Les singularités de la Grande Guerre
نوادر الحرب العظمى
Genres
التاريخ يعيد نفسه أيضا: في هذه الحرب هاجمت الطيارات الألمانية مدينة «بولون سورمر» الفرنسوية وألقت عليها القنابل فهدمت منها منازل وبيوتا، وكانت الهدنة وكانت معاهدة فرسايل وقدرت الخسائر التي أوقعها الألمان وما زال الناس يتوقعون تعويضا، وحدث أن أحد الذين هدم منزله شكا من أنه لم يتناول بعض التعويض الواجب الموعود به فقال له أحد مواطنيه: تصبر ولا تهلك أسى وتجلد.
وفي ليالي 8 و9 و10 أكتوبر من عام 1806 هاجم الأسطول الإنكليزي مدينة بولون وأطلق عليها الحراقات فالتهمت النيران بضعة عشر منزلا.
وكان محافظ المدينة المسيو دلبورت يتذكر أن الحكومة قد أصدرت قبل سنتين أمرا فيه أن الحكومة تعوض الذين لحقتهم الأضرار من خزانتها؛ فأسرع في تعيين خبراء لتقدير الخسائر، وبعد ثلاثة أشهر وضع الخبراء قرارهم الرسمي وإذا الخسائر تساوي 87,720 فرنكا، وعملا بالأصول المرعية في ذلك العهد رفع القرار إلى مواطئ أقدام العرش الإمبراطوري وحسب القوم أنهم في الغد نائلون التعويض، وطال عليهم الانتظار حتى إنه بعد خمسة أشهر أعلن الإمبراطور أن هذه التعويضات تدفع من عوائد المكوس التي تجبوها المدينة؛ فاسترحمت مدينة بولون من هذه الضريبة التي لم يكن لها بها قبل فلم تلق جوابا، ومن قابل عاودت الحكومة في هذا الأمر فكان جواب الحكومة سكوتا، ثم اندثرت الإمبراطورية.
ولما كان عام 1818 رفعت المدينة إلى مجلس النواب عريضة بهذا الشأن فرد المجلس يقول: ليس لدى الحكومة أموال قط تدفعها عن أضرار مسببة من زمن «بعيد العهد كهذا».
وألحوا في الاسترحام وخابوا، وفي 1825 نزلت دوقة بيري مدينة بولون فقدمت لها عريضة فأجابت عنها بعد سنة كاملة: إن المدينة قد استفادت كثيرا من وجود الجيش فيها فيسعها والحالة هذه أن تتحمل أضرار القنابل.
ولكن الدهر جار على أولئك المساكين والتعويض لم يأت، فما أولى قول من قال:
إن اختفى ما في الزمان الآتي
فقس على الماضي من الأوقات •••
شجاعة الصبيان في الحرب: يريدون بالصبيان من كان دون الثامنة عشرة من عمره، وهؤلاء يتركون مع الجيش أو الأسطول للقيام بأشغال خفيفة سهلة ولا يطلب منهم حمل السلاح والقتال؛ لأنهم دون السن المفروضة لهم في العسكرية، وكان فتى إنكليزي بحري في السادسة عشرة من العمر شهد معركة جوتلاند البحرية وكان في إحدى البوارج الإنكليزية التي اشتركت في قتال الأسطول الألماني، وقد أمر الغلام قبل نشوب المعركة بالوقوف في مكان معين على ظهر البارجة لاستلام الإشارات التي ترسل إلى البارجة فدارت رحى المعركة البحرية ونسي رؤساء الغلام أمره إذ شغلتهم بوارج الألمان عن الالتفات إليه فظل واقفا في مكانه معرضا للموت في كل دقيقة، ولما انتهت المعركة وجدوه حيث أمر بالوقوف ملقى جريحا وحوله بقايا الحبال المقطعة والخشب المتناثر الذي طيرته القنابل، وقد أعجب الأميرال بيتي بشجاعة هذا الفتى وبسالته وذكر أمانته في تقاريره عن تلك المعركة وأسف كثيرا لأنه توفي على إثر جروحه البالغة. •••
شجاعة فتى: يروى عن فتى فرنسوي جندي في فرقة البورجية أنه أظهر شجاعة فائقة وصبرا عجيبا على المكاره والشدائد؛ فقد شهد أهوال المعارك الدموية التي دارت في توميون إحدى الاستحاكامات في ميدان فردون حيث اشتبك الألمان والفرنسويون في قتال يشيب منه الأطفال وجرت الدماء أنهارا، وإن القلم ليعجز عن وصف شدته وهوله، فكانت توميون تارة بيد الألمان وتارة بيد الفرنسويين واستقتل الفرنسويون أيما استقتال فأبيدت أورطة عن آخرها ولم يبق منها مخبر سوى الفتى البورجي، وكانت قد أصابت رأسه شظية قنبلة فجرحته جرحا بالغا ولكنه احتمل ألم جرحه وجعل ينفخ في نفيره طالبا الإمداد، وما زال كذلك حتى بدت طلائع النجدة آتية وكانت قواه قد خانته فسقط على الأرض معيى ونقل إلى المستشفى بين حي وميت من عظم ما نزف من دمه. •••
Page inconnue