150

Nawahid Abkar

نواهد الأبكار وشوارد الأفكار = حاشية السيوطي على تفسير البيضاوي

Maison d'édition

جامعة أم القرى

Lieu d'édition

كلية الدعوة وأصول الدين

قوله: (ولأنه صار كالعلم من حيث أنه لا يوصف به غيره). قال الكرماني: بالإجماع (١). وقال الشيخ عز الدين ابن عبد السلام: " الفرق بين لفظ " الله " و" الرحمن " وإن كان كل واحد منهما لم تقع المشاركة فيه أن المنع في اسم الرحمن شرعي طرأ بعد الإسلام، بخلاف الآخر فإنه لم يتجرأ عليه أحد قبل الإسلام ولا بعده (٢). * * * تنبيه: ظاهر كلامه أن الرحيم يوصف به غيره، وهو المعروف، لكن أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن البصري أنه قال: الرحيم لا يستطيع الناس أن ينتحلوه (٣). وظهر لي أن مراده المعرّف باللام، دون المنكر والمضاف. قوله: (فيكون كالتتمة والرديف). قال الطيبي: حاصله أنه من باب التتميم، لا من باب الترقي، والتتميم تقييد الكلام بتابع يفيد مبالغة. قال: وظاهر كلام الإمام أنه من باب التكميل، وهو أن يؤتى بكلام في فنّ فَيُرَى أنه ناقص فيه، فيكمل بآخر، فإنه لما قال: الرحمن يوهم أن جلائل النعم منه، وأن الدقائق لا يجوز أن تنسب إليه لحقارتها، فكمل بالرحيم. وينصره حديث " ليسأل أحدكم ربَّه حاجته كلها حتى شسع نعله (٤) ".

1 / 151