86

وعلم الأركيولوجيا علم حديث لم يشتغل به اليونانيون ولا الرومانيون، يقول المؤرخون: إن «دانتي» عندما كان يفتش على كتب قديمة خطية عثر صدفة على بعض المخطوطات الحجرية، وإن المشتغلين بالتصوير لم يعثروا على الصور القديمة إلا عندما بدءوا يضعون النظريات الأولى لهذا الفن، ثم إن ميشل أنجلو ورافائيل أخذا يدرسان النصب القديمة وخرائب أثينا ورومية، وهكذا كانت الخطوة الأولى نحو العلوم الأثرية خطوة إيطالية خطاها كبار الأساتذة من النحاتين والمصورين والشعراء.

وكانت الخطوة الثانية للويس الرابع عشر. على أن الناس لم يتعدوا في هاتين الخطوتين جمع الصور والمنحوتات، ولم تدخل الأركيولوجيا الطور الجدي إلا بعد ظهور العالم ونكلمان.

ولد هذا العلامة الألماني في مدينة ستندال سنة 1717، وكان أبوه صانع أحذية فلم يتمكن لشدة فقره من تعليم ولده، فأشفق عليه رئيس إحدى المدارس وأخذه تحت حمايته، وساعده على إكمال دروسه. وبعد خروجه من المدرسة انصب على العلوم الأثرية وألف كتابا في موضوعها، ثم ذهب إلى رومية فعينه البابا بنديكتوس الرابع عشر مديرا لمكتبة الفاتيكان، وزار بعد العاصمة كل مدن إيطاليا وألف المؤلفات الكثيرة التي حتمت باندماج الفن بالعلوم الأثرية اندماجا نهائيا.

وزاد في أوروبا عدد المهتمين بالآثار وعدد المجموعات الأثرية، وأخذت إدارات المتاحف ترسل الزوار والبعثات إلى الشرق مركز المدنيات القديمة.

فاكتشف شامبوليون، العالم الفرنسي، معاني الأحرف المصرية، وأنعم على التاريخ والمؤرخين بأن أهدى إليهم صفقة واحدة كل تاريخ مدنيات مصر السالفات.

ولا يزال علم الأركيولوجيا في تقدم مستمر، وقد قسمه المشتغلون به إلى أقسام عديدة، فهناك الأركيولوجيا المصرية «الهيروغليف» والفينيقية، والآشورية، والفارسية، واليونانية، والرومانية، والنصرانية، وأركيولوجيا العصور المتوسطة.

2

تحت هذا العنوان نشر الدكتور كونتنو

Contenau

في مجلة مركور ده فرانس

Page inconnue