ويح قيس لقد تضمن منها
داء خبل فالقلب منه عميد
ثم قضى بعد ذلك بثلاثة أيام.
جعد بن مهجع العذري وأسماء
كان لجعد بن مهجع العذري أخوال حول ماله إليهم خشية التلف، فأقام عندهم ثم خرج يوما على فرس وقد صحب شرابا، فاشتد الحر وظهرت له دوحة فقصدها ونزل تحتها، فما لبث أن لاح له شخص عليه درع أصفر وعمامة سوداء يطرد أتانا شاردا حتى قتله، ثم قصد الدوحة ونزل بها، فحادثه فوجد في ألفاظه عذوبة لا تقدر وخلب عقله، فدعاه إلى الشراب فشرب، وقام ليصلح من شأن فرسه فتزحزح الدرع عن ثدي كحق العاج، فقال: امرأة أنت؟ فقالت: نعم، ولكن شديدة العفاف، حسنة الأخلاق والمفاكهة، فعلقها من تلك الساعة، وسألها الزيارة، فذكرت أن لها إخوة شرسة وأبا كذلك ثم مضت، فلما طالت مدة الفراق زاد حزنه وسقامه ولازم الوساد سنة كاملة، ثم شكا إلى أحد أصحابه فأشار عليه أن يخطبها من أبيها ومضى معه حتى نزلا بالشيخ، فأحسن ملقاهما ورحب بهما، فقال له: قد أتيتك خاطبا، قال: فوق الكفاءة، وزوجه بها، فلما كان الغد صادفه صديقه وسأله عن حاله معها، فقال: أبدت لي كثيرا مما أخفته عني قديما وسألتها عن ذلك فأنشدت:
كتمت الهوى أني رأيتك جازعا
فقلت فتى بعد الصديق يريد
فإن تطرحني أو تقول فتية
يضر بها برح الهوى فتعود
فوريت عما بي وفي الكبد والحشا
Page inconnue