Nathr al-Wurud Sharh Ha'iyyat Ibn Abi Dawud

Abdul Rahman bin Abdulaziz Al-Aql d. Unknown
81

Nathr al-Wurud Sharh Ha'iyyat Ibn Abi Dawud

نثر الورود شرح حائية ابن أبي داود

Maison d'édition

مركز النخب العلمية

Numéro d'édition

الرابعة

Année de publication

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Genres

ولقد استدل ابن خزيمة بهذا الحديث على ثبوت الشفاعة العظمى لأهل الموقف لأجل الحساب. النوع الثاني: الشفاعة في استفتاح باب الجنة لأهلها: جاء في صحيح مسلم عن أنس بن مالك ﵁ أنه قال: قال النبي ﷺ: «أَنَا أَوَّلُ شَفِيعٍ فِي الجنَّةِ، لَمْ يُصَدَّقْ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مَا صُدِّقْتُ، وَإِنَّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيًّا مَا يُصَدِّقُهُ مِنْ أُمَّتِهِ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ» (١). وفي مسلم أيضًا عن أنس بن مالك ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «آتِي بَابَ الجنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتفْتِحُ، فَيَقُولُ الخازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ لَا أَفْتَحُ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ» (٢). وهذان الحديثان ونحوهما تدل على أن النبي ﷺ أول الشفعاء لأهل الجنة في دخولها. ومن هذا الوجه فإن هذا النوع من الشفاعة خاص بالنبي ﷺ. قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ عن هذه الشفاعة والتي قبلها: «وهاتان الشفاعتان خاصتان له ﷺ» (٣). وكما أن نبينا ﷺ أول من يستفتح باب الجنة فيفتح له، كما تقدم، فإن أول من يدخل الجنة من الأمم أمته ﷺ، فقد جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «نَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الجنَّة ...» (٤).

(١) صحيح مسلم (١/ ١٨٨) رقم (١٩٦). (٢) صحيح مسلم (١/ ١٨٨) رقم (١٩٧). (٣) مجموع الفتاوى (٣/ ١٤٧). (٤) صحيح مسلم (٢/ ٥٨٥) رقم (٨٥٥).

1 / 85