نباهة المأمون
حكي أن أم جعفر عاتبت الرشيد في تقريظه للمأمون دون الأمين ولدها، فدعا خادما، وقال له: وجه إلى الأمين والمأمون خادما يقول لكل واحد منهما على الخلوة: ما تفعل بي إذا أفضت الخلافة إليك؟ فأما الأمين فقال للخادم: أقطعك وأعطيك. وأما المأمون فإنه قام إلى الخادم - بدواة كانت بين يديه - وقال: اسألني عما أفعل بك يوم يموت أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين؛ إني لأرجو أن نكون جميعا فداء له. فقال الرشيد لأم جعفر: كيف ترين؟ فسكتت عن الجواب.
محمد بن عمران والمأمون
لما بنى محمد بن عمران قصره إزاء قصر المأمون قيل له: يا أمير المؤمنين، باراك وباهاك. فدعاه، وقال: لم بنيت هذا القصر حذائي؟ قال: يا أمير المؤمنين أحببت أن ترى نعمتك علي؛ فجعلته نصب عينك. فاستحسن المأمون جوابه وعفا عنه.
العباس بن الحسين والمأمون
قال العباس بن الحسين للمأمون: يا أمير المؤمنين، إن لساني ينطلق بمدحك غائبا، وقد أحببت أن يستزيد عندك حاضرا، أفتأذن يا أمير المؤمنين بالكلام؟ فقال له: قل فوالله إنك لتقول فتحسن، وتحضر فتزين وتغيب فتؤتمن. فقال: ما بعد هذا الكلام يا أمير المؤمنين أفتأذن بالسكوت؟ قال: إذا شئت.
المأمون وسوسن والجارية
كان للمأمون جماعة من المغنين وفيهم مغن يسمى سوسنا عليه وسم جمال.
فبينما هو عنده يغني؛ إذ تطلعت جارية من جواريه فنظرت إليه، فعلقته، فكانت إذا حضر سوسن تسوي عودها وتغني:
ما مررنا بالسوسن الغض إلا
Page inconnue