، قال : حدثني أبو موسى الأشعري قال : قال رسول الله صعلم : «إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته : قبضتم لد عبدي فيقولون: نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون: نعم فيقول: ماذا قال عبدي يقولون : حمدك واسترجع فيقول : ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمدة أخرجه الترمذي (4) الحكاية الثانية والخمسون مكي عن بعض الصالحين أنه قال : روي أن أعلى درجة في الجنة درجة صابرين لكل عمل ثواب معدود ، وثواب الصابرين غير معدود ، قيل بعض كل واحد (1) رواه الترمذي في سننه وضعفه الألباني (578٠) ضعيف الجامع وانظر السلسلة الضعيفة له .
(2) سنن الترمذي (5773) وضعفه الألباني.
(3) الموطأ - فضائل القرآن - باب (12) .
(4) سنن الترمذي (1٠21) .
52 منهم قصرا في الجنة مسيرة الشمس أربعين يوما من درة بيضاء معلقة في الهواء ليس تحتها ولا فوقها علاقة، وله أربعة آلاف باب يدخل من كل باب كل يوم سبعون ألف ملك يسلمون على صاحبه ولا يرجعون إليه أبدا.
44 52 - الحديث الثالث والخمسور عن أنس بن مالاك رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلم فقال : «متى الساعة ؟
قال : وما أعددت لها؟ قال : لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله، فقال: أنت مع من أحببت» أخرجه البخاري ومسلم (3) لحكاية الثالثة والخمسون حكي أن هارون الرشيد كان يخلع على جواربه وغلمانه وعبيده كل سنة يوما ، جمعهم يوما في سنة من السنين ، ووضع أنواع الخلع من الحرير ، والديباج، والدنانير ، والدراهم ثم قال : من أراد شيئا من هذا فليضع يده عليه ، فوضع كل واحد منهم يده على ما أراد إلا جارية منهم لها حسن وجمال وأدب فإنها وضعت يدها على أس هارون فقال لها: لم تضعين؟ قالت : ألست أمرتنا أن يضع كل واحد منا يده ملى ما أراد ، فأنا ما أردت سواك، قال هارون : أنت مع من أحببت يا جارية ، أن ملكي لك، ثم أمر جوأريه كلهن بأمرها، وأعتقها. قلت : كذلك إذا أحب الله رسوله وحصل له جميع ما تمناه من دنياه وأعتقه من النار مولاه في عقباه ، وأعانه على ما يحب ، فمرضاه.
54 - الحديث الرابع والخمسون من ابن عباس رضي الله عنه قال : سمعت عمر وهو على منبر رسول اللصل يسخطب ويقول : «إن الله بعث محمدا بالحق فأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل إليه آية الرجم فقرأناها، ووعيناها، ورجم رسول الله صلم، ورجم أبو بكر، ورجمت، ولولا كره أن أزيد في كتاب الله لكتبته في الصحف ، . ( 1 2 ) بشرح النووي .
أخرجه أبو داود(1) والترمذي 2 لحكاية الرابعة والخمسون حكي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : دخلت مسجد الكوفة فإذا أن بعمرو بن ميمون الأودي جالس والناس عنده فقال له رجل : حدثنا بأعجب شيء أيته في الجاهلية فقال : بينما أنا في حرث أهلي إذ رأيت قرودا قد اجتمعن ، فرأيت فردين فد اصطحبا فأدخلت القردة يدها تحت رأس القرد ، فاعتنقها واعتنقته ، إذ جاء قرد فغمزها ، فرفعت رأسها إليه ، فسلت يدها من تحت رأس القرد ومضيا غير بعيد مواقعها ، وأنا أنظر إليه، ثم جاءت إلى مكانها ، فذهبت لتدخل يدها تحت رأس لقرد فانتبه ، فقام إليها ، فشم دبرها ، فصاح فاجتمعت القردة فجعل يشير إليهم تتقرقوا وجاء بذلك القرد عرفه بعينه ، فانطلقوا بهما جميعا إلى موضع الرمال فحفروا هما حفرة ، ثم رجموهما حتى قتلوهما ، فوالله قد رأيت الرجم قبل أن يبعث محمد صل ي رواية عن ابن مسعود يعني الدمشقي أن للبخاري في الصحيح ، حكاية من رواية حصين عنه قال : رايت في الجاهلية قردة قد اجتمع عليها قرود ، قد زنت رجموها، فرجمتها معهم.
55 - الحديث الخامس والخمسون عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «من طاف بالبيت خمسين مرة رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه» . (3) أخرجه الترمذي الحكاية الخامسة والخمسون حكي عن محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم أنه قال : كنت مع أبي صلي بن الحسين بمكة فبينما هو يطوف بالبيت وأنا وراءه ، إذ جاءه رجل ، فوضع يده على ظهر أبي ، فالتفت أبي إليه ، فقال الرجل : السلام عليك يا ابن بنت (1) سنن أبي داود (4537) .
(2) سنن الترمذي (143٠) .
(3) رواه الترمذي في سننه وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
54 رسول الله ، إني أريد أن أسألك ، فسكت حتى فرغ من طوافه وصلاته ثم قال : حمد أين السائل? فأومأت إلى الرجل ، فجلس بين يدي أبي فقال له أبي : ع تسأل ? فقال : أسألك عن بدء هذا الطواف بهذا البيت ، لم كان وأين كان وحين كان وكيف كان؟ فقال له : نعم من أين أنت ? قال : من أهل الشام قال : يا أخا هل الشام احفظ ولا تروين عني إلا حقا ، أما بدء هذا الطهاف ، بهذا البيت ، فإن الله تبارك وتعالى قال للملائكة : (إن جاعل في الأرض خليفة) [البقرة : الآية 3٠ الت الملائكة : يا رب أخليفة من غيرنا من يفسد فيها ويسفك الدماء ويتحاسدون ، ويتباغضون أي رب اجعل ذلك الخليفة منا فنحن لا نفسد ، ول سفك الدماء ونطيعك ، ولا نعصيك . قال الله تعالى : لمران أعلم ما لا نعلمون) البقرة : الآية 30] فظنت الملائكة أن ما قالوا ردا على ربهم عز وجل وأنه غضب من فولهم ، ولاذوا بالعرش لغضبه ، وطافوا بالعرش ثلاث ساعات فنظر ليهم فنزلت الرحمة عليهم ، فوضع الله تعالى تحت العرش بينا على أربع أساطين من زبرجد ، وغشاهن بياقوتة حمراء وسمى ذلك البيت الضراح ، ثم قال الله تعالى للملائكة طوفوا بهذا البيت ، ودعوا العرش ، قال : فطافت بالبيت ، وتركوا العرش صار أهون عليهم ، هو البيت المعمور الذي ذكره الله يدخله في كل يوم وليله «سبعون ألف ملك» ولا يعودون فيه أبدا ثم إن الله تعالى بعث ملائكة فقال : ابنو ي بيتا في الأرض بمثاله وقدره فأمر الله تعالى أن يعودون ويطوف كل من خطت عليه من خلقي ، فيطوفون حوله ، كما طفتم بعرشي ، والبيت المعمور غفر لهم ، كما غفرت لكم ، فبنوا هذا البيت ، فقال الرجل : صدقت يا ابن بنت رسل الل صلم قلت : المراد بخمسين مرة في الحديث خمسون أسبوعا ، لأن نمسين مرة ما تستقيم إلا على الأسابيع ، ويدل عليه ما روى سعيد بن جبير عن بيه عن ابن عفان رضي الله عنه قال : قال سل الل لم: من طاف بالبيت خمين أسبوعا خرج من دنوبه كيوم ولدته أمه ، وليس المراد منه التوالي وسمعت ن بعض المشايخ يقول : من وجد في ديوان أعماله خمسون أسبوعا كاملا ، خرج ن ذنوبه كيوم ولدته أمه 2* 5 - الحديث السادس والخمسون عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلم قول: همنحجل ز وجل فلم يرفت ولم يفسق ، رجع كيوم ولدته أمه».
( نك جه البخاري ومسلم (2) الحكاية السادسة والخمسون حكي أن بعض الصوقية حج فلما رجع دخل على الشبلي فقال له الشبلي قدت الحج لله على شرائطه حين أحرمت? قال : نعم قال: فسخت بعقدك له كل عقد يخالف هذا العقد، قال : لا قال : ما عقدت تجردت من ثيابك قال : نعم قال : سمعت جوابك بتلبيتك، قال : لا قال : ما لبيت. قال : دخلت الحرم ؟ قال : نع قال : حرمت على نفسك الوقوع في كل محرم بعده ? قال : لا قال : ما دخلت الحر3 طفت بالبيت؟ قال: نعم قال : طالعت بقلبك عظمة من تطوف ببيته؟ قال: لا قال : ما لفت، قال : وقمت عند المقام، وصليت ركعتين؟ قال : نعم قال : رأيت مكانك من بساط الرحمة؟ قال : لا قال : ما قمت ولا صليت، دخلت الكعبة قال: نعم قال فرجت حين دخلتها عن كل معصية ? قال : لا قال : ما دخلتها شربت ماء زمزم? قال : نعم ، قال : نويت أنك تغسل حب الدنيا، ووسواس الشيطان من قلبك؟ قال قال : ما شربت ، وسعيت بين الصفا والمروة ? قال : نعم قال : سعيت بذلك بين الخوف والرجاء? قال : لا قال ما سعيت . خرجت ووففت بعرفات? قال : نعم قال : عرفت المراد منك في اطلاع الله على قلبك ? قال : لا قال : ما وقفت بعرفات وبت المزدلفة? قال : نعم قال : سكنت بها لرحمة الله تعالى؟ قال : لا قال : ما بت بها ووقفت بالمشعر الحرام؟ قال : نعم قال : استشعرت شعائر الولاية ? قال : لا قال : ما رقفت بالمشعر الحرام ، ورميت الجمار? قال : نعم قال : رميت بذلك عيوبك كلها ? بال : لا قال : ما رميت وحلقت رأسك? قال : نعم قال : نويت بذلك إسقاط لذنوب والآثام والأدناس كلها? قال : لا قال : ما حلقت ذبحت هديك ? قال : نع قال : نويت أنك ذبحت عدوك إبليس ? قال : لا قال : ما ذبحت رجعت إلى مكة طفت بالبيت الحرام? قال : نعم قال : نويت بذلك أنك رجعت عن كل مكروه منك? قال : لا قال : ما رجعت ، ولا حججت ولا طفت ، ولا سعيت لله تعالى بشرائطه ، ارجع فعليك العود إلى أداء حجك (1) صحيح البخاري (1443) - كتاب الحج . (( 2 57 - الحديث السابع والخمسون ن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلم يقول : «من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم الحرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف» .
أخرجه الترمذي 31) لحكاية السابعة والخمسون حكي عن الأصمعي أن قال : رأيت أعرابيا في البادية وبيده سيف مسلول ، ظننت أنه سكران فقال لي : يا حضري انزع ثيابك، ولا تجعل بيتك خرابا بموتك، فقلت : أما تدري من أنا ? فقال ليس عند قطاع الطريق معرفة ، ولو عرفتك لأنكرتك لمعرفة فقلت له : أما تعرف أن الله تعالى يطالبك بما تفعل ، فقال : لا بد من رزق إن طالبني طالبته برزقي قلت : كأنك تطلب رزقك في الأرض فقال: أين أطلب، فقلت (وفي ألتماة ينقك وما توعدون لليخا) [الذاريات : الآية 22] قال : فرمى الأعرابي السيف من يده وقال : أستغفر الله رزقي في السماء، وأنا أطلبه في الأرض فإذا برفيفين حارين، وقصعة مرق بين يديه، فالتفت إلي وقال : هداك الله كما هديتي إلى الرزق قال : فتحيرت من شأنه وانصرفت باكيا، ثم لقيته بعد ذلك في الطواف فعرفني وقال : الست صاحبي في البادية ? قلت : نعم قال : من ذلك الوقت إلى يومي هذا ، كل يوم رغيفين وقصعة مرق من الفضة ، وعندي من هذه القصاع كثير ، قلت له : فلم لا تنفقها لى أهلك ؟ قال : لأني عاهدت الله تعالى ، لا أفعل شيئا إلا بأمره وما أمرني بشيء ث قال : زدني من هذا الشعر قلت : ما هو بشعر إنه كلام رب العالمين ثم قرأت (فوب ص وألأرض إنع لحق مثل ما أنكم تنطقون لللماه [الذاريات : الآية 23] فلما سمع ذلك تغير لونه وارتعدت فرائصه وقال : من ألجأه إلى اليمين حتى حلف، ثم وقع وتركته، إذا هو ميت وإذا بهاتف يقول : من أراد أن يصلي على ولي من أولياء الله فليصلي على هذا البدوي قال : فغسلناه، وصلينا عليه، ودفناه ثم رأيته بعد ذلك في منامي وهو على هيئة حسنة فقلت : بم نلت وبلغت هذه المنزلة? قال : ببركة القران واستماعه .
41 سنن تذي 291) 51 58 - الحديث الثامن والخمسون من عائشة رضي الله عنها أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر فقالت ها : أعاذك الله منه، فقالت عائشة: فسألت رسول الله صلم عن عذاب القبر، فقال لها : «نعم عذاب القبر حق قالت : فما رأيت رسول الله صلم بعد الصلاة إلا يتعوذ من ذاب القبر» خرجه البخاري ومسلم 1 لحكاية الثامنة والخمسون حكي عن محمد بن يوسف الفرغاني أنه قال : سمعت أبا سنان وكان رجلا هابا يدور في الجبال ببيت المقدس يقول : نزلت على رجل فقال : امض بنا نعزي جارا لنا مات أخوه ، فذهبت معه فإذا رجل جزع لا يقبل العزاء فقلت : يا هذا اتة لله، واعلم أن الموت سبيل لا بد لنا منه، وهو آت على الخلق أجمعين قال: قد علمت أن الأمر على ما يقول ولكني أجزع على ما يمسي أخي فيه ويصبح، فقلت : سبحان الله هل أطلعك الله على الغيب ! قال : لا ولكن دفنته وسويت عليه التراب، قيل لي : يا أبا عبد الله لا تنبشه، فرددت عليه التراب. فلما ذهب قال: أواه فقلت : أخي والله أخي ، ثم نبشت التراب فقيل لي : لا تفعل فرددت عليه كما كان فلما ذهبت أقوم فإذا هو يفول : أواه فقلت: والله لا زلت حتى أنبشه فنبشته، فإذا هو مطوق في وسطه بطوق وقد اشتعل القلب نارا فطمعت أن أقطع ذلك الطوق ، فضربت بيدي لأقطعه . فرأيت الأوزاعي فحدثته فقلت : يا أبا عمرو يموت اليهودي والنصران وغير ذلك من للكفار ولا يرى فيهم مثل هذا ، ويموت هذا على التوحيد والإسلام يرى هذا فيه قال : نعم أولئك لا شك أنهم من أصحاب النار ، وإنما يريكم الله هذ في أهل التوحيد ليعتبروا 44 59 - الحديث التاسع والخمسون من ابن عمر رضي الله عنه قال : «كان رسول الله صلم يعطيني العطاء فأقول : أعطه من هو أفقر إليه مني، قال : خذه إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مسرف ولا سائل فخذه فتوله، وإن شئت فكله، وإن شئت فتصدق به، وما لا فلا تتبعه نفسك».
1 ) وصحيح ملم كتاب الجنائز باب (16) .
أخرجه البخاري ومسلم والنسائي 1 لحكاية التاسعة والخمسون حكي عن أبي علي الشيرازي أنه قال : اشتقت إلى غيلان من كثرة ما كان بلغني عنه من المقامات والإعراض عن الدنيا والكياسة في إصلاح النفس فدخلت بصرة فقالوا : هو في المقبرة فذهبت إليه فلما رآني هرب مني ودخل مسجدا ورد الباب فسمعته يقول : إللهي توجه الطالبون لك فأرادوك وانقطع المشتاقون وتمنوك اشتاق إليك العارفون وذكروك، فقربت منه فقلت له : يا حبيبي ما تشتهي ؟ فقال : ما اشتهيت منذ أربعين سنة من غير مولاي شيئا فقلت : ألا أتخذ لك عصيدة ? فقال : هذا ليك فاتخذت له عصيدة بالسكر ووضعتها بين يديه فقال : ما أريد منك هذا ولكن يد منك ما أصف لك فقلت : صف قال : خذ من تمر الطاعة وأخرج منه نوى لعجب وأضف دقيق العبودية ، وزعفران الرضى وسمن المجاهدة فاجعل ذلك في لنجير التواضع وصب عليه ماء الصفا ، وأوقد تحته نار الشوق وحركه باصطدام لمراقبة واجعله في طبق الشكر فمن اكل منه ثلاث لقم فيكون شفاء لصدره ونور لفكره وضياء لسره وبقاء لروحه، ثم قام ونفض ذيله وقال: أواه من لوعة الفراق واح وغاب عن بصركي 60 - الحديث الستون عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «اللهم أحيني مسكينا وأمتني سكينا واحشرني في زمرة المساكين قال : فقالت عائشة : لم يا رسول الله؟ قال : إنهم دخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا ، يا عائشة لا تردي المساكين ولو بشق تمرة عائشة أحبي المساكين وقربيهم يقربك الله يوم القيامة» .
(2) اخرجه الترمذي لحكاية الستون حكي عن جماعة من الصوفية كانوا مجتمعين في موضع على التوكل فمضت عليهم مدة أيام لم يفتح عليهم بشيء فبلغ منهم الجهد فاتفق أن أجدهم خرج للوضو خطر ببال أحدهم أن قي زاوية ذلك الفقير أشياء من الدنيا فنهض وفتشها فوجد فيه 1) متفق عليه .
. (2( 2 5 صف درهم أسود فقال لأصحابه: كيف يفتح علينا ومع صاحبنا نصف درهم معلوم وقد كتمه عنا فأشاروا عليه أن يكتمه ثم دخل ذلك الرجل من الباب وجمع زاويته ينصرف فقيل له : لم تنصرف؟ قال: لأنكم أفسدتم علي حجتي قالوا: كيف؟ قال: بآني ادخرت ذلك النصف حتى إذا أخذني الله في الحساب أتيت هذا النصف فأضعه ين يديه وأقول خذ ما فتحت به علي من الدنيا واكفني الحساب فإنني لم يفتح علي ن الدنيا في عمري كله سوى هذا النصف فتعجب الجماعة من حسن فقره وجميل سبره ومنهل شكره وطابت قلوبهم وقالوا : نكون مثل هذا الفقير حتى ندخل الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا.
6 - الحديث الواحد والستون من أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صعلم : «إن أول بيت وضع للناس لذي ببكة مباركا، يصلى فيه، فيه الكعبة قلت: ثم أي؟ قال : المسجد الأقصى قلت : كم كان بيتهما؟ قال : أربعون عاما» أخرجه البخاري لحكاية الواحدة والستون حكي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما كان العرش على الماء قبل أن خلق السملوات والأرض ، بعث الله تعالى ريحا هفافة أي ساخنة ، وصفقت الما فأبرزت عن حشفة في موضع البيت ، كأنها قبة ، عرض الله الأرضين من تحتها فمادت م صادت فأوتدها الله تعالى بالجبال، وكان أول جبل وضع فيها أبو قبيس لذلك سميت أم القرى.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أهبط الله تعالى آدم إلى الأرض من مكة كان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض فهو مثل الفلك من رعدته قال : فطأطأ الله عز وجل منه إلى الستين ذراعا فقال : يا رب ما لي لا أسمع أصوات ملائكتك ولا حسهم قال : خطيئتك يا آدم ولكن اذهب فابني لي بيتا فطف به فاذكرني حوله كنحو ما رأيت الملائكة تصنع حول عرشي قال : فأقبل أدم عليه السلام يتخطى فوطيت له لأرض وقبضت له المفازة، فصارت كل مفازة يمر بها خطوة ، وتسمي له ما كان من . (177 (1 مطامن أو بحر فجعل له خطوة ، ولا تقع قدمه في شيء من الأرض إلا صار عمرانا وتركه حتى انتهى إلى مكة فبنى البيت الحرام ، وإن جبريل عليه السلام ضرب بجناحيه لأرض عن أس نابت إلى الأرض السفلى فقدمت الملائكة فيه الصخرة ما يطيق منها لاثون رجلا وإنه بناه من خمسة أجبل من لبنات وطور زيتا وطور سيناء والجودي وحراء حتى استوى على وجه الأرض ، قال ابن عباس : وكان أول من أسس البيت وطاف به آدم عليه السلام حتى بعث الله تعالى الطوفان .
444 6 - الحديث الثاني والستون عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صعلم قال : «لا يدخل الجنة من ي فلبه مثقال ذرة عن كبر فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا، فقال : إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق وغمط الناس إخرجه مسلم وأبو داود والترمذي .
الحكاية الثانية والستون حكي عن الرشيد أنه لما أراد أن يسمع الموطأ على مالك أراد أن يكون ذلك عند فقال مالك : حدثني نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلم قال : العلم يؤتى ولا يأتي فقال لرشيد : إذا نأتي منزلك ، فقدمت له دابة فقال : قال سل الله لم : «من خطى خطوة ي طلب العلم كتب الله له بها ألف حسنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم ضى بما صنع» فقال الرشيد : إذا نمشي إلى منزلك ، ومشى فلما أراد الجلوس وضع له كرسي فجلس عليه فقال مالك : حدثني نافع عن ابن عمر أنه وضع له كرسي فنبذ كرسيه وجلس مع الناس كأحدهم فلما فرغ قال : يا شيخ ما سميت هذا الكتاب ؟
قال : ما سميته الآن شيء ولكن أسميه الموطأ لأنك توطأت لنا يا أمير المؤمنين 4 4 63 - الحديث الثالث والستون عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «من نزلت به فاقة أنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله يوشك الله أن يأتيه برزق اجل أو آجل، . (6( 1 (1) أخرجه الترمذي الحكاية الثالثة والستون حكي أن رجلين أعميين جلسا على طريق أم جعفر وكانت موصوفة بالكرم وكان أحدهما يقول : اللهم ارزقني من فضلك ، والآخر يقول : اللهم ارزقني من فضل أمر جعفر وكانت أم جعفر ترسل إلى الطالب فضلها برغيفين بينهما دجاجة مشوية في حوفها عشرة دنانير وإلى الطالب فضل الله بدرهمين فكان طالب فضلها يقول لرفيقه أعط لي الدرهم وخذ الخبز والدجاجة لأولادك ، وهو لا يعلم ما في جوفها وكار يفعل ذلك مدة عشرة أيام فلما كان بعد ذلك قالت أم جعفر : قولوا لطالب فضلها أما أغناك عطاؤنا فقال : وما الذي أعطيتموني؟ فقال: مائة دينار فقال: لا والله عطيتموني في كل يوم رغيفين ودجاجة كنت أبيعها لرفيقي بدرهمين فقالت أم جعفر: ذلك طلب من فضل الله فأغناه الله عاجلا من حيث لم يقصد غناه ليعلم الحق من نزل به فاقة فأثرها الله ، فيوشك الله له برزق عاجل من حيث لا يحتسب وإن المقادير غالب وإن ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن 64 - الحديث الرابع والستون عن أبي عبد الرحملن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلم وهو الصادق المصدوق : «والله الذي لا إلله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل عمل أهل الجنة فيدخلها» أخرجه البخاري ومسلم ٣ الحكاية الرابعة والستون حكي أنه كان في بني إسرائيل زاهد عابد عبد الله تعالى مائتي سنة وكان يشتهي إنه يرى إبليس فرآه يوما في المحراب فقال له : من أنت? قال : أنا إبليس قد بقيت لى بابك وما قدرت على الدخول عليك فواعجباه منك وقد بقي من عمرك مثل ما (1) سنن الترمذي (2326) .
. ( 2 3 4 و45) مضى عنك ثم انصرف فقال الزاهد في نفسه : قد بقي من عمرك مثل ما مضى مائتي سنة ، أمضي فأشرب مائتي سنة وأفعل وأصنع ثم أتوب بعد ذلك، فخرج وفعل تلك الليلة فعالا قبيحة ، فمات من ليلته ، نعوذ بالله من الشقاوة والخذلان في آخر العمر والزمان ... أمين 44 65 - الحديث الخامس والستون من أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم قال الله تبارك . وتعالى «إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه ، وإذا كره لقائي كرهت لقاءه» أخرجه البخاري والإمام الشافعي والموطا (2) والنسائي الحكاية الخامسة والستون حكي عنه البي سليمان قال : خرج شاب من أهل العراق مع رفيق إلى مكة ، ركان لا يفتر من صلاة ولا ذكر ولا من قراءة ولا من صوم ، حتى رجعوا فقال له فيقه : ما الذي حملك على هذا الجزع العظيم ? قال : حب الله وحب الموت قال : أيت ني منامي قصرا من قصور الجنة مبنيا بلبن الذهب والفضة ورأيت شرافتين شرافة من زبرجد وشرافة من ياقوت وبينهما حوراء مسبلة شعرها ، وعليها ثوب من ضة ينثني معها كلما انثنت فقالت : يا عبد الله جذ إلى الله في طلبي وأسرع إلي فق افله جديت في طلبك.
6 - الحديث السادس والستون من أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : قال الله تعالى : «أنفق أنفة عليك» .
أخرجه البخاري (3) ومسلم (4) (1) صحيح البخاري (7504) (2) الموطأ برواية يحين (24٠) (3) صحيح البخاري (5352) .
. (( 5 62 الحكاية السادسة والستون مكي عن عبد الله بن جعفر أنه خرج يوما إلى ضيعة له فنزل على نخيل قوم فيه غلام أسود يعمل فيها ، إذ أتي الغلام بقوته فدخل الحائط كلب ، ودنى من الغلام فرمى له الغلام بقرص فأكل ثم رمى بالثاني والثالث فأكله وعبد الله بن جعفر ينظر باليه، فقال : يا غلام كم قوتك كل يوم؟ قال : ما رأيت قال : فلم آثرت هذا الكلب ملى نفسك قال : ما هي بأرض كلب فإنه جاء من مسافة بعيدة قادم علي نازل عندي سائل فكرهنا رده قال : فما أنت صانع اليوم؟ قال : أجوع يومي هذا لله تعالى، فقال عبد الله : ألام على السخاء إن هذا العبد أسخى مني ، فاشترى الحائط والغلام وما فيه من النخيل والأشجار ، فأعتق الغلام ووهبها له ببركة إنفاق الغلام على الكلب ثلاثة قراص.
4 67 - الحديث السابع والستون من أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «كل نبي سأل سؤالا أو قال : لكل نبي دعوة مستجابة قد دعا لأمته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم لقيامة» .
خرجه البخاري ومسلم الحكاية السابعة والسون حكي عن كعب الأحبار رضي الله عنه أنه قال : خلق الله تعالى حية وللحية ستمائة وسبعون ألف رأس، في كل رأس مائة وجه، وسبعون ألف وجه، عرض شق رجهها مثل سماء الدنيا سبعمائة ألف مرة ، ثم أمرها الله أن تدور بالعرش أربعة آلاف طوف ، ورفعت رأسها ورقبتها من فوق العرش فما من يوم إلا العرش يتعوذ منها اربعين ألف مرة مخافة أن تبلغ الحية العرش والكرسي والملائكة والسملوات السبع والأرضين السبع والجنة والنار وكل مخلوق من لدن العرش إلى تخوم الأرض وهي الآية الكبرى التي رأها رسول الله صلم ليلة المعراج فقالت الحية : يا وسول الله اضمن ي شفاعتك يوم القيامة فإن شفاعتك لأهل الكبائر فضمن لها الشفاعة . قلت : لم (1) رواء البخاري في صحيحه في كتاب علامات النبوة - باب الشفاعة - ومسلم في صحيحه (1 . (132 64 كانت الآية الكبرى ليلة الإسراء مع عظمتها ودنوها من الجبار الأعلى تخاف من شدة الطامة الكبرى وتلوذ وتتشفع لسيدنا محمد صلم شفيع العصاة من المؤمنين صلم يضمن شفاعتها ، فنحن أحرى وأرجى بشفاعته حيث قال : «دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة» .
4 6 - الحديث الثامن والستون عن المقدام بن معديكرب قال : سمعت رسول الله صلم يقول : «ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن ، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه» إخرجه الترمذي . (1 الحكاية الثامنة والستون حكي أن إبليس عليه اللعنة تمثل إلى يحيى عليه السلام ، فأوى عنه ، فأوحى لله إلى يحيى : سله فإنه يصدقك فسأل عن مسائل منها قال: هل قدرت علي قط؟
ال: نعم، ليلة واحدة، امتلأت فيها من الطعام، فنمت عن وردك، ففال له يحيى ذ لا أشبع من الطعام أبدا، فقال إبليس : إذا لا أنصح لأحد أبدا.
69 - الحديث التاسع والستون عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صعلم : «إذا قال أحدكم : آمين، وقالت الملائكة : أمين، فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه» .
خرجه البخاري (3) الحكاية التاسعة والستون حكي عن أبي مصعب الفزاري أنه قال : كنا تجلس إلى أبي زهير النمري ، وكان من الصحابة فيحذث أحسن الأحاديث ، فإذا دعا الرجل منا بدعاء قال : احتمه بأمين إن آمين مثل الطابع على الصحيفة قال أبو زهير : أخبركم عن ذلك، خرجنا مع سول الله صلم فاتينا على رجل قد ألح في المسألة فوقف رسول الله صلم يستمع من (1) سنن الترمذي (238٠) ( 2 65 النيل لحثيث في حكايات الحديث/ م 5 قال : أوجب إن ختم فقال رجل من القوم بأي شيء يختم يا رسول الله، قال : بأمين فإنه إن ختم بآمين فقد أوجبت، فانصرف الرجل الذي سأل النبي صلم فأتى الرجا قلت : يا فلان اختم بأمين وأبشر 4 70 - الحديث السبعون من سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «كلل غلام رهين عقيقة تذبح عند يوم السابع، ويحلق رأسه ويسمى أخرجه البخاري والترمذي والنسائي الحكاية السمون حكي عن مالك رضي الله عنه أنه قال : ليست العقيقة بواجبة ولكن يستحب لعمل بها ، وهي من الأمر الذي لم يزل عليه الناس ، فمن عق عن ولده فإنها بمنزل النسك وقيل : تستحب العقيقة ولو بعصفور .
4 7 - الحديث الحادي والسبعون عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «أدنى الناس لي يوم القيامة أكثرهم على الصلاة» .
إخرجه البخاري 4 الحكاية الحادية والسبعون حكي عن عبد الله أنه قال : كان لنا خادم يخدم السلطان وهو موصوف بالفساد والغفلة والإعراض عن الله تعالى ، فرأيته ليلة في منامي ويده في يد رسول الله صعلل فقلت : يا رسول الله إن هذا العبد السوء من المعرضين عن الله تعالى فكيف وضعت يدك في يده قال النبي صلم : قد عرفت وها أنا أمضي لأشفع فيه عند الله تعالى ، قلت با رسول الله بأي وسيلة بلغ ذلك منك؟ قال : بكثرة صلاته علي، إنه كان في كل ليلة (1) رواه البخاري في صحيحه - كتاب الأضاحي - (1٠9/7) .
2 س تذي 1522) وقال حسن غريب .
(3) سنن النسائي (166/7) .
5 ا .
6 يأوي إلى فراشه يصلي علي ألف مرة، وإني لأرجو أن يقبل الله شفاعتي، قال عبد الله : فلما أصبحت إذا أنا بذلك الرجل باكيا وكنت قد رويت قصته علو صحابي، فلما دخل سلم وجلس بين يدي فقال : يا عبد الله مد يدك فقد أرسلني رسول الله لأتوب على يديك ، وذكر لي ما جرى بينك وبينه البارحة في شاني فلم اب سألته عن رؤياه فقال : أتاني رسول الله فأخذ بيدي وقال : قم لأشفع لك إلى ربي أجل صلاتك علي فانطلقت معه فشفع لي وقال: إذا أصبحت فأت عبد الله وتب ملى يديه واستقم على التوبة 4 7 - الحديث الثاني والسبعون عن نس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلم : «النفقة كلها لله، إلا البناء فلا خير فيه» .
خرجه الترمذي والنسائي الحكاية الثاتية والسبعون حكي أن أميرا سأل فقيرا : كيف ترى هذا القصر الذي بنيته؟ فنظر فيه الفقير قال : رفعت الطين ووضعت الدين ، إن كان بنية من مالك فقد أسرفت إن الله ل حب المسرفين وإن كان من مال غيرك فقد خنت (إن الله لا يحب الخأبنين [الأنفال : الآية 58] أيها المغرور بدار الدنيا والآبق عن دار البقاء والسرور لا تبني دارا في دار لأمان وقصرا عجز عن بنائه الإنس والجان في جوار الحلك الرحملن ، دازا لا يضية ميما المكان ولا ينزع عنها السكان ولا يشقها حوادث الزمان ، ولا يحتاج إلى بناء وطيان ، ودارا على شاطىء أنهار الجنان في أنهار من البان وقد علا كثبان مسك وزعفران، فيها خيرات حسان كأنهن الياقوت والمرجان لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ، وهن ينادين بأصوات حسان : نحن الناعمات نحن المشكلات نحن اللواتي = موت وخاطبنا لا يموت .
44 (1) رواه الترمذي في سننه (1482) وقال : حديث حسن صحيح .
73 - الحديث الثالث والسبعون عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسل الله للم : «ما من مسلم يلبي لا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر ، حتى تنقطع الأرض من هلهن أو هلهنا» .
أخرجه الترمذي لحكاية الثالثة والسبعون حكي عن أبي عبد الله الفرغاني أنه قال : كنت بذي الحليفة، وأنا أريد الحج والناس يحرمون فرأيت شابا قد صب عليه الماء يريد الإحرام وأنا أنظر إليه فيقول : يا رب أقول لبيك اللهم لبيك فأخشى أن يجيبني بلا لبيك ولا سعديك، وبقي يردد هذا لقول مرارا وأنا أنظر إليه وأسمع منه فلما أكثر قلت له : لا بد لك من الإحرام والتلبية قل حتى يلبي عن يمينك الحجر والمدر ، فقال : إن قلت اللهم لبيك أجابني بلا لبيك لا سعديك فقلت: أحسن ظنك بالله وبالرسول وقل معي لبيك، فقال: لبيك اللهم لبيك وطولها فخرجت نفسه مع قوله : اللهم وسقط ميتا من الهيبة والعظمة اني كشفت له في ذلك الوقت.
2 74 - الحديث الرابع والسبعون عن أبي فهريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الل صلم : «ما من رجل يدعو الله بدعاء إلا استجيب له فإما أنه يعجل له في الدنيا وإما أن يؤخر له في الآخرة وإما أن يكفر عنه ذنوبه بقدر ما دعا» خرجه الترمذي الحكاية الرابعة والسبعون حكي عن بعض الصالحين أن شعوانة المحبة شابت ، وكانت جارية ذات حسن وجمال ودل وإجمال، فأقمت زمانا ثم زرتها فوجدتها دائمة الحزن شديدة البكاء والأشجان لا تهدأ لها دمعة ولا تسكن لها لوعة، وفنيت حتى صارت كالخيال فهالن أمرها وتعجبت من حالها فلما جن الليل رأيت في منامي كأن أبواب السماء فتحت (1) سنن الترمذي (828) .
. (( 2 68 الجنة زخرفت والحور أشرفت والملائكة أجنحتها نشرت، فقلت : ما هذا؟ قيل كم برى فرحا بقدوم شعوانة المحبة وإنها سألت الله تعالى ودعت في سجودها القدوم ملى الله فاستجيب دعوتها، فزهقت نفسها اشتياقا، قال : فرأيتها على نحيب من اقوت والملائكة حولها قد دخلت الجنة فانتبهت من منامي وإذا الصباح والناس يقولون : ماتت شعوانة المحبة رحمة الله عليها 244* 75 - الحديث الخامس والسبحون عن أبي هريرة أن رسول الله صلم قال : «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم ، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى هلهنا - ويشير إلى صدره - بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على لمسلم حرام دمه وعرضه وماله ، إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم أعمالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم».
أخرجه الجماعة إلا النسائي 41 لحكاية الخامسة والسبعون حكي عن القاضي أبي عبد الله المحاملي قال : حدثني أبي قال : كان عندن بغداد رجل من التجار صديق لي ، وكان يسخر من الصوفية ويبغضهم ويحقرهم كثيرا، ورأيته بعد ذلك يصحبهم وينفق عليهم ماله، قال فقلت له : أليس كنت بغضهم؟ فقال : ليس الأمر على ما كنت أتوهم واظن قال : صليت يوم الجمعة خرجت فرالت بشرا الحافي يخرج من المسجد مسرعا فقلت في نفسي : لأنظر إلى هذا الرجل الموصوف بالزهد فرأيته تقدم إلى الخباز فاشترى بدرهم خبزا ، وتقدم إلى الشواء فاشترى بدرهم شواء فزادني غيظا وبغضا ثم تقدم إلى الحلاوي وأعطاه وأخذ به فالوذجا فقلت في نفسي : والله لأنقضن عليه حين يجلس ويأكل فخرج إلى لصحراء وأنا أقول : يريد الخضزة والماء فما زال يمشي إلى البصرة وأنا خلفه فدخل ي مسجد في قرية وفيه رجل مريض عند رأسه وجعل يلقمه فقمت أنظر إلى القرية فبقيت ساعة ثم فقلت : كم بيني وبين بغداد؟ فقال : أربعون فرسخا، فقلت : إنا لله 1) صحيح البخاري )23/8) .
69 وإنا إليه راجعون ، أي شيء فعلت بنفسي وليس معي ما أكتري ولا أقدر على الم فقال : اجلس حتى يرجع فجلست إلى الجمعة القابلة فجاء بشر في ذلك الوقت ، ومعه سيء يطعمه للمريض فلما فرغ قال له المريض : يا أبا النصر هذا الرجل صحبك من بغداو وهو عندي منذ جمعة فنظر بالغضب، فقال: لم صحبتني؟ فقلت: أخطأت قال : قم فامش قال : فمشيت إلى المغرب فلما قربنا بغداد قال لي: أين مجلسك من المدينة ؟ فقلت : موضع كذا، قال : اذهب ولا تعد فتبت إلى الله تعالى مما كنت أعتقد ثم آثرت صحبتهم وأنا على ذلك.
44 76 - الحديث السادس والسبعون عن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله صلم قال : «من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان» أخرجه أبو داود(1) الحكاية السادسة والسبعون حكي أنه كان بين سفيان الثوري وهارون الرشيد صحبة ومحبة قبل الخلافة فلما ولي هارون للخلافة فارقه فكتب إليه أما بعد: يا أخي فإني لم أصرم حبلك ولم أقطع دك ، لولا الخلافة لأتيتك وقد وصلني إخواني فقد أجزتهم الجوائز السنية واني منتظرك ، ثم ختم الكتاب ودفعه إلى عباد الطالقاني قال عباد : فأخذت الكتاب انطلقت إلى الكوفة فلما دخلت على سفيان قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقاء يصلي وإذا بجلسائه قد نكسوا رؤوسهم فسلمت عليهم فردوا السلام بأطراف الأصابع فألقيت الكتاب إلى سفيان فارتعد وتباعد عنه ثم لف يده في عباءته ورماه إلى بعض صحابه وقال : اقرأ فإني أكره أن أمس شيئا مسة ظالم فأخذه وفكه وهو خائف فقرأه تبسم سفيان تبسم المعجب ثم قال : اقلبوه واكتبوا في ظهره، أما بعد: فإني قطعت حبلك وصرمت ودك وقليت موضعك لله تعالى ، يا هارون هجمت على مال بيت المسلمين فأنفقته في غير حقه هل رضي بذلك أهل العلم والأيتام والفقرا والمساكين ، أما علمت أنك تقف بين يدي الله الذي لا يجور ولا يظلم ولا ينفعك زراؤك ، وأعوانك وأحسابك ، والله سلبت حلاوة الإيمان ولذاذة القرآن ومجالسة (1) سنن أبي داود (4681) .
7١ الإخوان حيث رضيت أن تكون ظالما بل للظالمين إماما يا هارون : لبست الحرير وقعدت على السرير وأقعدت على بابك الطغاة والظالمين ، ولم تخف رب العالمين كأني بك وأخذك الخناق ووردك السباق وأنت ترى حسناتك في ميزان غيرك سيئات سيئات غيرك في ميزانك حسنات فانقطع في أيام حياتك واحفظ محمدا صلم في أمته واعلم أن هذا الأمر لو بقي لغيرك ما صار إليك ، وهو زائل عنك للس غيرك ، هكذا ينقل عنك من واحد إلى واحد وقد نصحتك والسلام . قال عباد الطالقاني : نم ألقى الكتاب إلي منشورا فأخذته ووقعت الموعظة في قلبي وبقيت كالمجنون فنزلت عن فرسي وتصدقت بئيابي الحرير ولبست جبة صوف خشنة وعباءة فلما خلت إلى الرشيد هزأ بي من كان بالباب ، وقام الرشيد على قدميه وقال : أواه تمتفع المرسل وخاب المرسل ، ما لي والملك يزول عني قال عباد : فأعطيته الكتاب أقبل يقرأه ، ودموعه تجري على خده حتى فرغ من قراءته فقال له وزراؤه : وجهنا إلى الذي أحزنك حتى نعمل فيه الواجب ، فقال الرشيد : اتركوني يا عبيد الدني فالغرور والله من غررتموه ، ولم يزل الكتاب عنده يقرأه ويبكي عند كل صلاة حتو ات رحمه اه 71 - الحديث السابع والسيعون ن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قدم على رسول الله صلم بسبي فإذا مرأة من السبي تسعى فوجدت صبيا في السبي فأخذته فألصقته ببطتها فأرضعته فقال رسول الله صعلم : «أترون هذه طارحة ولدها في النار» قلت : لا والله يا رسول الله وهي بمدر على أن لا قطرحه ، فقال : «الله أرحم بعباده من هذه المرأة بولدها ، خرجه البخاري ومسلم 2 الحكاية السابعة والسبحون مكي عن عبد الله بن عبد الرحمنن أنه قال : رأيت جارية بالموقف بين يديها غلام كأنه فلقة قمر ، والناس يبكون ويتضرعون وهي لا تزيد على ذكر الله تعالى قلما ابت الشمس من يوم عرفة رفعت طرفها إلى السماء وأسبلت عبرتها وقالت : من ليس ي السملوات المحفوظات قطرات ، ولا في سحب المسخرات مزن وابلات ، ولا في 1) صي البخاي /9) كتاب البر والصلة (2) صحيح مسلم 97/8 .
1 لأرضين لذلك حبات ونبات وجمادات ، ولا في البحار الزاخرات قطرات ، ولا في الرياح المشرفات نفحات ، ولا في قلوب الخلق خطرات ، ولا في جوارحهم حركات ، ولا في عيونهم لحطات ، إلا وهي لك شاهدات ، وعليك دالات، بربوبيتك معترفات ، وفي قدرتك متحيرات ، فبالقدرة التي تحير فيها من في الأرض ومن في السملوات إلا مننت علي بمعرفتك وعاملتني بلطفك الكريم ، فإني مقيمة على العهد القديم ، قال : فقلت لها : يا جارية وما لطفه بك ? قالت : ركبت البحر مح قوء لا أعرفهم فلما حصلنا في اللجة انكسر المركب وغرق أهله ولم ينج منحم احد غير ولدي وغلام أسود وبقينا على لوح فمد الأسود يده إلي فقلت السكوت عن هذا حرام قلت : اتق الله وانظر ما نحن فيه فقال : والله ما ركبت البحر إلا من أجلك وبالله لثن م تفعلي لأقتلن ولدك ، فقلت : معرفته تمنعني من عصيانه فاحذ الغلام من حجري ألقاه في البحر ومد يده فما أمكنني السكوت فقلت : إلهي بلطفك بي وبالخلائق ال مصمتني فما أتممت كلامي حتى طلعت دابة فابتلعته ، وعصمني الله بلطفه وألقاني لوح في جزيرة عظيمة فذللت ثمارها وأطربت أطيارها ، فحمدت الله تعالى وتوضأت رصليت ، وأنا على اعتدالي وإذا مركب نزل فسمعت بكاء ولدي، فأتيتهم وقلت لهم: هذا بكاء ولدي، قالوا : وكيف قضيتك؟ فأخبرتهم فتعجبوا وقالوا: نحن بالأمس نجري بريح طيبة إذ نظرنا إلى دابة مثل الجمل فهربنا منها فأدركتنا أسرع من طرفة العين وألقت إلينا هذا الغلام من على ظهرها وغابت عنا فنحن متعجبون منها وقد زددنا عجبا من أمرك.
* 78 - الحديث الثامن والسبعون عن ابن عباس رضي الله عنه أن عبادة بن حنيف ، قال : سالت سعيد بن جبير من صوم رجب ونحن يومئذ في رجب فقال : سمعت ابن عباس يقول : «كان رسول ل ل ل س وم حتى أقول لا يفطر ويفطر حت أقول ل يصوم».
إخرجه البخاري - وعسلم وعن اسامة بن زيد قال : قلت يا رسول الله لم أرك تصوم في شهر من الشهور ما تصوم في شعبان؟ قال : دذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وإني أحب أن يرفع عملي وأنا صائم» (1) صحيح البخاري (150/3) (2) صحيح مسلم (3/16٠) .
7 خرجه النسائي لحكاية الثامنة والسبعون فكي عن أبي الوراق أنه قال : مثل رجب كمثل الريح ومثل شعبان كمثل الغمام ، ومثل رمضان كمثل المطر والحسنة في سائر الشهور بعشرة ، وفي رجب سبعين ، وفي شعبان بمائة ، وفي رمضان بألف ، وفي رجب خص المغفرة وشعبان البركة ورمضان بالتضعيف وليلة القدر بالقرب ، وليلة العيد بالقبول من الله تعالى ، ييوم عرفة بالرضا والكمال ، ويوم عاشوراء بالنجاة والفضيلة ، ويوم الجمعة بالدعاء والإجابة ورجب شهر الاستغفار ، وشعبان شهر الصلوات ، ورمضان شهر تلاوة القرآن 79 - الحديث التاسع وال جميعون من أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «إذا أحسن أحدكم إسلام فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وكل سيئة يعملها تكتب ثلها حتى يلقى الله نعالى ، (2 أخرجه البخاري .
ومسلم الحكاية التاسعة والسبعون حكي عن جعفر النيسابوري أنه رأى يهوديا فوقع مغشيا فلما أفاق سئل عن لك، فقال : رأيت رجلا عليه لباس العدل ورأيت علي لباس الفضل فخشيت أن يبدل الله لباسي بلباسه فسبحان الله من حبب إلينا الإيمان وشرفنا بالإسلام، وسبب وبين وزين وسدد وأيد وعصم وأنعم وأكمل وأجمل وعرف وألف وأطمع وقرب وأدنى أطيب وأغنى، ثم مدحنا على فضله وتفضل بالجزاء، فطاعتنا من فضله ليكون ثواب أهنأ والفضل أتم وأسنى فله الحمد على الإسلام ، وله الشكر على الإيمان هو رحه لن الرحيم.
0 (1) سنن النسائي (2/ 12٠) .
(2) صحيح البخاري (219/1) (3) صحيح مسلم (82/1) .
7 80 - الحديث الثمانون ن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «من سئل عن علم ( فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة» خرجه أبو داوت (1) .
الحكاية الثمانون حكي عن أبي حازم رضي الله عنه أنه دخل على سليمان بن عبد الله حين ولي الخلافة فقال : يا أبا حازم ما لنا نكره الموت؟ قال : لأنكم عمرتم دنياكم وأخربتم أخراكم فإنكم تكرهون النقلة من العمران إلى الخراب قال : فأخبرني كيف القدوم على لله تعالى ؟ قال : أما المؤمن فيقدم على الله تعالى كالغائب يأتي أهله فرحا مسرورا وأما المسيء فيقدم على الله كالعبد الآبق يأتي إلى مولاه خائفا محزونا ، قال : فأي الأعمال أفضل ؟ قال : إكمال الفرائض واجتناب المحارم قال : فأي الدعاء أفضل ? قال: دعاء الملهوف لمن أحسن إليه قال: فأي الصدقات أفضل وأزكى؟ قال: جهد المقل بلا من ولا أذى قال : فأي القول أعدل؟ قال : كلمة حق عند من يخاف قال : أي النفس أعقل ? قال : من عمل بطاعة الله تعالى ودل الناس عليهما قال : فأي الناس أجهل؟ قال: من باع آخرته بدنياه، قال : عظني وأوجز، قال : نزه ربك وعظمه أن راك حيث نهاك أو يفقدك حيث أمرك ، فبكى أمير المؤمنين فقال رجل من جلسائ أبي حازم : لقد أسأت إلى أمير المؤمنين فقال له أبو حازم : اسكت فإن الله أخذ الميثاق على العلماء يبيننه للناس ولا يكتمونه ، ثم خرج فبعث إليه بمال فرده وقال: ما أرضاه لكم فكيف آخذه منكم 4 8 - الحديث الحادي والثمانون من عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «خيركم من تعلم لقرآن وعلمه» خرجه البخاري والترمذي 2 (1) سنن أبي داود (3658) .
(2) صحيح البخاري (236/6) ( - 43 74 الحكاية الحادية والثمانون حكي أن سفيان الثوري سئل عن حملة القرآن ? قال : هم الذين مطرت عليهم سحائب الأشجان، ونصبوا الركب والأبدان وتسروا بالخوف والأحزان، وشربوا بكأس ليقين وراضوا أنفسهم رياضة المتقين ، وكحلوا أبصارهم بالسهر وغضوها عن النظر وألزموها للعبر وأشعروها الفكر ، فقاموا لياليهم أرقا وتبادرت دموعهم فرقا حتى ضنيت منهم الأبدان وتغيرت منهم الألوان، صحبوا القرآن بأبدان ناحلة وشفاه ذابلة ودموع وابلة وزفرات قاتلة فحال بينهم وبين نعيم المتنعمين وشغلوا عن مطامع الراغبين ، فاضت عبراتهم من وعيده وشابت ذوائبهم من تحذيره فكانت زفرات النار تحت أقدامهم ، وكان الوعيد نصب قلوبهم ، جعلوا التراب للحياة وسادا والركب مهادا جعلوا القرآن صراطهم المستقيم ، وكان بحبهم إلى الخير داعيا وإلى النجاة دليلا هاديا أولئك الذين هداهم الله ، وأولئك هم المهتدون، هذه صفة القوم يا أسير الغفلة والنوم.
4 82 - الحديث الثاني والثمانون عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلعم «إيأ م والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب أو قال : الخشب» أخرجه أبو داوت 11) الحكاية الثانية والثمانون يحكي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : يروى عن موسى عليه السلام أنه رأى رجلا جالسا في ظل العرش فقال : يا رب من هذا? قال : هذا عبد لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ، بر بوالديه لا يمشي بالنميمة قال : يا رب أي عمل أحب إليك أن أعمل به؟ قال : تذكرني ولا تنساني، قال : أي عبادتك خير عملا3 قال : من لا يكذب لسانه ولا يزني فرجه مؤمت في خلق حسن ، قال : أي عبادك شر عملا؟ قال : فاجر في خلق سيىء جيفة بالليل بطال بالنهار (1) سنن أبي داود (2903) .
7 82 - الحديث الثالث والثمانون من أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلم يقول : «من خاف دلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة» .
أخرجه الترمذي 4 الحكاية الثالثة والثمانون حكي عن بعض الصالحين قال : رأيت شابا خائفا في سفح الجبل وعليه أثر خوف والقلق ودموعه تجري فقلت له : من أنت ؟ قال : عبد أبق هربت من مولاي قلت : تعود إلى مولاك وتعتذر منه، قال : بم أتشفع والكل يخافون منه؟ قلت : من مذا المولى ? قال : مولى رباني صغيرا فلما كبرت عصيته كبيرا فيا حيائي من حسن ضيعه وقبيح فعلي، ثم صاح صيحة فزهقت روحه فخرجت إلي عجوز فقالت: من عان على قتل البائس الحيران الخائف ، فقلت لها : أعينك على تجهيزه ودفنه ، قالت : لا خله بين يدي قاتله عسى يراه بغير معين فيرحمه.
4 84 - الحديث الرابع والثمانون عن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلم يقول : قال الله عز وجل: ويا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت عيوبك إلى عنان السماء والأرض ثم استغفرتني غفرت لك ، لو أتيتني بتراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لآتيتك بترابها مغفرة» أخرجه الترمذي (2 الحكاية الرابعة والثمانون حكي عن ابن مسعود أنه قال : إن الله تبارك وتعالى يقول : يا عبدي لم تقنط من رحمتي أليس أنا الذي أظهرتاك ولأماني طوقتك ? ما لك تتجاهل علي كأنك ما عرفتني وتتجنى كأنك ما وفقتني ، عبدي إن استقلتنا أقلناك ، وإن تبت إلينا قبلناك، 1) سن اتذي 406) وحسنه .
(2) بمنن الترمذي (3545) وقال : هذا حديث غريب وصححه الألباني انظر صحيع الجامع . (4338) 7 رإن عزمت على قصدنا أدنيناك ، وإن اضطرب دليلك أريناك ، وإن عاديت نفسك في جنب ودنا واليناك، وإن بكيت لفقر دوائك داويناك، وإن بكيت لضرك شفيناك، وإن بكيت خشية حضرناك ، وإن بكيت خوفا آمناك ، وإن بكيت أسفا على ما فاتك موضناك ولا تقنط من رحمتي هل رأيتم من انقطع إلى ذل ، هل رأيتم من احتمى من أجلي اعتل ، هل رأيتم من تنسم رياض قربي اختل ، هل رأيتم من رأى أعلام نصري نشغل ، هل رأيتم من وجد حلاوة ذكري انسل كأنه يقول : يا عبدي لا تقنط من رحمتي فإنك إن كنت بالغدر موصوف ، فأنا بالجود معروف ، وإن كنت ذا إساءة قأنا ذو إناءة، وإن كنت ذا غفلة وسهو فأنا ذو رحمة وعفو، وإن كنت ذا خشية وإنابة فأنا و قبول وإجابة ، ولا تقنط من رحمة من جاد بالمغفرة على الألوف من السحرة فجعلهم من البررة.
44 85 - الحديث الخامس والثمانون من أبي إهوأمة رضي الله عنه قال: ذكر لرسول الله صلم رجلان أحدهما عابد والآخر عالم فقال : «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ثم قال رسول الله صلم : «إن الله وملائكته، وأهل السملوات والأرض حتى ي جحرها والحيتان في البحر يصلون على معلم الناس الخيرة (6) أخرجه الترمذي لحكاية الخامسة والثمانون حكي عن وهب بن منبه أنه قال : إن للجنة ثمانية أبواب، فإذا صار أهل الإيمان إليها ليدخلوها قال البوابون : وعزة الله لا يدخلها أحد قبل العلماء الزاهدين في الدنيا مجراغبين في الآخرة للمجيبين معهم المطهرين من رذائل الأخلاق.
4 86 - الحديث السادس والثمانون عن أنس رضي الله عنه قال : إن رسول الله صلم قال : «من سره أن يبسط عليه في رزقه وأن ينسأ أي يؤخر له في أثره فليصل رحمه » (1) سنن الترمذي (2685) .
77 اخرجه البخاري ومسلم وأبو داودا (1) لحكاية السادسة والثمانون حكي أن رجلين تحاكما إلى داود وتقاطعا فلما خرجا من عنده أخبره ملك لموت أن أحدهما يقبض بعد أسبوع وعينه، فلما كان بعد مدة طويلة رأى داود عليه السلام ذلك الرجل حيا فسأل ملك الموت عن حاله فقال : إنه خرج من عندك فوصا رحما كان قد قطعها فمد الله في عمره عشرين سنة ببركة صلة الرحم.
81 - الحديث السابع والشمانون عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسل الله صلم : «من تصدق بصدقة من يسب طيب ولا يقبل الله إلا طيبا إنما يضعها في كف الرحمن يربيها كما يربي احدكم فلوه أو فصيله حتى يكون مثل الجبل» أخرجه الإمام مالك في الموعلا الحكاية السابعة والثمانون حكي أن رجلا أتى إلى أبي هريرة رضي الله عنه فقال : ادع لابني فقد وقع في مسي الخوف من هلاكه فقال أبو هريرة : ألا أدلك على ما هو أنفع لك من دعائي وأنجح وأسرع إجابة ، قال : بلى ، قال : تصدق بصدقة طيبة تنوي بها نجاة ولدك وسلامة ما معه فخرج الرجل من عند أبي هريرة فتصدق بصدقة طيبة فقال : اللهم هذا داء ولدي زيد فنادى منادي في تلك الساعة في البحر ألا إن الفداء مقبول وزيد غاث فلما قدم فسأله أبوه عن حاله فقال: يا أبت لقد رأيت عجبا يوم كذا وكذا وهو يوم تصدق أبوه فيه وذلك أنا أشرفنا على الهلاك والغرق فسمعنا صوتا من الهواء ال ن فداء زيد مقبول وزيد مغاث وجاءنا رجال عليهم ثياب بيض فقدموا السفينة إلى جزيرة وسلم كل من كان فيها ثم سرنا بعد ذلك.
44 (1) متفق عليه - انظر اللؤلؤ والمرجان (259) .
(2) بواء اليمام مالك في الموطا برواية يحيعل من طريق المقبري عنه سعبج مثله في أبواب الصدقات ب (3) .
7 88 - الحديث الثامن والثمانون عن أبي فريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلعم قال: هرب أشعغ معدفوعا بالأبواب لو أقسم على الله لأبره» .
أخرجه مسلم 1 الكاية الثامنة والثمانون حكي ان أميرا ظالما كان ببلد طبرستان يفتض الأبكار سفاحا فلما كان في بعض الأيام جاءت عجوز باكية إلى الشيخ أبي سعيد القصاب وكان من الأبدال فقالت : يا ميخ أغثني فلي بنت بكر وقد أرسل إلي هذا الظالم لأصلح حالها ليأتي إلى منزلي بيقضها وقد جئتك لتدعو لي دعوة تكف عني شره فأطرق الشيخ ثم رفع رأسه إليها وقال : يا عجوز إن الأحياء لم يبق فيهم من يستجاب له دعوة، فاذهبي إلى مقابر المسلمين فستجدين هنالك من يقضي حاجتك ، فذهبت إلى المقابر فلقيها شاب حسن صورة ، جميل الثياب ، طيب الرائحة ، فسلمت عليه فرد السلام وقال : ارجعي إلى لشيخ وقولي له يدعو لك فإنه يستجاب له، فبكت العجوز وقالت : الأحياء يدلوني لى الأموات والموتى يدلوني على الأحياء وليس لي أحد يقضي حاجتي فإلى أين ذهب ؟ فقال : انصرقي إليه قد قضيت حاجتك بدعائي فرجعت إليه وأخبرته بالحالة، أطرق يفكر حتى عرف وصاح صيحة عظيمة وسقط على وجهه وإذا الصوت قد وق أن الأمير ركب وتوجه إلى دار العجوز ، وقد وقع واندكت رقبته وفرج الله عنها وعن مسلمين ببركة دعاء الشيخ فلما أفاق قيل له : لم أحلتها على المقابر ولم تقضي حاجتها في أول مرة؟ قال : كرهت أن يسفك الدماء دمه بدعوتي فأحلتها على أخي الخضر فرد إلي يعرفني جواز الدعاء عليه 44 89 - الحديث التاسع والثمانون عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «كافل اليتيم له أو لغير نا وهو كهاتين في الجنة» وأشار الراوي بالسبابة والوسطى .
22 خرجه مسلم (1) صحيح مسلم (2222) . (2( 2 39 الحكاية التاسعة والثمانون حكي عن بعض الصالحين أنه قال : كان سبب توبتي وكنت مغرما بالشراب ومعاشرة البطالين أني ظفرت يوما بيتيم من ايتام المسلمين كان عريانا فكسوته ، وكان جائعا فأشبعته وغسلته ، فلما كان تلك الليلة رأيت في منامي كأن القيامة قد قامت وأحضرت مع الخلائق ، ونوقشت الحساب وأمر بي إلى النار فبينما أن في الطريق أيت ذلك اليتيم فقال للزبانية : يا ملائكة ربي إن هذا الرجل قد أحسن إلي في الدنيا ، فأمهلوا حتى أشفع فيه إلى ربي ففالوا : لن نؤمر في خفة بمهلة فإذا النداء أطلقوا سبيله قد وهبنا ما كان منه بشفاعة اليتيم الذي قد كان أحسن إليه فلما انتبهت تبت فيه وبذلت جهدي في إيصال الرأفة والنفع إلى أيتام المسلمين * 90 - الحديث التسعون عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فانظروا كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساءة أخرجه مسلم (1 الحكاية التسعون حكي عن محمد بن داود أنه قال : فتح الله علي بدراهم وأخرجتها إلا ثلاثة دراهم فشددتها في خرقة فلما نمت رأيت في منامي كأن الفيامة فد قامت والخلق بين يدي الله تعالى فنوديت فحضرت وفي وسطي زنانير سود فقلت : ما كنت ألبس زنار قط فما هذه الزنانير ? فقيل لي : نمت وهذه الدراهم معك فانتبهت فأخرجتها من وسطي وتصدقت بها وكان إذا ذكر هذا الحال يقول : الأمان .
9 - الحديث الحادي والتسعون عن عروة بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صعلم : «خيار أثمتكم الذين حبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وأشرار أنمتكم الذين تبغضونهم (1) صحيح مسلم بشرح النووي (47/7) وصحيح البخاري في كتاب الرقاق باب «الدنيا خضرة لوة» فساق الحديث بنحوه مختصرا.
8 يبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم، قالوا: يا رسول الله أفلا ننابذهم؟ قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة إلا من ولي عليه فرآه يأتي بشيء فلينكر ما يأتي من معصية الله تعالى ولا ينزعن يدا عن طاعة الله» أخرجه مسلم 1) الحكاية الحادية والتسعون حكي أن سليمان عليه السلام نام مرة فدبت نملة على صدره فأخذها بيمينه قرماها ، فرفعت النملة رأسها إليه وقالت : أواه يا سليمان ما هذه السطوة أما علمت أني غبدة وأني رقيقة الجلد وهنة العظم فسوف تقف في الموقف بين يدي الملك القاهر الذي يأخذ للمظلوم حقه من الظالم، فخر سليمان مغشيا عليه، فلما أفاق قال : علي بالنملة ، فلما حضرت قال : أيتها النملة ارحمي من لم يرحمك وتجاوزي عن من للمك فقالت : يا سليمان لو رأيت النار تأتي إليك بحرها لوقيتك بضعف جلدي كيف أكون سببا في الانتقام منك غدا ، ولكن لا أهلك حتى تضمن لي ثلاث خصال، قال : ما هي؟ قالت: لا تضحك فرحا للدنيا، ولا ترد سائلا ولا تمتح جاهك من استعاره ، قأجابها إلى ذلك 444 9 - الحديث الثانيي والتسعون من حذيفة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلم يقول في خطبته : «الخمر جماع الإثم ، والنساء حبائل الشيطان ، وحب الدنيا رأس كل خطيئة» أخرجه الإمام مالك في الموط 626) الحكاية الثانية والتسعون حكي أن امرأة دعاها رجل فقالت : لا أمكنك من نفسي إلا بأحد ثلاث : إما أن تكفر بربك، أو تقتل نفسا أو تشرب الخمر ففكر في نفسه فرأى شرب الخمر أيسر فلما شربها قتل النفس، وكفر بالله. وقيل لبعضهم: لم لا تشرب الخمر؟ قال : إن رضي عقلي فكيف أدخل عليه ما يفسده .
4 (1) صحيح مسلم (24/6) .
(2) قال السخاوي رواه الديلمي عن عقبة بن عامر رفعه - المقاصد الحسنة (445) .
81 النيل الحثيث في حكايات الحديث/ .
92 - الحديث الثالن والتسعور عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «من أتى إلى المسجد شيء فهو حظه» .
أخرجه أبو داود .
(1 الحكاية الثالثة والتسعون حكي عن كعب الأحبار أنه قال : نجد في كتاب الله تعالى ما من عبد مؤمن غدو إلى المسجد لا يغدو أي لا يروح إلا ليتعلم خيرا أو يعمله ، أو ليذكر الله أو يذكر به، فمثله في كتاب الله مثل المجاهدين في سبيل الله. قال : كان الصالحون لا تكلمون في المسجد المباح من أمر الدنيا كما يروى عن خلف بن أيوب ، أنه كلمه إنسان وهو في المسجد فقام وأخرج رأسه من المسجد وكلمه 724 94 - الحديث الرابع والتسعون عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول ل صللي منن سعادة بن آدم رضاه بقضاء الله ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله» خرجه الترمذي 4 لحكاية الرابعة والتسعون حكي عن بعض السلف أنه كان يقول : كيف تأسى على مفقود أم كيف تفرح بمولود ولا يتركه في يدك للموت.
وقد دخل رجل على أحمد بن حنبل رضي الله عنه فقال له : عظني فقال له حمد : إن كان الله قد تكفل لك بالرزق فاهتمامك لماذا? وإن كان الرزق مقسوما الحرص لماذا ? وإن كان الخلف على الله حقا فالبخل لماذا? وإن كانت النار حق فالمعصية لماذا? وإن كان منكر ونكير حقا فالإنس لماذا ? وإن كانت الدتيا فانية فالطمأنينة لماذا؟ وإن كان الحساب حقا فالجمع لماذا? وإن كان كل شيء بقضاء الله وقدره فالخوف لماذا؟
(1) سنن أبي داود (472) .
2 ل )) .
8 9 - الحديث الخامس والتسعون عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «من كان يؤمن بالله ، واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» أخرجه البخاري ومسلم (2) الحكاية الخامسة والنعون حكي عن بعضهم أنه قال : الصمت زين العالم وستر الجاهل. قيل : اجتمع أربعة ملوك ملك الهند وملك الصين وكسرى وقيصر ، فقال أحدهم : أنا أندم على م قلت ولا أندم على ما لم أقل، وقال الآخر : إني إن تكلمت بكلمة ملكتني ولم أملكها وإذا لم أتكلم بها ملكتها ولم تملكني، وقال الثالث: عجبت للمتكلم إن رجعت عليه كلمته ضرته وإن لم ترجع عليه لم تنفعه وقال الرابع : أنا على ما لم أقل قدر مني على رد ما قلت فهذا الفضل الكبير للصمت ، قال المصنف لهذا الكتاب نفع لله به ومتع بطول مدته: صل الكذب والغيبة والنميمة والفحش والرياء والنفاق والمراء وتزكية النفس والفضول والحرص والخوض في الباطل وما لا يعنيه ، والتحريف والتصحيف والزيادة والنقصان والزور والبهتان وأذى الخلق وسوء الخلق وهتك العورات فهذه كلها من إفات اللسان إما صريحا وإما كناية ، ومن صمت خلص من جميع ذلك .
9 - الحديث السادس والتسعون عن مصعب بن سعد رضي الله عنه قال : رأى سعد أن له فضلا على من دون فقال رسول الله صلم : «هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم) خرجه البخاري .
في رواية النسائي : أنه ظن أن له فضلا على من دونه من أصحاب التبي صلم قال النبي صلم : «إنما نصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتها وإجنلاصهم، . (6 1 2 و48) . ( 43 82 الحكاية السادسة والتسعون حكي أن رباحا القيسي اشترى غلاما أسود بأربعة دنانير وكان لا ينام ولا بدع مولاه ينام إذا جن الليل عليه فقال له رباح : يا غلام ما لك لا تنام ولا بدعنا ننام فقال : يا مولاي إذا جن الليل ذكرت جهنم فيطير نومي ، وإذا ذكرت الجواز على الصراط اشتد همي ، وإذا ذكرت الوقوف بين يدي ربي عظم غمي واذا ذكرت الجنة ونعيمها تضاعف شوقي ، فكيف لي والنوم يا مولاي ? فلما سا42 باح ذلك خر مغشيا عليه ، فلما أفاق قال : يا غلام أنا ظننت أن لي عليك فضلا والأمر بخلاف ذلك ، يا غلام مثلي لا يملك مثلك اذهب أنت حر لوجه الل عالى .
97 - الحديث السابع والتسعون عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلم : «من أحدث في أمرنا هذا ليس منه فهو رد» .
خرجه البخاري 1 وفي رواية لمسلم (6) : «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» الحكاية السابعة والتسعون حكي عن الفضيل بن عياض أنه قال : من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله خرج الإسلام من قلبه ، ومن زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها ونظر المؤمن للممؤمن جلاء للقلب ونظر الرجل إلى صاحب بدعة يورث العمى 4 98 - الحديث الثامن والتسعون عن ابن عمر رضي الله عنه قال : مر بي رسول الله صلم وأنا أطين حائطا من خص ، فقال : ما هذا يا عبد الله؟ فقلت : حائط أصلحه يا رسول الله ، قال : «الأمر أيسر من ذلك» (1) صحيح البخاري (241/3) .
2 صحيح مسلم (132/5) 8 أخرجه أبو داود(1) بنحوه، وقال : نحن نصلح خصا لنا، وقد وهى. فقال: ما رى الأمر إلا أعجل من ذلك .
لحكاية الثامنة والتسعون حكي أن عيسى عليه السلام خرج يوما على أصحابه وعليه مدرعة صوف حاف القدم ، حاسر الرأس شعيا متغير اللون من الجوع ، يابس الشفتين من العطش ، فقال : يا بني إسرائيل أنا الذي تركت الدنيا منزلتها بإذن الله من بيتي قالوا : لا ، فقال : بيتي المساجد ، ومجالس الذكر ودأبي الجوع ، ودابتي رجلاي وسراجي بالليل القمر وطعامي ما تيسر وفاكهتي وريحاني بقل الأرض مما يأكل الوحوش والأنعام ولياسي لصوف وشعاري الخوف وجلسائي المساكين ، ولم أضع حجرا على حجر ولم تجد لي عقدة عقار ولا شجر، وأصبح وليس لي شيء وأمسي وليس لي شيء وأنا طيب غني وليس أحد أصلب ولا أغنى ولا أورع مني.
9 - الحديث التاسع والتسعون عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلم سمع رجلا يثني على رجل ويطري في مدحه، فقال : «أهلكتم وقطعتم ظهر الرجل» أخرجه البخاري ومسلم وزاد رزين(4) : «أما إنه لو سمعكم ورضي قولكم ما أرضى» الحكاية التاسعة والتسعون حكي عن الأصمعي(5) أن رجلا أتى أبا بكر الصديق فمدحه، فقال : اللهم أنت أعلم من نفسي مني وأنا أعلم بنفسي منهم اللهم اجعلني خيرا مما يحسبون واغفر لي ما لا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون.
(1) سنن أبي داود (25235 .
(2 2 (3) صحيح مسلم (228/8) (4) هو أحد رجال الإسناد عند ملم 5) هو عبد الملك بن قريب الأصمعي اللغوي المشهور 10 - الحديث المائة عن ابن عباس رضي الله عنهما : مر رسول الله صلم على قبرين فقال : «إنهم يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال : بلى أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستبرىء من بوله قال: فدعا بعسيب رطب فشقه بائنين وغرس على هذا واحدا وعلى هذا واحدا ثم قال : لعله أن يخفف عليهما ما لم ييبسا».
أخرجه الجماعة(1) إلا الموطأ.
حكاية المائة حكي أن رجلا ماتت أخته فلما دفنت سقط من جيبه في قبرها ذهب فرجع ليل نبش في القبر فوجده ممتلثا نارا، فرجع إلى أمه فقال : أخبريني ما كانت أختي تعمل ن المنكر ، فقالت : لا أعرف لها إلا أنها كانت تخرج ليلا فتسمع على أبواب الجيران ما يقولون وتنم به فيقع بذلك بينهم، فقال : هو ذلك وأخبرها بالحال والنار.
4 1٠ - الحديث الأول بعد المائة عن حميد رضي الله عنه قال : سمعت معاوية يخطب قال : كان رسول الله صلم قول : «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم فيعطي الله ولن يزال أمر بذه الأمة مستقيما حتى تقوم الساعة وحتى يأتي أمر الله» ( أخرجه البخاري ومسل حكاية الأولى بعد المائة عن سيدنا عل رضي الله عنه أنه قال لكميل : يا كميل عليك بالعلم فإن العلم بير من المال ، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم علي والمال ينقص بالإنفاق والعلم ينمو بالإنفاق ، ويس العلم بكثرة الرواية، وإنما هو جلبه الله تعالى في القلوب ، والعالم والمتعلم شريكان في الآخرة ، وسائل الناس ممج لا خير فيهم 4* (1) متفق عليه رواه البخاري في صحيحه (218) ومسلم (292) (2) صحيح البخاري (71) ( 2 8 102 - الحديث الثاني بعد المائة عن أوس بن أوس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلم يقول : «من غسل واغتسل وبكر وابتكر ، ومشى ولم يركب ودنا من الإمام، ولم يلغ وسمع كان له بكا خطوة أجر عمل سنة صيامها وقيامها» خرجه أبو داود (1) والنسائي الحكاية الثانية بعد المائة حكي أن رجلا من سمرقند تاب وكان يزوره العلماء والأمراء والأكابر فقيل له: بم بلغت هذه المنزلة? فقال : كنت أسمع أنه من كان في أوامر الله تعالى كفاه دينه ودنياه فلما كان في بعض الأيام حملت حنطة إلى الرحاء فلما حطت الحنطة عن لحمار هرب وجاء في ماء جار لي في الأرض فقال : إن النوبة الليلة لك في الماء .
فإن سقيت وإلا أنك في هذه السنة يفوتك السفر إلى قابل، وكانت ليلة الجمعة كم مر الله تعالى وهو ينظر في أمري ، فصليت الجمعة ورجعت فإذا الحنطة قد عجنة خبز مخبوز والأرض قد سقيت والحمار قد رجع والمرأة مسرورة ، فقيل له : كيف كان ذلك كله ? قال : كان جارنا ذهب إلى الطحون فطحن جولقنا وهو يظن أنه جولقه فلما ذهب إلى منزله عرفته زوجته فأخذته وخبزته ، وأما الحمار فإنه ذهب إلى الصحراء فقصدته الذباب فهرب منها إلى القرية ودخل مربطه سلما وأما الأرض فجا إليها من أرض الجار الماء فامتلأت فلما رأيت ذلك الحال بهذا قلت : يا رب صلاة لجمعة قد حافظت على فرائضك فتركت الدنيا وأقبلت على خدمة المولى كما ترون ، يا الله وفقنا لما يرضيك عنا واختم بخير أقوالنا وأعمالنا وارزقنا عملا صالحا وعلعا نافعا تقربنا به إليك يا أرحم الراحمين 1033 - الحديث الثال بعد المائة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «لما تضى الله الخلق وعند مسلم : «لما خلق الله الخلق كتب في كتاب هو عنده فوق العرش إن رحمتي ملبت غضبي» 1) سنن أبي داود (1٠47) .
. (( 2 7 1 2 خرجه البخاري ومسل الحكاية الثالثة بعد المائة حكي أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام : يا داود أنذر الصديقين وبشر الخطائين فقال تعالى : يا داود قل للصديقين : لا تعجبوا وقل للخطائين : لا تقنطوا من حمتي إن رحمتي غلبت غضبي.
104 - الحديث الرابع بعد المائة عن خريم بن فاتك رضي الله عنه قال: قال رسل الله صلم: «من أنفق في سبيل لله كتب الله له سبعمائة ضعف? .
أخرجه الترمذي والنساني 4 لحكاية الرابعة بعد المائة حكي عن الجنيد رحمه الله : خرجت في بعض الغزوات وقد أرسل إلي أمير المؤمنين شينا من النفقة ففرقت ذلك على محاويج الغزاة ، فلما كان في بعض الاياء سليت الظهر وجلست متفكرا في ذلك نادما على قبول تفريقه ، فغلبني النوم فرأيت قصورا مجصصة مزخرفة ونعما طويلة فسألت عنها ، فقيل : هذه لأصحاب المال الذي رقته في الغزوات ، فقلت : فما لي معهم شيء فقيل ذلك القصر وأشار إلى قصر عظيم من أحسن القصور وأعظمها فقلت : فضلت عليهم ، فقال : أويت الذين أخرجوا لمال وهم يتوقون للثواب عليه فكان هذا جزاؤهم، وأنت فرقته خائفا وجلا فحاسبت فسك نائما فضاعف الله لك الثواب 105 - الحديث الخامس بعد المائة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلم في قبة نحوا من أربعين . فقال : «أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ قلنا : نعم يا رسول الله قال : أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ? قلنا : نعم ، قال : والذي نفسي بيده إني (1) صحيح البخاري (7404) .
(2) صحيح مسلم (2751) .
(3) سنن الترمذي (1625) (4) سن ا 386/6) 8 أرجو أن تكونوا أهل الجنة ، وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، وما أنتم ن أهل الشرك إلا كشعرة بيضاء في جلد الثور الأسود ، أو كشعرة سوداء في جلد الثور الأحمر» 1 [2) خرجه البخاري ومسلم الحكاية الخامسة بعد المائة حكي أنه كان لعمر بن الخطاب جارية تسمى زائدة تكثر الحضور بالحضرة لنبوية فأتت يوما فجلس رسول الله صلم وهو حافل بالأصحاب وهي مفتقرة متغيرة اللون مستوحشة ، فقال لها رسل الله لللم : «استأنسي يما زائدة فإنك لموفية» ، فقالت : أبي وأمي يا رسول الله إني عجنت لأهلي عجينا، وخرجت لأحتطب، فلما شذيت حزمتي سمعت وقع فارس لم أر فى ذلك المكان فرسا قبل ذلك اليوم، فلم أر أحسن نه وجها ولا أطيب منه ريحا ولا أجود منه ثوبا ومركبا، فقال لي: كيف أنت يا زائدة كيف محمد صلم؟ فقلت : بخير نحمد الله تعالى، فقال لي : إذا رأيت محمدا فقولي له رضوان خازن الجن ، يقرئك السلام ويقول لك : يا محمد إنه ما فرح أحد بمبعثك ما فرحت فإن الله تعالى قسم الجنة لأمتك ثلاث أثلاث ، ثلث يدخلون الجنة بغير حساب، وثلث يحاسبون حسابا يسيرا، وثلث تشقع لهم أنت فتشفع فيهم، ثم صرفت لأحمل حزمتي فثقلت علي وارتعدت فرائصي فنظر إلي وقال : يا زائدة أثقل عليك حملك؟ فقلت : نعم فأشار بقضيب أخضر كان بيده إلى صخرة هناك، فقال : يتها الصخرة أقبلي فأقبلت، فقال لها : احملي هذا الحطب مع زائدة إلى بيتها فدخلت صخرة تحت الحطب بإذن الله تعالى ، وذهبت من يدي حتى انتهت إلى البيت فلما صلوا رأوا أثر الصخرة في ذهابها ، فقال رسول الله صلم : «شكرا لله تعالى الذي لطف امتي من حيث لا يعلمون وأعطى ما لم يكونوا يحتسبون» 10 - الحديث السادس بعد المائة عن ابن عمر رضي الله عنه قال : أخذ رسول الله صلم بمنكبي وقال : «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل» وكان ابن عمر يقول : إذا أمسيت لا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك» .
(1) صحيح البخاري (137/8) .
. ( 2 84 خرجه البخاري الحكاية السادسة بعد المائة حكي عن كعب الأحبار أنه قال : أوحى الله إلى بعض الأنبياء أن أردت لقائي في حضرتني فكن في الدنيا غريبا حزينا مستوحنا كالطير يطير القفار ، ويأكل من رؤوس الأشجار فإذا كان الليل أوى إلى وكره ولم يسكن مع الطير استثناسا بربه استيحاشا عن الناس 477 107 - الحديث السابع بعد المائة عن أبي ذر رضي الله عنه أن أناسا من أصحاب النبي صلم قالوا للنبي صلم: ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول موالهم قال : «أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به إن لكم بكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة والأمر بالمعروف صدقة ، والنهي عن المنكر صدقة» إخرجه مسلم الحكاية السابعة بعد المائة حكي عن بعض الصالحين أنه قال : بت ليلة وأنا أقول : سبحان الله والحمد لله ولا إلنه إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى العظيم ، فلما غلبني نوم رأيت زمرة من الملائكة قد جاءوني وأخذوا بيدي فطافوا بي في خمسة فصور ميها من الزي والتنعيم ما لا يحصى ولا يعد ، فقلت : لمن هذه القصور ? فقال : هذه لتي بنيتها لك بكلماتك الليلة، فقلت: وكل هذا لي؟ فقال: ولك أضعاف ذلك ما لا يحصى.
44* 10 - الحديث الثامن بعد المائة من عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صعلم قال : «السواك مطهرة للفم مره عضاة للرب» .
1) ص ي 11٠) 2 9 (1) خرجه النسيائ الحكاية الثامنة بعد المائة حكي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال : السواك يزيد في الحفظ، يذهب البلغم ، ويحفظ الأسنان ويطيب رائحة الفم ويقوي اللثة ويرضي الرحمن.
2* 109 - الحديث التاسع بعد المائة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : «كنا في مسير لنا فنزلنا منزلا فجاءت جارية، فقالت إن سيد الحي سليم ، وإن نفرنا غيب ، فهل منكم راق ، فقام معها رجل ما كن أمنه يرقيه فرقاه فبرىء، فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا، فلما رجع قلنا له: أكنت حسن رقيه أو كنت ترقي ، قال : ما رقيت إلا بأم القرآن، قلنا : لا تحدثوا شينا حت أتي ونسال النبي صلم فقال : وما كان يدريه أنها رقية، اقسموا واضربوا لي بسهم أخرجه البخاري وعسل (3) الحكاية التاسعة بعد المائة حكي عن محمد بن العراقي ، أنه قاله : كان في حال صغري على جفني الأعلى ت العين اليمنى حبة كحبة الغدة فلما جرى علي القلم وكبرت فثقل جفني فقيل لي بغداد رجل يهودي يشق الجفنة ويخرجها فامتنعت من تسليم عيني إلى رجل يهودي ، فلما كان في بعض الأيام رأيت قائلا يقول : اقرأ عليها بفاتحة الكتاب عند إرادة وضوء فقلت ذلك أياما فبينما أنا أغسل وجهي وجفني عيني إذا الغدة قد انقلعت نفسها وذهب أثرها ، فقلت إنه بقراءة الفاتحة وبركتها فجعلت قراءة الفاتحة دوائي في الجنايات والأمراض.
*4 11 - الحديث العاشر بعد المائة من أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «الرؤيا الحسنة مر لرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة» 1 سنن ئ 1٠) (2) صحيح البخاري (50٠7) (3) صحيح مسلم (22٠1) 1 2) خرجه البخاري - ومسلم الحكاية العاشرة بعد المائة حكي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : رأيت في منامي أن ثلاثة أقمار سقطن الليلة في حجري ? فقصتها على أبي بكر رضي الله عنه فلما توفي رسول الله صلم في بيتي قال أبو بكر : هذا أحد اقمارك وهو خيرها * 111 - الحديث الحادي عشر بعد المائة ن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «إن الله أنزل الداء والدواء جعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بحرام» أخرجه أبو داود!
الحكاية الحادية عشرة بعد المائة حكي عن عيسى عليه السلام أنه مرض فنادته حشيشة خذني فكلني فإن شفاءك يحصل بذلك فقال : لا كرامة ، إن الله هو الشافي ثم إنه اشتكى مرضه إلى الله تعالى فأمره أن يتداوى بتلك الحشيشة فتداوى بها فشفي فلما كان بعد مدة عاوده المرض فتداوى بتلك الحشيشة فازداد في مرضه فشكا ذلك إلى الله تعالى فقال : يا عيسى ذهب إلى الطبيب فاعمل ما يقول ... فمضى إلى الطبيب فدفع إليه الحشيشة فأكلها فبرىء ، فقال : إللهي ما هذا? فأوحى الله إليه : يا عيسى شفيتك من غير دواء لتعلم فدرتي وشفيتك بالحشيشة لتعلم حكمتي ثم زدت في مرضك باستعمالها لتحقين قعري وسطوتي ، ثم أحلتك على الطبيب لتعرف ترتيب مملكتي ، أنا الشافي من أشاء بما أشاء.
11 - الحديث الثاني عشر بعد المائة عن سهل بن معاذ عن أبيه أن رسول الله صلم قال : «من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله تعالى على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخير له من الحور (1) صحيح البخاري (6989) .
. (2( 2 3) سنن ابي داود (3874) .
9 يشاء، وفي الأخرى ملأ الله قلبه أمنا وأيمانا ومن زوج لله تعالى توجه الله تاج لملك، يوم القيامة» اخرجه أبو داود (1 لحكاية الثانية عشرة بعد المائة حكي عن ابن أبي ودعان أنه قال : كنت أجالس سعيد بن المسيب ، قلت وفيت أهلي فاشتغلت بها، فقال : ألا أخبرتنا فشهدناها، قال : ثم أردت أن أفوم فقال : هل استحدثت امرأة ، فقلت : يرحمك الله ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين و ثلاثة، فقال : أنا فقلت : وتفعل، قال : نعم ثم حمد وصلى على النبي صعم وزوجني بنته، قال : قمت وما أدري ما أصنع من الفرح فصرت إلى منزلي وجلست فتكر ممن آخذ وممن أستدين فصليت المغرب وانصرفت إلى منزلي واسترحت ، ركنت وحدي صائما فقدم عشائي، وأفطرت عليه وكان خبزا وزيتا فإذا بابي يقرع فقلت من هذا؟ قال : سعيد فافكرت في كل إنسان اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب إنه لم ير أربعين منة ، إلا بين بيته والمسجد، فقمت فخرجت فإذا سعيد بن المسيب، فظننت أنه قد بدا له فقلت : يا أبا محمد ، ألا أرسلت إلي فأتيتك، قال: أنت أحق أن تؤتى ، فقلت : ما تأمر؟ قال : إنك كنت رجلا عزبا فتزوجت وكرهت أن أبيتك الليلة وحدك وهذه امرأتك ، فإذا هي قائمة من خلفه في طوله فأخذ بيديه رفعها في الباب ورد الباب ، فسقطت المرأة من الحياء فاستوثقت من الثياب ثم قدمت من القصعة التي فليها الزيت والخبز فوضعتها في ط السراج لكي لا ترى ، ثم صعدت إلى السطح فرميت الجيران فجاءوني ، فقالوا : ما شأنك ? قلت : ويحك وجني سعيد بن المسيب قالوا : زوجك? قلت : نعم وهي في الدار ، قال : ونزلوا هم إليها فبلغ أمي فجاءت وقالت : وجهي من وجهك حرام إن مسنستها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيام قال : فأقمت ثلاثا ثم دخلت بها فإذا هي من أجمل النساء، وأحفظ لكتاب الله، وأعلمهن بسنة رسول الله صلم وأعرفهن بحق الزوج، قال : فمكثت شهر لا يأتيني سعيد ولا آتيه ، فلما كان بعد الشهر ، أتيت سعيدا وهو في حلقة فسلمت عليه ، فرد علي السلام ولم يكلمني حتى تفرق أهل المجلس فلم يبق غيري ، قال : ما حال ذلك الإنسان؟ قلت : خيرا يا أبا محمد ما يحبه الصديق يكرهه العدو ، قال : إن رابك شيء منها فالعصا فانصرفت إلى منزلي فوجه إلي بعشرين ألف درهم، قال 1) سنن أبي داود 4777) .
92 بد الله بن سليمان: وكانت بنت سعيد بن المسيب خطبها عبد الملك بن مروان لابنه لوليد بن عبد الملك حين ولاء العهد فأبى أن يزوجها فلم يزل عبد الملك يحتال عليه حتى ضربه مائة سوط في يوم بارد ، وصب عليه جرة ماء، وألبسه جبة صوف فقال مبد الله بن أبي ودعان : هو كثير بن عبد المطلب بن أبي وداعة.
4 111 - الحديث الثالث عشر بعد المائة عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «وكل الله بالرحم ملكا فيقول: أي رب نطفة ، أي يا رب علقة ، أي يا رب مضغة، فإذا أراد الله أن يقضي خلقه، قال: يا رب أذكر أم أنشى، أشقي أم سعيد، فما الرزق فما الأجل فيكتب ذلك في بطن أمه» .
2 خرجه البخاري ومسلم الحكاية الثالثة عشرة بعد المائة حكي أن رجلين اصطحبا على العبادة زمنا ثم سافر أحدهما مدة طويلة فبينما الآخر في غزاة مع المسلميت يقاتلون الروم ، إذا بفارس من عسكر الروم يطلب المبارزة فقتل ثلاثة من المسلمين ، فبرز إليه ذلك العابد وتطاردا فكشف الرومي عن رجهه فإذا هو رفيقه الذي كان معه في العبادة ، قال : يا فلان ما هذا الخبر? فقال : إن لبعيد ارتد وتزوج من الروم وصار له فيهم مال وأولاد ، فسأله أن يرجع إلى الإسلام فأبى، قال له : كنت تقرأ القرآن كثيرا، فقال: لا أذكر اليوم حرفا منه فانصرف فقد تلت اليوم ثلاثة ، فانصرف المرتد وتتبعه العابد على الارتداد بعد تلك المجاهدات والعبادات قتل على غير دين الإسلام وعلى الشقاوة التي كتبت له في بطن أمه 4 11 - الحديث الرابع عشر بعد المائة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : قال رسول الله صلم : «إذا أراد الله بالأمي خيرا جعل الله له وزير صديق ، فإن نسي ذكره ، وإن ذكره أعانه، وإن أراد الله به غير لك جعل له وزير سوء ، إن نسي لم يذكره ، وإن ذكره لم يعنه» .
(1) صحيح البخاري (6595/11) .
(2) صحيح مسلم (2646) الشرح .
أخرجه أبو داو=11) الحكاية الرابعة عشرة بعد المائة حكي عن وهب بن منبه رضي الله عنه أنه قال : سمع سليمان عليه السلام بمدينة في جزيرة من جزائر البحر يقال لها : صدون ، لها ملك عظيم الشأن لم يكن لناس عليه سبيلا بمكان في البحر وكان الله عز وجل قد أتى سليمان في ملك سلطانا لا يمتنع عليه أحد في بر أو بحر إنما يركب إليه الريح ، فخرج إلى تلك لمدينة يحمله الريح على ظهر الماء حتى تزل بها بجنود من الجن والإنس ، فقتل ملكها وسبى من فيها ، وأصاب فيما أصاب بنتا لذلك الملك يقال لهأ : جرادة لم ير مثلها حسنا وجمالا فاصطفاها لنفسه ، ودعاها إلى الإسلام ، فأسلمت على جفاء منها قلة فقه ، وأحبها سليمان، لم يحب شيئا من نسائه مثلها ، وكانت عليه بمنزلتها نده لا يذهب حزنها ولا يرفأ دمعها ، فشق ذلك على سليمان ، فقال : ويحك ، ما مذا الحزن الذي لا يذهب ، والدمع الذي لا يرقأ قالت : إن أبي أذكره وأذكر ملكه وما كان فيه وما أصابه ، فيحزنني ذلك، قال سليمان عليه السلام: قد أبدل الله لك لكا أعظم من ملكه ، وسلطانا هو أعظم من سلطانه ، وهداك الله للإسلام وهو خير من ذلك كله ، قالت : إن ذلك كله لك ولكن إذا ذكرته أصابني ما ترى من الحزن فلو أنك أمرت الشياطين فصوروا لي صورته في الدار التي أنا فيها أراها بكرة وعشي لرجوت أن يذهب ذلك يحزني ويسلي عني بعض ما أجده في نفسي ، فأمر سليمان شياطين فقال : مثلوا لها صورة أبيها في دارها حتى لا تذكر منه شيئا فمثلوه لها حتى نظرت إلى أبيها بعينه ، إلا أنه لا روح فيه فعمدت إليه حين صنعوه فأزرته وقمصته وعممته وردته بمثل ثيابه التي كان يلبسها في حياته ، ثم كان إذا خرج مليمان عليه السلام من دارها تغدو عليه في ولائدها حتى تسجد له ويسجدون له كما كانت به في ملكه وتروح كل عشية مثل ذلك ، وسليمان عليه السلام لا يعلم شيء من ذلك أربعين صباحا ، وبلغ آصف بن برخيا وكان صديقا وكان لا يرد عن بواب سليمان عليه السلام أي وقت وساعة أراد دخولها من بيونه دخل حاضرا سليمان عليه السلام أم غائبا ، وكان وزير صديق ، فأتاه يوما فقال : يا بني كبر سني رق عظمي ونفد عمري ، وقد حان من ذهابي وقد أحببت أن أقوم مقاما قبل أن اموت أذكر فيه من مضى من أنبياء الله تعالى ، وأثني عليهم لعلمي فيهم ، وأعلم الناس بعض ما كانوا يجهلون من كثير أمورهم، فقال : افعل، فجمع له سليمان عليه (1) سنن أبي داود (2932) .
95 لسلام الناس فقام فيهم خطيبا ، فذكر من مضى من أنبياء الله تعالى فأثنى على كل بي بما فيه ، وذكر ما فضله الله تعالى له حتى انتهى إلى سليمان عليه السلام ، فقال ما كان أجملك في صغرك ، وأروعك في صغرك، وأفضلك في صغرك وأحكم.
أمرك في صغرك ، وأبعدك من كل ما يكره في صغرك ، وأحكم ثم انصرف فوجد ليمان في نفسه من ذلك حتى ملأه غضبه فلما دخل سليمان عليه السلام دار أرسل إليه فقال : يا أصف ذكرت من مضى من أنبياء الله تعالى وأثنيت عليهم خيرا في كل زمانهم وعلى كل حال من أمورهم ، فلما ذكرتني جعلت تثني علمي ي صغري ، وسكت عما سوى ذلك من أمري في كبري فما الذي احدثت في اكر عمري ، فقال : إن الله لا يعبد في دارك منذ أربعين صباحا في هوى امرأة فقال : في داري فقال : في دارك فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لقد عرفت أنك ما قلت الذي قلت إلا عن شيء بلغك ، ثم رجع سليمان إلى داره فكسر ذلك الصنم ، وعاقب تلك المرأة وولائدها ، بإعانة أصف بن برخيا وتنبيهه وتذكيره ضي الله عنه .
11 - الحديث الخامس عشر بعد المائة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «مطل الغني ظلم إخرجه البخاري ومسلم (2) الحكاية الخامسة عشرة بعد المائة حكي أن سائلا سأل الحسن البصري شيئا ، فنهض ونزع ثيابه ودفعها إليه فقال له حزاز بن عمرو: لو صبرت حتى تأتي منزلك كان أحسن ، فقال : حسن لكنه جاءنا إلى المسجد سائلا يشتكي الجوع فغفلنا عنه ومطلنا عن إطعامه وانصرفنا وتركناه في المسجد ، فأصبح ميتا فكفناه ودفناه فلما كان في الغد وجدنا الكفن مطروحا ف المحراب وعليه مكتوب : خذوا أكفانكم فإن الله لا يقبله . قال الحسن : فآليت على سي أن لا أؤخر ولا أمطل عطاء سائل ولا أرد خائبا من بعد ذلك.
(1) صحيح البخاري (123/3) .
. (( 2 12 116 - الحديث السادس عشر بعد المائة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «الناس معادن كمعادن الذهب والفضة إذا فقهوا ، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها اثتلف ، وما تناك بنها اختلف» .
أخرجه مسلم وأبو داود .
الحكاية السادسة عشرة بعد المائة حكي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : الأرواح جنود مجندة فلو أن مؤمنا باء إلى مجلس فيه مائة نفر ليس عيه إلا مؤمنا واحدا جلس إلى ذلك المؤمن ، سذلك المنافق .
وروي أن امرأة كانت بالمدينة تضحك النساء وامرأة بمكة تضحك الرجال ، فقدمت الملائكة بالمدينة فدخلت على عائشة رضي الله عنها فقالت : أين نزلت عند لانة المرأة المضحكة للنساء فقالت عائشة رضي الله عنها : صدق رسول الله صلم!
ال : «الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها اثتلف وما تناكر منها اختلف» .
11 - الحديث السابع عشر بعد المائة عن أبي ذر رضي الله عنه قال : فلت : يا رسول الله ألا تستعملني؟ قال : فضرب يده على منكبي ثم قال : ديا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيهاء .
خرجه مسلم (3) الحكاية السابعة عشرة بعد المائة حكي عن سليمان عليه السلام أنه قال : لما وفد الملك وفد عليه الحيوان يهنثونه إلا نملة واحدة فإنها أقبلت تعزيه، فلامها النمل وقالوا: ما لك تعزينه ول تهنثينه، فقالت : كيف أهنئه وقد علمت أن الله إذا أحب عبدا زوى عنه الدنيا بما فيها (1) صحيح مسلم (41/8) الشرح (2) سنن أبي داود (4834) (3) صحيح مسلم (6/6) نووي .
97 لنيل لحثيث في حكايات الحديث/ حبب إليه الآخرة ، وقد شغل وابتلي بأمر لا يعلم عاقبته فيه فهو بالتعزية أولى من التهنئة .
4 118 - الحديث الثامن عشر بعد المائة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صعلم : «لما وقعت بنو إسرائيل في !
عاصي نهاهم علماؤهم فلم ينتهوا، فجالسوهم في مجالسهم وواللوهن .
رشاربوهم ، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ، ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن ريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، فجلس رسول الله صلم، وكان متكثا، فقال : لا والذي نفسي بيده حتى ناظروهم أهواء» .
أخرجه الترمذي .
الحكاية الثامنة عشرة بعد المائة حكي أن عابدا من بني إسرائيل كان مشغولا بالصلاة ، فرأى صبيانا ينتفون ريش ديك، وهو حي، فخسف الله بالعابد، فأوحى الله تعالى إلى بني إسرائيل في ذلك الوقت إني خسفت به حين رأى الصبيان ينتفون ريش الديك ولم يخلصه من أيديهم لا نهاهم عنه وترك أمر المعروف بشؤم ذلك خسفت 4 11 - الحديث التاسع عشر بعد المائة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلم جالسا فجاء جل يسأل فأقبل علينا بوجهه وقال : «اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان رسول له ما شاء» .
م خرجه البخاري( ومسل الحكاية النأسعة عشرة بعد المائة حكي عن بعض العلماء أنه قال : من كان داخلا على الأمراء ولم يكن مستشفعا هو دعى وإن لكل شيء صدقة ، وصدقة الرئاسة الشفاعة ، مصداق ذلك ما زوي عن ال ي صللم أنه قال: «خير الناس من يشفع للناس فاشفعوا تؤجرواة (1) سنن الترمذي (3047) .
(2) صحيح البخاري (1432) .
(3 ص 15) نووتي 98 شعر: ست أدري ما حاجتي غير أني أبتغي من فضل جاهك نفع والفتى إن أراد صديقا فهو يدري في نفعه كيف يسعى 4* 12 - الحديث العشرون بعد المائة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «انصر أخاك ظالما و مظلوما . فقال رجل : يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أرأيت إن كان ظالما كيف نصره? قال : تحجزه وتمنعه عن الظلم فإن ذلك نصره» .
أخرجه البخاري الحكاية العشرون بعد المائة تكتي عن أبي ميسرة أنه قال : جاء منكر ونكير إلى رجل في قبره فقالوا : إن ضاربوك مائة سوط فقال الميت : لا أعرف ذنبا فقالا : إنك مررت برجل مظلوم فاستغاث فلم تغثه ، فقال : إني رجل ضعيف عن مائة سوط فشفعا له فسومح بتسعة وتسعين سوطا، وضرباه سوطا واحدا فامتلا القبر عليه نارا 4 121 - الحديث الحادي والعشرون بعد المائة عن أعزب بن مسلم قال : أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد أنهما شهدا على رسول الله صلم أنه قال : «لا يقعدن قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم لرحمة ، ونزلت عليهم السكينة ، وذكرهم الله فيمن عنده» أخرجه مسلم والترمذي( لحكاية الحادية والعشرون بعد المائة حكي عن حامد الأسود أنه قال : كنت مع إبراهيم الخواص في سفر فجئنا إلى وضع فيه حيات كثيرة فوضع إبراهيم. ركوته وجلس وجلست فلما برد الهواء ودخا (1) صحيح البخاري (168/3) .
2 ) تووي .
(3) سنن الترمذي (3380) .
99 الليل خرجت الحيات، فصحت للشيخ، فقال اذكر الله، فذكرت الله تعالى، فرجعت يم عادت خارجة، فصحت للشيخ فقال: اذكر الله، فذكرت الله تعالى، فرجعت ولم أزل في مثل هذا الحال إلى الصباح ، فلما أصبحنا قام الشيخ ومشى ومشيت معه ، فسقط من وطائه حية عظيمة قد طوقت ، قلت له : ما حسست بها؟ قال : لا منذ زمان ميب من البارحة .
12 - الحديث الثاني والعشرون بعد المائة عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «المؤمنون كرجل واحد إذا اشتكى رأسه تداعى له سائر جسده بالحمى والسهر» أخرجه البخاري - ومسلم 2 الحكاية الثانية والعشرون بعد المائة حكي ل أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : بينما عمر رضي الله عنه يمشي ذات ليلة إذ مر برفقة قد نزلت فخشي عليهم السراق، فانطلق بنا يحرسهم، قال فانطلقنا ، فنزلنا قريبا منهم فحرسناهم إلى الصباح فناداهم عمر يا أهل الرفقة الصلاة مرارا حتى إذا تحركوا رجعنا.
24* 123 - الحديث الثالث والعشرون بعد المائة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «من أقال مسلما بيعة أقال الله عثرته» .
إخرجه أبو داود الحكاية الثالثة والعشرون بعد المائة حكي عن بعض التجار من السلف أنه اشترى عسلا بثلاثين ألف درهم ، فلم كان الغد ضعف ثمنه فربح ثلاثين ألف درهم أخرى، فسمع بذلك البائع فندم وتحسر . ( 1 . (3( 2 (21 (3 وقال له بعض إخوانه : أتحب أن يرجع إليك عسلك ولا يفوت ربحك، فقال: إي الله، فقال له : بكر غدا وصل مع الشيخ صلاة الصبح فإذا سلم وفرغ من صلاته سل عليه وقل له : إني ندمت على بيعك العسل بالأمس ولا ترد علي شيخا قال : فصليت معه وقلت ما قال صاحبي فقال لغلامه: قم وأعطه جميع عسله، فقال له بعض لحاضرين : قد صار ثمنه ضعف ما وزنت أترده عليه قال : نعم إليك عني فإني ممعت رسول الله يقول : «من أقال نادما بيعته أقال الله عثرته يوم القيامة» أفلا أشتري قالة يوم القيامة بثلاثين ألف درهم، وأخذ ثمن العسل ورده إلي في وقته.
4 12 - الحديث الرابع والعشرون بعد المائة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «تعوذوا بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وشماتة الأعداء، وسوء القضاء» (2) أخرجه البخاري ومسلم 1 لحكاية الرابعة والعشرون بعد المائة حكي أن أخت عدي لما سبيت مع نفر كثير قالت لرسول الله صلم : ذهب الوالد غاب الوافد فلا تشمت بي أحياء العرب ، فإني ابنة تن يقري الضيف ، ويفك العاني ، يطلق الأسير ، ويعطي السائل فقال : من كان أبوك? قالت : حاتم الطائي، قال : خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق فقالت : ومن معي، قال : ومن معك وكان عها سبعمائة وقيل : إنها أنشأت لرسول الله صلم بيتين فقالت: لا مات أعداك بل خلدوا .
حتى يروا فيك الذي يكمد لا خلوت الدهر من حاسد فإن خير الناس منن يحس * 125 - الحديث الخامس والعشرون بعد المائة عن حذيفة رضي الله عنه قال : كنا إذا حضرنا مع رسول الله صلم طعاما لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلم فيضع يده وإنا حضرنا منه طعاما مرة فجاءته جارية أنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام، فأخذ رسول الله صلم يدها ثم جاء أعرابي (6 (1 ) صحيح مسلم (2707 يدفع، فذهب ليضع يده في الطعام فأخذ بيده فقال رسول الله صلم إن الشيطان يستحل الطعام إلا بذكر الله تعالى عليه وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها ، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يديهما» زاد في رواية ثم ذكر الله وأكل اخرجه مسلم وأبو داو- 61) لحكاية الخامسة والعشرون بعد المائة حكي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : إذا دخل الرجل منزله فأكل ولم سم الله تعالى ، أكل الشيطان معه ، وإذا ذكر الله تعالى منع الشيطان من بقية طعامه، وتقيأ ما أكل 44* 126 - الحديث السادس والعشرون بعد المائة من أنس رضي الله عنه ، قال : «كان رسول الله لا يدخر شيئا لغد» أخرجه مسلم 2 لحكاية السادسة والعشرون بعد المائة تكي أن امرأة من المتعبدات مرت برجل عابد ، فرأت صلاته واجتهاده فوقفت بتى إذا فرغ من صلاته ، ثم قالت : هل لك في التزويج فإني قد ملت إليك لما رأيت من صلاتك واجتهادك ، فقال الرجل : خذي المفتاح فانظري في البيت ، ثم ما تري افعلي، ففتحت الباب فإذا هي بنصف رغيف شعير وعليه ملح جريش، ونصف جرة مكسورة ، فخرجت ورمت المفتاح ، وقالت : يا بطال لو كان ودك صحيحا لما ادخرت نصف رغيف ونصف جرة وذهبت.
2* 127 - الحديث السابع والعشرون بعد المائة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلم قال : «يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صورة الرجال يغشاهم الذل من كل مكان إلر (1) صحيح مسلم (1٠7/6) .
(2) سنن أبي داود (3766) (3) صحيح مسلم (1٠8/6) .
سجن في جهنم، يقال له : بئس، تعلوهم نار الأنيار يسقون من غسالة أهل النار، لينة الخيال» .
خرجه الترمذي 1 الحكاية السابعة والعشرون بعد المائة حكي أن فتى مات من أصحاب الفضيل بن عياض ، فرآه الفضيل في المنام فسأله عن حاله، فأخبره أنه مكر به ومات يهوديا فقال له: لم ذلك؟ قال: إني كنت ظن نفسي أفضل أصحابك وكنت أتكبر عليهم، وكانت لي علة باطنة، فوصف لي شرب الخمر، فقلت: أشربه مرة كل سنة.
128 - الحديث الثامن والعشرون بعد المائة عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال: قال رسولسلول الله صلم : كإذا حك الحاكم فاجتهد فأصاب، فله أجران، وإن حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر، خرجه البخاري - ومسلم (3 الحكاية الثامنة والعشرون بعد المائة حكي عن عمر بن عبد العزيز أنه قال : ما أحب أن يكون لي باختلاف الصحابة حمر النعم ، لو لم يكن الاختلاف بين الصحابة لم يجز لأحد أن يختلف بعدهم ، ولو لم يكن الاختلاف أضاق على الناس أمرهم.
4 129 - الحديث التاسع والعشرون بعد المائة عن قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «صيام يوم عاشوراء إني تتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» خرجه الترمذي 4) 1) سنن اتذي 2492) .
(( 2 (3) صحيح مسلم (1716) .
(4) سنن الترمذي (725) .
لحكاية التاسعة والعشرون بعد المائة حكي أنه كان بالروم قاض فجاءه فقير يوم عاشوراء فقال له : أعز الله لقاضي ، أنا رجل فقير وذو عيال ، . وقد جئتك مستشفعا بهذا اليوم لتعطيني عشرة أمنان خبز ، وعشرة أمنان لحم ، ودرهمين فوعده القاضي إلى الظهر ، فجاءه ولمر عطيه شيئا فذهب الفقير منكسر القلب فمر الفقير بنصراني جالس بباب داره فقال له : بحق هذا اليوم أعطني شيئا . فقال النصراني : وما هذا اليوم؟ فذكر له من صفاته قال له النصراني : اذكر حاجتك قد أقسمت بعظيم ، فذكر له الخبز واللحم والدرهمين ، فأعطاه عن الخبز عشرة أقفزة ومن اللحم مائة من ومن الدرهمين عشرين درهما ، فقال : هنيئا لك ولعيالك ، ما دمت حيا في كل سنة كرامة لهذ اليوم ، فذهب الفقير إلى منزله فلما كان الليل ونام القاضي رأى هاتفا يقول له : ارفع رأسك فأبصر فرفع رأسه فرأى قصرا مبنيا بلبنة من فضة ولبنة من ذهب وقصرا من ياقوتة حمراء يبين ظاهرهما من باطنهما ، وباطنهما من ظاهرهما فقال : إللهي م هذان القصران ? فقيل له : هذان كانا لك لو قضيت حاجة الفقير ، فلما رددته صار فلان النصراني ، فانتبه القاضي مذعورا بالويل والثبور ، فغدا إلى النصراني فقال : ماذا فعلت من الخير? فقال : وكيف ذلك ? فذكر له الرؤيا ، ثم قال له : بعني جميل الذي فعلته بألف درهم ، فقال النصراني : لا أبيع ذلك بملء الأرض كلها ، أشهد أن لا إلنه إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأن دينه الحق ، فأسلم النصراني ببركة صدقة يوم عاشوراء 4 130 - الحديث الثلاثون بعد المائة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ص يقول : «الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى وما والاه وعالم ومتعلم» .
أخرجه الترمذي( فظه.
الحكاية الثلاثون بعد المائة حكي أن القاضي أبا بكر كان يبالغ في التجمل حتى قوموا ما عليه ورايته وما عليها بألف دينار ، فلقيه يهودي رث الثياب بادي الضر ، وسخ الجلد ، حافي القدم، (1) سنن الترمذي (2322) .
1٠ وعلى رأسه طبق كسب يبيعه بكسرة فتمسك اليهودي بعنان بغلته، وقال : يا شيخ روون عن تبيكم أف للدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ، فكيف الدنيا سجنك وهذ حالك، وكيف جنتي وهذا حالي؟ فقال القاضي : إن الذي أنا فيه من سوء الحال والعذاب المقيم الأليم إلى ما أعد الله لك من العذاب في دار الآخرة جنة لك ، فقال اليهودي : صدقت أشهد أن لا إلله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ودينه الحق، وأنا بريء ممن خالفه .
4 131 - الحديث الحادي والثلاثون بعد المائة عن تميم الداري أن النبي صعلم قال : «الدين النصيحة، قلنا : لمن؟ قال : له لكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم» اخرجه الجماعة1/ .
الحكاية الحادية والثلاثون بعد المائة حكي أن آدم عليه السلام نصح ووصى ولده شيئا: وأمره أن ينصح ويوصي ذلك أولاده ، فقال : لا تطمثنوا للدنيا فإنها فانية ، وإني اطمأننت إلى الجنة الباقية فلم يرضى مني ذلك فأخرجني منها، ولا تعملوا برأي نسائكم، فا عملت برأي حو» رأكلت من الشجرة فندمت ، وكل أمر أردتموه فانظروا عاقبته ، قإني لو نظرت في اقبة الأمر ما أصابني الذي أصابني واستشيروا الأخيار فلو شاورت الملائكة ما صابني الذي أصابني وإن اضطربت قلوبكم من شيء فأرجئوه فإني لما هممت بأكل شجرة اضطرب قلبي فلم أرجئه لكن أكلت فندمت.
4* 132 - الحديث الثاني والثلاثون بعد المائة من جابر بن عبد الله الأنصاري قال : سمعت رسول الله صلم يقول : «إن في لليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه ، ذلك كل ليلة» خرجه مسلم 2) (1) صحيح مسلم (74/1) .
(2) صحيح مسلم كتاب الدعوات - باب (8) .
1٠ الحكاية الثانية والثلاثون بعد المائة حكي عن بعض المشايخ أنه قال : نمت ليلة عن وردي فسمعت هاتفا يقول : اتنام في حضرة العرش والرحمنن الرحيم وهو يقسم جوائز الرضوان بين الأحبة الإخوان ، فمن أراد الجزيل فلا ينام الليل الطويل ولا يقنع منا بالقليل ويشتغل طول لليل بالويل والعويل ، فقد دنا الرحيل والقدوم على حضرة الملك الجليل 424 133 - الحديث الثالث والثلاثون بعد المائة عن أبي ذر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلم يقول : «ليست الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال ، وإضاعة المال، ولكن الزهد أن تكون بما في يد الله قعالى اوثق منك بما في يدك، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أصبت بها أرغب منك فيها لو أنها بقيت لك» .
(1) أخرجه الترمذي الحكاية الثالثة والثلاثون بعد المائة حكي عن أبي يزيد البسطامي قدس الله روحه أنه قيل له : ما راحة البال؟ قال : الزهد في الدنيا قيل له : فما راحة القلب ? قال : الزهد في الآخرة ، قيل له : فما راح الدين ? قال : الزهد في الحظوظ ، قيل له : فكم مكثت في الزهد؟ قال : ثلاثة أيام، لأول : زهدت في الدنيا والثاني : زهدت في الآخرة ، والثالث : زهدت فيما سوى الله تعالى قيل له : هذه بدايتك فأخبرنا عن نهايتك، قال : لا تفصح فيه عبارة ولا تحده إشارة ، لكن أخبركم بشيء من معاملتي في ابتداء إرادتي ، وذلك أن وردا من أورادي قل على نفسي فمنعتها سنة الماء ، قال بعض الحاضرين : امنن علي بخرقة من ثيابك قال : لو أنك سلخت من جلدي ما استكثرته ، لكن ذرة خرقة خير من ألف خرقة 4 134 - الحديث الرابع والثلاثون بعد المائة من قتادة بن النعمان رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «إن أحب الله عبييدا حماه من الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سفيمه الماء» (1) سنن الترمذي (234٠) .
خرجه الترمذي 1 الحكاية الرابعة والثلاثون بعد المائة حكي عن الويد أنه قال : كنت مع إبراهيم بن أدهم فوصلنا إلى قبر فوقف عنده ترحم وبكى، فقلت : قبر من هذا؟ فبكى فقال : أمير هذه البلدة رحمه الله كان غريق في بحر الدنيا تتلاطم به أمواج الرغبة فيها بالميل إليها والإقبال عليها ، فأدركته العناية ولحقته السعادة فاستنقذته من لجة ذلك البحر إلى شاطىء السلامة ، ولقد بلغني أنه سر ذات يوم بشيء من ملاهي الدنيا فغشي عليه ذلك اليوم وأتاه آت، ووقف عند رأسه رفع إليه كتابا ففتحه فإذا فيه مكتوب لا تؤثر فانيا على باق، ولا تغتر بملكك فإن الذي أنت فيه عظيم لولا أنه عديم، وجسيم لولا أنه غير مقيم، وطائل لولا أنه زائل وباطل، وفرح وسرور لولا أنه غرور، فسارعوا إلى أمر الله تعالى فإنه يقول : وسارعوا إلى مغفرة من ربكم فلما قرأ الكتاب استولى عليه الخوف ، واستيقظ من نومه مرعوبا وقال هذا لنفسه : هذا تنبيه من الله تعالى وموعظة فخرج من مملكته وهام على وجهه لى الجبل مشغولا بعبادة الله إلى أن قضى نحبه ، وهذا قبره رحمه الله 24 13 - الحديث الخامس والثلاثون بعد المائة عن معدان بن أبي طلحة قال : لقيت ثوبان مولى رسول الله صلم فقلت : أخبرني بعمل أعمله يدخلني الجنة ، أو قلت : أحب الأعمال إلى الله، فسكت، ثم سألته لثانية ، فسكت، ثم سألته الثالثة، فقال : «سألت عن ذلك رسول الله فقال : عليك كثرة السجود لله فإنك لا تسجد إلا رفعك بها درجة وحط عنك بها خطيية، قال معدان: ثم أتيت أبا الدرداء فسألته فقال مثل ما قال لي ثوبان».
إخرجه مسلم والترمذي والنسائي الحكاية الخامسة والثلاثون بعد المائة عكي أن داود عليه السلام قال : إللهي من يسكن بيتك؟ وصلاة من تقبل؟
فأوحى الله تعالى إليه إنما يسكن بيتي وأقبل صلاة من تواضع لعظمتي، وقطع نهاره بذكري وكف نفسه عن الشهوات من أجلي ، يطعم الجائع ، ويأوي الغريب ، ويرحم 1 تذي 2٠3) .
. (( 2 . ( 3 (4) سنن النسائي (228/2) 1٠7 المصاب ، يغدو في السماء كالشمس إن دعاني أجبته ، وإن سألني أعطيته ، أجعل من الجهل حلما، ومن الغفلة ذكرا، ومن الظلمة نورا، مثله في الناس كالفردوس في الجنان، لا تدنس أنهارها، ولا تجف ثمارها.
4 13 - الحديث السادس والثلاثون يعد المائة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «باكروا بالصدقة إن البلاء لا يتخطاها» .
(1) خرجه البخاري ومسلم الحكاية السادسة والثلاثون بعد المائة حكي أن شابا وشابة دخلا على سليمان عليه السلام فالتمسا أن يعقد عليهما مقدة النكاح ، ففعل وخرجا مسرورين وحضره ملك الموت فقال : يا نبي الله ل عجب من سردرها وقد أمرت أن أقبض روح هذا الشاب بعد خمسة أيام ، فجعل سليمان يراعي حال الشاب حتى ذهبت خمسة أيام فما سمع ثم خمسة أشهر فتعجب ن ذلك سليمان، فدخل عليه ملك الموت فسأله سليمان عن ذلك، فقال: إني أمرت ن أقبض روحه بعد خمسة أيام كما ذكرت لك فلما خرج من عندك لقيه سائل فدفع إليه درهما فدعا له بالبقاء فأمرت بتأخير الأمر فيه ببركة صدقته.
131 - الحديث السابع والثلاثون بعد المائة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «تنكح المرأة لأربع مالها، وحسبها، ولجمالها، ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك» 1) كذا بالأصل وهو غير موجود في الصحيحين فلم يخرجاه قال السخاوي : رواه أبو الشيخ في الثواب وابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان من حديث بشر بن عبيد حدثنا أبو يوسف لقاضي عن المختار بن فلفل عن أنس مرفوعا بهذا وكذا رواه الصقر بن عبد الرحمن ابن بنت الك بن مغول عن عبد الله بن إدريس عن المختار وتابعهما سليمان بن عمرو النخعي وعبد الأعلى بن أبي المساور وهما كذابان وكذا كذب الأزدي بشرا وأما الصقر فصدقه أبو حات لرازي ووثقه ابن حبان وقال : إن له حديثا منكرا في الخلافة وكذبه مطين وصالح جزرة قال السخاوي : قال شيخنا : ولكن لا يتبين لي ان هذا الحديث موضوع يعني كما فعل ابن الجوزي ...اه - المقاصد الحسنة (281) .
منه أخرجه البخاري ومسلم (2) الحكاية السابعة والثلاثون بعد المائة حكي أن ملك كرمان خطب بنت شاه الكرمان، فاستمهله ثلاثة أيام ثم أقبل شاه طوف المساجد فرأى غلاما يحسن صلاته فلما فرغ قال : يا غلام ألك زوجة؟ قال : 1 ، قال : فهل لك في التزويج رغبة ? قال : ومن يزوجني وليس في ملكي غير ثلاثة راهم، فقال شاه: أنا أزوجك بنتي، تقرأ القرآن، وتصلي وتصوم، وهي جميلة طيفة ، خذ بدرهم خبزا ودرهم أدما، وبدرهم طيبا، والأمر مفروغ، فعقد عليها عقدة لنكاح ، فلما دخلت الصبية بيت الغلام رأت رغيفا يابسا على جرة مكسورة فلما رأت زلك قالت : ما هذا الرغيف ? قال : معي من أمسء فتركته لأفطر عليه فلما سمعت ذلك ولت، فقال الشاب : قد عرفت أن بنت الشاه لا ترضى بفقري، ولا ترضاني ها بعلا ، فقالت البنت : ليس خروجي من منزلك لأجل فقرك بل لضعف يقينك لست أعجب منك إنما أعجب من أبي ، قال : زوجتك بشاب عفيف كيف وصف بالصفة من لا يعتمد على الله إلا مع ادخار الرغيف ، فقال الشاب : أنا عن هذ عتذر ، فقالت : أما العذر فأنت أعلم به بشأنك وأما أنا فلا أقيم في بيت فيه معلومى فإما أن تخرج الرغيف من البيت أو أخرج أنا من البيت ، فتصدق الشاب بالرغيف ودخلت ابنة الشاه الكرماني البيت .
* 138 - الحديث الثامن والثلاثون بعد المائة عن بريدة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلم يقول : «لا تعطوا الحكمة غير املها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم).
أخرجه أبو داود21) الحكاية الثامنة والثلاثون بعد المائة حكي عن عيسى عليه السلام أنه قال : يا بني إسرائيل لا تعلقوا الدر في رقاب الخنازير ، ولا تمنعوا الحكمة أهلها ، وتهاونوا بالدنيا تهن عليكم ، ولا تلزموا الدني تهن عليكم الآخرة ، فإن الدنيا ليست من أهل كرامة في كل يوم تدعو الى فتنة ، أما (1) صحيح البخاري (9/7) (2) صحيح مسلم (4/ 175) 2) لم أجده .
٠4 علمتم أن الدنيا منام والآخرة يقظة ، والمتوسط بينهما الموت ونحن أضغاث أحلام كما قال : إنما هذه الدنيا متاع والسعيد الجهول من يصطفيها ما مضى فات والمؤمل غيب .
ولك الساعة التي أنت فيها 444 13 - الحديث التاسع والثلاثون بعد المائة ن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلم قال : «من أراد الحج ليتعجل» خرجه أبو داوت 11) لحكاية التاسعة والثلاثون بعد الماقة كي أن الحسن اللؤلؤي ركب البحر قاصدا الحج فانكسر المركب الذي هو فيه وأخرج منه وقد غرق له ما يساوي خمسين ألف دينار، فلما دنا موسم الحج وخاف فوته توجه إليه فقال له : يا سبحان الله لو توقفت عسى أن يحسن من يخرج شيئا من الك، فقال لهم: قد علم الله عز وجل، ورأيتم ما مر بي وكنت بالذي أوثره على قفة بعرفة فقال : وما الذي أورثك هذا الاستعجال? قال : أنا رجل مولع بالتجارة في الحج أطلب الربح والثواب ، أريد الحج إذا فات الربح ، وقال صلم : «من أراد الدج فليتعجل» وأنا أستعجل قبل فواته وحججت في بعض السنين فعطشت أنا وجميع من في القافلة عطشا شديدا ، فأجلست عديلي وسط الحمل ونزلت أطلب الماء والناس من ذلك في جهد مجهود، فلم أزل أسأل وأبحث وأقطع في الأماكن وأفتش حتى صرت في مسافة عن القافلة فمررت عي موضع مصهرج وإذا رجل فقير جالس في رض الموضع وقد غرز عصاه في الأرض ، والماء ينبع من موضع العصا ، وهو يشرب فنزلت إليه وشربت حتى رويت وجثت إلى القافلة فأخرجت قربة ومضيت فمليتها فرأني الناس فبادروا بالقرب ، فإذا البركة تلتطم أمواجا حتى رويت الناس من خرهم فموسم يحضره مثل هؤلاء يقولون : اللهم اغفر لمن حضر الموقف وجماع ن المسلمين لم أؤثر عليه خمسين ألف دينار ، لا والله ولا الدنيا بأسرها ، فاستعجالي ت هذا . وترك متاعه وجمع ماله وانصرف إلى الحج 2244 (1) سنن أبي داود (1732) 140 - الحديث الأربعون بعد المائة عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلم يقول : «ما من شيء يرفع في الميزان أثقل من حسن الخلق ، وإن صاحب الخلق الحسن ليبلغ درجة صاحب الصوم والصلاة».
مخرجه الترمذي (1) الحكاية الأربعون بعد المائة حكي أن أبا عثمان دعاه رجل إلى ضيافة فلما وافى باب داره قال له : يا أستاذ ليس وجه لدخولك وقد ندمت فانصرف أبو عثمان فلما أتى منزله عاد إليه الرجل قال : افض الساعة فقام أبو عثمان ومضى معه فلما وافى باب داره قال له مثل النوبة الأولى ثم فعل به ثلاثا وأبو عثمان يحضر وينصرف ويتخلق معه، فلما كان بعد ذلك اعتذر الرجل إليه وقال : يا أستاذ أردت اختبارك وخلقك وأخذ يمدحه ، ويثني عليه ريدعو له فقال : لا تمدحني على خلق تجد مثله مع الكلاب إذا دعي حضر وإذا طرد انزجر.
14 - الحديث الحادي والأربعون بعد المائة من بلال بن أمية رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «عليكم بقيام الليل فإنه من دأب الصالحين قبلكم وإن قيام النيل قربة إلى الله تعالى ومنهاة عن الآثام وتكفي من السيئات ، ومطردة الداء من الجسد» .
أخرجه الترمذي الحكاية الحادية والأربعون بعد المائة حكي عن أبي جريرة إنه قال : لقد صحبت حماد بن أبي سليمان وعلقمة بن رئد، ومعاذ بن دئار، وعون بن عبد الله، وصحبت أبا حنيفة لقد صحبته ستة أشهر فما فيها ليلة وضع جنبه فيها وقال مسعد بن كرام : أتيت أبي حنيفة في مسجده فرأيته يصليي بالغداة ثم يجلس للناس في العلم حتى يصلي الظهر ، ثم يجلس إلى العصر ، إذا صلى العصر جلس إلى المغرب ، فإذا صلى المغرب جلس إلى أن يصلي العشاء ، 1 سن اتذي 203) .
(3( 2 نم دخل البيت فقلت في نفسي : هذا الرجل في هذا الشغل متى يتفرغ للعبادة لا يتعاهدها فلما خرج الناس هدي إلى المسجد فانتصب إلى الصلاة إلى أن طلع الفجر دخل منزله ولبس ثيابه وخرج إلى المسجد ، وصلى الغداة فجاء فجلس إلر الظهر ، ثم إلى العصر ، ثم إلى المغرب ، ثم إلى العشاء ، فلما صلى العشاء دخل لبيت ، فقلت في نفسي : إن الرجل قد ينشط الليلة لأتعاهدنه الليلة فتعاهدته ففعل كفعله في الليالي فلما صبح جلس كذلك ، فقلت في نفسي : لألزمنه إلى أن موت أو أموت فلازمته في مسجده . قال ابن أبي معاذ بلغني أن مسحرا مات في سجد أبي حنيفة في سجوده ، وقال حفص بن عياض : صلى أبو حنيفة صلاة الصبح بوضوء صلاة عشاء الآخرة أربعين سنة فقلت : سألتك بالله ما الذي قواك على ما أرى من طاعة الله تعالى ، قال : إني أدعو الله تعالى باسمه الأعظم الذي من دعا به استجيب له .
142 - الحديث الثاني والأربعون بعد المائة عن ابن عباس رضي الله عنه قال : كنت خلف النبي صلم فقال : ديا غلام ألا إتي أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، وإذا سألت فاسأل الثه ، إذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء نفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك شيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام ، وجفت الصحف» .
خرجه الترمذي 49 لحكاية الثانية والأربعون بعد المائة حكي أن بعض الملوك كتب كتابا إلى إسكندر وخوفه وهدده فقال الإسكندر لأرسطاطاليس : اكتب جوابه ، فكتب بعد البسملة : القضاء مقدر غير معين ، وقبل رقوعه غير معلوم ، وبعد وقوعه غير مردود فخوفي منك ، واستطالتك إلي لماذا؟
* (1) سنن الترمذي (2516) .
111 143 - الحديث الثالث والأربعون بعد المائة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلم قال : «مأ من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ويتجلى ويباهي بهم الملائكة فيقول ماذا رادوا هؤلاء» .
خرجه مسلم .
رالنسائي (2 زاد رزين : «أشهدكم يا ملائكتي أني غفرت لهم» .
الحكاية الثالثة والأربعون بعد المائة حكي عن ابن الموفق أنه قال : حججت في بعض السنين فنمت ليلة عرفة في مسجد الخيف ، فرأيت في منامي كأن ملكين نزلا من السماء فنادى أحدهما ساحبه ، يا عبد الله فقال : لبيك يا عبد الله فقال : تدري كم حج بيت ربنا قي هذه السنة? قال : لا قال : حجه ستمائة ألف نفرا ، تدري كم قبل في هذه السنة ? قال : لا قال : ستة أنفس فقال : ثم ارتفعا في الهواء وغابا عني فانتبهت مرعوبا ، اغتممت غما شديدا ، وهمني أمري . وقلت : إذا لم يكن المقبولون غير ستة نفس ، فأين أكون أنا في ستة أنفس ، فلما أفضت من عرفة ، وتبت عند المشعر الحرام ، جعلت أفكر في كثرة الخلق وقلة من قبل ، فغلبني النوم فإذا بالملكين قد زلا بعينهما فأعاد المتكلم منهما في الليلة الماضية حديثه بجملته ثم قال بعد ذلك صاحبه : فتدري ماذا حكم ربك في هذه الليلة? قال : لا قال : فإنه وهب لكل وقحد من الستة أنفس مائة ألف ، وقبل الجميع ببركتهم قال : فانتبهت وبي من الفرح السرور ما يجل عن الوصف.
144 - الحديث الرابع والأربعون بعد المائة عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صعلم في الحجر : «والله ليبعثه لله يوم القيامة له عينان يبصر بهما ، ولسان ينطق به ويشهد على من استلمه بحق خرجه الترمذي ( (1) صحيح مسلم (1٠7/4) .
(2 2 43 تذي 312) 112 النيل .
الحثيث في حكايات الحديث/ م 8 الحكاية الرابعة والأربعون بعد المائة كي عن بعض العلماء أنه قال : ورد أن الله تعالى أخذ الميثاق من بني آدم في طن نعمان وهي عرفة فاستخرجهم هنالك من صلب أبيهم ونثرهم بين يديه كهيئة الذ م كلمهم فقال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى. فكتب إقرارهم في مخارق وأشهد فيه بعضهم على بعض ثم ألقمه الحجر الأسود ومن أجل ذلك شرع لمستلمه أن يقول اللهم إيمانا بك ووفاء بعهدك ، فهذا يتزع إلى معنى حب الأوطان ، فإنه قد دلك على ن ذلك المكان أول وطن، فإنه قد قيل : كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزل 145 - الحديث الخامس والأربعون بعد المائة عن المغيرة بن شعبة قال : قال رسول الله صلم : «لا يزال ناس من أمتي ظاهرين على الحق ، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون» ال أبو عبد الله(1) : وهم أهل العلم وأخرجه البخاري (2) ومسل (3) الحكاية الخامسة والأربعون بعد المائة حكي عن حسن بن سليمان في تفسير حديث «لا تقوم الساعة حتى يظهر العلم» ال : هو علم أبي حنيفة رضي الله عنه ولد سنة ثمانين، ومات سنة مائة وخمسين، وعائش سبعين سنة، وكانت ولادته في عصر الصحابة، وفقهه في زمن التابعين، أدرك الصحابة وروى عنهم . قال الربيع بن يونس : دخل أبو حنيفة يوما على لمنصور وعنده عيسى بن موسى فقال للمنصور : هذا عالم الدنيا اليوم فقال له : يا عمان عن من أخذت العلم؟ قال : عن أصحاب عبد الله بن عمر عن عمر ، وعن أصحاب علي عن علي ، وعن أصحاب عبد الله عن عبد الله فقال له المنصور : لقد ستوثقت يا نعمان مصداق ذلك ما روى أنس بن مالك عن رسول الله صلم أنه قال : «سيأتي من بعدي رجل يقال له : نعمان بن ثابت ، ويكنى أبا حنيفة ليحيين دين سنتي علر يذه4 .
1) هو الإمام البخاري محمد بن إسماعيل عليه رحمة الله وجزاه الله عن أمة محمد صلى الله عليه وأله وسلم خيرا .
(1( 2 (3) صحيح مسلم (6/ 53) .
114 قال خلف بن أيوب : صار العلم من الله إلى محمد صلم ثم صار إلى صحابة ثم صار إلى التابعين ثم صار إلى أبي حنيفة وأصحابه ، فمن شاء فليرضى ومن شاء فليسخط.
146 - الحديث السادس والأربعون بعد المائة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صعلم : «جهاد الكبير وجهاد لصغير ، وجهاد الضعيف وجهاد المرأة الحج والعمرة» أخرجه النسائي 41 لحكاية السادسة والأربعون بعد المائة حكي عن يععض الصالحين أنه قال : كيف يتهاون بالحج بعدما ينال من ذلك من عميم النعمة وعلو المرتبة وما يتفضل الله على الح م من حين يخرج من بيته إلى لموافه بالكعبة كما روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنت مع الرسول صلم في مسجد الخيف فجاءه رجلان أحدهما أنصاري والآخر ثقفي وسلما عليه ودعوا له وقالا : حثناك يا رسول الله نسألك فقال : إن شئتما أخبرتكما عما جئتما تسألان عنه وإن ئتما سكت فتسألان فقالا : بل أخبرنا يا رسول الله نزداد إيمانا أو قالا : يقينا - شك الراوي - فقال الأنصاري للثقفي : تقدم فاسأل رسول الله صلم عما جئت له؟ فقال لثقفي : بل أنت ، فتقدم فإني لأعرف لك حقا قال : أخبرني يا رسول الله عما جئتك سألك عنه? قال : جنتني تسألني عن مخرجك من بيتك يوم البيت الحرام ، وما لك فيه ، وعن طوافك بالبيت، وما لك فيه وعن رلعتين بعد الطواف، وما لك فيهما، وعن طوافك بين الصفا والمروة ، وما لك فيه . وعن موففك عشية عرفة ، وما لك يه. وعن رميك الجمار، وما لك فيه وعن نحرك، وما لك فيه. وعن حلقك أسك، وما لك فيه وعن طوافك بالبيت بعد ذلك، وما لك فيه فقال : والذي بعثك الحق نبيا إنه الذي جئت أسألك عنه لم تخط منه شيئا . فقال رسول الله صلم : إنك إذا غرجت من بيتك يوم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا ، ولا ترفعه إلا كتب الله لك بها حسنة ، ومحى عنك خطيئة ، ورفع لك بها درجة، وأما طوافك بالبيت فإنك ل ضع قدما ولا ترفعها إلا كتب الله لك بها حسنة ومحى عنك بها خطيئة ، ورفع لك (1) سنن النسائي (5/ 113) 11 بها درجة وأما ركعتان بعد الطواف، فعتق رقبة من ولد إسماعيل، وأما طوافك بين الصفا والمروة ، فعدل سبعين رقبة ، وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله تعالى يهبط إلى السماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة فيقول : «هؤلاء عبادي جاءوني شعنا غبرا من كل مج عميق يرجون رحمتي ويخافون عذابي فلو كانت ذنوبهم كعدد الرمل ، وكعدد القطر ، وكزبد البحر لغفرتها، أفيضوا عبادي مغفور لكم، ولمن شفعتم له» . أما رميك الجمار فتغفر لك بكل حصاة رميتها كبيرة من الكبائر الموبقات الموجبات ، وأما نحرك فمدخر لك عند ربك، وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة، ويمحى عنك بها خطيئة فقال : يا رسول الله أرأيت إن كانت الذنوب أقل من ذلك قال : إذا يدخر في حسناتك وأما طوافك بالبيت بعد ذلك، يعني الإفاضة فإنك تطوف ولا ذنب عليك . ويأتي ملك حتى يضع كفه بين كتفيك فيقول لك : اعمل لما قد بقي فق فيت ما مضي .
*44 147 - الحديث السابع والأربعون بعد المائة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : يقول الله تعالى : «أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه حين يذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن كرني في صلا ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن أتانيي يمشي ايته هرولة» أخرجه البخاري (1) ومسلم 2) الحكاية السابعة والأربعون بعد المائة حكي عن صعصعة بن صوحان أنه قال : خرجت مع الحجاج بن يوسف إلى لحج فبينما نحن في بعض مراحلنا إذا نحن بصوت أعرابي يلبي ، فلما فرغ من التلبي قال : كلامك اللهم لك ، من قال مخلوق سلك وفي الجحيم قد هلك والجارية في الفلك ، ما خاب عبد أملك أنت له حيث سلك قال الحجاج : تلبية موحد ، ورب الكعبة لا يفوتكنم الرجل ، فأسرع من كان حتى أتوا بالأعرا بي على ناقة رخاء فقال له : ن أين أنت? وإلى أين تريد? قال : جئت من الفج العميق أريد البيت العتيق قال : من ي الفجاج ؟ قال : من العراق ، قال : من أي العراق ? قال : من مدينة الحجاج قال (1) صحيح البخاري (9/ 147) .
(2) صحيح مسلم (8/ 62) .
61 ما سيرته فيكم؟ قال : سيرة فرعون في بني إسرائيل قتل أبناءهم، ويستحيي نساءهم قال : فهل نركته ظاعنا أو مقيما؟ قال : بل ظاعنا قال : إلى أين؟ قال : إلى الحح وم يتقبل الله منه، قال : هل خلف أحدا بعده. قال : أخاه محمدا قال: فما سيرته فيكم؟
ال : ظلوم، جهول ، غشوم، واسع البلعوم. قال : يا أعرابي هل تعرفني؟ قال: ل قال : أنا الحجاج قال : شر والله، ما أظلت الخضراء، وأقلت الغبراء، بغيضا مبغوض لعييا في الدنيا والآخرة أكثر منك، فقال : والله لأقتلنك قتلة لم يقتلها أحد قبلك قال : ن لي ربا ينجيني منك. قال: يا أعرابي فإني سائلك قال: إذا والله أخبرك، قال : فهل تحفظ شيئا من القرآن ? قال : نعم قال : إسمعنا ، فقرأ بسم الله الرحمن الرحي «إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يخرجون من دين الله أفواجا» قال : ليس تذلك يا أعرابي، قال : وكيف يدخلون في دين الله أفواجا؟ قال: قد كان ذلك فلما ولي الحجاج صاروا يخرجون من دين الله أفواجا ، فضحك الحجاج حتى وقع على ففاه ثم قال : ما تقول في رسول الله صلم؟ قال : وما عسى أن أفول في محمد صلم وأنا أسميه كل يوم وليلة عشر مرات في الأذان والإقامة قال : فما تقول في أبي بكر؟ قال فما عسى أن أقول في صديق في السماء وصديق في الأرض وهو الذي أتى بماله كل إلى النبي صلم فقال : خذه كل مالي لله ولله عندنا المزيد ، فنزل جبريل عليه السلا فقال له : أنا عنه راض فأخبره بي صلمم فبكى ونال : والله أنا أرضى وأرضى قال الحجاج : فما تقول في عمر بن الخطاب؟ قال : وما عسى أن أقول في فاروق في لأرض وفاروق في السماء، فرق بين الحق والباطل ، فإذا كان يوم القيامة ، يأتي الحن الإسلام فيتعلقان برقبته فيخرج فيقولان : لا تجزع نحن الحق والإسلام اللذان قمت بنا في الدنيا سألنا الله فيك حنى أعطاك الله حلة البهاء تلبسها في عرصات القيامة ، ال : فما تقول في عثمان بن عفان؟ قال : وما عسى أن أقول في حافر بئر دومة ، مجهز جيش العسرة ، ومن سبحت في كفه الحصى ، واستحيت منه ملائكة السماء قال : فما تقول قي علي بن أبي طالب؟ قال : وما عسى أن أقول في ابن عم الرسول رزوج البتول، ومن قال له النبي صلم : إن الله ألف بين روحي وروحك، حيث كان عرشه على الملك يا علي أنت . مني بمنزلة هارون من موسى. قال : فما تقول في الحسن والحسين ? قال : وما عنى أن أقول فيمن ولدتهما البتول ، وسماهما الرسول معهما جبريل فهل لهما عديل . قال : فما تقول في معاوية؟ قال : وما عسى أن أقول ي خال المؤمنين ، وكاتب وحي رب العالمين ، ورديف سيد المرسلين. قال : فما قول في يزيد بن معاوية؟ قال : أقول كما قال هو خير مني لمن هو شر منك، قال الحجاج : وهو شر مني وخير منك ، قال : موسى عليه السلام خير مني وفرعون شر 1661 منك. قال: فماذا قال موسى لفرعون؟ قال : (فما بال القرون الأولى لليمحما قال علمها عند في ليثما) [طله : الآيتان 51 ، 52] قال الحجاج : فال : فما تقول في عبد الملك بن روان؟ قال : أخطأ خطيئة تملأ ما بين السماء والأرض ، حيث ولاك على المسلمين، تحكم في دمائهم، وأموالهم، بجور وظلم قال : فعند ذلك غمز السياف الحجاج أن بضرب عنق الأعرابي ، فحرك الأعرابي شفتيه نحو السماء ، فخر السياف ناحية ، السيف ناحية . وولى الأعرابي ذاهبا قال الحجاج : يا أعرابي بمعبودك إلا ما أخبرتني بأي دعوات دعوته قال : بدعاء إن علمته لك يغفر الله لك . فقال الحجاج : أتحول بيني وبين ربي (وما من حساية علتهمر من شيو فتظودهم فتكون من الظدليت) [الأنعام: الآية 52] قال : قلت : يا رب الأرباب ، ويا معتق الرقاب ويا منشىء السحاب ، ويا ازق من يشاء بغير حساب ، يا مالك يا وهاب يا راد موسى لأمه، ويوسف لأبيه، سألك أن ترزقني خيره ، وتكفيني شره إنك على كل شيء فدير، وذهب سالما ببركة لله تعالى في نفسه.
148 - الحديث الثامن والأربعون بعد المائة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم : قال رسول الله صلم «لا تنتف الشيب ما من مسلم يشيب شيبة في الإسلام إلا كانت له نورا يوم القيامة» ي رواية : «كتب الله له بها حسنة وحط عنه خطيئة» .
خرجه أبو داود 11) لحكاية الثامنة والأربعون بعد المائة حكي عن أحمد بن جواس المنيحني وكان من خيار عباد الله أنه قال : رأيت حيى بن أكثم في المنام فقلت : يا يحيى ماذا فعل الله بك ? فقال : وقعت بين يدي الله جل جلاله ونزل بي ما ينزل بالعبد بين يدي مولاه، ثم أفقت فقال : يا شيغ السوء لولا شيبتك لأحرقتك بالنار قال : فقلت : يا سيدي ومولاي ، ما هكذا أخبرت بنك ، قال : يا يحيى بماذا أخبرت عني فقلت : حدثني عبد الرزاق بن همام عن معمر عن الزهري عن أنس بن مالك عن نبيك محمد صعلم عن جبريل عليه السلام منك تباركت وتعاليت أنك قلت : من شاب شيبة في الإسلام لم أحرقه بالنار فقال (9) سنن أبي داود (42٠2) 118 جل جلاله : صدق عبد الرزاق ، صدق الزهري صدق أنس صدق جبريل انطلقو به «لى الجنة : زل المشيب فأين تذهب بعده وقد ارعويت وحان منك رحيل كان الشباب خفيفة أيامه والشيب محمله عليك ثقيل يس العطاء من الفضول سماحة حتى تجود وما لديك قليل 4 149 - الحديث التاسع والأربعون بعد المائة عن خادم رسول الله صللم أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلعم: يتبع الميت ثلاثة أهله وماله وعمله ، فيرجع اثنان ويبقى واحد ، يرجع أهله وماله يبقى عمله» .
خرجه البخاري ومسلم (1 لحكاية التاسعة والأربعون بعد المائة حكي أن التبي صلم قال لأصحابه يوما: أتدرون ما مثل أحدكم ومثل أهله عمله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال : إنما مثل أحدكم كمثل رجل له ثلاثة إخوة، لما حضرته الوفاة ، دعى بأحد إخوته فقال له : قد نزل بي من الأمر ما نزل ، فما لي عندك، وما لي لديك؟ قال : لك عندي أن أمرضك ولا أزايلك، وأن أقوم بشأنك، إذا مت غسلتك وكفنتك وحملتك مع الحاملين أحملك طورا ، وأميط عنك طورا ، إذا رجعت أثنيت عليك بخير عند من يسألني عنك ، هذا أخوه الذي هو أهله ، فما رونه؟ قالوا: لا نسمع طائلا يا رسول الله، ثم يقول للأخ الآخر: ألا ترى ما قد ل ، وما ورد علي ، فما لي عندك ، وما لي لديك فيقول : ليس لك عندي غناء إلا وأنت في الحياة ، فإذا مت ذهب بك مذهب ، وذهب بي مذهب ، هذا أخوه الذي ه ماله، كيف ترونه قالوا: ما نسمع طائلا يا رسول الله ثم يقول لأخيه الآخر : ألا ترى ما قد نزل بي وما ورد علي ، وما لي عندك، وما لي لديك فيقول : أنا صاحبك في حدك ، وأنيسك في وحدتك، وأقعد في الوزن في ميزانك، هذا الأخ الذي هو مله . كيف ترونه? قالوا : خير أخ ، وخير صاحب يا رسول الله قال : فإن الأمم هكذا الت عائشة رضي الله عنها : فقام إليه عبد الله بن كرز فقال: يا رسول الله أنأذن لي 1) لم أجده بالصحيح انما راء أبو داد في سنن 1732) واللفظ له .
119 ن أقول على هذا أبياتا? قال : نعم . فذهب فما بات الليلة حتى عاد إلى رسول الله ص وقف بين يديه واجتمع الناس وأنشد يقول شعرا : إني وأهلي والذي قدمت يدي كداع إليه صحبه ثم قائل لإخوته إذا هم ثلاثة إخوة احينوا على أمر بي اليوم نازل نراق طويل غير متشن به فماذا لديكم بالذي هو غائل ما لأمري منهم أنا الصاحب الذي أطعتك فيما شئت قبل النزائل فخذ ما أردت الأن مني فإنني سبيلك في مهيل من مهائل إن تبقى لا نبق فاستفدني عجل صلاحا قبل خنق معاجل وقال : أمري قد كنت جدا أحبه وأوسره من بينهم في التفاضل عتابي إن جاهد لك ناصح ذا جد جد الكرب غير مقاتل لكتبي تال عليك معول ومئن بخير عند من هو سائل ومتبع الماشين أمشي مشبعا أعين برفق عقبه كل حامل لى بيت سواك الذي أنت مدخل فأرجع مقرونا بما هو شاغل إن لم تكن بيني وبينك خلة ولا حسن ود مرة في التذاهل فذلك المرء أهل ذاك غناوة وليسوا وإن كانوا حريصا بطائل وقال امرؤ منهم إن الأخ لا نرى أخا لك مثلي عند كرب الزلازل لدى الغير تلقاني هنالك قاعدا إجادل عند القول رجع التجادل أقعد يوم الوزن في الكفة التي يكون عليها جاهدا في التناقل لا تنسى واعلم مكاني فإن غليك شفيق ناصح غير خاذل فذلك ما قدمت من كل صالح تلاقيه إن أحسنت بيوم التواصل يكى رسول الله صلم، وبكى المسلمون من قوله ، وكان عبد الله بن كرز مر بطائفة المسلمين ، إلا دعوه واستنشدوه ، فإذا أنشدهم بكوا وضي الله عتهم جمعين 15 - الحديد الخمسون بعد السائة عن عائشة رضي الله عنها قالت : دعي رسول الله صلم إلى جنازة صبي من الأنصار فقلت يا رسول الله : طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة ، لم يعمل لسوء ، ولم يدركه فقال : دأو غير ذلك يا عائشة إن الله خلق للجنة أهلا خلقه 12 ها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب بائهم) أخرجه مسلم (1 الحكاية الخمسون بعد المائة حكي عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن البراء عن المزني قال : دخلت على لشافعي رحمه الله تعالى في مرضه الذي مات فيه فقلت له : كيف أصبحت? قال : أصبحت من الدنيا راحلا، ولإخوان مفارقا، ولسوء فعالي ملاقيا، ولكأس المنية شاربا، وعلى الله عز وجل واردا فوالله ما أدري روحي إلى الجنة تصير فأهيئها، لى النار فأعذبها وأنشد يقول شعر: ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا مني لعفوك سلما عاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك أعظما أزلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجود وتعفو منة وتكرم لولاك لم ينج بإبليس عالم فكيف وقد أغوى صفيك نادم 4* 15 - الحديث الحادي والخمسون بعد المائة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء منه ، فليتحلل منه اليوم ، من قبل أن لا يكون دينار ول رهم ، إن كان له عمل صالح ، أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات إخذت من صاحبه ، فحمل عليها».
خرجه البخاري 42 الحكاية الحادية والخمسون بعد المائة حكي عن داود بن سليمان ، عن ليث عن مجاهد ، عن عبد الله بن عباس قال : ال رسول الله صللم في مرضه الذي مات فيه بعد خطبة بليغة خطبها ، بكت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، واقشعرت منها الأبدان وتقطعت منها الأحشاء ، وبشر وحذر : اعلموا رحمكم الله أنه دف الرحيل والنقلة من بينكم إلى دار البقاء، فمن كان 1 صيح لم 2662) (2) صحيح البخاري (138/8) .
21 منده ظلامة أو كلمة المت بها قلبه، أو ضربت له جسما، أو جرت عليه في حكم، نليفم يقتص مني في الدنيا قبل قصاص الآخرة «فيؤخذ بالنواصي والأقدام» . فلم كلمه أحد ، فقال رسول الله صلم : معاشر المسلمين أخلصوا نياتكم ، واحذروا من النار قال ابن عباس : فقام إليه رجل يقال له عكاشة فحضر بين يدي رسول الله صلم فقال.
والذي بعثك بالحق نبيا لولا أنك أقسمت بالله ، وتحذرنا على أتفسنا من النار ، منا تقدمت إليك، وأعلمك يا رسول أنك كنت منصرفا من تبوك ، وأنت على ناقتك العضباء ، وبيدك قضيبك الممشوق ، ورفعت يدك لتضرب ناقتك، وضربتي على لهري ، فلا أدري عمدا كان أم لا ، فقال رسول الله صلم : «أتظن أنني ضربتك عمدا ي عكاشة؟» فقال له عكاشة : لا يا رسول الله ثم قال النبي صلم : «أين بلال بت حمامة، فأجابه بالتلبية : لبيك يا رسول الله فقال له النبي صلم : «امض إلى منزل فاطمة الزهراء، واثتني بالقضيب الممشوق» ، فمضى بلال ويده على رأسه وهو ينادي بأعلى صوته : يا محمد من لنا بعدك يا رسول الله ، يا ليت أمي ثكلتني ، ثم أتى منزل فاطمة، فعرع الباب قرعا خفيفا، قالت: من بالبلب؟ قال : بلال قالت: يا بلال هل من حاجة إل : نعم رسول الله صلم يقول : ايتيه بالقضيب الممشوق قالت : يا بلال وما يصنع أبي القضيب الممشوق ، وما هو يوم الجمعة، ولا يوم عيد، ولا غزاة، ولا سفر بعيد قال : أما تعلمني يا مولاتي ما أغفلك عنه فيه أبوك هو اليوم يودع الدنيا، ومفارق لحياة ، وهو يعطي القصاص من نفسه قال : فلما سمعت فاطمة كلام بلال قالت وا أبتاه وا طول حسرتاه وانقطاع ظهراه . يا بلال ومن الذي يقتص منه ، فوالله لقد بات البارحة محموما قال : يا فاطمة شيخ يقال له عكاشة بن محصن الأسدي قالت : يا للال قل لعكاشة فاطمة تقرئك السلام ، وتقول : هذان ولدي الحسن والحسين افتص منهما ، فإنه بات البارحة محموما ثم ناولته القضيب فأخذه ومضى ، وأتى به النبي ص وسلمه النبي صلعلم إلى عكاشة وقال له : يا عكاشة اقتص من نبيك كيف شئت؟ قال : فبكى المسلمون جميعا فقام الحسن والحسين فقالا : لا يا عكاشة نسألك أن لا توجعنا ي جدنا، فهذه وجوهنا وظهورنا بين يديك، فاقتص منا كيف شئت قال : فبكى لنبي صلم علي الحسن والحسين ودموعهما تجري على خديهما ، فقال لهما : اجلسا لا أس عليكما، ولا على جدكما فقال علي رضي الله عنه : يا عكاشة خذ حقك 0جى ، اعف عن رسول الله صللم فإنه مريض، ثم قام أبو بكر، وعمر، وعثمان وقالوا : يا عكاشة اقتص منا ، واعف عن رسول الله صلم فأبى ، فقام المسلمون أجمعون فقالوا : يا عكاشة إن اقتصيت من النبي لا عشت بيننا فقال لهم النبي صعلم : مهلا رحمكم الله، لا يؤذيه أحد ، فلا بد من القصاص فعذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، فأعطاه الناس 122 الأموال فسألوه أن يعفو عن رسول الله صللم فأبى، ولم يفعل ثم قال النبي صلم با عكاشة قم وأقتص من نبيك في الدنيا قبل الآخرة ، فعند ذلك أقبل عكاشة على قضيب الممشوق ، ثم قال : أنا كنت عريان البطن والظهر فقال : يعطيك نبيك القصاص ، كيف شئت ثم إن النبي صلم تجرد من بردته ، فبان خاتم النبوة من بين كتفيه، ولمعت الأنوار، وذهلت الأبصار، وفاحت روائح المسك والطيب من عرقه صلم، قال : فلما نظر عكاشة النبي صلم وهو مكشوف البطن والظهر، شال القضيب إل أن بان بياض إبطه، ورماه إلى ورائه، وعلقه، وجعل يقب يطنه وظهر قال : يا رسول الله تقول : ما من أنف تشم رائحة جسمك إلا حرمه الله على النار قال النبي صلم : امض ولا تستحي قال : بل عفوت يا رسول الله وأرجو بذلك النجاء من النار فقال النبي صلم : يا عكاشة أنا بريء من خصومتك يوم القيامة ثم قال كاشة : يا رسول ما ضربت لي بطنا، ولا وجعت لي قلبا، وإنما أردت أن أشم اثحتك، وأمرغ أنفي على بطنك، لعلي أنجو من النار، ولقد أعطيت من نفسك، ثم بكى عكاشة ولشد يقول شحر : بأبي وأمي أفدي الأشواق هذا النبي الطاهر الأخلاق عطي القصاص تواضعا من نفس صلى عليه الواحد الخلاق تواضعا والعز قطب رجائه بدر الملوك خواصفا برواق لهفي عليه وقد يودع صحب والدمع بين خدودهن سواق ولاي من للمسلمين إذا مضى نور البلاد وسائر الآفاق فتودعوا يا مسلمون شمسكم أسفا عليه وودعوا الآماق لا تبصروه إلى القيامة بعدها فعليكم سنة سلام باق قال : فضج المسلمون بالبكاء والنحيب إلى أن أغمي عليهم قال النبي صلم ي يخ ارفع رأسك ، فقد حرم الله شيبتك على النار ، والتفت إلى المسلمين وقال : رفعوا رؤوسكم قد غفر الله لكم ، فمن أراد أن ينظر إلى الرجل هو في الجنة ، فلينظ كاشة .
4 152 - الحديث الثاني والخمسون بعد المائة عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «أتاني الليلة آت من بي في احسن صورة فقال : يا محمد قلت : لبيك ربي وسعديك قال : هل ندري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت : لا أعلم قال: فوضع يده ما بين كتفي حتى وجدت 122 دها بين ثديي وقال في نحري، فعلمت ما في السملوات، وما في الأرض أو قال ن المشرق والمغرب قال : يا محمد أتدري فيم يختصم الملا الأعلى؟ قلت : نعم في الدرجات والكفارات ونقل الأقدام إلى الجماعات ، وإسباغ الوضوء في المكروهات ، انتظار الصلاة بعد الصلاة، ومن حافظ عليهن عاش بخير ومات بخير ، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه قال : يا محمد قلت : لبيك وسعديك قال : إذا صليت قل اللهح إني أسلك فعل الخيرات ، وترك المنكرات وحب المساكين ، وإذا أردت بعبادك فتنة اقبضنا إليك غير مفتونين» قال : الدرجات : إفشاء السلام وإطعام الطعام ، والصلاة الليل والناس نيام خرجه الترمذي 1 لحكاية الثانية والخمسون بعد المائة حكي عن علي كرم الله وجهه أنه قال : صفة المؤمن أن يكون كثير الذكر، حاد لفكر ، كثير عمله ، عظيم حلمه ، أوسع الناس صدرا ، وأذل الناس نفسا ، مذك لغافل ، معلم الجاهل ، لا يؤذي من يؤذيه ، ولا يخوض فيما لا يعنيه ، ورع عن المحرمات ، وفوق الشبهات ، عون الغريب ، أبو اليتيم بشراه في وجهه ، خوفه ي قلبه ، مشغول بفكره ، مسرور بفقره ، لا يكشف سترا ، لطيف الحركة ، حلو المشاهدة كثير الفائدة ، لين الجانب ، طويل الصمت ، حليما إذا جهل عليه ، صبورا على من إذاه ، يبجل الكبير ، ويرحم الصغير ، أمين على الأمانة ، بعيد عن الخيانة ، وفوو ، صبور ، شكور ، لا حقود ، ولا حسود ، ولا كفور يطعم الطعام ويفشي السلاء يواظب على أفعال الإسلام . ومن ذلك ما روى عبد الرحمنن بن سمرة رضي الله عنه نه قال : خرج علينا رسول الله صلم ذات يوم ونحن في مسجد المدينة فقال : رأيت لليلة عجبا قالوا : وما هو يا رسول الله؟ قال : رأيت رجلا من أمتي جاءه الموت يقبض روحه ، فجاءه بره لوالديه فرد عنه ، ورأيت رجلا احتوشته الشياطين ، فجاء كر الله عز وجل فخلصه من بينهم ، ورأيت رجلا من أمتي بسط عليه عذاب القبر، جاءه وضوؤه فاستنقذه منه ، ورأيت رجلا من أمتي احتوشته ملائكة العذاب ، فجاءته صلاته، فاستنقذته من أيديهم، ورأيت رجلا من أمتي يلهث عطشا كلما ورد موضعا منه، فجاءه صوم رمضان فأشفاه وأرواه، ورأيت رجلا من أمتي والنبيون حلقا حلق للما دنى إل حلقة طرد منها . فجاء اغتساله من الجنابة، فأخذه بيده فأجلسه إلى 1) سنن الترمذي (462٠) .
12 جنبي ، ورأيت رجلا من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه فجاءه صلة الرحم فقال: يا معاشر المسلمين كلموه فإنه كان واصلا للرحم فكلموه وصافحوه. ورأيت رجلا من أمتي يتقي وهج النار وشرارها بيده عن وجهه، ورأيت رجلا من أمتي قد أخذته الزبانية من كل مكان فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذاه من أيديه.
أدخلاه في ملائكة الرحمة، فصار معهم، ورأيت رجلا من أمتي قد هوت صحيفته بل شماله فجاءه خوفه من الله تعالى فأخذ صحيفته فجعلها في يمينه ، ورأيت رجل من أمتي خفض ميزانه فجاءه أفراطه يعني أولاده الصغار فثقلوا ميزانه . ورأيت رجلا من أمتي على شفير جهنم فجاءه وجله من الله فاستنقذه من ذلك. ورأيت رجلا من أمتي يهوي في النار . فجاءته دموعه التي بكت من خشية الله تعالى فاستخرجته من النار . ورأيت رجلا من أمتي قائما على الصراط يرعد كما يرعد السعف في ري اصف، فجاءه حسن ظنه بالله فسكن رعدته، ومضى على الصراط. ورأيت رجلا من متي يحبو أحيانا ، ويتعلق أحيانا، فجاءته صلاته علي فأخذت بيده، وأقامته على لصراط . ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة ، فغلقت الأبواب دونه ، جاءته شهادة (أن لا إلنه إلا الله) ففتحت الأبواب وأدخلته الجنة قلت : اللهم وفقن لفعل الخيرات ، والعمل الصالح ، وارزقنا جزاءه ، إنك على كل شيء قدير 44 152 - الحديث الثالث والخمسون بعد المائة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن عمر رضي الله عنه استأذن النبي صل ل في العمرة فأذن له وقال : «لا تنسنا من دعائك» .
أخرجه أبو داود(1) وأخرجه أحمد بزيادة ولفظه : عن عمر رضي الله عنه أنه استأذن النبي صلم في العمرة فأذن له وقال : «يا أ تنسنا في دعائك» وفي لفظ «أشركنا في دعائك» ما أحب أن يكون لي بها ما طلعت عليه الشمس كقوله يا أخ لحكاية الثالثة والخمسون بعد المائة .
حكى أبو الوليد عن جده عبد الرحملن بن الحسين بن القاسم عن أبيه عن ملقمة بن صلة قال : صعد عمر بن الخطاب المعلى في بعض حجته ، فعر به أبو (1) سنن أبي داود أبواب الدعاء (28) .
(2) مسند أحمد (59/2) 12 سفيان ، شبه الدكان في وجه داره التي قال النبي صلم في فيء الغداة فقال له عمر : با أبا سفيان ما هذا البناء الذي أخذته في طريق الحاج ? فقال أبو سفيان : نجلس عليه في فيء الغداة فقال عمر : لا أرجع من وجهي هذا حتى تقلعه وترفعه ، فبل ممر حاجة فجاء والدكان على حاله فقال عمر : ألم أقل لك لا أرجع حتى تقلعه قال أبو سفيان : انتظر يا أمير المؤمنين أن يأتينا بعض أهل مهنتنا فيقلعه ويرفعه فقال ممر : عزمت عليك لتقلعه بيدك ، ولتنقلنه على عاتقك. فلم يراجعه أبو سفيان حتى قلعه بيده ، ونقل الحجارة على عاتقه ، وجعل يطرحها في الدار . فخرجت إليه هند بنت عتبة فقالت : يا عمر مثل أبي سفيان تكلفه بهذا أو تعجله عن أن يأتيه بعضر أهل مهنته فطعن عمر بمخصرة كانت في يده في خمارها فقالت هند ونفحتها بيدها إليك يا ابن الخطاب ، فلو في غير هذا اليوم تفعل هذا لاصطلمت عليك الأخاشب قال : فلما قلع أبو سفيان الأحجار ونقلها ، استقبل عمر بن الخطاب القبلة وقال: الحمد لله الذي أعز الإسلام وأهله عمر بن الخطاب من بني عدي بن كعب يأمر أب سفيان بن حرب سيد بني عبد مناف بمكة فيطيعه ، ثم ولى عمر بن الخطاب رضي * عنه .
وروى الواقدي عن أشياخ أن أبا بكر رضي الله عنه اعتمر في رجب سنة حدى عشرة دخل مكة ضحوة النهار ، فأتى منزله وأبوه أبو قحافة جالس على باب داره فقيل له : هذا أبوك فنهض قائما فجعل يقول : يا أبت لا تقم ثم التزمه وقبل بين عيني أبي قحاقة ، وجعل الشيخ يبكي فرحا بقدومه وجاءه ملأ مكة : عتاب بن هل ، وأسيد بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل، والحارث بن هشام، فسلموا عليه سلام عليك يا خليفة رسول الله صلم. ثم سلموا على أبي قحافة فقال أبو قحافة : يا تيق هؤلاء الملأ ، فأحسن صحبتهم فقال أبو بكر : لا حول ولا قوة إلا بالله يا أبت قد طوقت عظيما من الأمر ، لا قوة لني به ولا يدان إلا بالله، ثم دخل فاغتسل خرج فتبعه أصحابه يعزونه برسول الله صلم وهو يبكي حتى انتهى إلى البيت تاضطبح بردائه ثم استلم الركن ، ثم طاف سبعا وركع ركعتين . ثم انصرف إلى منزله لما كان الظهر خرج فطاف البيت ، ثم جلس قريبا من دار الندوة فقال : هل من أحد يشتكي من ظلامة ، أو يطلب حقا فما أتاه أحد وأثنى الناس على واليهم خيرا ارضاي العصر، وجلس فودعه الناس ثم خرج راجعا إلى المدينة رضي الله عنه أرضاه.
126 154 - الحديث الرابع والخمسون بعد المائة عن عمرو بن شعيب عت أبيه قال : طفت مع عبد الله بن عمرو بن العاص فلم حثنا دبر الكعبة قلت : ألا تتعوذ? قال : أعوذ بالله من النار ثم مضى حتى استلم الحجر فأقام بين الركن والباب ، فوضع صدره ووجهه وذراعيه هكذا ، وبسطهما بسطا م قال : «رأيت رسل الله صلم يفعله».
خرجه أبو داود الحكاية الرابعة والخمسون بعد المائة حكي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلم يقول : الملتزم موضع يستجاب فيه الدعاء ، وما دعا عبد الله تعالى فيه دعوة إلا استجيبت له ، والله ما دعوت الله عز وجل فيه قط إلا أجابني ، قال عمر : وأنا والله ما من مرة عوت الله تعالى إلا استجاب لي، قال سفيان: وأنا والله ما دعوت الله عز وجل قع بشيء إلا استجيب لي ، قال الحميدي : وأنا والله ما دعوت الله عز وجل قط بشيء إلا استجاب لي ، قال محمد بن الحسن : وأنا والله ما دعوت الله عز وجل فيه بشيء إلا استجاب لي ، قال محمد بن إدريس : وأنا والله ما دعوت الله عز وجل فيه بشيء الا استجاب لي ، قال أبو الحسن : وأنا دعوت الله تعالى فاستجاب لي ، قال أبو الفتح الغربري : وأنا دعوت الله تعالى فاستجاب لي ، قال أبو طاهر الأصفهاني : وأنا دعوت لله تعالى فاستجاب لي، قال عبد الله القبيسي : وأنا دعوت الله تعالى فاستجاب لب، قال الحافظ ابن محمد : وأنا دعوت الله تعالى فاستجاب لي ، قال الفقير فضل الله نصير الغوري مؤلف هذا الكتاب : وأنا دعوت الله فاستجاب لي 155 - الحديث الخامس والخمسون بعد المائة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما فتح الله تعالى على رسول الله صلم قام في التاس فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال : «إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين وإنها لم تحل لأحد كان قبلي وإنها أحلت لي ساعة من نهار وإنه لن تحل لأحد بعدي» إخرجه مسلم 2 (1) سنن أبي داود (1876) .
(2) صحيح مسلم (1355) .
2 الحكاية الخامسة والخمسون بعد المائة حكي عن الوليد قال : لما أراد رسول الله صلم فتح مكة جاء رجل من قريش لزوجته ، وهو يبري نبلاته وكانت سمعت سرا فقالت المرأة : لم تبري هذا النبل قال : بلغني أن محمدا يريد أن يفتح مكة ، ويغزونا ، فليكن في خدمتك خادم ، ممن لا يفشي سرا فقالت زوجته : لو رأيت إليها ويلك من ذلك قد جئت تطلب مخشيا خشك فيه، لو رأيت خيل محمد ، فلما دخل رسول الله صعلم يوم الفتح قيل إليه حين مربت أهل مكة، وصناديدها في الشعاب، والأودية، والجبال فقال : ويحك أين مخشي فقالت له زوجته : فأين الخادم. فقال لها : دعيني وأنشد يقول : وأنت لو أبصرتنا بالخدمه .
إذ فر صفوان وفر عكرمه أبو زيد كالعجوز الموتمه قد ضربوا بالسيوف المسهم لم تنطقي باللوم أي كلمه قال أبو زيد سهل بن عمرو بالخدمة جبل من جبال مكة قال : وحياته بني مخدع يها حتى أومن الناس .
443 156 - الحديث السادس والخمسون بعد المائة عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : لما قدم رسول الله صلم المدينة جئت فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب وكان أول ما قال : «يا أيها الناس أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلو الجنة بسلام» أخرجه الترمذي والنسائي الحكاية السادسة والخمسون بعد المائة حكي عن الحجاج بن يوسف ذات سنة أنه نزل بعض المياه بين مكة والمدينة ودعا بغداء وقال لحاجبه : انظر من يتغدى معي، فنظر نحو الجبل، فإذا هو بأعرابي بين شملتين من شعر نائم، فضربه برجله وقال له : إيها الأمير فأتاه فقال له الحجاج 1) صن تذي 2485) .
2) لم أجده بلفظه عند النسائي كما أشار المؤلف فلعله سهو 128 اغسل يديك وتغد معي فقال الأعرابي : دعاني من هو خير منك فأجبته . قال الحجاج : ومن هو? قال : الله تعالى دعاني إلى الصوم فصمت قال : في هذا الح الشديد ، وأنت مسافر تصوم? قال : نعم أصوم ليوم هو أشد حرا من هذا اليوم، ولسفر هو أشق من هذا السفر. قال : فأفطر وصم غدا قال : لو ضمنت لي البقاء إلر مد فعلت، قال : ليس ذلك لي قال: وكيف تسألني عاجلا بآجل لا تقدر عليه؟ قال نه طعام طيب، قال : لم يطيبه أنت ولا الطباخ ولكن طيبته العافية قال: صدقت عرأبي فولى الأعرابي إلى مكانه ونام وقال شعر .
رما طيب الطباخ عيشا وإنما بما فيه طاب الطعام المطاع .
ذا كان استقام فلا شيهء طيب .
وإن لم يكن طابت جميع المطاعم 44 157 - الحديث السابع والخمسون بعد المائة عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «إن أول ما خلق لله القلم فقال له : اكتب قال : وما أكتب قال القدر : ما كان وما هو كائن إلى الأبد» خرجه أبو داود والترمذي وقال صلم : «أول ما خلق الله العقل فقال : أقبل فأقبل، ثم قال له : أدبر فأدبر قال : وعزتي وجلالي ، ما خلقت خلقا أحب إلي، وأكرم علي منك، بك أعرف وبك أحمد، وبك أطاع، وبك آخذ، وبك أثيب، وبك أعاقب» وعن جرير رضي الله عنه عن النبي صلم قال : «الحياء من الإيمان» .
أخرجه البخاري وأبو داود .
الحكاية السابعة والخمسون بعد المائة حكي عن آدم عليه السلام أنه لما فقد حواء ، أخذ في طلبها فلقيه شخص حسن في غاية الحسن ، حتى كاد آدم أن ينسى حواء فقال له : من أنت ? فقال : أنا العقل ققال : ما أحسن منظرك فأين مقامك ? قال : في الدماغ قال : ما أحسن مقامك . فمضى فلقيه شخص أ ن من الأول حتى كاد أن ينسى حواء أيضا . فقال له : من أنت ال : أنا الحياء قال : ما أحسنك وأين مقامك? قال : في العين قال : ونعم المقاح.
(1) سنن الترمذي (1554) .
. ( 2 1 التيل الحثيث في حكايات الحديث/ م فمضى فلقيه شخص ثالث أحسن منهما ومن حواء حتى نسيهم وهجرهم جميعا وشغل به فقال له : من أنت؟ فقال : الرحمة فقال له : أين مقامك؟ قال: في قلب الإنسان قال : ونعم المقام. فمضى ورأى شخصا كريها قبيحا، في غاية الكراهية والقبح فقال له آدم عليه السلام : من أنت؟ قال : أنا ولد إبليس أحب أولاده إليه قال : ما اسمك] ال : الغضب قال : ما مسكنك ؟ قال : في الدماغ قال : وفيه العقل كيف يجتمعان : ال: إن دخلت فيه خرج هو منه. فمضى فرأى شخصا أكره وأقبح من الأول فقال ه: من أنت؟ قال : أنا من أولاد إبليس قال : ما إسمك؟ قال : الطمع قال: فأين قامك؟ قال : في العين فال : وكيف وفيه الحياء؟ قال : يخرج منه إذا دخلت ، فمضى فرأى شخصا ثالث أكره وأقبح مما رأى من قبح صوونه ، بحين نسي من رأى قبحه فقال: من أنت؟ قال: أنا من أكبر أولاد إبليس وأمكرهم لديه قال : ما اسمك؟ قال: الحسد قال : وأين مقامك؟ قال: قلب ابن آدم قال : وكيف وفيه الرحمة؟ قال إذا رآني من بعيد خرج وفر 0 158 - الحديث الثامن والخمسون بعد المائة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صعلم كان إذا خاف قوما قال اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم أمين أخرجه الترمذي والتاتي (1 لحكاية الثامنة والخمسون بعد المائة حكي عن محمد بن سيرين أنه قال : كنت في بعض الأسفار، فنزلت أنا رفيقي في بعض العنازل فأتانا أهل ذلك المكان فقالوا لنا : تخلو من هذا الموضع إنه لم ينزل به أحد إلا أخذ متاعه ، فرحل جميع أصحابي ، وتخلفت أنا ثقة لم سمعت وبلغني من أحاديث الرسول ، ومن حديث ابن عمر رضي الله عنه ، في قراء آيات الحرس ، قال رسول الله صلم : «من قرأ آيات الحرس ، لم يضره في تلك الليده سبع ضاري ولا لص طارىء وهو في نفسه وأهله حتى يصبح» ، فلما قرأت آيات الحرس ونمت فلم أر سوءا حتى أصبحت ، ثم ارتحلت منه ، قلقيني شيخ على فرس منتكبا قوسا فقال لي : يا هذا إنس أنت ، أم جن؟ قال : فقلت : بل من بني 1) الحديث را أمد في نده 464/4) 12 آدم ، قال : فما بالك لقد أتيناك البارحة نحوا من ثلاثين رجلا أكثر من سبعين مرة ، كل ذلك يحال بيننا وبينك بسور من حديد فقلت : ذلك بإخلاص نيتي وصدق ظني في حاديث النبي . فنزل الشيخ عند ذلك عن فرسه، وكسر قوسه وأعطى الله تعالى مهدا ، أنه لا يعود إلى ما كان إليه ، وآيات الحرس ثلاثون آية . أربع آيات من أول لبقرة إلى قوله تعالى : (المفلعون) [البقرة : الآية 5] وآية الكرسي وآيتان بعدها إلى قوله تعالى : (خللدوت9 [البقرة : الآية 257] وثلاث آيات من آخر سورة البقر (لله ما في السموت وما فى الأرض) [البقرة : الآية 284) الى آخرها . وثلاث آيات من سورة الأعراف قوله : (رتك الله الذي خلق السنوت وألأرض) [الأعراف : الآية 54 لى (أن رتحت الله قريت مر المحينين) [الأعراف : الآية 56] وآخر سورة الإسراء (قل ادعوا الله أو آدعوا الرحمن) [الإسراء : الآية 11٠] إلى آخر السورة وعشر آيات من سورة الصافات (من طيز لازب) [الصافات : الآية 11] ومن سورة الرحملن (يعشر ألجن وألإن) [الرحمن : الآية 33] إلى قوله : (فلا تنصران) الرحمن : الآية 35] ومن آخر سورة الحشر (لؤ أنزلنا هذا القرعان) [الحشر : الآية 21] إلى آخر السورة واينان من أول سورة الجن ، إلى قوله تعالى : (وأنه كان يقول فيهنا على الذه شططا لل)) [الجن : الآية 4] والأصل في هذه الأشياء كلها صدق النية وإخلاص القلب .
** 159 - الحديث التاسع والخمسون بعد المائة عن أبي هريرة رضي الله عن قال : قال رسول الله صل : «شكت النار إلى ربها قالت : ربي أكل بعض بعضا، فأذن لها بنفسين: نفس في الشتاء، ونفس في لصيف ، فهو أشد ما تجدون من الحر ، وأشد ما تجدون من الزمهرير 1 أخرجه البخاري . ومسل الحكاية التاسعة والخمسون بعد المائة حكي أنه دخل أعرابي خراسان ، فلحقه الشتاء، فأقام بسمرقند فلما طال الزمان، اد إلى وطنه ، وكان ينزل البصرة ، فسألة أمير البصرة عن خراسان فقال : جنة في الصيف ، جهنم في الشتاء فقال : صف لي الشتاء بها قال : تهب الأرياح ، فتضجر (1) صحيح البخاري (146/4) .
(2) صحيح ملم (108/2) .
1 الأرواح ، وتدوم الغيوم ، وتكثر الهموم ، وتسقط الثلوج، ويقل الخروج، وتفور الأنهار ، وتجف الأشجار ، فالشمس مريضة ، والعين غضيضة، والوجوه عابسة، والأغصان يابسة ، والمياه جامدة ، والأرض هامدة ، يفترشون اللبود، ويكتسون لجلود ، ونيرانهم تنور ، ومراجلهم تفور ، لحاهم صفر من الدخان، وثيابهم سود من نيران ، فالمواشي من البرد ، كالفراش المبثوث ، والجبال من الثلج ، كالعهن المنفوش ، فأما من كثرت نيرانه، وثقل ميزانه فهو في عيئة راضية، وأما من قلت يرانه ، وخف ميزانه فأمه هاوية فقال له الأمير : ما تركت عذابا في الآخرة إلا ذكرته نا في الدنيا.
42 160 - الحديث الستون بعد المائة عن أنس رضي الله عنه أن رجلين من أصحاب رسول الله صلم خرجا من عند نبي صعم في لة مظلمة ومعهما مثل المصباحين بين أيديهما فلما افترقا صار مع ، كل أحد منهما واحد حتى أتى أهله .
أخرجه البخاري . 4 هما من أولياء الله تعالى قال الله تعالى : «ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا م يحزنون» حكاية الستون بعد المائة كي عن الأستاذ أبي القاسم الجنيد رضي الله عنه قال : حضرت بعض الأبدال ن الرجال ببعض الأبدال من النساء فما كان جماعة من أحد من أولياء الله إلا رضرب بيده إلى الهواء فأخذ شئا فطرحه من الدر والياقوت وما أشبه ، قال الجنيد فضربت بيدي فأخذت زعفرانا فطرحته.
تقال الخضر عليه السلام : ما كان في جماعة من أهدى ما يصلح للعروس شيرك وهذا من كرامات الأولياء وكراماتهم حق .
(1) صحيح البخاري (251/4) 132 16 - الحديث الحادي والستون بعد المائة من أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «من دعا إلى هدى ، كارن له مثل أجور من تبعه ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه ولا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» .
خرجه مسلم وفي رواية «من دل على خير فله أجر مثل أجر من عمله» .
لحكاية الحادية والستون بعد المائة تكي عن جعفر بن «حليمان قال: مررت أنا ومالك بن دينار بالبصرة فبينما نحر ندور فيها مررنا بقصر يعمر، وإذا شاب جالس ما رأيت أحسن وجها منه ، فإذا هو يأمر ببنيان القصر ويقول : افعلوا واصنعوا فقال لي مالك : ما ترى هذا الشاب ، وحسن وجهه ، وحرصه على البناء ، ما أحوجني إلى أن أسأل ربي ، يخلصه من ذلك فلعله يجعله من شباب الجنة يا جعفر دخل بنا إليه قال جعفر : فدخلنا فسلمنا، فرد السلام، ولم يعرف مالكا فلما عرفه قا ليه فقال : ما حاجتك؟ قال : ما نويت أن ينفق على هذا القصر ، قال : مائة ألف درهم قال : ألا تعطني هذا المال فأضعه في حقه وأضمن لك عند الله عز وجل فصرا ذيكرا من هذا القصر ، بولدانه وخدمه، وقبابه، وخيمة من ياقوت حمراء مرصع بالجواهر ترابه الزعفران ، وبلاطه المسك ، أفسح من قصرك هذا ، لا يخرب ، لم تمسه دان، ولا بناه بان، قال له اللجليل: كن فكان قال الشاب: فأجلني الليلة، وبكر علم غدا فقال : نعم يا جعفر . فبات مالك، وهو يفكر في الشاب فلما كان في وقت السحر دعى ، فأكثر من الدعاء، فلما أصبحنا غدونا ، وإذا بالشاب جالس . فلما رأى الكا هش إليه ثم قال : ما تقول فيما قلت بالأمس؟ قال : تفعل. قال : نعم فأحضر البدر ، ودعا بدواة وقرطاس ، ثم كتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما ضمن مالك بن ينار لفلان ابن فلان ، إني ضمنت لك على الله قصرا، بدل قصرك بصفته كما وصفت الزيادة على الله واشتريت لك بالمال قصرا في الجنة ، أفسح من قصرك في ظل ظليل بقرب العزيز الجليل ، ثم طوى الكتاب ودفعه إلى الشاب ، وحملنا المال ، فم سسى حتى ما بقي عنده مقدار قوت ليلة. وما أتى على الشاب مقدار أربعين يوما، حتى وجد مالك كتابا في المحراب ، عندما انتهى من صلاة الغداة ، فأخذه ونشره 6) نووي .
133 إذا في ظهره مكتوب بلا مداد هذه براءة من الله العزيز العليم الحكيم لمالك بن دينار ، وفينا الشاب القصر الذي ضمنت له ، وزيادة سبعين ضعفا قال : فبقي مالك تعجبا وأخذ الكتاب، فقمنا فذهبنا إلى منزل الشاب، فإذا باب الشاب مسدود والبكاء في الدار فقلنا : ما فعل الشاب ؟ قالوا : مات بالأمس فأحضرنا الغاسل في الدار ، فقلت : أنت غسلته؟ قال : نعم قال مالك: فحدثنا كيف صنعت؟ قال: قال لي قبل الموت : إذا مت وكفنتني ، اجعل هذا الكتاب بين كفني وبدني ، فجعلت الكتاب بين كفنه وبدنه فأخرج مالك الكتاب فقال الغاسل : هذا بعينه والذي قبضه لقد جعلته بين كفنه وبدنه بيدي. قال: فكثر البكاء فقام شاب آخر فقال: خذ مني مائة ألف درهم، اضمن لي مثل هذا قال : هيهات هيهات ، كان ما كان وفات ما فات، والله يحكم م ريد قال : فكان مالك كلما ذكره بكى ودعا له.
24 162 - الحديث الثاني والستون بعد المائة ن عمرو رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلم يقول : «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خمصانا وتروح بطانا» خرجه الترمذي 11) الحكاية الثانية والستون بعد المائة وي أنه قيل لحذيفة المرتعش رحمه الله تعالى : ما أعجب ما رأيت من براهيم بن أدهم رضي الله عنه؟ قال : بقينا في طريق مكة أياما، لم نجد طعاما، ثم دخلنا الكوفة ، فأوينا إلى مسجد خراب ، فنظر إلي إبراهيم وقال : يا حذيفة أرى بك جوع ، فقلت : هو ما أرى في الشيخ فقال : علي بدواة وقرطاس فجئت به ، فكتب سم الله الرحمن الرحيم أنت المقصود بكل حال ، والمشار إليه بكل معنى : أنا حامد أنا شاكر أنا ذاكر أنا جائع أنا ضائع أنا عاري هي سنة وأنا الضمير لنصفها فكن لنصفها يارب باري مدحي لغيرك لهب النار خفتها فأجر عبيدك من دخول النار نم دفع إلي الرقعة وقال : اخرج ولا تعلق قلبك إلا الله وادفع الرقعة إلى أول من يلقاك ، قال : فخرجت فأول من لقيني رجل على بغلة فناولته الرقعة فأخذها ، فلما 1) سنن الترمذي (2344) 34 وقف عليها بكى ، فقال : ما فعل صاحب هذه الرقعة ? فقلت : في المسجد الفلاني ، فدفع إلي صرة فيها ستمائة ألف دينار. ثم لقيت رجلا آخر فقلت: من صاحب هذ البغلة؟ قال : نصراني فجئت إبراهيم فأخبرته بالقصة فقال : لا تمسها فإنه يجيء الساعة ، فلما كان بعد الساعة ، جاء النصراني وأكب على إبراهيم بن أدهم وأسلم بركة توكل إبراهيم على الله تعالى 163 - الحديث الثالث والستون بعد المائة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «إن الله تجاوز عن أمتو ما تحدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به».
أخرجه البخاري - ومسلم (1 2 لحكاية الثالثة والستون بعد المائة حكي عن الشيخ أبي بكر الشبلي رضي الله عنه قال : قالت لي نفسي يوما أنت بخيل فقلت : ما أنا ببخيل فقالت: أنت بخيل فقلت: ما أنا ببخيل فقالت: أنت بخيل فقلت: ما أنا ببخيل قالت: بل أنت بخيل، فنويت أول شيء يفتح علي أعطيه أول فقير ألقاه . فما تم هذا الخاطر ، وحديث النفس ، حتى دخل علي فلان سماه بخمسين ينار فأخذتها، وخرجت فأول من لقيت فقيرا ضريرا، أو قال أكمه بين يدي مزين حلق شعره فناولته ذلك فقال : أعطه المزين فقلت : إنها دناقير فرفع رأسه إلي قال : ما قلنا لك إنك بخيل، فناولته المزين فقال المزين : مذ قعدت بين يدي هذا الفقير ، عقدت مع الله تعالى عهد أن لا آخذ على حلاقته منه شيئا ، قال : فأخذتها ودهبت إلى البحر ورميتها فاعترض بعض الناس على الشبلي يرميها في البحر وقال : نها إضاعة للمال وقد نهي عنه. قلت : يحتمل أن يكون في حال الشكر، ويحتمل أن يكون فيها سم قاتل ، من صارت إليه فأتلفها كما تتلف الأفعى ويحتمل أن يكون بالإلهام والإذن والإشارة والله أعلم .
(1) صحيح البخاري (3/19٠) .
(2) صحيح مسلم (81/1) 135 16 - الحديث الرابع والستون بعد المائة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلم : «ألا أخبرك بمن يحرم على النار ، وبمن تحرم النار عليه ? على كل هين لين قريب سهل» أخرجه النسائي 1 لحكاية الرابعة والستون بعد المائة حكي أنه جاء بعض الفقراء إلى بعض المشايخ الذين يعرفون الاسم الأعظ قال : علمني الاسم الأعظم قال : وفيك أهلية لذلك؟ قال : نعم قال : اذهب إلى باب لبلد، واجلس هناك، فما جرى هناك من شيء تعال فأعلمني به، فخرج إلى حيث مره، فإذا بشيخ حطاب قد أقبل ومعه حمار عليه حطب فتعرض له جندي فأخذ حطبه رضربه وشتمه فرجع الفقير إلى الشيخ، وهو حزين، فأخبره بالقصة، فقال له الشيخ لو كنت تعرف اسم الله الأعظم ، ماذا كنت تصنع بالجندي ? قال : كنت أدعو عليه بالهلاك ، قال : فذاك الشيخ الحطاب هو الذي علمني الاسم الأعظم يعني أنه لا يصلح الاسم الأعظم إلا لمن هو متصف بهذه الصفات الحميدة ويكون هينا ، لينا ، بهلا ، سمحا، جوادا، كريما، غير مبغض، ولا متفحش، ولا حسود.
24* 165 - الحديث الخامس والستون بعد المائة عن أبي سعيد قال : قال رسل الله صلم : «من صام يوما في سبيل اله باعد الله وجهه من النار سبعين خريفا».
أخرجه البخاري ومسلم (3 الحكاية الخامسة والستون بعد المائة حكي عن الشبلي أنه قال : كنت في قافلة بالشام، فخرج الأعرابي فأخذوه وجعلوا يعرضونه على أميرهم، فخرج جرابه فيه سكر ولوز، فأكلوا منه ولم يأكل لأمير فقلت له : لم لا تأل ؟ فقال : أنا صائم فقلت : تقطع الطريق، وتأخذ الأموال وتقتل النفس ، وأنت صائم فقال : يا شيخ اترك للصلح موضعا، واهرب من النار (1) لم أجده في سنن (النائي) بهرواء ابن أبي الدنيا في (الوجل) (16) بإسناد منقطع 2) : صيح البخاري (31/4 .
(( 3 13 محربا ، واطلب في الجنة مسكنا ، فلما كان بعد حين رأيته يطوف حول البيت ، وه الشن البالي فقلت : أنت ذلك الرجل؟ قال : نعم ذلك الصيام أوقع بيني وبين ربي 4 16 - الحديث السادس والستون بعد المائة من صهيب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صللم : «المؤمن القوي خير وأحب لى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ، ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل قدر لله وما شاء فعل» إخرجه البخاري ومسلم 1 الحكاية السادسة والستون بعد المائة حكي أنه خرج بعض المريدين في طلب القوت والرزق ، فسعى سعيا شديدا حتى تعب، فوجد خربة فجلس فيها يستريح فبينما هو ينظر الجدران ، إذ نظر في بعض الجدران لوحا من رخام ، أخضر مكتوب فيه بخط ابيض هذه الأبيات : لما رأيتك جالسا مستقبلا أيقنت أنك للهموم قرين لا يكون فلا يكون بحيلة أبدا وما هو كائن سيكون لعل ما تخشاه ليس بكائن ولعلى ما ترجوه سوف يكون سيكون ما هو كائن في وقته وأخو الجهالة متعب محزون سعى الحريص فلا ينال بحرصه حظا ويحظى عاجز ومهين هون عليك وكن بربك واثقا فأخو التوكل شأنه التهوين ال : فقرأها فرجع إلى منزله ، ولم يهتم في طلب الرزق والقوت بعدها أبدا.
167 - الحديث السابع والستون بعد المائة عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «إن الصدقة لتطفىء غضب الرب وتدفع ميتة السوء، (1) متفق عليه - اللؤلؤ والمرجان (289) .
13 أخرجه مسلم والترمذي (1) لحكاية السابعة والستون بعد المائة حكي أن امرأة تصدقت برغيف على سائل، ثم خرجت تحمل غداء زوجها، كان يحصد زرعه، فمرت بروضة، ومعها ابن لها، وإذا السبع فد التقم ابنها، وإذ يد لطمت السبع، فقذف الطفل من فمه، وإذا منادي تسمع صوته، ولا ترى شخصه: خذي ولدك فقد جازيتك لقمة بلقمة .
وروي أن سائلا أتى حبيسا مرة، وقد عجنت امرأته عجينا ، وذهبت تجيء بالنار لتخبزه ، فقال السائل : خذ العجين فأخذه ، فجاءته امرأته ، فقالت : أين العجين قال : ذهبوا يخبزونه، فلما أكثرت عليه أخبرها فقالت: سبحان الله إنه لا بد لنا من شبء نأكله، فإذا برجل قد جاء بحفنة عظيمة مملوءة خبزا ولحما، فقال: ما أسرع م رده عليك فقد خبزوه وجعلوا معه لحما .
24 168 - الحديث الثامن والستون بعد المائة قالت معاذة : سألت عائشة رضي الله عنها: كم كان رسول الله صلم يصا الضحى؟ قالت : «أربع ركعات، ويزيدها ما يشاء» .
أخرجه البخاري ومسلم حكاية الثامنة والستون بعد المائة حكي عن شقيق البلخي رضي الله عنه قال : طلبنا خمسا فوجدناها في خمس ، طلبنا بركة القوت ، فوجدناها في صلاة الليل، وطلبنا جواب منكر ونكير فوجدناه في راءة القرآن ، وطلبنا عبور الصراط ، فوجدناه في الصوم والصدقة ، وطلبنا ظل العرش فوجدناه في الخلوة.
4 (1) سنن الترمذي (664) (2) رواء مسلم في صحيحه (157/2) قال السخاوي : حديث قصدقة السر تطفىء غضب الرب رواه الطبراني في الصغير ومن جهته القضاعي من حديث عبد الله بن جعفر وفيه أصرم بن حوشب وهو ضعيف ...اه - المقاصد الحسنة (618) .
138 16 - الحديث التاسع والستون بعدالمائة من زينب بنت أبي سلمة قالت: سميت برة فقال رسول ال صال ل ل تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم سموها زينب».
إتغرجه البخاري ومسلم 2 لحكاية التاسعة والستون بعد المائة حكي عن عبد الواحد بن زيد قال : مررت بصومعة راهب من الرهبان ، ناديته : يا راهب فلم يجبني فناديته الثانية فلم يجبني فناديته الثالثة، فأشرف علي قال لي : يا هذا ما أنا براهب ، إنما الراهب من رهب الله عز وجل في سمائه وعظمه في كبريائه، وصبر على بلائه، ورضي بقضائه، وحمده على آلايه وشكره ملى نعمائه ، وتواضع لعظمته، وذل لعزته، واستسلم لقدرته وخضع لمهابته، وفكر في حسابه وعذابه وعقابه ، نهاره صائم ، وليله قائم ، قد أسهره ذكر النار ، ومساءلة الجبار فذلك هو الراهب وإنما أنا راهب حبست نفسي في هذه الصومعة عن الناس .
قلت : ما الذي قطع الناس عن الله تعالى بعد أن عرفوه ? فقال : يا أخي لم ينقطع خلق عن الله تعالى إلا لحب الدنيا وزينتها ، لأنها محل الذنوب والمعاصي ، العاقل من رمى بها عن قلبه، وتاب إلى ربه عز وجل من ذنوبه، وأقبل على .
يقربه من ربه 170 - الحديث السبعون بعد المائة عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلم : «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن ضلوا بعده أبدا ، أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما» أخرجه الترمذي 1 ص ا 6192) .
(2) صحيح مسلم (1688) . (3 42 لحكاية السبعون بعد المائة حكي عن بهلول قال : بينما أنا ذات يوم في شوارع البصرة ، إذا بصبيان يلعبون بالجوز ، وإذا أنا بصبي ينظر إليهم ويبكي فقلت : هذا صبي متحسر على ما في يد لصبيان، ولا شيء معه يلعب به مع الصبيان، فرفع بصره إلي وقال: يا قليل العقل ما لعب خلقنا فقلت : يا بني فلماذا خلقنا? قال : للعبادة والعلم فقلت : من أين لك لك بارك الله فيك؟ قال : من قول الله عز وجل: «أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إليتا لا ترجعون» فقلت يا بني : أراك حكيما فعظني فأنشد يقول : إرى الدنيا لأجل الانطلاق مشمرة على قدم وساق ما فيها على حي بقاء ولا حي على الدنيا بباة كأن الموت والأسباب فيه إلى نفس الفتى فرسا سباة فيا مغرور بدنياه رويد منها خذ لنفسك بالوثاق ثم رمق السماء بعينه ، وأشار إليها بكفيه، ودموعه تنحدر على خديه فما أتم كلامه حتى خر مغشيا عليه ، فرفعت رأسه إلى حجري ، ونفضت التراب عن رجهه ، تبكى، فلما أفاق قلت له : أي بني ما نزل بك؟ وأنت صبي صغير لم يكتب عليك ذنب قال : إليك عني يا بهلول ، إني رأيت النار لتوقد بالحطب الكبار ، ولا تتقد إلا الصغار منها. وأنا أخشى أن أكون من صغار حطب جهنم. قال بهلول: فلما فرغ من لامه وقعت مغشيا علي ، وانصرف الصبي ، فلما أفقت نظرت إلى الصبيان ، فلم أره عهم فقلت لهم : من يكون ذلك الغلام . فقالوا : ذلك من أولاد الحسين بن علي ضي الله عنهما من عتره النبي صلم وأهل بيته قلت : ما تكون هذه الثمرة إلا من تلك الشجرة رضي الله عنهم أجمعين 171 - الحديث الحادي والسبعون بعد المائة من أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «ما أنزل الله من دا ١ وأنزل له شفاء» وقال : «لكل داء دواء ، فإذا أصبت دواء داء برىء بإذن الله تعالى خرجه البخاري ومسلم 1) ص ا 1587) .
الحكاية الحادية والسبعون بعد المائة حكي عن بعض الصالحين أنه قال : مر علي بن أبي طالب في شوار البصرة ، وإذا هو بحلقة كبيرة ، والناس حولها يمدون الأعناق ، ويشخصون إليه بالاحداق ، فمضى إليهم رضي الله عنه لينظر ما سبب اجتماعهم، فإذا فيهم شاب حسن الوجه ، نقي الثياب عليه هيئة الوقار ، وسكينة الأخيار ، وهو جالس على رسي ، والناس يأتون بقوارير من الماء ، وهو ينظر في علل مرضى من الناس ، ويصف لكل واحد منهم ما يوافقه من أنواع الدواء ، فتقدم إليه رضي الله عنه وقال : السلام عليك يا أيها الطبيب ورحمة الله وبركاته ، فأطرق الطبيب رأسه إلى الأرض ساعة ، ثم رفع رأسه وقال : أصف لك وبالله التوفيق قال : صف ، قال الطبيب .
تعمد إلى بستان الإيمان ، فتأخذ منه عروق الجنة ، وحب الندامة ، وورق التدبر ، وبزر الورع ، وثمر الفقه، وأغصان اليفين، ولب الإخلاص ، وقشور الاجتهاد، عروق التوكل ، وأكمام الاعتبار، وسيقان الإنابة، وترياق التواضع، فخذ هذه الأدوية بقلب حاضر ، وضعها في طبق التحقيق ، ثم تغسلها بماء الدموع ، ثم تضعها ي قدر الرجاء ، ثم توقد عليها بنار الشوق ، حتى يرغو زبد الحكمة ، ثم تفرعها في صحن الرضى ، وتروح عليها بمراوح الاستغفار ينعقد لك من ذلك شربة جيدة نم تشربها في مكان لا يراك فيه إلا الله عز وجل ، فإن ذلك يزيل عنك الذنوب حتى يبقى عليك ذنب وأنشده : طالب الحور في خدرها شمر فتقوى الله مهب م شهق شهقة فارق فيها الحياة ، ثم أمر علي رضي الله عنه بتجهيزه ودفنه، حمة الله عليه .
172 - الحديث الثاني والسبعون بعد المائة من جابر رضي الله عنه قال : أتت رسول الله صلم بواكي فقال : «اللهم اسقنا غيئا مغيا مريئا ، مريعا غير ضار ، عاجلا غير آجل فأطبقت عليهم السماء» خرجه الترمذي (1] (1) لم أجده وإنما رواه أبو داود (1169) فلعله سهو من المؤلف أو الناسخ - والله أعلم الحكاية الثانية والسبعون بعد المائة حكي عن محمد بن الصباح قال : خرجنا نستسقي بالبصرة، فلما أصحرنا إذا حن بسعدون المجنون ، قاعدا على الطريق، فلما رآنا قام وقال : إلى أين؟ قلت : ستسقي قال : بقلوب سماوية أم بقلوب خاوية؟ قلت : بسماوية ، قال : فاجلسوا هنا، واستسقوا ، فجلسنا حتى ارتفع النهار وما تزداد السماء إلا صحوا ، ولا الشمس إلا حرا، فنظر إلينا، وقال: يا بطالون لو كانت قلوبكم سماوية لسقيتم، ثم توضأ، صلى ركعتين، ولحظ السماء بطرفه، فتكلم بكلام لم أفهمه، فوالله ما أن تم كلامه حتى رعدت ، وبرعت، ومطرت مطرا جيدا، فسألنا عن الكلام الذي تكلم به فقال: ليكم عني، فإنما هي قلوب جنت، قرأت فعاينت، فعلمت وعملت، وعلى ربها توكلت فمطرت.
44 173 - الحديث الثالث والسبعون بعد المائة عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب ، هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون» .
خرجه البخاري ومسلم والترمذي !
الحكاية الثالثة والسبعون بعد المائة لكي عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال : خرجت إلى بيت الله الحرام وإذا شاب يمني في الطريق بلا زاد، ولا ماء، ولا راحلة فسلمت عليه فرد علي السلام تقلت : أيها الشاب من أين؟ قال : من عنده قلت : وإلى أين؟ قال: إليه قلت: وأي لزاد? قال : عليه قلت : إن الطريق لا يقطع إلا بالماء والزاد فهل معك شيء ? قال : عم قد تزودت عند خروجي بخمسة أحرف قلت : وما هذه الخمسة الأحرف ? قال : نوله (كهيعص) قلت : وما معنى كهيعص ؟ قال : أما قوله كاف فهو الكافي ، وأما الهاء فهو الهادي ، وأما الياء فهو المؤوي ، وأما العين فهو العالم ، وأما الصاد فهو الصادق ، من كانت صحبته مع كاف وهاد ومؤو وعالم وصادق ، لا يضيع ولا يخشى ول يحتاج إلى حمل الزاد والماء ، قال مالك بن دينار : فلما سمعت هذا الكلام نزعت ميصي على أن ألبسه إياه فأبى أن يقبله وقال : يا شيخ العري خير من قميص الفتى (1) رواه البخاري في صحيحه (134/8) وملم في صحيحه (377) .
142 حلالها حساب ، وحرامها عقاب ، وكان إذا جن الليل رفع وجهه نحو السماء وقال من تسره الطاعات ، ولا تضره المعاصي هب لي ما يسرك ، واغفر لي ما لا يضرك، لما أحرم الناس ولبسوا قلت : لم لا تلبي ? فقال : يا شيخ أخشى أن أقول لبيا يقول: لا لبيك ولا سعديك ولا أسمع كلامك، ولا أنظر إليك، ثم مضى فما رأيته لا في منى وهو يقول شعر : ن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي دمي حلال له في الحل والحرم سحى الحبيب بنفسي يوم عيدهم والناس ضحوا بمثل الشاة والغنم الناس حج ولي حج إلى سكني هدي الأضاحي وتهدي مهجتي ودمي ثم قال : إن الناس ذبحوا وتقربوا إليك، وليس لي شيء أتقرب به إليك سوى نفسي فتقبلها مني، ثم شهق فخر ميتا، وإذا قائل يقول: هذا حبيب الله، قتيل الله، قتل بسيف الله فجهزته وداريته ، وبت تلك الليلة مفكرا في أمره ، فرأيته في منامي ققلت : ما فعل الله بك ؟ قال : فعل بي ما فعل بشهداء بدر قتلوا بسيوف الكفار ، وأن قتلت بمحبة الجبار ، رضي الله عنه.
4 174 - الحديث الرابع والسبعون بعد المائة من ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم لمكة : «ما أطيبك من للد، وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك» .
أخرجه الترمذي 11) لحكاية الرابعة والسبعون بعد المائة مكي عن عبد الله بن صالح، وكان رجلا له سابقة، وكان يفر من الناس من بلد إلى بلد، حتى أتى مكة، فطال مقامه بها فقال له بعض أصحابه: لقد طال مقامك بمكة فما قضيتك؟ فقال له : ولم لا أقيم بها، ولم أر بلدا ينزل فيها الرحمة والبركة كثر من هذا البلد ، والملائكة تغدو فيها وتروح ، وأنا أرى فيها أعاجيب كثيرة ، وأرى لملائكة يطوفون بها على صور شتى، ولا يقطعون ذلك. ولو قلت لك كل ما رايته يها لصغرت عنها عقول أقوام ليسوا بمؤمنين، فقلت له : سألتك بالله إلا ما أخبرتني 1) سنن التذي 3926) .
143 شيء من ذلك ? فقال : ما من ولي صحت ولايته إلا هو يحضر في هذا البيت كل ليلة جمعة ، ولا يتأخر عنه ، فمقامي هلهنا لأجل ما أراه منهم ، وقد أفاد أن تلك البقعة لشريفة لم تزل منهلا وورذا لأولياء الله الصالحين ، ومتوجه وجوه مقاصد الأولين الآخرين 175 - الحديث الخامس والسبعون بعد المائة عن عمران بن حصين أن النبي صعلم قال : «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ال عمران : فما أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة «ثم إن بعدهم قوما يشهدون ولا ستشهدون ، ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن» زاد في رواية «ويحلفون ولا يستحلفون» .
خرجه البخاري ومسلم والترمذي حكاية الخامسة والسبعون يعد المائة حكي أن إبليس عليه اللعنة بث جنوده في وقت الصحابة رضي الله عنه فرجعوا إليه محسورين فقال : ما بالكم ? فقالوا : ما رأينا مثل هؤلاء ما نصيب منه ميما، وقد أتعبونا فيقول: إنكم لا تقدرون عليهم، صحبوا نبيهم، وشهدوا تنزيل ربهم ، ولكن سيأتي بعدهم قوم تنالون منهم حاجتكم فلما جاء التابعون ، بث جنوده فرجعوا إليه منكرين ، فقالوا : ما رأينا أعجب من هؤلاء ، نصيب منهم الشيء بعر لشيء من الذنوب ، فإذا كان النهار أخذوا في الاستغفار ، فتبدل سيئاتهم حسنات نقال : لن تنالوا من هؤلاء شيئا لصحة توحيدهم ، واتباعهم سنة نبيهم ، ولكن سيأني مد هؤلاء قوم تقر أعينكم، تلعبون بهم لعبا، وتقودونهم بأزمة أهوائهم كيف شئتم إن استغفروا لم يغفر لهم، ولا يتوبون فيبدل الله سيئاتهم حسنات، قال : فجاء قوم بعد لقوم الأول والثاني والثالث فبث فيهم الأهواء ، وزين لهم البدع فاستحلوها ، واتخذوها دينا لا يستغفرن منها ، ولا يتوبون عنها فسلط عليهم الأعداء فآذوهم حيث اءوا.
(9) صحيح مسلم (186/7) نووي (2) سنن الترذي 2222) 176 - الحديث السادس والسبعون بعد المائة من عبد الله بن أبي السحماء قال : بايعت رسول الله صلم ببيع قبل أن يبعث، بقيت له بقية، ووعدته أن آتيه بها في مكانه فنسيت ثم ذكرت بعد ثلاثة، فجثت فإذا هو في مكانه فقال : «يا فتى لقد شققت علي أنا هلهنا منذ ثلاث أنتظرك» خرجه أبو داوع (1) الحكاية السادسة والسبعون بعد المائة حكي عن إسماعيل عليه السلام أنه وعد إنسانا وعدا ، وأقام ينتظره في مكان وعده ثلاثة أيام، ونسي ذلك الرجل، ونسي وعده ثم ذكره بعد ذلك بأيام، فأتى وجد إسماعيل ينتظره في ذلك المكان، وعجب ومدحه الله تعالى فقال: (إند كان يارق ألوعد) [مريم : الآيه 54] ، وقيل لبعض الصالحين، وقد أصبح صائما متطوعا أفطر فإن المتطوع أمير نفسه ، فقال : إني أستحي من ربي أن أعده وعدا، وهو أن أصوم ولا أوفي له بوعدي . يقال : البخل أحسن من المطل، لأن اليأس بالبخل يقط لأمل والمطل يدركه 4** 177 - الحديث السابع والسبعون بعد المائة عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صللم : «لا ينظر الله عز وجل إلى رجل أتى رجلا أو امراة في دبرها» في رواية أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلم قال : «ملعون ملعون من عمل عمل قوم لوط» .
22 خرجهما الترمذي لحكاية السابعة والسبعون بعد المائة خكي أنه لما ولي علي بن أبي طالب الخلافة جيء إليه بغلام قتل مولاه فقال له علي : أقتلته؟ قال : نعم قال : لم؟ قال : إنه كان يفجر بي وأنا لا أدري ما علي في ذلك، فلما بلغت الحلم استقبحت هذا ، فزجرته فلم ينزجر ، فضربته بسكين معي (1) سنن أبي داود (4996) .
2) سنن الترمذي )1165) .
١٤ النيل الحثيث في حكايات الحديث/ م 1٠ فمات، فقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: ادفنوا سيده، واسجنوا الغلام، واحضروا قبر مولاه بعد ثلاثة أيام وأخبروني فجاءوا بعد ثلاثة أيام من دفنه فنبشوه فلم يجدوه في القبر بعد ثلاثة أيام فقال علي رضي الله عنه : صدق الغلام، سمعت رسول لله صم يقول : «الذي يعمل عمل قوم لوط ويموت وهو مصر على ذلك ، يسرى به ن قبره في اليوم الثالث إلى قوم لوط فيعذب بعذابهم ، ويحشر معهم يوم القيامة» 24 13 - الحديث الثامن والسبعون بعد المائة عن ابن عباس رضي الله عنه أن الأقرع بن حابس سأل رسول الله صلم قال: حج في كل سنة أم مرة واحدة ? قال : «بل مرة واحدة فمن زاد فتطوع» خرجه أبو داود الحكاية الثامنة والسبعون بعد المائة حكى الإمام أبو الفضل عياض بن موسى اليحصبي عن شيوخ المغرب ، أن قوما توه فأعلموه أن جماعة من أهل الزيغ في بعض بلادهم قتلوا رجلا وأضرموا عليه النار بكته ال الليلى، فلم نعمل فيه ، وبقي أبيض البدن ، فقال : لعله حج ثلاث حجات قالوا : وكيف، قال : حدثت أن من حج حجة، أدى فريضة، ومن حج ثانية داين ربه، ومن حج ثلاث حجج حرم الله شعره وبشرته على النار .
وقيل : . إن البعير إذا حج عليه مرة ، بورك في أربعين من أمهاته ، وإذا حج عليه بع مرات ، كان حقا على الله أن يرعى في رياض الجنة مصداق ذلك ما قال لنهرواني حمه الله : بلغني أن وقاد الآتون حمام أتى بسلسلة عظام ، حمل ليوقد بها، ال : فألقيتها في المستوقد فخرجت منه فألقيتها . فعادت فخرجت فعدت فألقيته الثالثة فعادت فخرجت بشدة حتى وقفت في صدري، وإذا بصوت هاتف يقول : يحك هذه عظام جمل ، وقد سعى إلى مكة عشر مرات ، كيف تحرقها بالنار ، قلت : ذا كان هذه الرأفة والرحمة والرفق بمطيتهم ، فكيف بالحاج الأشعث الأغبر مع الفجيج والضجيج يأتوني من كل فج عميق (ثر ليقضوأ تفثهم وليوفوأ ندوره وليطووأ يألبيت حتيق (ل)) [الحج : الآية 29] .
(1) سنن أبي داود (1721) 146 179 - الحديث التاسع والسبعون بعد المائة عن يحيى بن سعيد أن رجلا جاءه الموت في زمان رسول الله صلم فقال رجل هنيئا له الموت ولم يبتلى بمرض، فقال رسول الله صلم : «ويحك وما يدريك لو أن الله ابتلاه بمرض ، يكفر سيئاته» .
خرجه الإمام مالك في الموطا(1) .
الحكاية التاسعة والسبعون بعد المائة حكي عن أبي علي بن موسى المعدل بدمشق قال : كنت بمصر فقال لي بعض أصحابي : يا أبا علي هلهنا حكاية عظيمة ، قم حتى نسمعها من أحمد بن طاهر القزاز قال : فجثنا إليه وسألوه أن يحكي حكاية أبي شعيب فقال : هذا رجل سوقي كيف أحكي ه هذه الحكاية فقيل له : لا تحقره احكها له فقال : نعم كان لنا بمصر هنهنا بيت لضيافة ، فجاءنا فقير عليه خرقتان يكنى : أبا سليمان فقال : الضيافة فقلت لابني : امض معه إلى البيت، فأقام عنده تسعة أيام أكل فيها ثلاث أكلات كل ثلاثة أيام أكلة، فسألته المقام عندنا فأبى وقال : أريد الثغر فقلت له : ويحك ما كتبت إلي بأخبار، فقال: لم بلغ الثغر وإنما اجتزت بالرملة، فرأيت فيها شيخا يقال له: أبو شعيب مبتلى وأنمت عنده أخدمه سنة فوقع في نفسي أن أسأله أي شيء كان أصل بلاثه فلما دنوت منه ، ابتدأ ن قبل أن أسأله فقال : ما سؤالك عما لا يعنيك فصبرت سنة أخرى، ثم تقدمت إلي لأسأله فقال لي : يا هذا ما سؤالك عما لا يعنيك ، ثم صبرت سنة أخرى ، ثم تقدمت ليه لأسأله، فقال لي في الثالثة: لا بد لك من ذلك قلت: إن رأيت ذلك قال: نعم بينما أنا أصلي بالليل في محرابي فبدا لي في المحراب نور شعشعاني كاد أن يخطف صري، فقلت : اخسأ يا ملعون، فإن ربي أعظم وأجل من أن يبرز للخلق، ثم صبرت برهة، فبدا لي نور ثان كاد أن يخطف بصري فقلت : اخسأ يا ملعون، فإن ربي أعظ أجل من أن يبرز للخلق، ثم بدا لي في الثالثة أشد وأقوى مما رأيت، فقلت: يا ملعون لو برزت السملوات والأرض والعرش والكرسي ، لكان ربي أعظم وأجل من أن يبرز لخلق، ثم سمعت نداء ملك من المحراب يقول : يا أبا شعيب فقلت لبيك ، لبيك، بيك، قال : تحب أن أقبضك في وقتك، وأجازيك على ما مضى لك، أو أبتليك ببلاء رفعك به في عليين، وأكفر سيئاتك، فسكت سكتة، ثم قلت: بلائك بلائك، وسقطت يناي ورجلاي قال : فمكثت أخدمه اثني عشرة سنة فقال في بعض الأيام : عيناه أسك 1) طا 718/2) برواية يحيىن بن يحيى 41 حمان ، ترى ما أرى فقلت : لا قال : ادن مني ، فسمعت أعضاءه يخاطب بعضها بعضا قول العضو لما يليه ابرز منه ، حتى أبرز منه فبرزت أعضاؤه كلها بين يديه تسبح تقدس، ولولا أنه قد مات ما حدثتكم بهذا.
44 18 - الحديث الثمانون بعد المائة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بينما رسول الله صلم في مجلس يحدث القوم إذ جاءه أعرابي فقال : متى الساعة? فمضى رسول الله صلم في حديثه فقال بعضر القوم : سمع ما قال، وكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى مديثه قال : «أين السائل عن الساعة?» قال : ها أنا يا رسول الله قال : «إذا ضيعت لأمانة، فانتظر الساعة» قال : وكيف إضاعتها؟ قال : «إذا وسد الأمر إلى غير أهله، فانتظر الساعة» (1) أخرجه البخاري لحكاية الثمانون بعد المائة حكي عن يوسف بن الحسين أنه قال : بلغني أن ذا النون المصري ، كان يعلم لناس اسم الله الأعظم، فخرجت من مكة قاصدا إليه، فوافيته في جيزة مصر، فأول ما أبصرني ، رآني طويل اللحية ، وفي يدي ركوة كبيرة مؤتزر بمثزر ، وعلى كنفي حزر ، وفي رجلي ناسومة، فاستشنع منظري، فلما سلمت عليه كأنه ازدراني، وما أيت منه تلك الساعة البشاشة ، فقلت في نفسي : ترى مع من وقعت ، فجلست منده ، فلما كان بعد يومين أو ثلاثة ، جاءه رجل من المتكلمين ، فناظره في شيء من الكلام ، واستظهر على ذي النون وغلبه فاغتممت لذلك ، فتقدمت وجلست بين يديهما، واستلبثت المتكلم وناظرته حتى قطعته ثم دققت الكلام ، حتى لم يفهم للامي، قال : فتعجب ذو النون من ذلك وكان شيخا، وأنا شاب فقام من مقامه، جلس بين يدي ، وقال : اعذرني ، فإني لم أعرف محلك من العلم ، وأنت آثر الناس عندي ، وما زال بعد ذلك يجلني، ويعظمني، ويرفعني على جميع أصحابه، حتر قيت على ذلك سنة، فقلت له بعد السنة : يا أستاذ أنا رجل غريب، وقد اشتقت إلى ملي، وقد خدمتك سنة، ووجب حقي عليك، وقد قيل لي: إنك تعلم اسم الله 1) صيح البخاي ر1293) 148 الأعظم، وقد جربتني ، وعرفت أني أهل لذلك، فإن كنت تعرفه فعلمني إياه، فسكت عني ، ولم يجبني بشيء، وأوهمني أنه ربما علمني، ثم سكت عني ستة شهر ، فلما كان بعد ذلك ، قال : يا أبا يعقوب أليس تعرف فلانا صديقنا بالفسطاط الذي هنهنا وسمى رجلا ، فقلت : بلى قال : فأخرج إلي من بيته طبفا عليه مكب مشدودة بمنديل ، فقال لي : أوصل هذا إلى من سميت لك، فأخذت الطبق لأؤديه ، إذا هو خفيف كأنه ليس فيه شيء ، فلما بلغت الجسر الذي بين الفسطاط قلت في نفسي : يوجه ذو النون بهدية إلى رجل في طبق ليس فيه شيء لأبصرن ما فيه، حللت المنديل ، ورفعت المكبة فإذا فأرة فنفرت من الطبق، فذهبت فاغتظت فقلت : سخر بي ذو النون ، ولم يذهب وهمي إلى ما أراد في الوقت ، فرجعت إلي غضبان ، فلما رأني تبسم وعرف القضية، وقال : يا مجنون أثتمنك على فأر خنتني ، فكيف أثتمنك على اسم الله الأعظم ، قم عني ، وارتحل، ولا أراك بعدها، فانصرفت عنه خائبا بشؤم الخيانة.
4 181 - الحديث الحادي والثمانون بعد المائة عن عبد الله بن عدي بن حمراء رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلم واقفا ملى الجزور، ويقول : «والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله، ولول ي أخرجت منك ، ما خرجت» .
أخرجه.- الترمذي (1) الحكاية الحادية والثمانون بعد المائة حكي عن وهب بن منبه أنه قال : وجد في أساس الكعبة لوح مكتوب فيه : لكل ملك حيازة ما حواليه ، وبطن مكة حوزتي التي اخترت لنفسي ، أنا الله ذو بكة وأهلها جيراني ، وجيران بيتي، وعمارها وفدي وأضيافي وفي كنفي وأماني، ضامنون علي رفي ذمتي من أمنهم فقد استوجب أماني ، ومن أخافهم فقد أحقرني في ذمتي مصداق لك الرسالة التي كتبها الحسن بن الحسن البصري رضي الله عنه في أخ له إلى الله عالى يقال له : عبد الرحمن بن أنس، وكان مجاورا بمكة وقد عزم على الخروج منها فبلغ ذلك الحسن ، فكتب إليه يرغبه في المقام بمكة شرفها الله وعظمها وعظم أهلها . (32 ( 1 14 وفضل جيرانها ، والطاعة والمجاورة فيها وها هي : «بسم الله الرحمنن الرحيم حفظك لله يا أخي بحفظ الإيمان ووفقك للخيرات ووقاك المكروهات وأتم عليك النعم في لى الأحوال وجمعنا وإياك في دار السلام في جوار الرحمنن ، فإن ذلك بيده ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أما بعد : فقد كتبت إليك وأنا ومن قبلي من الأقارب والإخوان على أفضل حال وربنا المحمود لا شريك له وصلى الله على سيدن محمد وعلى آله وصحبه وسلم : فقد انتهى إلي أبقاك الله، أنك كنت على الشخوص من مكة حرم الله عز وجل وجواره ، والتحول منه إلى غيره وإني والله كرهت ذلك لك غمني ذلك واستوحشت لذلك وحشة شديدة ، فيما عجيا من عقلك إذ نويت ذلك ي نفسك بعد أن جعلك الله تعالى من أهله ، ولو أنك حمدت على ما أولاك وما بلاك في حرمة منه وأن صيرك الله تعالى من أهله لكان الواجب عليك شكره أبدا ما كنت حيا وكنت مشغولا بعبادة الله عز وجل أضعاف ما كنت عليه ، فإياك الخروج منها قال رسول الله صعلم : «المقام بمكة سعادة، والخروج منها شقاوة» وانبذ القلق الضجر ، وعليك الصبر والصمت والحلم فإنك بقليل نغلب الشيطان ، فنسأل الله وفيقنا وإياك للخيرات فإنه الحنان المنان ولا قوة إلا بالله ثم إياك والخروج منها فإنها من أحب أرض الله، وأفضلها قدرا، وأشرفها وأكرمها فإن الله عز وجل فضل مكة المباركة على سائر البلدان، وأعظم ذكرها في القرآن فكان فيما أنزل على نبيه صلم ذكرها وفضائلها، وما بلغنا عن النبي صلم : (جعل الله الكتبة البيت الحرام قر للناس) [المائدة : الآية 97] وقال الله تعالى لتبيه إبراهيم عليه السلام : (وأذن في لناس بألج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأنيرت من كل فج عميق مه لشهدوا مننفم لهم) [الحج : الآيتان 27 ، 28] وقال عز وجل : (ليقضوا تفتهم وليوفو بدوهم ويطوفوأ يألبيت العتيق) [الحج : الآية 29] وقوله تعالى : (إنما أمت .
4 عبد ريت هنزو البلدة الزي حرمها وله كل شيء) [النمل : الآية 91] . وقال عز وجل : (فليعبدوا رب هذا البيت للجم الذ أطعهر من جوع وءامنهم من خون لللاه [قريش : الآيتان 3، 4] وقال الله تعالى : (فيو ملينتا بيننت مقام إبهير ومن خلم كان مامنا وللهو على الناس حج ألبيت من أستطاع إليو سييلا) [آل عمران : الآية 97 قال تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام : (رب أجعل هذا ألبلد عامنا) [إبراهيم.
الآية 35] وقال تعالى : (زينا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذى نرع عند بييك الحر بنا ليقيموا الصلوة فأجعل أفعدة مرت الناس تهوء التهم وأرزقهم من الشمرت لعله يشكون ليي)) [إبراهيم : الآية 37] وقال الله تعالى : (رب أجعل هذا بلدا ملمنا وأننة أقل 150 من الثرت من ءامن منهم بالله واليوو الأخر) [البقرة : الآية 126] . وقال تعالى : (وإذ صج و يرفع إباوع القواعد من البيت وإسعيل ربنا نقبل منا إنك أنت السميع العليد للا» البقرة : الآية 127] وقال تعالى : (قد زي تقلب وحجهك في السمله فلثولينك قد تضها فول وجهلك شطر المسجد الحراؤ وحيد ما كنتد فولوأ وجوهكم شطرة) [البقرة: الآية 144] وقال تعالى : (فإذا أفضثر قن عرفت فانكا الله عند المشعر الحراو وأذكروه كما هدلكم وإن كنتور من قباوء لين الضالين) [البقرة : الآية 198] وقال تعالى : (فإذا قضيت نناسلكم فأذكووا الله كذكك مالباءصكم أو أشد يكرا) [البقرة : الآية 20٠] وقال تعالى : (ج إن ألصفا وألمروة من شعآير الله فمن مع لليي ابن او اغتر فلا جتاع علنه ان نظففت بهسا ومن تطية خما فان الله شلا طيد القصص : الآية 57] وقال تعالى : (وخرب الله مثلا قبية كانت دامنة مطينة أتيها رزفها رغدا من كل مكان) [النحل : الآية 112] وقال تعالى : (وإن جعلنا البيت مثابة للناس وأما وأتنذوا من تقار إبدت مصل وعهذنا إل إبرهع وإسملعيل أن طهرا بيق لطأيفين والعكفين والرحقع السجود لثللما) [البقرة : الآية 125] وقال تعالى : (شبحن ازع أسرىن يعبدهء ليلا مرب المسجد الحراو إلى المسجد الأقصا الزى بثركنا حوله لثريم من اينئنا إنه هو السميع البصير لمكا( [الإسراء : الآية 6] وقال تعالى : (وإذ بوأنا لاباهير مكات البيت أن لا نثرلف بي شيعال) [الحج : الآية 26] وقال تعالى : (إن ول بيت وضع للناس للزى ببكة مباركا وهدي للعلليين الم)) [آل عمران : الآية 96] قال تعالى : (ألحج أشهر معلومت) [البقرة : الآية 197] وقال تعالى : (أجملتم، لقالية الاح وعارة المسجد للزاو كن مامن يأللو والوو الأخر وجلهد في سييل الل) [التوبة : الآية 19] فانظر يا أخي إلى هذه الآيات التي قالها الله تعالى في كتابه عامة وأنزلها في البلد خاصة لم ينزلها في بلد سواها ثم أفيدك بعد هذا الترتيل أحاديث أن رسول الله صلم قال في فضائلها.
قال رسول الله صلم حين أخرجوه من مكة وفد علا الحزورة فاستقبل القبلة فقال : «اللهم إنك أحب بلاد الله إلي وأحب أرض الله إلي ، ولولا المشركين خرجوني منك ما خرجت» وقال في حديث آخر : «خير بلدة على وجه الأرض أحبها إلى الله مكق» وقال : «أول من طاف بالبيت الملائكة» 151 وقال : «ما من نبي هرب من قومه إلا جاء إلى مكة فعبد الله فيها حتى مات» .
وقال صلم : «إن قبر نوح وشعيب وصالح فيما بين زمزم والمقام» وقال صلم : «إن حول الكعبة لقبور ثلاثمائة نبي ، وإن ما بين الركن اليماني إلى الركن الأسود لة ور سبعين نبيا ، وكل نبي من أنبياء صلوات الله عليهم أجمعين، ذ كذبه قومه خرج من بين أظهرهم فأتى مكة فعبد الله عز وجل حتى يموت» ال صلم: «من مات في حجة وعمرة لم يعرض ولم يحاسب، وقيل له : ادخل الجنة بغير حساب» . وقال «إن إسماعيل عليه السلام شكى إلى ربه عز وجل حر مكة ، قأوحى الله إليه أن افتح لك من الجنة بابا يخرج عليك الروح منه إلى يوم لقيامة» .
قائ : سمعت أن عثمان بن عفان رضي الله عنه أقبل ذات يوم فقال لأصحابه : تسألوني من أين جئت ؟ قالوا : من أين جئت يا أمير المؤمنين ؟ قال : ما زلت قائما ملى باب الجنة ، وكان تحت الميزاب يدعو الله تعالى عنده . ال صللم : «إن عند الركن اليماني بابا من أبواب الجنة ، والركن الأسود من أبواب الجنة وما عند الميزاب» ل صلم : «ما بين الركن اليماني والركن الأسود ، روضة من رياض الجنة» ال صلم : دمن مات بمكة فكأنما مات في سماء الدنيا ومن مات في أحد الحرمين حاجا أو معتمرا بعثه الله يوم القيامة لا حساب عليه ولا عذاب ، قال صلم : «من نظر إلى البيت إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وم خر ، وحشر يوم القيامة من الآمنين ل صلم : «من صلى في المسجد الحرام في جماعة صلاة واحدة ، كتب الله له لف صلاة وخمسمائة صلاة» قال صلعلم : «الحجاج والعمار وفد الله عز وجل إن سألوا أعطوا وإن دعوا أجيبو إن أنفقوا اخلف الله عليهم بكل درهم ألف درهم والذي نفس أبي القاسم بيده ، ما اسل مهل ولا كبر مكبر إلا كبر بتكبيره وأهل بتهليله حتى ينقطع التراب» .
رقال : «الحج المبرور ليس له جزاء إلى الجنة» فقال رجل : يا رسول الله فأين هذه المضاعفة كلها؟ فقال رسل الله صلم : «أما نفقاتهم فيخلفها الله عليهم في الدني قبل أن يخرجوا منهاء وأما ألف الألف فهي في الآخرة : فوالذي نفسي بيده ، إن لدرهم الواحد أثقل من جبلكم هذاه وأشار إلى ابي قبيس وال صلم : همن نظر إلى 152 البيت نظرة من غير طواف ولا صلاة كان عند الله تعالى أفضل من عبادة سنة بغير كة، صائما، قائما، راكعا، ساجدا غفر له، ومن رآه جالسا مستقبل القبلة غفر له» قال صعلم : «من أدرك شهر رمضان بمكة فصامه كله وقام ليله ما تيسر كتب الله له ثواب مائة ألف شهر رمضان بغير مكة، وكان له بكل يوم مغفرة وشفاعة وبكل ليلة غفرة وشفاعة ، وبكل يوم درجة في الجنة وعتق رقبة كارع يوم وبكل يوم حملات فرس ي سبيل الله عز وجل قال صلم : «من طاف حول البيت سبعا في كل يوم صائف شديد الحر حاسرا عن رأسه واستلم الحجر في كل شوط في طوافه من غير أن يؤذي أحدا وقل كلام إلا بذكر الله تعالى كان له بكل قدم يرفعها ويضعها سبعون ألف حسنة ويرفع ل سبعون ألف درجة ومحي عنه سبعون ألف سيئة ، وفضل الحاج الماشي على الراكب كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب» .
قال صلم : «للحاج الراكب بكل خطوة يخطوها سبعمائة حسنة وللحاج الماشي كل خطوة يخطوها سبعمائة حسنة من حسنات الحرم» قالوا : يا رسول الله وم حسنات الحرم? قال : «الحسنة بمائة ألف حسنة» وقال : «لو أن الملائكة صافحت حدا لصافحت الغازي في سبيل الله والبار بوالديه والطائف حول بيت الله الحرام» قال صعلم : «الكعبة محفوفة بسبعين ألف ملك ويستغفرون لمن طاف به يصلون عليه» .
وقال صعلم : «إن خير البقاع وأقربها من الله عز وجل ما بين الركن والمقام».
قال صلم : «الطواف بالبيت خوض في رحمة الله وإن الله تعالى ليباهي بالطائفين لملدثكة» .
ال صلم : «إن أكرم سكان السماء على الله عز وجل الذين يطوفون حول عرشه رفي أرضه الدين يطوفون حول بيته» .
قال صلم : «من دخل الكعبة دخل في رحمة الله وفي حمى الله وفي أمن اله ومن خرج منها خرج غفور له» .
ال صللم : «ما من عمل أفضل من حج مبرورة وقال صلم : «من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدت أمهة 152 وقال صلم : «إنه خلق لهذا البيت عشرين ومائة رحمة ينزلها كل يوم ، فستون منها للطائفين، وأربعون للمصلين، وعشرون للناظرين) قال صلم : «جهاد الصغير والكبيز، وجهاد الضعيف وجهاد المرأة الحج والعمرة» .
قال صلم : «من صبر على حر مكة ساعة من نهار نبعدت منه جهنم مسيرة مائة مام» ال صلم : «من مرض يوما واحدا بمكة كتب الله له من العمل الصالح الذي كان يعمل في غيرها عبادة ستين سنة» .
قال صلم : «إن الركن يمين الله في الأرض يصافح بها عباده كما يصافح أحدكم خاه ومن لم يدرك رسول الله صعلم ثم مسح الحجر فقد بايع الله تعالى ورسوله».
وقال صعلم : «الركن والمقام يأتيان يوم القيامة ولكل واحد منهما مثل أبي قبيس عينان ولسانان يشهد أن لمن وافاهم بالوفاء» وقال «إنه لم يبق في الأرض شيء من الجنة غير هذا الحجر ، ولولا ما مسه من أنجاس الجاهلية وأرجاسها ما مسه ذو عاهة ستشفي به إلا برىء» وقال صلم : «استكثروا من الطواف قبل أن يحال بينكم وبينه فكأني أنظر إلى جل من الحبشة أصيلع أفيدع جالس عليها ويهدمها حجرا حجرا» ال صلم : «من صلى في المسجد الحرام ركعتين ، فكأنما صلى في مسجدي لف ركعة والصلاة في مسجدي افضل من ألف صلاة فيما سواه من البلدان ، ومن زار بري بعد موتي ، كان كمن زارني في حياتي ، ولو يعلم الزائر ما له من الأجر في يارتي ، لأتانني ولو حبوا».
ال صلم : «ما من أحد يخرج منها إلا ندم، وما من أحد يخرج منها ثم يعود إليها ، إلا والله عز وجل به عيانه» .
ثم ما أعلم على وجه الأرض بلدا يرفع فيه الحسنات من أنواع البر بكل حسن مائة ألف حسنة ما يرفع له بمكة ، وما أعلم بلدا على وجه الأرض فيها شراب الأبرا مصلى الأخيار غيرها .
قيل لابن عباس : ما شراب الأبرار ومصلى الأخيار ? قال : شراب الأبرار ماء زمزم ومصلى الأخيار تحت المحراب .
١٥ وما أعلم من بلدة صلى فيها بأمر الله تعالى نبيه إلا مكة، قال الله تعالى (وأتخذوا من مقام إبزوعر مصل) [البقرة : الآية 125] ثم ما أعلم على وجه الأرض من مس شيئا يكفر الذنوب والخطايا وتنحط كما ينحط الورق من الشجرة اليابسة إلا بمكة وهو استلام الحجر الأسود والركن اليماني رقد روي عن رسول الله صلعلم قال : «استلامهما يحط الخطايا حطا» ثم ما أعل على وجه الأرض بلدة إذا دعى فيها العبد أمنت على دعائه الملائكة يقولون : آمين مين إلا مكة حول بيت الله الحرام . ثم ما أعلم على وجه الأرض بلدة يكتب لمن ظر إلى الكعبة من غير طواف ولا صلاة إلا بمكة يكتب له عبادة الدهر ، ثم ما أعلم لده يصل فيها الإنسان من طاعات الله تعالى ما يصل إليه بمكة، ولإفطارك في مكة ي حرم الله تعالى عز وجل أفضل من صيام الدهر وقيامه في غيرها ، ثم ما أعلم بلدة حشر منها الأنبياء والصديقين والأبرار والفقهاء والصالحين والعباد من الرجال والنسا ما يحشر من مكة.
ثم قال : إنهم يحشرون يوم القيامة وهم آمنون يوم القيامة من عذاب الله ثم ما أعلم بلدة ينزل فيها في كل يوم من رائحة الجنة ورواحها ما ينزل بمكة إن ذلك كله لطائفين ، ويقال : يستجاب الدعاء بمكة في خمسة عشر موضعا : أولها : عند الملتزم الدعاء فيه مستجاب وتحت الميزاب مستجاب ، وعند الركن اليماني مستجاب ، وعلى لصفا والمروة مستجاب ، وبجمع مستجاب ، وبعرفات مستجاب وعند الجمرات الثلاث مستجاب ، وعند زمزم مستجاب . فاغتنم يا أخي عند هذه المواضع التي ستجاب فيها الدعاء ويرجى فيها المغفرة فاجتهد فيها الدعاء والتضرع فإنك إن شرجت عنها أذهب الله عنك بركات هذه المواضع كلها ، ويقال : حكتوب في أسفل المقام أنا الله لا إلله إلا أنا ذو بكة حرمتها يوم خلقت السملوات والأرض ووضعت هذين الجبلين، وحففتها بسبعة أملاك حنفاء من جاءني زائرا لهذا البيت ، عارفا لحقه ، معظما لقدره ، مذعنا لي بالربوبية ، حرمت جسده على النار .
وقال صعلم : «إذا كان يوم عرفة بالموقف، فإن الله عز وجل يدنو حتى يكون دني سملواته إلى أرضه ، ثم تفتح أبواب السماء فيباهي بالحجاج الملائكة فيقول : يا للائكتي انظروا إلى عبادي ، شعثا غبرا جاءوني من كل فج عميق يرجون مغفرتي فقد غفرت لهم ، أفيضوا عبادي كلكم مغفورا لكم مشفعين فيمن شفعتم، فلو كان ذنوبكم مثل عدد القطر ، أو مثل عدد أيام الدنيا لغفرت لكم ولا أبالي ، فإني أرحم لراحمين، ورحمتي وسعت كل شيء 155 ال صلم : «من حج حجة الإسلام، وطاف طواف الزيارة، فإنه يطوف يومئذ لا ذنب له، يأتيه ملك فيضع كفه بين كتفيه يقول: اعمل فقد كفيت فامض». فإياك يا أخي ثم إياك أن تخرج من مكة ، فلو لم يدخل عليك كل يوم إلا فلسان من حلال كان خيرا من أن يدخل عليك في غيرها ألفان وإن السعيد من سعد بفضل الله عز وجل، والأعمال بالخواتم فعليك بتقوى الله، ولزوم العزلة، واشتغل بنفسك واستأنس بكلام الله تعالى ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
6 181 - الحديث الثاني والثمانون بعد المائة عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلم : «إن هذه الأمة تسربتلى في قبورها» .
خرجه مسلم 11) الحكاية الثانية والثمانون بعد المائة حكي عن أحد العصاة أنه مات ، فلما حفروا قبره ، وجدوا فيه حية عظيمة فحفروا له قبرا آخر، فوجدوها فيه ثم كذلك قبرا بعد قبر إلى أن حفروا نحوا من ثلاقمين قبرا، وفي كل من ذلك وجدوها فيه فلما رأوا أنه لا يقدر أن يهرب من الله ارب ، ولا يغلب الله غالب، دفن معها، وهذه الحية هي عمله، لا يفارقه أبدا.
44 183 - الحديث الثالث والثمانون بعد المائة عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «إن العلماء ورث لأنبياء ، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنمنا ورثوا العلم احرجه أبو داود والترمذي 3 لحكاية الثالثة والثمانون بعد السائة حكي عن الحسن البصري رضي الله عنه قال : الناس في الدنيا على خمسة صناف العلماء وهم ورثة الأنبياء ، والزهاد وهم ورثة الأولياء ، والغزاة وهم أسياف (1) صحيح مسلم (8/16٠) .
(36 42 (3) سنن الترمذي (2682) 15 له، والتجار وهم أمناء الله، والملوك وهم رعاة الخلق، فإذا أصبح العالم للمال جامعا فبمن يفتدي وإذا أصبح الزاهد راغبا فبمن يستدل ويهتدي ، وإذا أصبح الغازي رائيا ، والمراءي لا عمل فيه فبمن يظفر على العدو ، وإذا كان التاجر خائنا فبمن يؤمن ويرتضي وإذا كان الملك ذئبا ، فبمن تحفظ الغنم وترعى والله ما أهلك الناس إلا العلماء المداهنون ، والزهاد الراغبون والغزاة المراؤون ، والتجار الخائنون، والملوك الظالمون ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون *2* 184 - الحديث الرابع والثمانون بعد المائة عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلم «إنما الأعمال بالخواتيم» خرجه البخاري وصسل 1 .(2 الحكاية الرابعة والثمانون بعد المائة حكي عن عبد الله بن المبارك رضي الله عنه أنه فتح عينه عند الوفاة وهو يضحك وقال : «لمثل هذا فليعمل العاملون».
444 185 - الحديث الخامس والثمانون بعد المائة من أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «ما أذن الله لشيء كأذنه وعبي بأن يتغنى بالقرآن يجهر به».
خرجه البخاري ومسلم الحكاية الخامسة والثمانون بعد المائة حكي عن إسحلق بن إبراهيم الخواص رضي الله عنه أنه سأل ما بال مسمع الناس يتحرك عند سماع غير القرآن ويجد ما لا يجد في سماع القرآن ? فقال : سماع لقرآن صدقة ، لا يمكن لأحد أن يتحرك فيه لشدة غلبته ، وسماع غير القرآن تروي فيتحرك فيه.
1) صيح لخاي 4202) . (( 2 (3) صحيح البخاري (235/6) .
(4) صحيح مسلم (192/2) 151 وسئل ذو النون المصري عن السماع فقال : وارد حق يزعج القلوب إلى الحق ، فمن أصغى إليه بفسق تزندق، ومن أصغى إليه بحق تحقق، وقال أبو القاسم الجنيد: نزل الرحمة على الفقراء في ثلاثة مواضع : عند سماع ، لأنهم لا يسمعون إلا عن حق، ولا يقومون إلا من وجد، وعند أكل الطعام فإنهم لا يأكلون إلا عن فاقة، وعند مجاراة العلم، فإنهم لا يذكرون إلا صفة الأولياء، وقال الجنيد رضي الله عنه : كنت ع جماعة في جبل طور سيناء فنزلنا على عين تحت دير النصارى ، وكان معنا قوال قال شيئا فظهر وجد للأصحاب، فقاموا ورقصوا، وصاحب الدير ينظر إلينا من فوق الدير ، وينادي ويصيح ، ويقول : بالله عليكم وبحق الدين الحنيفي إلا أجبتموني فلم يلتفت منا إليه أحد من طيب الوقت ، فلما سكت الجميع وقعدوا قال : من منكم لأستاذ ? فأشاروا إلي فقال : يا أستاذ هذا الذي كنتم فيه من السمع والحركات الرقص ، خصوص في دينكم ، أم عموم ؛ فقلت : بل خصوص بشرط الزهد في الدني قال : أشهد أن لا إلنه إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، هكذا وجدت في إنجيل ميسى عليه السلام أن خواضا من أمة محمد صلم عند السماع بشرط الزهد في الدني يكون لباسهم الصدق.
يل للشيخ الكبير أبي الحسن الشاذلي بن سالم رضي الله عنه هل تنكر السماع قال : كيف أنكره ، وقد سمعه من هو خير مني ، منهم عبد الله بن جعفر الطيار، ومعروف الكرخي والسري السقطي وذو النون المصري ، وأبو الحسن الثوري ، وأبو القاسم الجنيد ، والشبلي يسمعون ويرنصون قال بعض المشايخ الكبار : إن أنكرنا سماع ، أنكرنا على سبعين صديقا.
4444 186 - الحديث السادس والثمانون بعد المائة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله لم يقول : «إن . خير تابحين رجل أويس، وله والدة وكان بها برص فمروه أن يستغفر لكم» [) اخرجه مسلم لحكاية السادسة والثمانون بعد المائة حكي أن أويسا القرني رضي الله عنه كان يقتات في المزابل ويكتسي منها ، نبحه يوما كلب على مزبلة فقال له أويس : كل مما يليك وأنا آكل مما يليني، وا (1) صحيح مسلم (1968) 15 تنبحني، فإن جزت الصراط، فأنا خير منك وإلا فأنت خير مني، وكان أهله يقولون: مو مجنون وأقاربه يستهزئون به ، والصغار به متولعون ، وبالحجارة يرجمونه.
ي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلمم : إن الله حب من عباده الأصفياء ، الأخفياء ، الأبرار المشعثة رؤوسهم ، المغبرة وجوههم الخمصة بطونهم ، الذين إذا استأذنوا على الأمراء ، لم يؤذن لهم ، وإن خطبوا لمتنعمات لم ينكحوا ، وإن غابوا لم يفقدوا، وإن طلعوا لم يفرح بطلعتهم، وإن رضوا لم يعادوا وإن ماتوا لم يشهدوا قالوا: كيف لنا بالدخول معهم؟ قال : ذلك ويس القرني قالوا : وما أويس القرني ? قال : أشهل ذو صهوبة بعيد ما بين المنكبين عتدل القامة آدم شديد الأدمة ضارب بذقنه إلى صدره رام ببصره إلى موضع سجوده اضع يمينه على شماله يبكي على نسه ذو طمرين لا يأويه منزل مؤتزر بإزار صوف ورداء صوف مجهول في أهل الأرض معروف في أهل السماء لو أقسم على الله لأبر لا وإن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء ألا وإنه كان يوم القيامة ، قيل للعباد ادخلوا الجنة ويقال لأويس : قم فاشفع ، فيشفعه الله تعالى في مثل ربيعة ومضر يا عمر ويا علي إذا أنتما لقيتماه فاطلبا إليه أن يستغفر لكما، فقال : فمكثا يطلبانه عشر سنين !
يقدران عليه فلما كان في آخر السنة التي هلك عمر فيها فقام عمر على جبل أبي قبيس فنادى بأعلى صوته يا أهل اليمن أفيكم أويس ? فقام شيخ كبير طويل اللحية قال : إنا لا ندري ما أويس ولكن ابن أخ لي يقال له أويس وهو أخمل ذكرا ، وأقل بالا ، وأهون أمرا من أن نرفعه إليك وإنه ليرعى إبلنا ، حقير بين أظهرنا فعمي عليه عمر كأنه لا يريده ، وقال : أين ابن أخيك هذا أبحرمنا هو? قال : نعم ، فقال : أين يصاب? قال : بأرض عرفات ، قال : فركب عمر وعلي رضي الله عنهما سراعا إلى عرفات ، فإذا هو قائم يصلي إلى شجرة والإبل حوله ترعى فشدا خماريهما ثم أقبلا إليه فقالا : السلام عليك ورحمة الله وبركاته فخفف أويس من الصلاة ، ثم رد عليهما لسلام ، فقالا : من الرجل؟ قال : راعي الإبل وأجير قوم قالا : لسنا نسألك عن رعاية ولا عن الإجارة ما اسمك ? قال : عبد الله ، قالا : قد علمنا أن أهل السملوات والأرض كلهم عبد الله ، فما إسمك الذي سمتك أمك ، قال : يا هذان ما تريدان إلي » قالا : وصف لنا محمد صم أويسا القرني فقد عرفنا الصهوبة والشهولة ، أخبرنا أن تحت منكبك الأيسر لمعة بيضاء فأوضحها لنا فإن كانت بك أنت فهو فأوضح منكب إذا اللمعة ، فابتدراه يقبلانه وقالا : غشهد أنك أويس القرني فاستغفر لنا يغفر الله لك ال : ما أخص باستغفاري نفسا ولا أحدا من ولد آدم ولكنه في البر والبحر والمؤمنير المؤمنات والمسلمين والمسلمات ، يا هذان قد شهر الله لكما حالي وعرفكما أمري 159 من أنتما? قال علي : أما هذا فعمر أمير المؤمنين ، وأما أنا فعلي بن أبي طالب، استوى أويس قائما ، وقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، وأنت با ابن أبي طالب فجزاكما الله عن هذه الأمة خيرا ، فقالا : إذا أنت فجزاك الله عن فسك خيرا فقال له عمر : مكانك رحمك الله حتى أدخل مكة فآتيك بنفقة من عطائي فضل كسوة من ثيابي ، هذا المكان ميعاد بيني وبيتك ، قال : يا أمير المؤمتين لا ميعاد بيني وبينك لا أراك بعد اليوم تعرفني ما أصنع بالنفقة ما أصنع بالكسوة أما ترى علي إزاران متى تراني أخلفهما أما ترى أن نعلي مخصوفتان ، متى تراني أبليهما . أما ترى أني قد أخذت من راعيتي أربعة دراهم ، متى تراني آكلهما يا أمير المؤمنين إن بين دي ويديك عقبة كؤود لا يجاوزها إلا ضامر فخف مهزول فأخف رحمك الله ، فلما سمع عمر ذلك ضرب بيده ثم نادى بأعلى صوته : ألا ليت عمر لم تلده أمه يا ليتها كانت عقيما ، كانت تعالج حملها ألا من يأخذها بما قبلها ولها يعني الخلافة ثم قال أمير المؤمنيت خذ أنت هنهنا حتى آخذ أنا هنهنا فولى عمر ناحية مكة وساق أويس بله فوفى القوم فأعطاهم ، وخلى الرعاية وأقبل على العبادة حتى لحق بالله.
عن عبد الله بن سلمة قال : غزونا إذربيجان زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أويس القرني معنا، فلما رجعنا مرض أويس فحملناه فلم يستمسك فمات فنزلنا فإذا قبر محفور، وماء مقلوب، وكفن وحنوط فغسلناه وكفناه وصلينا عليه ودفناه ومشينا، فقال بعضنا لبعض: لو رجعنا فعلمنا قبره، فرجعنا فإذا لا قبر ولا أثر من قبره والله أعلم 187 - الحديث السابع والثمانون بعد المائة عن أبي ذر رض الله عنه قال : قال رسول الله صعلم: «إنها مباركة طعام طعم، وشقاء سقم يعني زمزم4 خرجه مسلم( لحكاية السابعة والثمانون بعد المائة حكي عن عبد الله بن يعقوب قال : قدم علينا شيخ من هراة يكنى: أبا عبد الله شيخ صدق فقال : دخلت المسجد الحرام في السحر فجلست إلى زمزم فإذا شيخ قد خل من باب زمزم، وقد سدل ثوبه على وجهه فأتى البئر فنزع بالدلو فشرب فأخذمت (1) صحيح سسلم (2473) .
فضلته فشربتها فإذا ما شربت لوزا لم أذق قط أطيب منه ثم التفت فإذا الشيخ قد ذهب م عدت من الغد في السحر إلى زمزم ، والشيخ قد دخل فأتى البئر فنزع بالدلو شرب وأخذت فضلته فشربتها وإذا ماء مضروب بعسل لم أذق قط أطيب منه ثم التفت فإذا بالشيخ قد ذهب ثم عدت من الغد في السحر فإذا الشيخ قد دخل فأتى بئر فنزع بالدلو فشرب فأخذت فضلته فشربتها فإذا سكر مضروب لين لم أذق قط أطيب منه فأخذت ملحفته فلففتها على يدي ، وقلت : يا شيخ بحق هذه البنية عليك من أنت ? قال : تكتم علي حتى أموت ؛ قلت : نعم قال : سفيان بن سعيد الثوري رضي الله عنه .
188 - الحديث الثامن والثمانون بعد المائة عن أبي فريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «يخرب الكعبة ذو لسويقنين من الحبشة» .
خرجه البخاري ومسلم 2) وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل للي و ستمتعوا من هذا البيت إنه هدم مرتين ويرفع في دالثة» إخرجه ابن حبان.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : «أكثروا من زيارة هذا البيت قبل أن يرفع وعنسى الناس مكانه» .
خرجه الأزوقي الحكاية الثامنة والثمانون بعد المائة تكي أن الكعبة الشريفة احترقت مرتين مرة في الجاهلية جمرتها امرأة من قريش فطارت شرارة من مجمرتها في ثياب الكعبة فاحترقت فلذلك هاجت لقريش عمارتها ، ومرة أخرى احترقت في الإسلام حين حاصر ابن الزبير وأصحابه ابن نمير الكندي تقدم جيش يزيد بن معاوية في المسجد الحرام فذهب رجل من أصحاب ابن الزبي يوقد نارا في خيمة فطارت شرارة في الخيمة فاحترقت الخيمة وكانت ريح شديدة (1) صحيح البخاري (2/ 182) .
(2) صي لم /183) .
161 النيل الحثيث في حكايات الحديث/ م 11 طارت النار من تلك الخيمة إلى الكعبة فاحترقت كسوة الكعبة يومئذ من بناء قريش دماك من حجر ومدماك من خشب من أولها إلى اخرها فاحترقت الكعبة فلذلك هاج ابن الزبير على عمارتها وقيل : بنيت الكعبة سبع مرار أحدها : بناء الملائكة وآدم عليه لسلام وخمسة أجبل طور سيناء وطور زيتون ولبنان والجودي وحراء . الثانية بناء براهيم وإسماعيل ، الثالثة : بناء العمالقة ، الرابعة : بناء جرهم ، الخامسة : بناء قريش قد حضره رسول الله صللم ، السادسة : بناء ابن الزبير في خلافته ، السابعة : بناء الحجاج وفي هذا القول اشتباه ، قال : البناء الموجود اليوم أكثره بناء ابن الزبير فإن الحجاج إنما هدم زيادة ابن الزبير في الكعبة وسد الباب الذي في ظهرها وما تحت عقبة الباب الشرقي في الذي يدخل فيه 44 189 - الحديث التاسع والثمانون بعد المائة عن أنس رضي الله عنه قال : لما خرج رسول الله صلم من مكة أظلم منها كل شيء فقال رسول الله صلم : «المدينة فيها قبري وبها بيتي وتربتي وحق على كل مسلم زيارتها» إخرجه أبو داود الحكاية التاسعة والثمانون بعد المائة حكي عن محمد بن عبد الله العيني أنه قال : بينما أنا جالس في مسجد رسول الله صلم وإذا بأعرابي قد أقبل إلى المسجد على بعير فلما بلغ باب المسجد أناخ البعير ثم دخل إلى القبر فسلم على رسول الله صلم سلاما حسنا ودعا دعاء جميلا ثم قال : ابي وأمي يا رسول الله إن الله خصك بوحيه وأنزل عليك كتابا جمع فيه علم الأولين الآخرين وقد قال فيما أنزل عليك منه : «ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما» وقد أتيتك مقرا بالذنوب مستشفعا بك إلى ربك ثم التفت إلى القبر فقال : خير من دفنت بالتراب أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم فسي فداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم 1) بل لم يخرجه - ولعله سهو من المؤلف أو الناسخ.
62 نم ركب بعيره ومضى فغلبتني عيناي فقمت فرأيت في الحال رسول الله صلم فقال : يا عتبي الأعرابي فبشره فإن الله قد غفر له بشفاعتي 44 19 - الحديث التسعون بعد المائة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «اللهم اغفر للمحلقين، الوا: يا رسول الله وللمقصرين، قال : «اللهم اغفر للمحلقين قالوا: يا رسول الله للمقصرين قال : «وللمقصرين» 2) خرجه البخاري ومسلم الحكاية التسعون بعد المائة كي عن أبي سهل بن يونس رجل من الصالحين أنه قال : رأيت في المنام سول الله صلم فقلت : يا رسول الله استغفر لي فقال : حججت؟ قلت : حججت، ال : وحلقت رأسك بمنى? قلت : نعم ، قال : رأس حلق بمنى لا تمسه النار 24* 191 - الحديث الحادي والتسعون بعد المائة ن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «والذي نفس يده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره أو أخيه ما يحب لنفسه» .
3 (4) اخرجه البخاري ومسلم الحكاية الحادية والتسعون بعد المائة حكي عن بعض السلف أنه نوى الحج ومعه ثمانمائة درهم فعرض له ذات يو3 حاجة فبعث ولده إلى بعض جيرانه فرجع ولده وهو يبكي فقال : ما لك يا بني قال دخلت على جارنا وعنده طبيخ وطعام فاشتهيت فلم يطعمني فذهب الرجل إلى جار فعاتبه على ما فعل فبكى الجار ، وقال : ألجأتني إلى كشف حالي نحن منذ خمسة أياء لم نطعم طعاما فطبخنا ميتة وأكلناها وعلمت أن ولدك يجد ما لا يحل معه أكل الميت (1) صحيح البخاري (213/2) .
(2) صحيح مسلم (81/4) .
(3) صحيح البخاري (13/1 4 ص 72/17) 163 تعجب وقال لنفسه : كيف النجاة وفي جواري مثل هذا وقد قال رسول الله صلم: «لا ؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ، وأنا متأهب للحج فرجع إلى بيته فأعطا ثمانمائة درهم التي كان أعدها للحج فلما كان عشية عرفة رأى ذو النون المصري وهو بعرفات كأن قائلا يقول له : يا ذا النون ترى كثرة هذا الزحام على هذا الموقف قال : نعم ، قال : ما حج منهم إلا رجل واحد تخلف عن الموقف فحج بهمته فوهب لله عز وجل له أهل الموقف، قال ذو النون : ومن هذا الرجل؟ قال : يسكن دمشق نعته له فذهب ذو النون إلى دمشق وبحث عنه حتى عرفه .
192 - الحديث الثاني والتسعون بعد المائة عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل».
إخرجه البخاري ومسلم( وعن زيد بن أرقم رضي لله عنه قال : قام رسول الله صلم خطيبا بين مك والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر فيما ذكر : «أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ، اذكركم الله قي أهل بيتي خرجه أبو داود والترمذي .
لحكاية الثانية والتسعون بعد المائة حكي عن عبد الله بن المبارك رضي الله عنه أنه فال : ورد الحاج في بعضر لسنين إلى بغداد فعزمت على الخروج معهم إلى الحج فأخذت في كمي خمسمائة ينار فخرجت إلى السوق أشتري آلة الحج فبينما أنا أمشي والدنانير في كمي إذ عارضتني امرأة وقالت لي : رحمك الله أنا امرأة شريفة ولي بنات عرايا واليوم الرابع ما كلنا شيئا قال : فوقع كلامها في قلبي فأخرجت الخمسمائة دينار من كمي وطرحتها في طرف إزارها وقلت لها : عودي إلى بيتك فاستعيني بهذه الدنانير على وقتك فحمدت الله تعالى وانصرفت ونزع الله عز وجل من قلبي حلاوة الحج في تلك السنة تأقمت وخرج الناس وحجوا ثم جاءوا فقلت : أخرج للقاء الأصدقاء والسلام عليه (1) صحيح ملم (2199) .
164 خرجت فجعلت كلما لقيت صديقا فقلت له : قبل الله حجك يقول لي: وأنت قبل لله حجك وشكر سعيك فأقول : ما حججت السنة فأقمت فقال لي بعضهم: يا سبحان لله ألم أقل لك ونحن ذاهبون إلى عرفات? وقال بعضهم : ألم تسقني بموضع كذا؟
وقال بعضهم : ألم تشتري كذا فأقول لهم ما أدري ما تقولون أما أنا فلم أحج السنة وطال علي ذلك وعجبت منه فلما كان الليل نمت فرأيت النبي صلم في اليوم فقال لي « تعجب من تهنئة الناس لك بالحج أعنت ملهوفا وأعنت ضعيفا من ولدي فسألت لله تعالى فخلق من صورتك ملكا فهو يحج عنك في كل عام فإن شئت فحج وإن لئت فلا تحج 2 192 - الحديث الثالث والتسعون بعد المائة من سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلعم «إن الله يحب لعبد التقي الغني» أخرجه مسلم في رواية : «إن الله يحب العبد الحليم التقي الغني المنصف ويبغض الفاحثرس لبذيء البخيل الملحف» الحكاية الثالثة والتسعون بعد المائة حكى المحاسبي قال : إن الفقراء كاتوا للمسكنة محبين ومن خوف الفقر ملقين بالله تعالى في أرزاقهم واثقين وبمقادير الله تحالى مقرورين وفي البلاء راحلين وفي لرخاء شاكرين وفي الضراء صابرين وفي السراء حامدين وكانوا لله متواضعين وعلو أنفسهم مؤثرين إذا أقبلت عليهم الدنيا حزنوا وإذا أقبل الفقر قالوا : مرحبا بشعار صالحي .
194 - الحديث الرابع والتسعون بعد المائة عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «إن فقراء المهاجري يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفا» خرجه البخاري ومسلم (1) صحيح مسلم (122/7) .
(2) صحيح مسلم (214/8 165 الحكاية الرابعة والتسعون بعد المائة حكي عن مض الشيوخ الكبار قال : رأيت رسول الله صللم في المنام وهو يحدثني عن فضائل الفقراء وشرف الفقر على الغنى فحفظت من قوله صلم أنه قال : حسبك أن عائشة تدخل الجنة قبل أغنيائها بخمسمائة عام وأن ابنتي فاطمة تدخل لجنة قبل عائشة بأربعين سنة لأنها نالت من الدنيا أقل من عائشة رضي انم عنهمالا .
444* 19 - الحديث الخامس والتسعون بعد المائة عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صعلم : «إن لصاحب الحق قالا اخرجه البخاري (1) الحكاية الخامسة والتسعون بعد المائة حكي عن الشيخ العارف أبي عبد الرحمن حاتم الأصم رضي الله عنه أنه دخل الري ومعه ثلاثمائة وعشرين رجلا يريدون الحج وعليهم جباب الصوف وليس معهم جراب ولا طعام فدخلوا على رجل من التجار متقشف يحب المساكين فأضافهم تلك الليلة فلما كان من الغد قال الرجل لحاتم : ألك حاجة إني أريد أن أعود فقيها هو عليل ? فقال حاتم عيادة المريض فيها فضل والنظر لى الفقيه عبادة وأنا أجيء أيضا معك وكان العليل محمد بن مقاتل قاضي الري فلما جاءوا إلى الباب فإذا هو يشرق حسنا فبقي حاتم متفكرا يقول : عالم عل هذا الحال فلما أذن لهم بالدخول فإذا دار لها سعة وفيها ستور فبقي حاتم متفكرا نم دخلوا إلى المجلس الذي هو فيه فإذا بفرس وطئه وهو راقد عليها وعند رأسه قملام وبيده مدية فقعد القاضي وحاتم قائم فأومى إليه ابن مقاتل أن اجلس فقال : لا أجلس فقال : لعل لك حاجة ? فقال : نعم ، فقال : وما هي ? قال : مسألة سألك عتها قال : سل ، قال : فاستو جالسا حتى أسألك فاستوى جالسا ، قال حاتم : علمك هذا من أين أخذته ? قال : من الثقات حدثوني به قال : عن من ال : عن أصحاب رسول الله صلم قال : وأصحاب رسول الله صلم عمن؟ قال : عن 1) صحيح الباي 2609) .
16 بي ص قال: والنبي صلم عمن؟ قال : عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل، قال حاتم : ففيما أداه جبريل عن الله تعالس إلى النبي صلم إلى الصحابة وأصحابه إلى الثقات والثقات إليك هل سمعت في العلم من كان في داره أميرا وكان في داره الثروة والمتاع الحسن وكانت واسعة كانت له عند الله المنزلة أكثر ، قال : لا قال : فكيف سمعت ? قال : سمعت من زهد في الدنيا ورغب في الآخرة ، وقدم الآخرة وأحب المساكين كانت له عند الله المنزلة ، قال : فأنت بمن اقتديت بالنبي صلم وأصحابه والصالحين ام بفرعون وهامان وجنودهما ، يا علماء السوء مثلكم مثل من يراه الجاهل المتكالب على الدنيا الراغب فيها فيقول العالم على مذه الحالة لا أكون أنا شرا منه ثم خرج من عنده فازداد ابن مقاتل مرضا رضي الله عنه وعن الصالحين أجمعين .
196 - الحديث السادس والتسعون بعد المائة من عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلم : «كتب الل مقادير الخلائف قبل أن يخلق السمنوات والأرض بخمسين ألف سنة قال : وكان عرشه على الماء» .
خرجه مسلم (1 ن عبد العزيز بن محمد عن أنيس بن محمد قال : لقي رسول الله صلم جنازة ي ب ض سكك المدن فسأل فقيل : فلان الحبشي، فقال رسول الله صلم : «تنشق منه أرضه وسماؤه للتربة التي خلق منهاء الحكاية السادسة والتسعون بعد المائة كي عن بعض الناس قال : كنا في مركب فمات رجل عليل كان فيها فأخذنا ي جهازه ، فأردنا إلقاءه في البحر فرأيت البحر قد انشق نصفين ونزلت السفينة إلى الأرض فخرجنا وحفرنا ودفناه فلما فرغنا من دفنه استوى الماء وارتفعت السفينة وسرنا .
* (1) صحيح مسلم (8/22٠) .
167 191 - الحديث السابع والتسعون بعد المائة من معقل بن يسار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «اقرؤوا على موتاكم ليس خرجه أبو داود الحكاية السابعة والتسعون بعد المائة حكي عن بعض العلماء أنه قال : سئل الشيخ العالم عز الدين بن عبد السلام ضي الله عنه بعد موته في المنام ما تقول فيما كنت تنكر من وصل ما يهدي من قراءة لقرآن للموتى فقال : هيهات وجدت الأمر بخلاف ما كنت 198 - الحديث الثامن والتسعون بعد المائة من ابن عباس رضي الله عنهما : «أن أسامة بن زيد كان رديف النبي صلم من عرفة إلى مزدلفة ثم أردف الفضل من مزدلفة إلى منى أخرجه البخاري ومسلم الحكاية الثامنة والتسعون بعد المائة حكي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : حج النبي صلم على رحل رث عليه قطيفة ، لا تساوي أربعة دراهم وقال : «اللهم اجعله حجا لا رياء فيه ولا سمعة» .
قال سري السقطي : خرجت إلى الحج على طريق الكوفة فلقيت جارية فقلت : إلى ين يا جارية ? بعيد عن الكسلان أو ذي ملالة وإما على المشتاق فهو قريب وأنشد مضهم في هذا يقول: يحن إلى أرض الحجاز فؤادي ويحدو اشتياقي نحو مكة حادي ولي أمل ما زال يسمو بهمتي إلى البلدة التي هي خير بلادي بها كعبة الله التي طاف حوله عباد الله خير عبادي أقضي حج الله من حج بيته بأصدق إيمان وأطيب زاد (1) بل رواه الترمذي في سننه (2156) وقال : حديث حسن صحيح .
2) مغق عليه ، اللؤلو والعرجان (71/2) .
168 أطوف كما طاف العيون حوله طواف قياد لا طواف غياد وأسلم الركن اليماني تابعا لسنة مهدي وطاعة هادي أركع تلقاء المقام مصلي صلاة أرجيها ليوم معادي أسعى السابيعا من المروة والصفا ل لربي مرة وأنادي وأرقى على أعلى الأماكن راعي إلى الله ربي في صلاح فينادي وأتي من أقصى بها الغرض الذي يتم به حجي وهديي ورشادي فيا ليتني شارفت جيل مكة فبت من حمد يروم فؤادي يا ليتني فد جئت بطن محسر على ذات لوح كالعفيف ينادي يا ليتني رويت بن ماء زمزم صدى خلد بين الحوائج صادكي 19 - الحديث التاسع والتسععن بعد المائة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان النبي صلم إذا قفل من غزو أو حج مرة فعلا فدفدا من الأرض أو شرفا كبر ثلاثا ثم قال : «لا إلنه إلا الله وحده ل شريك له ، له الملك ، وله الحمد وهو على كل شيء قدير تاثبون عابدون سائحون ربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحدهة اخرجه الترمذي ومسلم بمعناه و«ساجدون» مكان «سائحون » الحكاية التاسعة والتسعون بعد السائة حكي عن الحسن أنه قال : إذا خرج الحاج فشيعوهم وزودوهم الدعاء فإذا فلوا فالقوهم وصافحوهم قبل أن يخالطوا الذنوب فإن البركة في أيديهم فسبحان من أنعم عليهم ببلوغ المأمول وأعاضهم من مشقة سفرهم بحسن الآيات وخلع القبول آثار تلك الدار لهم لائحة وأنوار غفران الذتوب والأوزار عليهم واضحة وأنشد يقول شعر: فوح ارواح نجد من ثيابه عند القدوم لقرب العهد بالدا يا راكباي قفا لي واقضيا وطري وخبراني عن نجد بأخبار 1 ص ل )274 69 أنشد بعضهم عند قدوم الحاج أهلا بحجاج بيت الله الحراء ماذا لهم من كرامات ومن نعم ضوا مآربهم من حجهم وأتوا فضلين على خلق من الأمم فماء زمزم يشفى العليل به ونور أرواحهم يهدي من الظلم أوا النبي وطافوا حول حجرته يا طيب طيبة من ود ومن ألم يا أيها الركب قد طاب المشوق بكم وفي لقاكم برد من السق سلوا دياركم من بعد فرقتكم هل لاح فيها سنا برق ألم 2 4* 20 - الحديث المائتان عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «من خير معاش الناس لهم رجل في منمه في رأس شعفة من قمة الشعف أو بطن واد من هذه الأودية يقيح لصلاة ويؤتي الزكاة ويعبد الله ربه حين يأتيه اليقين وليس من الناس إلا بخير إخرجه مسلم والنسائي وفي رواية ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رجل أي الناس أفضل يا رسول لله؟ قال : «من يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، قال : ثم من قال رجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره» إخرجه للبخاري ومسلم لحكاية المائتان حكي عن سهل بن عبد الله أنه قال : مخالطة الولي الناس ذل وتفرده عز ما أيت وليا لله تعالى إلا منفردا وقيل : إن العزلة من آيات الله تعالى الواصلة ولهذا لمعنى أشار بقوله : (قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون) [الأنعام : الآية 91] وقال الله صع تعالى : (وتبتل إليه تبييلا) [المزمل : الآية 8] أي انفطع إليه في العبادة انقطاعا وقال الجنيد : من أراد أن يسلم له دينه ويستريح بدنه وقلبه فليعتزل الناس .
عن سهل بن عبد الله أن عبد الله بن صالح كان رجلا له سابقة وموهبة جزيلة ركان يفر من الناس إلى بلد حتى إلى مكة وطال مقامه بها فقيل له : لقد طال مقامك (1) صحيح مسلم (1889) .
170 مكة فقال : لم لا أقيم بها ولم يكن بلد تنزل فيه الرحمة والبركة أكثر من هذه البلد الملائكة تغدو بالبيت وتروح وإنيه ارى فيها أعاجيب كثيرة وأرى الملائكة يطوفون ألبيت على صور شتى لا يقطعون ذلك فقلت : أسألك بالله إلا ما أخبرتني بشيء من ذلك فقال : ما من ولي لله تعالى صحت ولايته إلا وهو يحضر هذه البلدة في كل جمعة ولا يتأخر عنها فمقامي هلهنا لأجل من اراه منهم ولقد رأيت رجلا يقال له : الك بن القاسم الجبلي وقد جاءوا به في عمرة فقلت له : إنك قريب عهد بالأك فقال : أستغفر الله فإني منذ أسبوع لم آكل ولكن أطعمت والدتي وأسرعت لألحق صلاة الفجر وبينه وبين الموضع الذي جاء منه تسعمائة فرسخ فهل أنت مؤمن لهذا? قلت : نعم ، قال : الحمد لله الذي أراني موقنا وقدر الفراسخ مائة وسبعة عشر مرحلة ذلك مسيرة ثلاثة أشهر وسبعة وعشرين يوما في مجرد السير النهر دون النيل وقد أ رني بعضهم : أنه يرى حول الكعبة الملائكة والأنبياء والأولياء عليه.
السلام وأكثر ما يراهم ليلة الجمعة وكذلك ليلة الاثنين وليلة الخميس وعد لي جماعة كثيرة من الأنبياء وذكر أنه يرى كل واحد منهم في موضع معين يجلس فيه حول الكعبة ويجلس معه أتباعه من أهله وأقربائه وأصحابه وذكر أنه يرى نبينا حمدا صلم يجتمع عليه من أولياء أمته خلق لا يحصي عددهم إلا الله تعالى ولم جتمع على سائر الأنبياء مثل ذلك وذكر أن إبراهيم عليه السلام وأولاده يجلسون برب باب الكعبة بحذاء مقامه المعروف وموسى وجماعة من الأنبياء عليهم السلا بين الركنين اليمانيين وعيسى وجماعة في جهة الحجر ورأى قبر إسماعيل علي السلام ورأى سيدنا محمدا صلم جالسا عند الركن اليماني مع أهل بيته وأصحاب وأولياء أمته وذكر : أنه رأى إبراهيم وعيسى عليهما السلام أكثر الأنبياء محبة لأمة حمد صعلم وأكثرهم فرحا لفضلهم ورأى في بعض الأنبياء غيرة موسى وبكائه ليلة لمعراج ما كان والغيرة في الخير محمودة وإنما يذم الحسد وما ذكر عن إبراهيم وعيسى عليهم السلام مناسب لحالهما وكثرة ودهما لهذه الأمة يعرف ذلك من ل للاع على الأخبار والآثار بل يفهم ذلك من القرآن . قوله غمرة إنما يقال في اللحم خاصة ، قال ابن الأعرابي : تقول العرب يدي من اللحم غمرة ومن السمك سمرة ومن اللبن والزبد شبرة ومن العجين درجة ومن الأشنان قصصة ومن المداء جدة ومن الماء بلة وصن النجء والسقط نمسة ومن الزعفران درعة ومن المسك عبقة .
171 2٠1 - الحديث الحادي بعد المائتين عن جابر رضي لله عنه قال : «أراد رسول الله صلم الحج فأذن في الناس فلما اتى البيداء أحرم» .
خرجه الترمذي لحكاية الحادية بعد المائتين مكي عن بعض الصالحين أنه لما وصل الميقات وتجرد عن مخيط ثيابه لبس زارا ورداء وتفكر في صبيته وتغير اله قال: اللهم ثبتنا على الصراط المستقيم وأعن في دخول طاعتك يا كريم إنك بر رؤوف رحيم ثم غشي عليه . ليعلم أن الإحرام أول يسك مناسك الحج به يحصل الدخول فيه فتفكر والحظ عند تجردك من المخيط لبس ثوب الإحرام معنى أنك لا تلقي الله بعد الموت إلا في زي مخالف لزي مخالفاتك وإذا جرمك بالحرم في إكثار الزاد والماء لخوف الجوع والعطش فاعلم أن سفر القيامة أطول وعطش حرها أشد وتذكر بقطع العقبات والمفاوز الأهوال بعد لموت وبالموقف موقف القيامة وبالتعلق بأستار الكعبة تمسك المذنب بذيل الملك بالسعي بين الصفا والمروة الفرار منه وإليه وقال بعضهم : العجب ممن يقطع الأودية والقفار والمفاوز حتى يصل إلى بيت الله تعالى وحرمه لأنه فيه آثار الأنبياء كيف لا يقطع نفسه وهواه متى يصل إلى قلبه فإن فيه آثارا، وبه أنشد بعضهم شعر : ليك قصدي لا للبيت والأنر ولا طواف بأركان ولا حجر سفا دمعي الصفا لي حين أعبره وزمزمي دمعة تجري من البصر فيك سعيي وتعميري ومزدلفي والهدي جسمي الذي يفنى من الحذر جمار قلبي جمار سره شرر الحرم تحريمي الدنيا عن الفكر مسجد الخيف خوفي من تباعدكم و مشعري ومقامي دونكم خطري رودي رجائي له والشوق راحلتي والماء من عبراتي والهوا سفري ** 1) سنن الترذي 817) .
17
Page inconnue