المهدي وأحد العبيد
أهدى له بعض العبيد عصيدة، فاشترى الضيعة التي فيها ذلك العبد والعبد بألف دينار، وأعتقه ووهبه الضيعة وأقدمه المهدي بغداد ثم رده المدينة لمنام رآه.
المهدي والمؤمل
قال المؤمل بن أميل: قدمت على المهدي وهو بالري وهو إذ ذاك ولي عهد فامتدحته بأبيات، فأمر لي بعشرين ألف درهم، فكتب بذلك إلى المنصور وهو بمدينة السلام يخبره فكتب إلى كاتب المهدي أن توجه إلي بالشاعر، فطلبت فلم يقدر علي، وكتب إلى أبي جعفر أنه قد توجه إلى مدينة السلام، فأجلس المنصور قائدا من قواده على جسر النهروان وأمره أن يتصفح الناس رجلا رجلا فجعل لا يمر به قافلة إلا تصفح من فيها، حتى مرت به القافلة التي فيها المؤمل بن أميل، فتصفحه فلما سأله من أنت؟ قال: أنا المؤمل بن أميل المحاربي الشاعر أحد زوار المهدي، قال: إياك طلبت، قال المؤمل: فكاد قلبي يتصدع خوفا من أبي جعفر، فقبض علي وسلمني إلى الربيع، فدخل على أبي جعفر وقال: هذا الشاعر قد ظفرنا به، قال: أدخلوه إلي، فدخلت إليه وسلمت عليه تسليم مروع، فرد السلام وقال: ليس ههنا إلا خيرا، أأنت المؤمل بن أميل، قلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال: أتيت غلاما غرا فخدعته، قلت: نعم، أصلح الله أمير المؤمنين، أتيت غلاما غرا كريما فخدعته فانخدع، قال: فكأن ذلك أعجبه، فقال: أنشدني ما قلت فيه فأنشدته:
هو المهدي إلا أن فيه
مشابه صورة القمر المنير
مشابه ذا وذا فيما إذا ما
أنارا يشكلان على البصير
فهذا في الظلام سراج ليل
وهذا في النهار ضياء نور
Page inconnue