الرجل الحكيم بألف رجل
قيل لرجل من عبس: ما أكثر صوابكم في مباشرة ما تأتون ومجانبة ما تعرضون عنه! قال: نحن ألف رجل، وفينا رجل واحد حازم ذو رأي ومعرفة، فنحن نشاوره في الجليل والحقير، ونعمل برأيه، فكأننا إذا عملنا برأيه ومشورته قد عملنا برأي ألف حازم، وجدير بألف حازم أن يصيبوا.
وصية بعض الحكماء
أوصى بعض الحكماء ملكا فقال: «لا يكونن العدو الذي كشف لك عن عداوته بأحقر عندك من الظنين الذي يستتر لك بمخاتلته، فإنه ربما تخوف الرجل السم الذي هو أقتل الأشياء، وقتله الماء الذي هو محيي الأشياء، وربما تخوف أن تقتله الملوك التي تملكه ثم تقتله العبيد التي يملكها.»
عمر بن عبد العزيز والحسن
كتب عمر بن عبد العزيز إلى الحسن: اجمع لي أمر الدنيا، وصف لي أمر الآخرة. فكتب إليه: «إنما الدنيا حلم، والآخرة يقظة، والموت مستيقظ، ونحن في أضغاث أحلام، من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر، ومن نظر في العواقب نجا، ومن أطاع هواه ضل، ومن حلم غنم، ومن خاف سلم، ومن اعتبر أبصر، ومن فهم علم، ومن علم عمل، فإذا زللت فارجع، وإذا ندمت فاقلع، وإذا جهلت فاسأل، وإذا غضبت فأمسك، واعلم أن أفضل الأعمال ما أكرهت النفوس عليه.»
ابنة حاتم
اجتاز بعض الأمراء باب حاتم الأصم، فاستسقى ماء فلما شرب رمى إليهم شيئا من المال، ووافقه أصحابه، ففرح أهل الدار سوى بنية صغيرة لحاتم فإنها بكت، فقيل لها: ما يبكيك؟! قالت: مخلوق نظر إلينا نظرة فاستغنينا، فكيف لو نظر إلينا الخالق سبحانه وتعالى؟!
القسم الثالث
في نوادر العظماء
Page inconnue