86

Conseils suffisants

النصائح الكافية

فدخل على معاوية قال: علمت يا ابن عباس ان الحسن توفي قال الذلك كبرت قال نعم قال والله ما موته بالذي يؤخر اجلك ولا حفرته بسادة حفرتك ولئن أصبنا به فقد اصبنا بسيد المرسلين وامام المتقين ورسول رب العالمين ثم بعد بسيد الاوصياء فجبر الله تلك المصيبة ورفع تلك العبرة فقال يا ابن عباس ما كلمتك الا وجدتك معدا (انتهى). (سبحان الله) ما أجرأ معاوية على الله وعلى هتك محارم الله وما اعظم حلم الله تعالى عن الجبابرة من اعدائه واعداء نبيه عليه وآله الصلاة والسلام يقتلون سبط رسول الله ويكبرون فرحا بموته وشماتة ولم تنزل عليهم صاعقة من السماء تستأصل شأفتهم لا يسئل ربنا عما يفعل انما نملي لهم ليزدادوا انما ولهم عذاب اليم (أخرج) الديلمي عن ابي سعيد رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اشتد غضب الله على من اذاني في عترتي. (يقول) معاوية في بعض خطبه ان الله جنودا من عسل ولقد صدق فانه قبل ان يقتل الحسن بن علي عليهما السلام بالعسل قد قتل به مالك الاشتر رضي الله عنه (وكان) من خبره كما ذكره ابن الاثير وغيره ان الامام عليا كرم الله وجهه ارسل الاشتر عاملا على مصر فخرج إليها واتت معاوية عيونه فعظم عليه ذلك وكان قد طمع في مصر فبعث معاوية إلى المقدم على اهل الخراج بالقلزم وقال له ان الاشتر قد ولى مصر فان كفيتنيه لم آخذ منك خراجا ما بقيت وبقيت فلما انتهى الاشتر إلى القلزم استقبله ذلك الرجل فعرض عليه النزول فنزل عنده فأتاه بشربة من عسل قد جعل فيه سما وكان الاشتر صائما فسقاه اياه فلما شربها مات واقبل معاوية يقول لاهل الشام ان عليا قد وجه الاشتر إلى مصر فأدعوا الله عليه واقبل الذي سقاه السم إلى معاوية فأخبره بمسلك الاشتر فقام خطيبا ثم قال: اما بعد فانه كانت لعلي يمينان قطعت احداهما بصفين يعني عمار بن ياسر وقطعت الاخرى

--- [ 88 ]

Page 87