Les météores dans l'histoire humaine
النيازك في التاريخ الإنساني
Genres
Meteoritics and Planetary Science ، وهي المجلة التي تصدر شهريا الآن.
الفصل الثالث
ما بين التقديس والازدراء
«إن الناس نظروا للأحجار التي تسقط من السماء باعتبارها أجساما تسقط من مواقع مقدسة في السموات.» (طومسن جالي، موسوعة الأديان) إذا رأيت شهابا ساقطا من السماء (النجم الساقط)، فتمن ما تشاء؛ فإن أمنياتك سوف تتحقق. ***
شاهد الناس قديما سقوط النيازك من السماء، وتفاوتت نظرتهم إليها من مكان لآخر، ومن زمن لآخر، ومن مجتمع لآخر، ومن ثقافة لأخرى، ما بين التقديس والازدراء. (1) تقديس النيازك
عبد الإنسان قديما الأحجار التي كانت تمثل بالنسبة إليه أشياء غير عادية؛ فالأحجار التي تظهر في الصحاري والحقول وتشبه صور الحيوانات والناس لفتت أنظار الإنسان القديم. وأهم الأحجار التي لا بد أنها لاقت التقديس من الإنسان القديم، هي بطبيعة الحال النيازك؛ فقد تخيل الناس أن النيازك التي تسقط من السماء على الأرض مصحوبة بالأضواء الخاطفة والأصوات العالية تمثل رسائل من الآلهة لها مدلولاتها؛ ومن ثم نالت منهم النيازك الحديدية (باعتبارها النوع الأكثر شهرة في التاريخ القديم) حظا كبيرا من الإجلال والتقديس.
1
ويذكر «طومسن جالي»، في «موسوعة الأديان»، أن الناس نظروا للأحجار التي تسقط من السماء باعتبارها أجساما تسقط من مواقع مقدسة في السموات؛ ومن ثم نالت التقديس والاحترام من الناس في العصور القديمة. ويذكر مثلا على ما يعرف بال «نومانا» من سكان وادي نهر النيجر بغرب أفريقيا، الذين يقدسون السماء. هؤلاء الناس يقدسون حصوات صخرية صغيرة، يرون أنها ساقطة من السماء. ويشكلون أقماعا من تراب الأرض بارتفاع 3 أقدام، ويضعون هذه الأحجار الصغيرة التي في حجم الحصى فوق قمة الأقماع التي يشكلونها من التراب، ويحجون إليها ويقدسونها. وباعتبار أن هذه الحصى ساقطة من السماء، فإنهم يعتبرونها أحجارا مقدسة من رب السماء.
2
وقد سبقت الإشارة إلى معرفة قدماء المصريين النيازك مبكرا، من خلال إشاراتهم للحديد باعتباره من مصادر سماوية. ونالت لديهم النيازك الحديدية الإجلال والتقديس؛ إذ يرى عالم المصريات الأستاذ زكي إسكندر أن قدماء المصريين كانوا لا يعتدون إلا بحديد النيازك، ولا يعيرون الحديد الأرضي أهمية تذكر.
Page inconnue