232

Nawadir Kiram

نوادر الكرام

Genres

يلام أبو الفضل في جوده

وهل يملك البحر أن لا يفيضا

كانت أخت حاتم سخية لا تبقي شيئا، فحظر عليها إخوتها وحبسوها حتى ذاقت طعم الجوع والفقر، فظنوا أنها قد وجدت ألم الضيق والفقر فأطلقوها ودفعوا إليها صرة، فأتتها سائلة، فقالت: دونك الصرة فقد نابني من الجوع ما لا أمنع بعده سائلا أبدا.

مدح رجل هشام بن عبد الملك، فقال: يا هذا إنه قد نهي عن مدح الرجل في وجهه، فقال: ما مدحتك ولكن ذكرتك نعم الله عليك لتجدد شكرا، فقال هشام: هذا أحسن من المدح فوصله وأكرمه.

قال بعض الأعراب: قدم علينا الحكم بن المخزومي ولا مال لنا فأغنانا عن آخرنا، فقلت له: كيف؟ فقال: علمنا مكارم الأخلاق فعاد أغنياؤنا على فقرائنا فصرنا كلنا أجوادا.

قال مسلم بن قتيبة: إني لأعجز عن مكافأة من رآني لحاجته أهلا، فقال أبو العطاء: أيها الأمير فاجعل فضلك ابتداء حتى ترفع عن نفسك ثقل المكافأة.

سئل بعض الأدباء عن جعفر بن يحيى بعدما قتل، فقال: تركني مقطوع الآمال زاهدا بعده في طلب الأموال.

قال ابن خارجة: لا أرد سائلا فإنما هو كريم أسد خلته أو لئيم أشتري عرضي منه.

كان العباس بن محمد يجري على رجل شيئا فغضب عليه، وكان ابنه كتب إطلاقات رفعت إليه فترك اسم المغضوب عليه، فقال: فأين ذكر رزق فلان، فقال: إنك قد كنت غضبت عليه، فقال: يا بني غضبي لا يسقط هبتي إن أباك لا يغضب في النوال.

قال الحجاج يوما: قل السائلون؟ فقال رجل: أصلح الله الأمير إنك أكثرت خير البيوت فاستغنى الناس بما يصل إليهم عن الترحال، فسر الحجاج، وقال: بارك الله فيك وأحسن إليه.

Page inconnue