ويقول فريق ثالث: إن حافظا لم يأت ما أتاه من الأعمال المدهشة والنوادر العجيبة إلا عن رغب منه في إظهار ما فيه من المزايا النادرة، وطلبا لإصلاح البوليس السري الذي لا يزال حتى الساعة يبحث عنك وكأنه يبحث عن الغول أو العنقاء.
أما أنا فأقول: إن الخليق بك وأنت على هذه الحال أن تكفر عن كل ما أتيت بتسليم نفسك للبوليس، حتى إذا ما قضيت مدة سجنك عدت إلى عالم الجهاد خلقا جديدا، وخدمت العباد والبلاد بذكائك وإقدامك، بل إن في وسعك وأنت أنت الذي حير الألباب وأدهش المفكرين في اقتداره على الاختفاء عن أعين رجال البوليس أن تقضي السنوات اللازمة لسقوط حق رفع الدعوى عليك، ثم تعود إلى عالم الاجتماع ملكا طاهرا لا غاية له إلا خدمة بني الإنسان، بل إن في مكنتك أن تخدم الاجتماع وأنت طريد فتراسل الصحف بما يعن لك من الخواطر التي أملاها عليك الاختبار، فيكون لمقالاتك أعظم تأثير وأبلغ استحسان، وإنني لأنتظر منك أن تفعل ذلك، مقدما في الختام خالص تعازي للبوليس السري الذي عجز عن اللحاق بك وأدرك أن مثلك لا يشق له غبار.
هداك الله ووهبك من لدنه رشدا وغفرانا بمنه وكرمه.
جورج طنوس
Page inconnue