La Naissance de la philosophie scientifique
نشأة الفلسفة العلمية
Genres
Gamov
وغيرهما هذه العمليات في ضوء الكشوف القريبة العهد، المتعلقة بتكوين النويات الذرية. أما المصدر الأكبر للطاقة فهو تكوين الهليوم من الهيدروجين، الذي يطلق كميات هائلة من الطاقة، على حين تكون كتلة المادة المفقودة صغيرة نسبيا (وهذه هي العملية التي يعتزم محاكاتها في مشروع القنبلة الهيدروجينية المزمع تنفيذه).
1
وتدل الحسابات التي أجريت على الشمس على أن الوقت الذي سيظل الهيدروجين موجودا فيه إلى أن يستنفد نهائيا، يتيح لها عمرا يبلغ حوالي اثني عشر ألف مليون سنة، انقضى منها بالفعل ألفا مليون. ففي خلال هذه العملية، ستصبح الشمس أسخن ببطء، حتى يتم الوصول إلى حد أعلى، وبعد هذه المرحلة ستبرد الشمس بسرعة.
وتتأيد نظرية تطور النجم بفضل استدلالات من نوع مختلف تماما، تشبه الاستدلالات المستخدمة في نظرية التطور عند دارون؛ فقد اكتشف الفلكيون ترتيبا منظما لمجموع النجوم المرئية في السماء ليلا، وهو ترتيب يمكن النظر إليه على أنه يمثل الترتيب التاريخي للمراحل التي يمر بها كل فرد. وهنا أيضا تتضح قوة الاستدلال من الترتيب المنظم للأشياء المتزامنة على ترتيب التعاقب الزمني. على أن تطبيق هذا الاستدلال في حالة النجوم كان أصعب منه في حالة النظم البيولوجية؛ لأن الترتيب المنظم للنجوم ليس مما يسهل رؤيته. ولقد كان أساس هذه الأبحاث رسما بيانيا إحصائيا توصل إليه الفلكيان ه. ن. رسل
H. N. Russell
وإ. هرتسبرونج
E. Hertzprung . في هذا الرسم البياني تصنف النجوم على أساس النمط الطيفي؛ أي بالنسبة إلى خطوط معينة يكشف المطياف
Spectroscope
في الضوء المنبعث عن النجوم، وتدل على حرارتها. فإذا جمعنا بين النمط الطيفي وبين درجة بريق النجم، أمكن الوصول إلى ترتيب معين للنجوم في سلسلة. فإذا ما نظر إلى الترتيب المنظم الذي تم تكوينه على هذا النحو، على أنه يعبر عن متوسط التعاقب التاريخي لمراحل عمر النجم، كان هذا التفسير مطابقا للنتائج المستمدة من الأبحاث الخاصة بتولد الحرارة في باطن النجوم. فالنجوم الحديثة التكوين كرات غازات ذات حجم هائل، ومادة ضئيلة الكثافة جدا، وضوءهما ميال إلى الحمرة؛ لأن حرارتها ليست عالية جدا. أما النجوم القديمة فإن امتدادها أقل، ولكن كثافة مادتها كبيرة. وما دامت حرارتها تظل عالية، فإن ضوءها يكون أبيض، إلى أن تبرد آخر الأمر ولا تعود مرئية. وهكذا يمتد تاريخ حياة النجم ما بين مرحلتي العملاق الأحمر والقزم الأبيض. أما النهاية فلا تبشر بخير كثير؛ إذ إن شمسنا ستغدو أسخن بعض الوقت، وتجعل المحيطات تغلي، بحيث إنه قد يتعين على البشر أن يهاجروا إلى كوكب أبعد، ولكنها ستبرد آخر الأمر، وتصبح قطعة من المادة باردة ميتة لا وجود للحياة في بيئتها. ولما كان هذا المصير ذاته ينتظر كل النجوم الأخرى ، فإن الكون سيموت آخر الأمر ميتة التعادل الحراري التي تنبأ بها المبدأ الثاني للديناميكا الحرارية (انظر الفصل العاشر).
Page inconnue